طعن الشيعة في ثبوت كون معاوية كان كاتبا للوحي، وطعنهم في كونها فضيلة.
قال الشيعة إنه لم يثبت أن معاوية كان كاتبا للوحي ولو ثبت لما كان في ذلك فضيلة بدليل قصة عبد الله بن سعد بن أبي السرح.
قال شيخ الشيعة الصدوق: “إن الناس يشبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي وليس ذلك بموجب له فضيلة ، وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي وهو الذي قال :” سأنزل مثل ما أنزل الله ” وكان النبي صلى الله عليه وآله يملي عليه ” والله غفور رحيم ” فيكتب ” والله عزيز حيكم ” ويملي عليه ” والله عزيز حكيم ” فيكتب ” والله عليم حكيم ” فيقول له النبي صلى الله عليه وآله :هو واحد هو واحد ، فقال عبد الله بن سعد : إن محمد لا يدري ما يقول ! إنه يقول وأنا أقول غير مايقول ، فيقول لي : هو واحد هو واحد . وإن جاز هذا فإني سأنزل مثل ما أنزل الله فأنزل الله تبارك وتعالى فيه ” ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ” ( 1 ) فهرب وهجا النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله : من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح ولو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله .
[معاني الأخبار، الشيخ الصدوق، ص ٣٤٧].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولا: كلام صدوقهم فيه إثبات لكون معاوية كان كاتبا للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان بعض الشيعة الآن ينكر ذلك ولأجله نقول إن كون معاوية رضي الله عنه كان كاتبا للوحي صحيح قالت عند السنة والشيعة على السواء .
أما عند أهل السنة.
فمن كتب أهل السنة ما جاء في صحيح مسلم.وَمُعَاوِيَةُ، تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ، قَالَ: «نَعَمْ»
[«صحيح مسلم» (4/ 1945 ت عبد الباقي)].
وفي مسند أحمد «اذهبْ فادْعُ لي معاوية”، وكان كاتِبَه»
[«مسند أحمد» (3/ 189 ت أحمد شاكر)].
في سنن البيهقي: “.. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» وَكَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ..”
[«دلائل النبوة للبيهقي» (6/ 243)].
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «كَانَ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
[«جزء أبي عبد الله العطار» (ص59 بترقيم الشاملة آليا)].
وفي الشريعة: «رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا ، يَسْأَلُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ ، أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؟ . فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ: لَا يُقَاسُ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ ، مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَاتِبُهُ وَصَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
[«الشريعة للآجري» (5/ 2466)].
وقد ذكر بعضهم أن معاوية كان يكتب الرسائل فقط لا الوحي واستدل بما نقله الحافظ ابن حجر عن المدائني قال : “«وقال المدائنيّ: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية يكتب للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما بينه وبين العرب»
[«الإصابة في تمييز الصحابة» (6/ 121)].
قلنا ذكر الشيء لا ينفي ما عداه ولذلك فقد أثبت الحافظ نفسه أن معاوية كان يكتب الوحي فقال في تهذيبه «معاوية ابن أبي سفيان صخر ابن حرب ابن أمية الأموي أبو عبد الرحمن الخليفة صحابي أسلم قبل الفتح وكتب الوحي ومات في رجب سنة ستين وقد قارب الثمانين»
[«تقريب التهذيب» (ص537)].
وحتى لو تنزلنا وقلنا بأنه كان يكتب الرسائل فأنتم تعتقدون أن كل ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا بوحي ولا يكون باجتهاد من نفسه، فسقط كل التشغيب.
أما إقرار الشيعة إن معاوية كان كاتبا للوحي فقد جاء في مصادر كثيرة منها .جاءت رواية قريبة من رواية مسلم في مصادرهم عن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال : يا رسول الله ثلاث أعطنيهن ، قال : نعم ، قال : عندي أحسن العرب وأجملهم اُمّ حبيبة أزوّجكها ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك ، قال : نعم ، قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين ، قال : نعم . قال ابن زميل : ولولا أنه طلب ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أعطاه إياه لأنّه لم يكن يسأل شيئاً قط إلاّ قال : نعم .
[موسوعة أحاديث أهل البيت ( ع )، ج ١، الشيخ هادي النجفي، ص ١٤٢مكارم الأخلاق، حسن بن الفضل الطبرسي، ص ١٨].
