7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

سفك دماء الشيعة في فترة خلافة معاوية

0

 

قال الأميني: “لم يبرح معاوية مستصغرا كل كبيرة في توطيد سلطانه، مستسهلا دونه كل صعب، فكان من الهين عنده في ذلك كل بائقة، ومن ذلك دؤبه على سفك دماء الشيعة – شيعة الإمام الطاهر – في أقطار حكومته، وفي جميع مناطق نفوذه، واستباحة أموالهم وأعراضهم، وقطع أصولهم بقتل ذراريهم وأطفالهم، ولم يستثن النساء … بعث بسر بن أرطاة بعد تحكيم الحكمين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ حي، وبعث معه جيشا آخر، وتوجه برجل من عامر ضم إليه جيشا آخر، ووجه الضحاك بن قيس الفهري في جيش آخر، وأمرهم أن يسيروا في البلاد فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام)وأصحابه، وأن يغيروا على سائر أعماله، ويقتلوا أصحابه، ولا يكفوا أيدهم عن النساء والصبيان .

فمر بسر لذلك على وجهه حتى انتهى إلى المدينة فقتل بها ناسا من أصحاب علي (عليه السلام)وأهل هواه، وهدم بها دورا، ومضى إلى مكة فقتل نفرا من آل أبي لهب، ثم أتى السراة فقتل من بها من أصحابه، وأتى نجران فقتل عبد الله بن عبد المدان الحارثي وابنه”

[اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 11  صفحة : 16].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا: جميع الروايات التي تقول بأن معاوية كان يتتبع الشيعة أو يسفك دماء الشيعة لأنهم فقط شيعة علي مكذوبة ولا تصح، وقد تعرضنا لتلك الروايات تفصيلا في جوابنا على شبهة (قتل نحو ثلاثين ألفا في غارة بسر بن أرطأة على الحرمين واليمن سوبر المسلمات وقتله لطفلين) وقد ذكرنا هناك سبع روايات وبينا سقوطها إسنادا ومتنا ولا حاجة للإعادة هنا، ولم يكن معاوية يقتل أحدا إلا حدا أو قصاصا فمن كان عنده بينة بغير ذلك فليخرج لنا رأسه، لكن الشيعة لا بضاعة لهم إلا الكذب، ولو كان معاوية يريد أن يستأصل الشيعة في زمانه لما بقي شيعي واحد وقد كان معاوية مطلق اليد في دولته يقول شيخهم المجلسي الأول: “معاوية لما كان مسلطا على المؤمنين”.

[ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، ج ١٠، العلامة المجلسي، ص ٢٨٨].

 

 فلماذا لم يتخلص معاوية من جميع الشيعة ويستأصلهم؟!

ومن جهة أخرى فإن القول بأن معاوية كان يتتبع الشيعة ويقتلهم فيه طعن في عقيدة الشيعة ورواياتهم، فإنه قد رووا أن الحسن قد ذكر أن حكم معاوية فيه إبقاء للشيعة لا قتل لهم ولو لم يحكم معاوية لقُتِل الشيعة جميعا فقد رووا في العلل: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَا ابْنَ 14 رَسُولِ اللَّهِ لِمَ دَاهَنْتَ مُعَاوِيَةَ وَ صَالَحْتَهُ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ الْحَقَّ لَكَ دُونَهُ … وَ لَوْ لَا مَا أَتَيْتُ لَمَا تُرِكَ مِنْ شِيعَتِنَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ إِلَّا قُتِلَ”.

[اسم الکتاب : علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 211].

 

بل ورووا عن علي بن أبي طالب أنه كف عن قتل اهل السنة وسبيهم حتى لا تقتل الشيعة وتسبى، ولو لم يكن ذلك قد حصل فعلا لكان طعنا في علم علي وحكمته ومعرفته بمعاوية وهذا طعن حتى في صفاته القيادية وأنه لا يصلح لقيادة الأمة فقد رووا عن عليا قال: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) جَالِساً فَسَأَلَهُ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ أَ يَسِيرُ الْقَائِمُ بِخِلَافِ سِيرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيّاً (ع) سَارَ فِيهِمْ بِالْمَنِّ وَ الْكَفِّ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ شِيعَتَهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّ الْقَائِمَ (ع) إِذَا قَامَ سَارَ فِيهِمْ بِالْبَسْطِ وَ السَّبْيِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ شِيعَتَهُ لَنْ يُظْهَرَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً

[علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 210].

