من آذى فاطمة فقد آذى الله ورسوله، وأبو بكر آذى فاطمة في قضية فدك
قال الشيعة: ثبت في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا »
[«صحيح مسلم» (7/ 141 ط التركية)].
وقد آذاها أبو بكر لما منعها فدك.
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولا: لا نسلم أن أبا بكر آذى فاطمة في فدك، إنما كلمها أبو بكر بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر لها حكم الشرع فيما سألته، فإذا نسب الشيعة لفاطمة تأذيها من الشرع فهو عين ما طعنوا به على الصديق، وذلك أن من تأذى بالشرع ولم يرض به فلا يخلو من كفر أو نفاق وفي أحسن الاحتمالات يكون ذلك معصية لله تعالى، ونسبة ذلك لفاطمة إيذاء لها رضي الله عنها، إنما كل ما حدث أنه كلمها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأولته فلما رأت إصرار الصديق على فهمه لم تكلمه في الأمر أبدا.
ثانيا: ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين كون فاطمة بضعة منه وبين إيذاؤه لتأذيها، وذلك ليخبرنا أن التأذي إنما هو طبعا لا شرعا، ولذلك فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا».
[البخاري، صحيح البخاري، ١٦٠/٨].
فلو وقع هذا لأقام النبي صلى الله عليه وسلم عليها الحد، ولا شك أن إقامة الحد يؤذيها طبعا ويؤذيه كذلك صلى الله عليه وسلم، ولا يصح أن يقال بأن النبي صلى الله عليه وسلم تأذى لذاك الأذى الشرعي، وإلا لصار ساخطا لشرع الله وهذا ممتنع منه صلى الله عليه وسلم، فثبت من ذلك أن فاطمة لو تأذت لطبع فقط ولم يكن الشرع مانعا من ذلك الفعل بوجه من الوجوه فيكون تأذي النبي صلى الله عليه وسلم طبعا لا شرعا، ولذلك فقد منع النبي صلى الله عليه وسلم عليا من الزواج من فاطمة الكسوف شرعي واضح ففي صحيح البخاري: “أَنَّ المِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ، فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، يَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا العَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا، وَاللَّهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ، عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ» فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ
[البخاري، صحيح البخاري، ٢٢/٥].
فكان المسوغ الشرعي الذي لأجله منع النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك “وَاللَّهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ، عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ”، فثبت أن تأذي فاطمة الذي يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأذى الشرعي
ثالثا: لو سلمنا بأنه قد ترتب على فعل أبي بكر غضب فاطمة فالخطأ عندها لا عند الصديق، إذا أن الصديق كان مخيرا بين أن يسمع ويطيع للشرع ويعصي فاطمة أو العكس، والمسلم مكلف ألا يطيع مخلوق في معصية الخالق سبحانه، ولذلك فقد قال الشيعة بأن فعل المباح لا يقتضي حرمته ولو ترتب عليه إيذاء فاطمة؟
قلت : فما بالك لو كان الفعل واجبا لا مباحا فقط ؟!يقول الخوئي في المباني في شرح العروة الوثقى: “بل حتى ولو فرض كونه إيذاءً لها -أي فاطمة-، فإنّه لا دليل على حرمة الفعل المباح المقتضي لإيذاء المؤمن قهراً، على ما ذكرنا في محلّه، وحيث إنّ المقام من هذا القبيل لأنّ التزوّج بالثانية أمر مباح في حدّ نفسه، فمجرد تأذي فاطمة (عليها السلام) لا يقتضي حرمته” .
[المباني في شرح العروة الوثقى المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم – السيد محمد تقي الخوئي الجزء : 2 صفحة : 364].