وقال صدوقهم تحت عنوان (معنى استعانة النبي صلىاللهعليه وآله بمعاوية في كتابة الوحي )
١ ـ حدثنا محمد بن موسى بمن المتوكل ـ رضياللهعنه ـ قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي : قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ومعاوية يكتب بين يديه ، ..”.
[اسم الکتاب : معاني الأخبار المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 346].
ويقول اليعقوبي: “وكان كتابه الذين يكتبون الوحي والكتب والعهود: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعمرو بن العاص ابن أمية ومعاوية بن أبي سفيان..”.
[تاريخ اليعقوبي ج2ص80].
وقال مرتضى المطهري: “وكتب له معاوية قبل وفاته بأشهر. النبي الأمي ص20 مرتضى مطهري وفي بحار الأنوار: “باب كتّاب الوحي وما يتعلق بأحوالهم: إن عبدالله بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان من الرضاعة أسلم وقدم المدينة، وكان له خط حسن ، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله دعاه فكتب…قال رسول الله صلى اللهعليه وآله ومعاوية يكتب بين يديه…
[بحار الأنوار ج92ص36].
فهذا إقرار الشيعة بكون معاوية رضي الله عنه كان كاتبا للوحي.
ثانيا: محاولة الشيعة نفي الفضيلة لكون معاوية كان كاتبا للنبي صلى الله عليه وسلم ومقارنته بعبد الله بن سعد بن أبي السرح مقارنة باطلة وفاسدة من أوجه نذكر منها .
الوجه الأول: أنه ينافي ما قرروه من الوثاقة والعدالة بمجرد الكتابة للمعصوم بل حتى لنائب المعصوم ومن نماذج ذلك لما تكلم الشيعة على أحمد بن إبراهيم النوبختي كان كاتب الحسين بن روح قالوا أنه كان كاتبا لأحد نواب المهدي وهذه توجب له الوثاقة والمدح مع كونه مهملا في كتب الرجال، يقول شيخهم مسلم الداوري: “ومما يؤيده أنه كان كاتباً للحسين بن روح، فإن أوجب ذلك كله الاطمئنان بوثاقته فهو، وإلا فالرواية مؤيدة”.
[ التقية في التقية في فقه أهل البيت (ع)(بحوث الشيخ مسلم الداوري)تأليف:محمد علي المعلم ج3ص154].
قال التستري في القاموس إنّه : « كان كاتب الحسين بن روح » وهو لا يخلو من مدح”.
[قاموس الرجال، ج ١، الشيخ محمد تقي التستري، ص ٣٧٧].
[بيان الأصول، ج ٩، السيد صادق الحسيني الشيرازي، ص ٢٤٩].
وقال في تنقيح المقال في علم الرجال: “أحمد بن إبراهيم: حصيلة البحث المعنون مهمل، ولكن اختصاص المعنون بالنائب الخاص للإمام (ع) المعصوم (عجل)، واطلاعه -بحكم وظيفة الكتابة- على كثير من أسراره، إن لم تسبغ عليه الوثاقة، فلا أقل من الحسن بأعلى مراتبه، وعد حديثه حسنا كالصحيح].
[ تنقيح المقال في علم الرجال تأليف: الشيخ عبدالله المامقاني تحقيق واستدراك: الشيخ محيي الدين المامقاني ج5ص240].
فهذا ما عرفوا عنه الا مجرد كونه كاتبا عند رجل من نواب المهدي! ولأجل ذلك فقط قالوا بأنه ثقة، وعدوا مجرد الكتابة لذلك النائب مدحا، وبمجردها يقبل حديثه!! وهذا مما يجعل المنصف يحكم على هؤلاء أنهم أعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونواصب له إذ يجعلون رجلا كذابا كالحسين بن روح النوبختي أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث أن اختياره للكاتب يجعل ذلك الكتاب ثقة وممدوحا وعلى العكس من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم!!
الوجه الثاني: أنه إن لم يكن في اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم لكاتب يكتب له الوحي فضيلة فيلزم الشيعة إن يقولوا لا فضيلة لعلي بن أبي طالب لما كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.يقول ابن شهر أشوب وهو يعدد مناقب علي رضي الله عنه : “وكان عليه السلام يكتب الوحي والعهد وكاتب الملك أخص إليه لأنه قلبه ولسانه ويده ، فلذلك أمره النبي صلى الله عليه وآله بجمع القرآن بعده ، وكبت له الاسرار ، وكتب يوم الحديبية بالاتفاق ، “.
[ مناقب آل أبي طالب – ط المكتبة الحيدرية المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 140].
