7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

 زعموا أن معاوية منافق لأنه أبغض عليا.

0

 

قال الشيعة إن معاوية كان يبغض عليا وهذا دليل نفاقه وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم بغض علي دليل نفاق لما قال في صحيح مسلم  عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: «أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ»

[مسلم، صحيح مسلم، ٨٦/١].

 

يقول إدريس الحسيني: “وإذا كان الصحابة حسب ما ذكرناه سابقا يعرفون المنافق ببغضه عليا (ع) فكيف بمن حاربه”

[اسم الکتاب : الخلافة المغتصبة أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخ ؟ المؤلف : إدريس الحسيني    الجزء : 1  صفحة : 180].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا: لا نسلم أن معاوية كان يبغض عليا رضي الله عنه وإنما قد يقوم في قلب المسلم بغض لفعل يفعله الشخص مع محبته لذلك الشخص، وما حصل من نفور في القلوب نتيجة التقاتل لا ينفي المحبة لأصل الإيمان وإلا وجب تكفير أحد المتقاتلين في كل قتال يقع بين مسلمين ولا قائل به من الشيعة كما سندلل عليه.

فإن قال قائل كيف نجمع بين كون محبة علي إيمان وبغضه نفاق وبين القول بأن فعل الصحابه مع علي “القتال وما نتج عنه من نفور في القلوب” لا يعد إلا ذنبا من الذنوب؟!

قلنا لابد من معرفة ضابط البغضاء والكراهية وحدها فإن البغضاء والكراهية قسيمة المحبة والمودة ومعلوم أن المحبة والمودة في تقسيم العلماء قسمان:

الأول – المودة التامة والمحبة الخالصة والتي تكون من كل الوجوه وأصلها في القلب وظهر آثارها على الجوارح وعلى رأس من يحبون هذه المحبة الخالصة من جميع الوجوه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكمل الإيمان إلا بمحبته المحبة التامة الخالصة وهو كما قال صلى الله عليه وسلم «(لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ ‌حَتَّى ‌أَكُونَ ‌أَحَبَّ ‌إِلَيْهِ ‌مِنْ ‌وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ والناس أجمعين)» [«صحيح البخاري» (1/ 14 ت البغا)].  كما يدخل فيها الأولياء والصالحين وفي مقدمتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي رأسهم أبابكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين .

الثاني – المودة الناقصة والمحبة من وجه دون وجه وأصلها أيضا في القلب وتظهر آثارها على الجوارح وهي لعامة المسلمين ممن قارفوا المعاصي والسيئات والناس يتفاوتون في ذلك كل بحسب دينه وتقواه.

فإذا عرف هذا فإن البغضاء والكراهية هي أيضا قسمان:

 

الأول – البغضاء التامة والكراهية الخالصة من جميع الوجوه وأصلها أيضاً في القلب وتظهر آثارها على الجوارح وعلى رأس من يبغضون هذه البغضاء التامة إبليس وأعوانه من شياطين الجن والإنس وأهل الشرك والكفر من شابههم وسلك مسالكهم وقد قال تعالى في بيان ذلك (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الآية.وهنا ننبه على أن هذه البغضاء هي المرادة بحديث النبي صلى لله عليه وسلم ( لا يبغضك إلا منافق ) فمن ابغض علياً هذه البغضاء التامة فلا شك ولا ريب في نفاقه.

الثاني – البغضاء الناقصة والكراهية من وجه دون وجه وهي كذلك أصلها في القلب وتظهر آثارها على الجوارح بالسب والمضاربة والمقاتلة ونحو ذلك وهذا يقع فيها أهل الإسلام بعضهم في بعض إما بحق أو بدون وجه حق ، والشاهد أن هذه البغضاء إن كانت على وجه حق فهي من الحق كان تبغض المسلم لأنه يزني أو يشرب الخمر لأجل هذه الخصلة السيئة فيه مع محبته من وجه أخر أي لما عنده من الإيمان والإسلام ولا يخفى حديث ذلك الرجل الذي كان كثيراً ما يؤتي به شارباً للخمر فلما كان ذات يوم جئ به شارباً فلعنه أحدهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله .

