7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.

0

يقول باقر القرشي: “وأمرهم بقتله فقال (ص) : إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاضربوا عنقه [١]. وكان الحسن (ع) إذا حدث بهذا الحديث يقول والتأثر ظاهر عليه. « فما فعلوا ولا أفلحوا”.

[حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 2  صفحة : 146]

والجواب علي هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا: هذا الحديث باطل سندا، ولم يصح من طريق قط وقد جمع طرقه الشيخ سعد بن ضيدان السبيعي فقال: “حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه .

[رواه ابن عدي في الكامل (2/146)، (5/200)، (5/314)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/265) بلفظ فارجموه ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/155) كلهم من طريق مجالد بن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري.]

 

ورواه ابن عدي في الكامل (7/83) والبلاذري في أنساب الأشراف (5/136)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/256) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/55) كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري.

ورواه ابن عدي في الكامل (2/209) وابن حبان في المجروحين (1/35) وابن الجوزي في الموضوعات (2/265) كلهم من طريق عباد بن يعقوب الرواجني عن الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا به.

أنساب الأشراف (5/138) .ورواه ابن عدي في الكامل (6/112) قال حدثنا علي بن سعيد حدثنا الحسين بن عيسى الرازي حدثنا سلمة بن الفضل حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه مرفوعاً إذا رأيتم فلاناً على المنبر فاقتلوه .

ورواه ابن عدي في الكامل (6/112) من طريق أحمد بن الحسين الصدفي عن سفيان بن محمد الفزاري عن منصور بن سلمة عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا: إذا رأيتم على منبري فقتلوه يعني فلان…  الميزان (2/172) .ورواه ابن عدي في الكامل (3/419) ثنا ابن سعيد ثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن جعفر عن جماعة من أهل بدر عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. ورواه ابن عدي في الكامل (5/101) والعقيلي في الضعفاء (3/997) والخطيب في تاريخه (12/181) وابن الجوزي في الموضوعات (2/266) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/157) كلهم من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال قيل لأيوب أن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه فقال كذب عمرو أنساب الأشراف (5/136) .

 

الإسناد الأول:

 

فيه مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي. قال البخاري: كان يحيى القطان يضعفه وكان ابن مهدي لا يروي عنه.وقال الجوزجاني: يضعف حديثه.

[أحوال الرجال , ترجمة رقم (126) ].

 

وقال أحمد: ليس بشيء. وفي رواية قال أحمد: كذا وكذا، وحرك يده ولكنه يزيد في الإسناد. وفي رواية: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف كم من أعجوبة لمجالد. وقال يحيى: كان ضعيفا وقال لا أحتج بحديثه.وقال النسائي: كوفي ضعيف .

الضعفاء والمتروكين ترجمة رقم (552) .وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه غير محفوظ.

[الكامل (6/423) ، التهذيب (4/24) ].

 

الإسناد الثاني:

فيه علي بن زيد بن جدعان قال أحمد: ليس بشيء.وقال يحيى بن معين: ليس بذاك القوي

[تاريخ ابن معين – رواية الدارمي – (141) ].

 

، وفي رواية: ليس بذاك. وفي رواية الدوري: ليس بحجة .

[تاريخ ابن معين – رواية الدوري – (4/341)]

 

وقال الجوزجاني: واهي الحديث ضعيف لا يحتج به. أحوال الرجال ترجمة رقم (185) .وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به، وكان يتشيع. الجرح والتعديل (6/186)وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، وفيه ضعف، ولا يحتج به الطبقات (7/252) وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.وقال الترمذي: صدوق. إلا أنه ربما يوضع الشيء الذي يوقفه غيره.

[جامع الترمذي حديث رقم ( 2678) ( 5/46) ].

 

وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين.المغني في الضعفاء . ترجمة رقم ( 4265) .قال ابن عدي في الكامل (5/201): كان يغلي في التشييع ومع ضعفه يكتب حديثه.يقلب الأحاديث .الضعفاء للعقيلي ( 3/958 ) .وضعفه النسائي وابن عيينه التهذيب ( 3/126 ) .وقال ابن حيان في المجروحين (2/78): كان يخطئ وكثر ذلك فاستحق الترك.وقد توبع علي بن زيد بن جدعان تابعه عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه به. كما في المجروحين لابن حبان (1/173)

إلا أنها متابعة ساقطة في سندها شيخ ابن حبان أحمد بن محمد بن بشر بن فضالة، أبو بشر الفقيه، قال ابن حيان في المجروحين (1/171): كان مما يضع المتون للآثار ويقلب الأسانيد للأخبار حتى غلب عليه أخبار الثقات، وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديث فاستحق الترك .