 

وأما سُئل معصومهم أبو جعفر عن ما فعلت الحسن مع معاوية وكان سؤاله سؤال معترض قال له أَبُو جَعْفَرٍ (ع)” اسْكُتْ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِمَا صَنَعَ لَوْ لَا مَا صَنَعَ لَكَانَ أَمْرٌ عَظِيمٌ”

[علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 211].

 

فأي شيء أعظم من استئصال الشيعة وتتبعهم لقتلهم فضلا عن قتل إمامهم الحسن؟ وهذا مما يبطل دعواهم أن معاوية قد تتبع الشيعة وقتلهم.

 

ومما يقضي على تلك الفرية ويضحدها تماما ما يروونه من قول الحسن لحجر بن عدي، (وانّما فعلت ما فعلت ابقاء عليكم… وما أردت بما فعلت إلا حقن الدماء”

[(تنزيه الانبياء للشريف المرتضى ص223)].

 

أفبعد تصريح الحسن أنه فعل ذلك إبقاء للشيعة وحقنا لدمائهم يأتي شيعي ليقول إن الشيعة لم تحقن دماؤهم بعد صلح الحسن؟ أكان الحسن مغفلا لا يدري مع من يتصالح؟ أم كان جاهلا خائب الظن جاهلا بما يفعله معاوية؟ ما هذا إلا غاية النصب والعداوة والطعن في الحسن بن علي رضي الله عنه. وفي رواية ابن شهر آشوب يقرر الحسن أن الصلح كان مصلحة للشيعة فهل قتل الشيعة واستئصالهم مصلحة لهم؟.عن يوسف بن مازن الراسبي انه لما صالح الحسن بن علي عذل وقيل له : يا مذل المؤمنين ومسود الوجوه ، فقال : لا تعذلوني فان فيها مصلحة .

[مناقب آل أبي طالب – ط المكتبة الحيدرية المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 3  صفحة : 197].

 

ثانيا: لماذا يلام معاوية على قتل الشيعة جميعا -تنزلا- رغم أن الشيعة يحلون دماء وأموال وأعراض اهل السنة جميعا، ولو تمكن الشيعة من اهل السنة جميعا لقتلوهم قربة لربهم ، بل إن الغلو عندهم في الفتوى بقتل السني إنما تعدى البشر إلى الطيور

يقول نعمة الله الجزائري: “روى ان العصفور يحب فلانا و فلانا، و هو سني فينبغي قتله بكل وجه و اعدامه و اكله”.

[الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 211].

 

فقد جعل الجزائري علة قتل العصفور أنه يحب أبو بكر وعمر وأنه سني فكل من أحب الشيخين وجب قتله عندهم !

وقد صرح بذلك شيخهم البحراني في الحدائق الناضرة فقال وهو يعدد بعض من قال بذلك: “ الى هذا القول ذهب أبو الصلاح و ابن إدريس و سلار، و هو الحق الظاهر بل الصريح من الأخبار لاستفاضتها و تكاثرها بكفر المخالف و نصبه و شركه و حل ماله و دمه كما بسطنا عليه الكلام بما لا يحوم حوله شبهة النقض و الإبرام في كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب و ما يترتب عليه من المطالب”.

[الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 10  صفحة : 360].

 

وقال ذلكم المحقق: ” وحينئذ فبموجب ما دلت عليه هذه الأخبار وصرح به أولئك العلماء الأبرار لو أمكن لأحد اغتيال شيء من نفوس هؤلاء وأموالهم من غير استلزامه لضرر عليه أو على إخوانه، جاز له فيما بينه وبين الله تعالى»

[الشهاب الثاقب لمحققهم البحراني ص٢٦٦:٢٦٧].