 

فهذا الرجل يبغض من وجه شربه للخمر ولذلك كان يحد جلداً لكنه يحب من وجهة أخرى وهي ما في قلبه من أصل الإيمان ومن محبة الله ومحبة رسوله. ومن هنا نقول بأن معاوية قد رأى أن عليا قد خالف الحق في قوله تعالى{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِی ٱلۡقَتۡلَىۖ }

[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٧٨].

 

فطالب معاوية بالقصاص استنادا لقول الله تعالى  {وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومࣰا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِیِّهِۦ سُلۡطَـٰنࣰا فَلَا یُسۡرِف فِّی ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورࣰا }

[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٣٣].

 

فأراد معاوية أن يأخذ بيد علي إلى ما رآه الحق من كتاب الله تعالى وكذلك أراد علي، فلما وقع القتال لم يكن قتالا على التكفير والتفسيق بل كان على التأويل وهذا يعترف به الشيعة وان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا وَ قَالَ لَهُ:تُقَاتِلُ عَلَى التَّأْوِيلِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى التَّنْزِيلِ”.

[ اسم الکتاب : الأمالي – ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 351].

 

وعليه فلم يكن بغض اهل الشام ومعاوية لأجل دين علي ومسلكه ودعوته وحبه لرفعة الإسلام والدين ولا لما قام في قلبه من حب الله ورسوله وحب ظهور دينه إنما كرهوا تلك الأفعال منه ولم يكرهوا دينه واستقامته وهذه الكراهية من وجه دون وجه هي الكراهية الناقصة بعينها سواء كانت حقاً أو كانت بالباطل ومتى كانت باطلاً فإنهم لا يخرجون بذلك عن الإسلام ولا يوصفون بالنفاق ولو كان كذلك لقال صلى الله عليه وسلم ويح عمار تقتله الفئة المنافقة أو الكافرة لكنه صلى الله عليه وسلم قال ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ).

[ «صحيح البخاري» (1/ 97 ط السلطانية)].

 

فدل ذلك على أن الكراهية والبغضاء ثم الاقتتال لا يعدو أن يكون بغياً وعدوانا وظلماً، أما أن يكون نفاقاً وكفراً فهذا لا تدل عليه النصوص لا من قريب ولا من بعيد بل النصوص على خلافه، وأنا البغضاء التي توصل صاحبها إلى دركات النفاق هي النوع الأول وهي البغضاء التامة والكراهية الخالصة من جميع الوجوه والتي يكره فيها الشخص لدينه وإيمانه أيضا ، فإن كان كافراً منافقاً عدواً لله ضالاً مضلاً فهي حق وواجب مطلوب وإن كان مؤمناً موحداً فلا تجوز هذه البغضاء في حقه وإنما يحب من وجه ويبغض من وجه إذا خالط إيمانه بالذنوب والسيئات.

ومن أقرب الأمثلة على تنزيل هذه البغضاء أي التي في الحديث ( لا يبغضك إلا منافق ) ما وقع من النواصب الخوارج الذين ناصبوا العداء لأمير المؤمنين علي وقاتلوه وأبغضوه أشد البغضاء على وجه باطل كانوا به كلاب أهل النار.

وبه يثبت أن ما قام بقلوب اهل الشام وبقلب معاوية لم يكن بغضا من كل ناحية وبه يخرج معاوية رضي الله عنه من ذلك الإشكال الذي يتهمه به الشيعة

وهذا الفهم الذي أسقطنا به الشبهة من جذورها ليس خاصا بأهل السنة فقط بل إن الشيعة قد قالوا به أيضا وان بغض علي إذا لم يكن لدينه وإنما كان شخصيا أو لخلافات دنيوية أو غيرها فإن ذلك لا يوجب كفرا ولا نفاقا

يقول شيخ الشيعة محمد رضا الگلپايگاني: “انّ عداوة المبغضين لأمير المؤمنين عليه السلام على قسمين‌ إحداهما: العداوة الشخصيّة بالنسبة إليه مثل ان يبغضه حسدا له لكونه حليف النصر يفتح اللّه على يديه في الحروب و المغازي دون غيره أو لكونه صهرا لرسول اللّه و زوجا لابنته الصدّيقة دون غيره أو لأنّه قاتل ولده أو أبيه أو أخيه و عشيرته أو غير ذلك من الأسباب المورثة للعداوة.