رابعا: إن سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك هو خطبة علي لابنة أبي جهل وقد روى الشيعة ذلك ففي علل الشرائع قال ابن بابويه القمي: “حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ وَ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالا أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هَلْ تُشَيَّعُ الْجَنَازَةُ بِنَارٍ وَ يُمْشَى مَعَهَا بِمِجْمَرَةٍ أَوْ قِنْدِيلٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُضَاءُ بِهِ قَالَ فَتَغَيَّرَ لَوْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) مِنْ ذَلِكَ وَ اسْتَوَى جَالِساً ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ جَاءَ شَقِيٌّ مِنَ الْأَشْقِيَاءِ إِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَقَالَ لَهَا أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ عَلِيّاً قَدْ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَتْ حَقّاً مَا تَقُولُ فَقَالَ حَقّاً مَا أَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَدَخَلَهَا مِنَ الْغَيْرَةِ مَا لَا تَمْلِكُ نَفْسَهَا وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَتَبَ عَلَى النِّسَاءِ غَيْرَةً وَ كَتَبَ عَلَى الرِّجَالِ جِهَاداً وَ جَعَلَ لِلْمُحْتَسِبَةِ الصَّابِرَةِ مِنْهُنَّ مِنَ الْأَجْرِ مَا جَعَلَ لِلْمُرَابِطِ الْمُهَاجِرِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ فَاشْتَدَّ غَمُّ فَاطِمَةَ مِنْ ذَلِكَ وَ بَقِيَتْ مُتَفَكِّرَةً هِيَ حَتَّى أَمْسَتْ وَ جَاءَ اللَّيْلُ حَمَلَتِ الْحَسَنَ عَلَى عَاتِقِهَا الْأَيْمَنِ وَ الْحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقِهَا الْأَيْسَرِ وَ أَخَذَتْ بِيَدِ أُمِّ كُلْثُومٍ الْيُسْرَى بِيَدِهَا الْيُمْنَى ثُمَّ تَحَوَّلَتْ إِلَى حُجْرَةِ أَبِيهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ فَدَخَلَ حُجْرَتَهُ فَلَمْ يَرَ فَاطِمَةَ فَاشْتَدَّ لِذَلِكَ غَمُّهُ وَ عَظُمَ عَلَيْهِ وَ لَمْ يَعْلَمِ الْقِصَّةَ مَا هِيَ فَاسْتَحَى أَنْ يَدْعُوَهَا مِنْ مَنْزِلِ أَبِيهَا فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَمَعَ شَيْئاً مِنْ كَثِيبِ الْمَسْجِدِ وَ اتَّكَأَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ (ص) مَا بِفَاطِمَةَ مِنَ الْحُزْنِ أَفَاضَ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لَبِسَ ثَوْبَهُ وَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي بَيْنَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ كُلَّمَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دَعَا اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ مَا بِفَاطِمَةَ مِنَ الْحُزْنِ وَ الْغَمِّ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَ هِيَ تَتَقَلَّبُ وَ تَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيُّ (ص) أَنَّهَا لَا يُهَنِّيهَا النَّوْمُ وَ لَيْسَ لَهَا قَرَارٌ قَالَ لَهَا قُومِي يَا بُنَيَّةِ فَقَامَتْ فَحَمَلَ النَّبِيُّ (ص) الْحَسَنَ وَ حَمَلَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ وَ أَخَذَتْ بِيَدِ أُمِّ كُلْثُومٍ فَانْتَهَى إِلَى عَلِيٍّ (ع) وَ هُوَ نَائِمٌ فَوَضَعَ النَّبِيُّ (ص) رِجْلَهُ عَلَى رِجْلِ عَلِيٍّ فَغَمَزَهُ وَ قَالَ قُمْ يَا أَبَا تُرَابٍ فَكَمْ سَاكِنٍ أَزْعَجْتَهُ ادْعُ لِي أَبَا بَكْرٍ مِنْ دَارِهِ وَ عُمَرَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَ طَلْحَةَ فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَاسْتَخْرَجَهُمَا مِنْ مَنْزِلِهِمَا وَ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَا عَلِيُّ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَ أَنَا مِنْهَا فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي وَ مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ
[اسم الکتاب : علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 185].