 

ولذلك فقد رووا عن دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) مَا تَقُولُ فِي قَتْلِ النَّاصِبِ قَالَ حَلَالُ الدَّمِ لَكِنِّي أَتَّقِي عَلَيْكَ فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَقْلِبَ عَلَيْهِ حَائِطاً أَوْ تُغْرِقَهُ فِي مَاءٍ لِكَيْلَا يُشْهَدَ بِهِ عَلَيْكَ فَافْعَلْ قُلْتُ فَمَا نَرَى فِي مَالِهِ قَالَ تَوِّهْ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ”.

[علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 2  صفحة : 601].

 

فهذا أمر من المعصوم بأن تقتل الناصبي بأن تقلب عليه جدارا! وهذا لكل مخالف للشيعة خاصة من يقدم الشيخين على علي، فكل من لم يكن رافضيا فهو ناصبي في عقيدتهم  ويدلك على ذلك ما رواه في مستطرفات السرائر من كتاب ” مسائل الرجال ومكاتباتهم لعلى بن محمد الهادى عليه السلام ” في جملة مسائل محمد بن على بن عيسى، قال: كتبت إليه: أسأله عن الناصب، هل احتاج في امتحانه الى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت، واعتقاد امامتهما ؟ فرجع الجواب:من كان على هذا فهو ناصب وهو صريح في ان مظهر النصب والعداوة، هو القول بامامة الاولين”.

[كتاب الحدائق الناضرة للبحراني ج18 ص157-158].

 

بل وقد وقع هذا عمليا في زمان معصومهم الكاظم لما قتل أحد ثقاتهم  الكبار وهو علي بن يقطين خمسمئة من اهل السنة فأجاز له المعصوم ذلك وعاب عليه فقط عدم استئذانه ثم أظهرت الرواية على لسان الكاظم حقدا عجيبا على أهل الإسلام وأنهم اخوة الكلاب وأنهم شر من اليهود والنصاري

 

يقول نعمة الله الجزائري: “و في الروايات ان علي بن يقطين و هو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين و كان من خواص الشيعى فأمر غلمانه و هدموا سقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم و كانوا خمسمائة رجل تقريبا فاراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل الى الامام مولانا الكاظم 7 فكتب 7 اليه جواب كتابه بأنك لو كنت تقدمت اليّ قبل قتلهم لما كان عليك شي‌ء من دمائهم و حيث انك لم تتقدم اليّ فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس و التيس‌[1] خير منه فانظر الى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية اخيهم الاصغر و هو كلب الصيد فان ديته عشرون درهما و لا دية اخيهم الاكبر و هو اليهودي او المجوسي فانها ثمانمائة درهم و حالهم في الاخرة اخسّ و انجس”.

[الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 2  صفحة : 212].

 

فها هو الوزير الشيعي علي بن يقطين استغل نفوذه وقتل هؤلاء السنة وهم في محبسهم، ثم كان تعليق معصومهم أنه لو كان ارسل إليه قبل قتلت لهم لما كان عليه شيء ! هذا فضلا عن أن الكفار ليست لقتل اهل السنة بل جزاء عدم استئذان الإمام فكان السني عندهم مهدور الدم ، لكن للإهانة فقط قالوا بأن ديته   أقل من دية الكلب!!

وما قتل مليوني سني بغدر الشيعة عنا ببعيد وما شاهده المسلمون من اجرامهم في هذا الزمان في العراق وسوريا وغيرهما لا يقل بشاعة بل يزيد عما حكته كتب التاريخ في مجزرة بغداد على أيدي التتار.

فلو كان معاوية او كان اهل السنة يعتقدون تلك العقيدة لذكروها افتخارا خاصة أن دولة الشيعة دولة تقية اما دولة اهل السنة فدولة عزة وقوة لا ضعف وذلة، ومع ذلك نحن نبرئ معاوية رضي الله عنه من تلك التهمة بل ونقول إنه حسب نصوص الشيعة سالفة الذكر فإنه يجب على الشيعة إن يقولوا بأن دولة معاوية إنما كانت أسلم وآمن وأبقى لهم من دولة غيره والحمد لله رب العالمين.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

معاوية كان داعية للنار وكان هو الفئة الباغية بدليل حديث مقتل عمار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.