ثانيتهما: العداوة الدينيّة كان يبغضه تبريا منه جاعلا ذلك امرا دينيّا يتعبّد و يتديّن به و يتقرّب الى اللّه تعالى بذلك و أمر الثاني في غاية الصعوبة و الاشكال و هو الكفر حقيقة.

و يشهد على ما ذكرنا انّه كان الامام علىّ عليه السلام قد يلقى الى خواصّ أصحابه الأسرار و المغيبات و يخبرهم بأنّه سيعرض عليهم بعض الطواغيت البراءة منه عليه السلام و سبّه و كان يأمرهم بان يسبّوه اتّقاء منهم كيلا يصيبهم منهم الفتنة و لكنه كان ينهاهم عن البراءة عنه  و هم رضوان اللّه عليهم عاهدوه على عدم التبرّيّ منه و قد انجزوا هذا الوعد و صدقوا ما عاهدوه عليه و قتلوا و صلبوا ثابتين على ولايته.

و على الجملة فالنوع الأخير من هذين هو الموجب للكفر و النجاسة و امّا الأوّل فلا و لم يثبت انّ بغض من عاشرهم المسلمون و خالطهم النبيّ و الأئمة عليهم السلام من المخالفين و المبغضين كان من القسم الأخير حتّى عداوة مثل‌ عائشة أيضا لم يتحقّق كونها من باب التديّن بها [1] بل عداوة المبغضين لهم غالبا كانت ناشئة من أغراض شخصيّة و جهات ماديّة دنيويّة كحبّ الملك و الجاه”.

[نتائج الأفكار الى نجاسة الكفار المؤلف : الگلپايگاني، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 194].

 

فهنا قسم المحبة إلى قسمين وجعل الموجبة للكفر والنجاسة هي العداوة للدين وهي التي تكون من كل وجه كعداوة الخوارج، وإما العداوة لأسباب لأخرى فلا توجب ذلك قطعا.

 

ثانيا :لا ريب عند كل عاقل منصف أن القتال وسفك الدماء أعظم عند الله ذنباً من البغضاء والكراهية التي لا يخلو أن يقع فيها المسلم ولو في بعض أحواله.

 

ومع ذلك فإن الاقتتال لا يعد كفراً مخرجاً من الملة فكيف تعد البغضاء والكراهية نفاقاً مخرجاً من الملة , وقد قال تبارك وتعالى وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا “ فأمر بالإصلاح بينهما ولم يقل فقد كفرت الباغية أو نافقت ثم ختم الآية بقوله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ” فحكم لهم بالإخوة الإيمانية مع حصول الاقتتال بينهم مما يدل على أن الاقتتال بين المسلمين لا يعد كفراً أو نفاقاً ما لم يستحل بالقلوب فكيف يعد ما هو دونه وأقل منه كفراً ونفاقاً وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يثبت الأخوة الإسلامية للمتقاتلين إذ يقول «(إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ ‌يُصْلِحَ ‌بِهِ ‌بَيْنَ ‌فِئَتَيْنِ ‌عَظِيمَتَيْنِ ‌من ‌المسلمين)»

[«صحيح البخاري» (2/ 963 ت البغا)]. فسماهم مسلمين مع حصول القتال بينهم والقتال أعظم من الكراهية والبغضاء بل لا يكون قتالاً إلا مع وجود كراهية وبغضاء ومما يدل دلالة واضحة أن الكراهية والبغضاء بين المسلمين لا تعد إلا ذنباً من الذنوب وعلى هذا يحمل حال أولئك من الطائفة الباغية فقتالهم وبغضهم لإخوانهم من الطائفة المحقة إنما يعد من الذنوب والتي إنما كانت باجتهاد منهم وهي مغمورة في بحور حسناتهم وكما قيل : وهل قليل النجاسة يغير ماء البحر ؟!