فها هي فاطمة ظنت في علي أنه يؤذيها، ولم تقل أنه معصوم من أذاي، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من في علي ذلك، والظن في علي إيذاء الله ورسوله فهو مؤذي لعلي فهل يصدق الحديث على فاطنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا؟
وقد وقع نزاع بين علي وفاطمة أكثر من مرة ولاشك أن في هذا إيذاء لفاطمة قال المجلسي : ” 6 – ( باب ) ( ( كيفية معاشرتها مع علي ( عليهما السلام ) ) 1 – علل الشرائع : القطان ، عن السكري، عن الحسين بن علي العبدي، عن عبد العزيز بن مسلم ، عن يحيى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الفجر ثم قام بوجه كئيب وقمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة ( عليها السلام ) فأبصر عليا نائما بين يدي الباب على الدقعاء ، فجلس النبي ( صلى الله عليه وآله ) فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول : قم فداك أبي وأمي يا أبا تراب ، ثم أخذ بيده ودخلا منزل فاطمة ، فمكثنا هنيئة ، ثم سمعنا ضحكا عاليا ، ثم خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بوجه مشرق ، فقلنا : يا رسول الله دخلت بوجه كئيب وخرجت بخلافه ، فقال : كيف لا أفرح وقد أصلحت بين اثنين أحب أهل الأرض إلى أهل السماء . بيان : الدقعاء التراب ، والاخبار المشتملة على منازعتهما مأولة بما يرجع إلى ضرب من المصلحة ، لظهور فضلهما على الناس أو غير ذلك مما خفي علينا جهته ”
[بحار الأنوار – محمد باقر المجلسي – ج 43 ص 146] .
في هذا الخبر التأكيد على غضب علي او فاطمة رضي الله عنهما، بحيث ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان كئيبا، ولم تذهب كآبة النبي صلى الله عليه واله وسلم الا بعد الاصلاح بين علي وفاطمة رضي الله عنهما، فهل يقول الرافضة بترتب اي محذور على غضب علي من فاطمة رضي الله عنهما او العكس ؟ !! , وقد أثبت المجلسي في موضع اخر في البحار التنازع بين علي وفاطمة رضي الله عنهما، فقال : ” بيان : لعل منازعتها صلوات الله عليها إنما كانت ظاهرا لظهور فضله صلوات الله عليه على الناس ، أو لظهور الحكمة فيما صدر عنه عليه السلام أو لوجه من الوجوه لا نعرفه ”
[بحار الأنوار – المجلسي – ج 41 ص 47] .
وفي العلل أيضا : ” أبى رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا الحسن بن عرفة ( بسر من رأى ) قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا محمد بن إسرائيل قال : حدثنا أبو صالح عن أبي ذر رحمة الله عليه قال : كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة فأهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم فلما قدمنا المدينة أهداها لعلي ” ع ” تخدمه فجعلها علي ” ع ” في منزل فاطمة فدخلت فاطمة عليها السلام يوما فنظرت إلى رأس علي عليه السلام في حجر الجارية فقالت يا أبا الحسن فعلتها فقال لا والله يا بنت محمد ما فعلت شيئا فما الذي تريدين ؟ قالت تأذن لي في المصير إلى منزل أبى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها قد أذنت لك فتجلببت بجلبابها وتبرقعت ببرقعها وأرادت النبي صلى الله عليه وآله فهبط جبرئيل ” ع ” فقال يا محمد ان الله يقرءك السلام ويقول لك ان هذه فاطمة قد أقبلت إليك تشكو عليا فلا تقبل منها في علي شيئا فدخلت فاطمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله جئت تشكين عليا قالت إي ورب الكعبة ، فقال لها ارجعي إليه فقولي له رغم أنفي لرضاك ، فرجعت إلى علي ” ع ” فقالت له يا أبا الحسن رغم أنفي لرضاك تقولها ثلاثا ، فقال لها علي ” ع ” شكوتيني إلى خليلي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله واسوأتاه من رسول الله صلى الله عليه وآله اشهد الله يا فاطمة ان الجارية حرة لوجه الله وان الأربعمائة درهم التي فضلت من عطائي صدقة علي فقراء أهل المدينة، ثم تلبس وانتعل وأراد النبي صلى الله عليه وآله فهبط جبرئيل فقال يا محمد ان الله يقرءك السلام ويقول لك قل لعلي قد أعطيتك الجنة بعتقك الجارية في رضا فاطمة والنار بالأربعمائة درهم التي تصدقت بها فادخل الجنة من شئت برحمتي واخرج من النار من شئت بعفوي ، فعندها قال علي ” ع ” أنا قسيم الله بين الجنة والنار “-
[علل الشرائع – الصدوق – ج 1 ص 163 – 164 ].