فلماذا كانت كتابة علي منقبة له وكتابة غيره ليست منقبة بل يعدونها مذمة!! بل وقالوا بأن عليا كان يفتخر بتلك الكتابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي رواية الكافي: “فَمَا نَزَلَتْ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلاَّ أَقْرَأَنِيهَا، وَأَمْلَاهَا عَلَيَّ ، فَكَتَبْتُهَا بِخَطِّي”.
[الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 1 صفحة : 161].
فإذا كان الفخر من علي بالكتابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقا لزم من ذلك أن يفتخر معاوية وغيره من أهل السنة بتلك المنقبة لمعاوية رضي الله عنه.
الوجه الثالث: قياسهم معاوية على عبد الله بن سعد بن أبي السرح من أغرب ما يكون إذ أنه لو صح لما بقيت فضيلة لغير معصوم قط، وذلك أنه إن قيل من فضائل فلان انه جاهد في سبيل الله لقيل ليس الجهاد في سبيل الله فضيلة بدليل أن فلانا قد جاهد وارتد، وإن قيل أن فلانا كان قواما بالليل صواما بالنهار لقيل لا فضيلة له فيها إذ كان فلان كذلك وارتد، وقل مثل ذلك في كل فضيلة تُذكر لغير الأنبياء ، وقد اتفق العقلاء على بطلان ذلك القياس، وعليه فإن قيل إن عبد الله بن سعد بن أبي السرح قد ارتد قلنا بالردة سقطت الفضيلة ثم لما اسلم وحسن اسلامه قد يقال برجوع تلك الفضيلة له على قول بعض أهل العلم. وعليه فلا يقاس من لم يرتد بمن ارتد وإلا وقعنا في ذلك الإشكال الذي لا مفر منه ولا شك في بطلانه. وأما ما يُنسب إلى عبد الله بن سعد بن أبي السرح من أنه كان يُحرف في الكتابة فلم يصح عنه قط. ولم نقف على رواية صحيحة الإسناد أن عبد الله بن أبي سرح كان يحرِّف الوحي ، وإنما في قصته أنه ” أزلَّه الشيطان ” .عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
رواه النسائي ( 4069 ) وأبو داود ( 4358 ) وحسَّنه الألباني في ” صحيح النسائي ” .
راجع موقع الإسلام سؤال وجواب تحت عنوان “التفريق بين عبد الله بن أبي سرح وغيره ممن ارتد وادَّعى أنه كان يحرِّف الوحي”.
ويراجع أيضا تحت عنوان “هل نزل قوله تعالى : ( وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ) في شأن عبد الله بن سعد ابن أبي سرح ؟”
الوجه الرابع: ما ذكروه من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يستعين بكافر على كتابة الوحي كما ذكر ابن بابويه في[ معاني الأخبار ص٣٤٧ ]. فنقول إن هذا عين الحمق إذ لا دخل للكفار في كتابة الوحي وهذا الأمر مما يحتاج المرء أن يستوثق فيه لنفسه غاية الاستيثاق ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بتعلم كتاب اليهود. «عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ زَيْدًا، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، قَالَ زَيْدٌ: ذُهِبَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُعْجِبَ بِي،
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، مَعَهُ مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سُورَةً، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: “يَا زَيْدُ، تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودَ، فَإِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي ” قَالَ زَيْدٌ: فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ، مَا مَرَّتْ بِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى حَذَقْتُهُ وَكُنْتُ أَقْرَأُ لَهُ (3) كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ، وَأُجِيبُ عَنْهُ إِذَا كَتَبَ “»
[«مسند أحمد» (35/ 490 ط الرسالة)].
قال في شرخ السنن: «وفيه دليل أن الكاتب والمترجم يكون أمينا عدلا حرًّا كما في زيد -رضي الله عنه-، ويدل على الأمانة قوله تعالى: {رَسُولٌ أَمِينٌ} (3) قال الضحاك: آمين على الرسالة»
[«شرح سنن أبي داود لابن رسلان» (15/ 76)].
وقال الشيخ خليل أحمد السهارنفوري: «وقال أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني والله ما آمن يهود على كتابي) أي لم يطمئن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أن يكون كاتبه من اليهود، لئلا يلبس عليه في الكتاب، ويخون فيه، فيكتب ما لم يقله، أو لم يكتب ما يقوله»
[«بذل المجهود في حل سنن أبي داود» (11/ 379)].
فكيف يقال بعد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم يستكتب اعداءه الوحي ؟!!
والحمد لله رب العالمين
مواضيع شبيهة