وهذا الفهم ليس خاصا بأهل السنة والجماعة فقط بل حتى عند الرافضة ما يسمى بقتال البغاة وأنهم يعاملون معاملة المسلمين، وتلك كانت معاملة علي لمن قاتله ولذلك فقد نفى علي عن مقاتليه كل كفر وكل نفاق وأنزلهم بمنزلة المسلمين لا بمنزلة المرتدين ففي نهج البلاغة: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَبِأَيِّ الْمَنَازِلِ أُنْزِلُهُمْ عِنْدَ ذلِكَ؟ أَبِمَنْزِلَةِ رِدَّة، أَمْ بِمَنْزِلَةِ فِتْنَة؟ فَقَالَ: «بِمَنْزِلَةِ فِتْنَة».

[اسم الکتاب : نهج البلاغة ت الحسون المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 1  صفحة : 337].

 

وفي البحار: “فقاتل حينئذ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فليست حالهم الثانية بدون حالهم الأولى . فقلت : يا رسول الله فبأي المنازل أنزل هؤلاء المفتونين ؟ أبمنزلة فتنة أم بمنزلة رده ؟ فقال : [ أنزلهم ] بمنزلة فتنة”

[بحار الأنوار، ج ٣٢، العلامة المجلسي، ص ٢٤٣].

 

وقد حكم علي بن أبي طالب على اهل الشام(وهم من قاتلهم) بأنهم إخوانه وحاشا لعلي أن يجعل المنافق أخا له وقد حكم الشيعة بأن غير الشيعي لا يكون أخا للشيعي كما سنبينه الآن.

في مسند زيد : “حدثني زيد بن علي عن ابيه عن جده عن علي عليهم السلام انه أتاه رجل فقال يا امير المؤمنين أكفر اهل الجمل وصفين واهل النهروان؟ قال لا، هم اخواننا بغوا علينا فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى امر الله عزوجل.

[اسم الکتاب : مسند زيد بن علي المؤلف : زيد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 410].

 

ومسند زيد ومدونته الفقهية ، حيث جمع فيه الحديث عن آبائه وأخيه الباقر ( عليه السلام ) ، وهو أحد الكتب المعتمدة المعوّل عليها والمنقول عنها ، كما في مفتاح كنوز السنة.

[اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري    الجزء : 1  صفحة : 27].

 

وفي قرب الإسناد – جعفر ، عن أبيه عليه السلام: أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ، ولكنه كان يقول : ” هم إخواننا بغوا علينا

[قرب الاسناد – الحميري القمي – ص 94] .

 

وأما عدم الإخوة بين الشيعي والمخالف فقد نص عليه الشيعة كثيرا في كتبهم

 

 يقول شيخهم الجواهري: “ومعلوم أن الله تعالى عقد الإخوة بين المؤمنين بقوله تعالى (٢) (إنما المؤمنين إخوة) دون غيرهم، وكيف يتصور الأخوة بين المؤمن والمخالف، بعد تواتر الروايات وتظافر الآيات، في وجوب معاداتهم، والبراءة منهم، وحينئذ فلفظ الناس والمسلم، يجب إرادة المؤمن منهما، كما عبر به في أربعة أخبار.

[الكتاب : جواهر الكلام المؤلف : الشيخ الجواهري الجزء : ٢٢ ص62].

 

والكلام في ذلك مبسوط في كتبهم

[رياض المسائل لعلي الطباطبائي 8/67:68،  في كتابه المكاسب المحرمه للخميني 1/249:251].

 

وطالما أن الإخوة مقطوعة بين الشيعي والمخالف وقد اثبت علي الإخوة لمن قاتله فيلزم من ذلك أن معاوية بحكم علي مؤمن يجب موالاته لا معاداته كما تفعل الرافضة وهذا امتثال لقول الله تعالى

{ وَإِن طَاۤىِٕفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱقۡتَتَلُوا۟ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِی تَبۡغِی حَتَّىٰ تَفِیۤءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَاۤءَتۡ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوۤا۟ۖ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ (٩) إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (١٠) }

[سُورَةُ الحُجُرَاتِ: ٩-١٠]

 

يقول الطبطبائي: “قوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) استئناف مؤكد لما تقدم من الاصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين من المؤمنين، وقصر النسبة بين المؤمنين في نسبة الاخوة مقدمة ممهدة لتعليل ما في قوله: “فأصلحوا بين أخويكم من حكم الصلح فيفيد أن الطائفتين المتقاتلتين لوجود الاخوة بينهما يجب أن يستقر بينهما الصلح”.