بل ولا يلزم من مطلق غضب نبي أو ولي على أحد غضب الله تعالى، وإلا يلزم من ذلك غضب الله تعالى على علي أو فاطمة رضي الله عنهما، ولا قائل به، وكذلك قد ورد في القران الكريم غضب موسى عليه السلام على قومه، ومن ضمنهم هارون عليه السلام , فلم يترتب اي شيء على غضب موسى عليه السلام بالنسبة لهارون عليه السلام , قال الله تعالى : { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) : الاعراف } , وقال تعالى : { قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) : طه } , فلما كان هارون عليه السلام غير مخطيء لم يترتب اي شيء على غضب موسى عليه السلام منه , وكذلك حال ابي بكر رضي الله عنه، فلما لم يكن مخطئا، بل متبعا لامر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فلا يترتب على غضب فاطمة رضي الله عنها اي شيء .
خامسا: لا شك أن إيذاء أي مؤمن فيه إيذاء لله ورسوله وهذا أمر يشمل كل مؤمن إذا كان غضبه بحق لا بباطل، وإليك بعض الروايات من كتب الشيعة في ذلك .قال في جامع الاخبار: “147 – قال رسول الله صلى الله عليه وآله من آذى مؤمنا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وفى خبر آخر فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.(4) العوالي 361 ج 1 – قال رسول الله صلى الله عليه وآله من آذى مؤمنا بغير حق فكأنما هدم مكة وبيت الله المعمور عشر مرات وكأنما قتل ألف ملك من المقربين. ك 103 ج 2 – ورواه العلامة الحلي في الرسالة السعدية عنه صلى الله عليه وآله (مثله) القطب الراوندي في لب اللباب عنه صلى الله عليه وآله (مثله).(5) ك 103 ج 2 – القطب الراوندي في لب اللباب عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال من آذى مؤمنا آذاه الله ومن أحزنه أحزنه الله ومن نظر اليه بنظرة تخفيه بغير حق أو بجفاء يخفيه الله يوم القيامة”.
[اسم الکتاب : جامع أحاديث الشيعة المؤلف : البروجردي، السيد حسين الجزء : 16 صفحة : 305].
بل إن كل مسلم يشمله ذلك الحكم، ففي كتاب حكم النبي: “عنه صلى الله عليه وآله : مَن آذى مُسلِما فَقَد آذاني، ومَن آذاني فَقَد آذَى اللّه “.
[اسم الکتاب : حكم النّبيّ الأعظم المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد الجزء : 4 صفحة : 604].
وعليه فكل أحد ورد فيه مثل هذه العمومات فلابد من تقييدها بتحقق شروط وانتفاء موانع.
سادسا: الشيعة يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذون فاطمة وأهل البيت بكل أنواع الأذى ومن ذلك على سبيل المثال أنهم يروو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه ” –
[الأمالي – الطوسي – ص273].
ورد في كتب الشيعة ذم كبير للعباس ففي كتاب سليم بن قيس : ” ثم حملت فاطمة وأخذت بيد ابني الحسن والحسين ، فلم أدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي . فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط : سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير ، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به ، أما حمزة فقتل يوم أحد ، وأما جعفر فقتل يوم مؤتة ، وبقيت بين جلفين جافيين ذليلين حقيرين عاجزين : العباس وعقيل ، وكانا قريبي العهد بكفر ”
[كتاب سليم بن قيس – تحقيق محمد باقر الأنصاري – ص 216 ].
وفي الكافي للكليني : ” 216 – مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) فَذَكَرْنَا مَا أَحْدَثَ النَّاسُ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ ( صلى الله عليه وآله ) وَ اسْتِذْلَالَهُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَأَيْنَ كَانَ عِزُّ بَنِي هَاشِمٍ وَ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْعَدَدِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) وَ مَنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ إِنَّمَا كَانَ جَعْفَرٌ وَ حَمْزَةُ فَمَضَيَا وَ بَقِيَ مَعَهُ رَجُلَانِ ضَعِيفَانِ ذَلِيلَانِ حَدِيثَا عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ عَبَّاسٌ وَ عَقِيلٌ وَ كَانَا مِنَ الطُّلَقَاءِ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ حَمْزَةَ وَ جَعْفَراً كَانَا بِحَضْرَتِهِمَا مَا وَصَلَا إِلَى مَا وَصَلَا إِلَيْهِ وَ لَوْ كَانَا شَاهِدَيْهِمَا لَأَتْلَفَا نَفْسَيْهِمَا “-
[الكافي – الكليني – ج 8 ص 189 – 190 , وقال المجلسي في مرآة العقول – حسن – ج 26 ص 83] .
قال الخوئي : “ وملخص الكلام: أن العباس لم يثبت له مدح، ورواية الكافي الواردة في ذمه صحيحة السند، ويكفي هذا منقصة له، حيث لم يهتم بأمر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولا بأمر الصديقة الطاهرة في قضية فدك، معشار ما اهتم به في أمر ميزابه “.
[معجم رجال الحديث – الخوئي – ج 10 ص 254] .
أليس في كل هذا السب والطعن والتكفير للعباس إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم؟ثم أليس في نسبة الأفعال المشينة بفاطمة إيذاء لها ؟نسبوا لفاطمة أنها أمسكت بتلابيب عمر كما في الكافي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهما السلام ، قَالَا : « إِنَّ فَاطِمَةَ عليهاالسلام لَمَّا أَنْ كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ ، أَخَذَتْ بِتَلَابِيبِ عُمَرَ ، فَجَذَبَتْهُ إِلَيْهَا..”.
[الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 2 صفحة : 495].
وهذا لا تفعله الا امرأة قليلة الدين عديمة الخلق، ترى زوجها جبانا لا علاقة له بالرجولة ولا بالغيرة، وكفى بهذا إيذاء لفاطمة رضي الله عنها من قبل الشيعة بل ونسبوا لها انها استغلت انوثتها مع الرجال الأجانب لتأتي بحقها كتاب الأسرار الفاطمية صـ 507 قال: “وكان بنو هاشم وفي مقدّمتهم علي عليهالسلام لا يقدرون على المطالبة بحقوقهم المغصوبة بأنفسهم ، فجعلت الزهراء من نفسها مطالبة بحق بني هاشم وحقها ، ومدافعة عنهم اعتماداً على فضلها وشرفها وقربها من رسول الله ، واستناداً إلى أنوثتها حيث النساء أقدر من الرجال في بعض المواقف”.
[اسم الکتاب : الأسرار الفاطميّة المؤلف : الشيخ محمد فاضل المسعودي الجزء : 1 صفحة : 507].