[تفسير الميزان 18/315].

 

فهذه عقيدة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معاوية فليؤمن الشيعي بدين علي وعقيدته في معاوية او فليكفر فقد بينا له.

وأما الحسن فقد استأمن معاوية على الاسلام وأهله وكفى بذلك تزكية ومدحا، وأما الحسين فقد ترحم على معاوية كما جاء في مقتل أبي مخنف: “فقال حسين كأنه لا يظن ما يظن من موت معاوية : الصلة خير من القطيعة ، أصلح الله ذات بينكما فلم يجيباه في هذا بشئ ، وجاء حتى جلس ، فأقرأه الوليد الكتاب ونعى له معاوية ودعاه إلى البيعة ، فقال حسين : انا لله وانا إليه راجعون ورحم الله معاوية وعظم لك الاجر”.

[مقتل الحسين ( ع )، أبو مخنف الأزدي، ص ١٩].

[مسند الإمام الحسين ( ع )، ج ١، الشيخ عزيز الله عطاردي، ص ٢٥٧]

[موسوعة الإمام الحسين ( ع ) ( تاريخ امام حسين ع )، ج ١، مكتب طباعة الكتب المساعدة التعليمية، ص ٢٤٤].

 

فهذه عقيدة أهل البيت في معاوية وتزكيتهم له رضي الله عنهم وأرضاهم، أفيريد الشيعة ان نترك عقيدة أهل البيت رضي الله عنهم لعقيدة السبئية ؟ بئس الدين والمذهب إذا.

ثالثا: الذي يزعم أن معاوية كان مبغضا لعلي إنما حمله على ذلك إما العور في الرؤية وإما الحقد في القلب فإن كان الثاني فلا كلام لنا معه، وإن كان الأول فإننا نقول إن محبة معاوية لعلي ثابتة بالنص ولم يكن الخلاف بين علي ومعاوية إلا على دم عثمان فقط . فقد جاء في أقدم كتاب شيعي وهو كتاب سليم بن قيس أن معاوية قال: “وأنا ابن عم عثمان ووليه والطالب بدمه، فإن كان الأمر كما قلت فأمكنا من قتلة عثمان وادفعهم إلينا نقتلهم بابن عمنا، ونبايعك ونسلم إليك الأمر”.

[كتاب سليم بن قيس المؤلف : الأنصاري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 289].

 

و قال علي في نهج البلاغة:وَكَانَ بَدْءُ أَمْرِنَا أَنَّا الْتَقَيْنَا وَالْقَوْمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ رَبَّنَا وَاحِدٌ(1)، وَنَبِيَّنَا وَاحِدٌ، وَدَعْوَتَنَا فِي الاِْسْلاَمِ وَاحِدَةٌ، لاَ نَسْتَزِيدُهُمْ فِي الاْيمَانِ باللهِ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِهِ(صلى الله عليه وآله)، وَلاَ يَسْتَزِيدُونَنَا، الاَْمْرُ وَاحِدٌ، إِلاَّ مَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ مِنْ دَمِ عُثْمانَ، وَنَحْنُ مِنْهُ بَرَاءٌ!”.

[نهج البلاغة ت الحسون المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 1  صفحة : 735].

 

وفي مصنف ابن أبي شيبة 7/250: “عن أبي بردة قال: قال معاوية: ما قاتلت عليا إلا في أمر عثمان”.

فهذا الخلاف خلاف فقهي لا يصح فيه التهاجر والتكفير، وإن وقع قتال فهو قتال فتنة بين مسلمين كما سبق بيانه. ومن دلائل محبة معاوية لعلي اعتراف معاوية بعلم وفضل عليه عليه

قال الحافظ: “وقد ذكر يحيى ابن سليمان الجعفي أحد شيوخ البخاري في كتاب صفين في تأليفه بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية أنت تنازع عليا في الخلافة أو أنت مثله قال لا وأني لاعلم أنه أفضل مني وأحق بالامر ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما وأنا ابن عمه ووليه أطلب بدمه فأتوا عليا فقولوا له يدفع لنا قتلة عثمان فأتوه فكلموه فقال يدخل في البيعة ويحاكمهم إلي فامتنع معاوية فسار علي في الجيوش من العراق حتى نزل بصفين وسار معاوية حتى نزل هناك”.