فالسؤال هل يرضى الشيعي على امرأته أو ابنته ان تذهب الى رجل أجنبي فتستغل أنوثتها عنده؟!!! اعوذ بالله من الخنا والدياثة باسم الدين، وكل هذا ينسبونه لبضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يتكلمون عن إيذاء أبي بكر لها!!!نسبوا لها انها لم تصبر على موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بل جزعت جزعا شديدا ولم تصبر عند المصيبة كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
قال المدرسي: «وَلَمْ يَكُنْ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ وَالْأَصْحَابِ وَالْأَقْرِبَاءِ وَالْأَحْبَابِ أَشَدَّ حُزْناً وَأَعْظَمَ بُكَاءً وَانْتِحَاباً (على رسول الله) مِنْ مَوْلَاتِي فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليها السلام، وَكَانَ حُزْنُهَا يَتَجَدَّدُ وَيَزِيدُ وَبُكَاؤُهَا يَشْتَدُّ. فَجَلَسْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا يَهْدَأُ لَهَا أَنِينٌ وَلَا يَسْكُنُ مِنْهَا الْحَنِينُ، كُلُّ يَوْمٍ جَاءَ كَانَ بُكَاؤُهَا أَكْثَرَ مِنَ الْيَوْمِ الْأَوَّل، فَلَمَّا فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ أَبْدَتْ مَا كَتَمَتْ مِنَ الْحُزْنِ، فَلَمْ تُطِقْ صَبْراً إِذْ خَرَجَتْ وَصَرَخَتْ فَكَأَنَّهَا مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله تَنْطِقُ، فَتَبَادَرَتِ النِّسْوَانُ وَخَرَجَتِ الْوَلَائِدُ وَالْوِلْدَانُ وَضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَجَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَأُطْفِئَتِ المَصَابِيحُ لِكَيْلَا تَتَبَيَّنَ صَفَحَاتُ النِّسَاءِ، وَخُيِّلَ إِلَى النِّسْوَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى الله عليه واله قَدْ قَامَ مِنْ قَبْرِهِ، وَصَارَتِ النَّاسُ فِي دَهْشَةٍ وَحَيْرَةٍ لِمَا قَدْ رَهِقَهُمْ، وَهِيَ عليها السلام تُنَادِي وَتَنْدُبُ: أَبَاهُ وَاأَبَتَاهْ وَاصَفِيَّاهْ وَامُحَمَّدَاهْ وَاأَبَا الْقَاسِمَاهْ وَارَبِيعَ الْأَرَامِلِ وَالْيَتَامَى، مَنْ لِلْقِبْلَةِ وَالمُصَلَّى؟ وَمَنْ لِابْنَتِكَ الْوَالِهَةِ الثَّكْلَى؟.ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَعْثُرُ فِي أَذْيَالِهَا وَهِيَ لَا تُبْصِرُ شَيْئاً مِنْ عَبْرَتِهَا وَمِنْ تَوَاتُرِ دَمْعَتِهَا، حَتَّى دَنَتْ مِنْ قَبْرِ أَبِيهَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى الْحُجْرَةِ وَقَعَ طَرْفُهَا عَلَى الْمِئْذَنَةِ فَقَصُرَتْ خُطَاهَا وَدَامَ نَحِيبُهَا وَبُكَاهَا، إِلَى أَنْ أُغْمِيَ عَلَيْهَا، فَتَبَادَرَتِ النِّسْوَانُ إِلَيْهَا فَنَضَحْنَ المَاءَ عَلَيْهَا وَعَلَى صَدْرِهَا وَجَبِينِهَا، حَتَّى أَفَاقَتْ
[فاطمة الزهرا عليها السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 72].
هذا مع أن الشيعة يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى فاطمة (ع)، فقال: إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجها، ولا ترخي علي شعرا، ولا تنادي بالويل، ولاتقيمي علي نائحة .وقد أوصاها أيضا في هذه المناسبة بقوله: توكلي على الله، واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء”.
[مأساة الزهراء عليها السلام المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى الجزء : 2 صفحة : 145].
ومع ذلك نسبوا لها معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكفى بهذا إيذاء لفاطمة.قالوا بأن فاطمة ليست من خير النساء عندهم لكونها خرجت فخطبت أمام الرجال فرأت الرجال ورأوها ؟! وقد رووا: “عن علي عليه السلام أنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله أي شئ خير للمرأة؟ فلم يجبه أحد منا، فذكرت ذلك لفاطمة عليها السلام فقالت ما من شئ خير للمرأة من أن لا ترى رجلا ولا يراها، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال صدقت، انها بضعة مني.
[اسم الکتاب : جامع أحاديث الشيعة المؤلف : البروجردي، السيد حسين الجزء : 20 صفحة : 264].
ثم مسئول لها ما يسمى بالخطبة الفدكية بمحضر من آلاف الرجال الأجانب!!وهذا غيض من فيض من إيذاء الشيعة لبضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مواضيع شبيهة