[فتح الباري ج13 ص 75].

 

ومما جاء في كتب الشيعة ما أورده الحر العاملي في الوسائل: ” أن معاوية كتب إلى أبي موسى الأشعري: إن ابن أبي الجسرين وجد رجلا مع امرأته فقتله فاسأل لي عليا عن هذا (٣ قال أبو موسى: فلقيت عليا (عليه السلام) فسألته – إلى أن قال: – فقال: أنا أبو الحسن إن جاء بأربعة يشهدون على ما شهد، والا دفع برمته.محمد بن علي بن الحسين باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى مثله”.

[ وسائل الشيعة 29/135].

 

بل إن معاوية قد بكي عندما سمع بخبر وفاة علي وأقر له بالعلم والفضل

 

قال ابن كثير: “قال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة. قال: لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم”.

[البداية والنهاية 8 / 139].

 

وقد أسند هذا الأثر الحافظ ابن عساكر في[ تاريخ دمشق ج59 ص 142].

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو الحسن بن صصرى إجازة نا أبو منصور العماري نا أبو القاسم السقطي نا إسحاق السوسي حدثني سعيد بن المفضل نا عبد الله ابن هاشم عن علي بن عبد الله عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال لما  جاء قتل علي إلى معاوية جعل يبكي ويسترجع فقالت له امرأته تبكي عليه وقد كنت تقاتله فقاللها ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم .

وجاء في كتب الشيعة: “عن الأصبغ ابن نباتة، قال: دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان، فقال له:

صف لي عليا. قال: أو تعفيني. فقال: لا، بل صفه لي.

فقال له ضرار: رحم الله عليا، كان والله فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويقربنا إذا زرناه، لا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا، لا نكلمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم.

فقال معاوية:  زدني من صفته.فقال ضرار: رحم الله عليا، كان والله طويل السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، ويجود لله بمهجته، ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور، ولا يستلين الاتكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في محرابه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وهو قابض على لحيته، يتململ تململ السليم (١)، ويبكي بكاء الحزين، وهو يقول: يا دنيا، إلي تعرضت، أم إلي تشوقت، هيهات هيهات لا حاجة لي فيك، أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك. ثم يقول:واه واه لبعد السفر، وقلة الزاد، وخشونة الطريق.قال:  فبكى معاوية،  وقال:  حسبك يا ضرار،  كذلك كان والله علي، رحم الله أبا الحسن (٢).فهذا معاوية رضي الله عنه لو لم يكن محبا لعلي بن أبي طالب لما بكى لموته ولما أقر له بالفضل والفقه والعلم.

رابعا: يلزم من قول الشيعة بنفاق معاوية لمجرد قتاله لعلي أن يقولوا بأن ظاهر معاوية الإسلام وبناء عليه فلابد أن يصرحوا بأن إنكار ولاية علي ومحاربة علي إسلام لا كفر وان ظاهر هذه الأفعال إسلام لا كفر ذلك لأن النفاق إظهار الإسلام وإبطان الكفر، فإن أقروا بذلك فقد اتفقوا معنا بأن قتال علي لا ينفي أصل المحبة الثابتة بالإسلام فيكون حديث مسلم (لا يبغضك إلا منافق) يتكلم عمن أظهر الكفر لا عمن أبطن النفاق واظهر الإسلام وبه تبطل شبهتهم تماما.

 

كما يلزمهم أن الحسن إنما سلم رقاب المسلمين دماءهم وأموالهم لمنافق وكفى بهذا طعنا في الحسن

 

خامسا: هذه الفضيلة لعلي رضي الله عنه ليست خاصة به إنما هي لكل من ثبت إيمانه بيقين وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغضهم.

قال الامام مسلم : ”  وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأَنْصَارِ: «لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ» قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِعَدِيٍّ: سَمِعْتَهُ مِنَ الْبَرَاءِ؟، قَالَ: إِيَّايَ حَدَّثَ ” صحيح مسلم – بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ حُبَّ الْأنْصَارِ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ وَعَلَامَاتِهِ، وَبُغْضِهِمْ مِنْ عَلَامَاتِ النِّفَاقِ  – ج 1 ص 85 .

 

بل وقد جعلت محبة أبو هريرة أيضا من علامات الإيمان ففي صحيح ابن حبان أن ابا هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيَّ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ1 وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا”

[ابن حبان، صحيح ابن حبان – محققا، ١٠٨/١٦]

 

ونحن لا نعلم أحدا يبغض هؤلاء ويكفرهم كما هو دين الشيعة، بل وقال الله تعالى {لَا یَسۡتَوِی مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَـٰتَلَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةࣰ مِّنَ ٱلَّذِینَ أَنفَقُوا۟ مِنۢ بَعۡدُ وَقَـٰتَلُوا۟ۚ وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ }

[سُورَةُ الحَدِيدِ: ١٠]

 

ومعاوية بلا شك داخل في تلك الآية وقد جاء في سياق غزوة تبوك { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ جَـٰهَدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تُۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ (٨٩) }

[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٨٨-٨٩]

 

ومعلوم أن غزوة تبوك لم يخرج فيها منافق ولذلك فضح الله المنافقين بتخلفهم عن تلك الغزوة ولم يكن معاوية من المتخلفين ولا من القاعدين قطعا وقد قال الله تعالى { لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِیِّ وَٱلۡمُهَـٰجِرِینَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُ فِی سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ یَزِیغُ قُلُوبُ فَرِیقࣲ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَیۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ }

[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١١٧]

 

فهؤلاء داخل فيهم معاوية بلا شك وكلهم كفار مرتدون عند الشيعة إلا أربعة كما رووا في كتبهم فيكون الأولى بالنفاق والردة هو من يتهم هؤلاء بالرد والنفاق ولذلك فقد قال الامام المروزي : ” 591 – حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنا يحيى بن آدم ثنا مفضل بن مهلهل عن الشيباني عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال كنت عند علي حين فرغ من قتال أهل النهروان فقيل له أمشركون هم قال من الشرك فروا فقيل منافقون قال المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا قيل فما هم قال قوم بغوا علينا فقاتلناهم 592 – حدثنا إسحاق أنا وكيع عن مسعر عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال قال رجل من دعا إلى البغلة الشهباء يوم قتل المشركين فقال علي من الشرك فروا قال المنافقون قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا قال فما هم قال قوم بغوا علينا فقاتلناهم فنصرنا عليهم ”

[تعظيم قدر الصلاة – محمد بن نصر بن الحجاج المروزي أبو عبد الله  – ج 2  ص 543] .

 

وفي مصنف ابن ابي شيبة : ” 39097- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ , حَدَّثَنَا مُفَضَّل بْنُ مُهَلْهِلٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِي ، فَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ النَّهَرِ أمُشْرِكُونَ هم ؟ قَالَ : مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا ، قِيلَ : فَمُنَافِقُونَ هُمْ ؟ قَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ، قِيلَ لَهُ : فَمَا هُمْ ، قَالَ : قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا

[- المصنف – عبد الله بن م].

 

وبه يثبت اننا نحن اهل السنة على عقيدة على في معاوية واما الشيعة فإنهم رافضون لعقيدة علي بن أبي طالب رضي الله عقيدة أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين.

وأخيرا فإن الشيعة قد اتفقوا على عدم التكفير بالكبيرة يقول جعفر السبحاني:مرتكب الكبيرة: هو عند الإمامية والأشاعرة مؤمن فاسق”

[أضواء على عقائد الشيعة الإمامية – الشيخ جعفر السبحاني – الصفحة ٣٧٨].

 

 

وباتفاق الشيعة فإن القتل من الكبائر لا من المكفرات فضلا عن التقاتل بين المسلمين فإن كفروا معاوية او حكموا بنفاقه بذلك فقد خرجوا عن دينهم واعتقادهم الذي سطروه بأنفسهم، فإن أثبتوا الإيمان فقد أثبتوا الجنة لمعاوية رضي الله عنه رغما عن انوفهم والحمد لله رب العالمين.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

دعوى أن معاوية قتل الحسن بالسم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.