وذكر له ابن حبان في المجروحين (1/171) أحاديث هذا منها ثم قال: وهذه الأحاديث التي ذكرناها أكثرها مقلوبة ومعمولة عملت يداه .

 

الإسناد الثالث:

 

في سنده الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي قال ابن حيان في المجروحين (1/304) روى عنه الكوفيون، كان يشتم أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات وهو الذي يروي عن عاصم عن زر…….. فذكر الحديث

قال يحيى بن معين: ليس بشيء وقال مرة: كذاب وقال النسائي: متروك الحديث كوفي .

[الضعفاء والمتروكين ترجمة رقم ( 127)] .

 

وقال البخاري: منكر الحديث .التاريخ الكبير ( 2/345 ) .وقال الجوزجاني: ساقط .

أحوال الرجال ( 33) .وقال ابن عدي في الكامل (2/210): عامة أحاديثه غير محفوظة. وقال ابن حيان في الثقات (6/444) وكان في آخر أمره يخطئ فيما روى تغير عليه حفظه. فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا بواسطة ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين منه بالكوفة فيه أوهام كثيرة.

وقد تابع الحكم بن ظهير شريك بن عبد الله القاضي كما عند بن حيان في كتاب المجروحين (2/163) وشريك بن عبد الله القاضي أبو عبد الله الكوفي ضعيف فيما حديث به من حفظه بعد توليه القضاء. قال ابن عدي في الكامل (4/22): الغالب على حديثه الصحة والاستواء، والذي يقع في حديثه من النكرة إنما أتي به من سوء حفظه لا أنه يتعمد شيئًا مما يستحق أن ينسب فيه إلى شيء من الضعف. وقال صالح جزرة: صدوق ولما ولي القضاء اضطرب حفظه لم أجد النص في كتاب معرفة الثقات له! و ذكره الحافظ بن حجر في التهذيب (2/165).

 

الإسناد الرابع:

 

أشار ابن عدي في الكامل (6/112) إلى نكارته فقال: وهذا بهذا لم أكتبه إلا عن علي بن سعيد. فيه سلمة بن الفضل أبو عبد الله الأبرش وهو ضعيف الحديث له مناكير وغرائب وما رواه عن محمد بن إسحاق في المغازي فقط أقوى من غيره وإن كان حديث ضعيف مطلقاقال البخاري: عنده مناكير، وهنه علي بن المديني.التهذيب ( 2/165) .، قال علي: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه .

[التاريخ الكبير ( 4/84)]

 

وقال أبو حاتم: محله الصدق وفي حديثه إنكار يكتب حديثه ولا يحتج به. الجرح والتعديل ( 4/169) .وضعفه النسائي واسحاق بن راهويه .الضعفاء والمتروكين . ترجمة رقم ( 1487) .وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف  الثقات ( 8/278). ووثقه ابن معين وأبو داود وابن سعد.قال ابن عدي في الكامل (3/341) في ترجمة سلمة بن الفضل: وعنده سوى المغازي عن ابن إسحاق وغيره إفرادات وغرائب ولم أجد في حديث حديثا قد جاوز فيه الحد في الإنكار وأحاديثه مقاربة ومحتملة .

وكذلك في الإسناد عنعنة محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي فقد وصف – رحمه الله – بالتدليس فإذا عنعن فإنه يتأنى في خبره لا سيما إذا كانت روايته في غير المغازي فإذا ثبت تدليسه رد خبره ونكارة الخبر تدل على أنه دلس.

ينظر للفائدة، كتاب التنكيل للمعلمي (1/51) وسوف يأتي بيان نكارة هذا الحديث انظر ص (137).

 

الإسناد الخامس:

 

فيه سفيان بن محمد الفزاري المصيصي، قال ابن عدي في الكامل (3/419): « يسرق الحديث ويسوي الأسانيد ؛ ثم ذكر له هذا الحديث وقال:« سواه سفيان الفزاري هذا فقال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ورواه عن منصور بن سلمة عن سليمان بن بلال وسليمان ثقة ومنصور لا بأس به وإنما يروي جعفر بن محمد عن جماعة من أهل بدر عن النبي – صلى الله عليه وسلم -…. ولسفيان بن محمد غير ما ذكرت من الأحاديث ما لم يتابعه الثقات عليه وفي أحاديثه موضوعات وسرقات يسرقها من قوم ثقات وفي أسانيد ما يرويه تبديل قوم بدل قوم واتصال مراسيل  (في الأصل ( الأسانيد ) وهو خطأ ! ) وهو بين الضعف  لسان الميزان ( 2 / 93 ) .

 

الإسناد السادس:

 

فيه خالد بن مخلد القطواني وهو وإن كان من رجال البخاري إلا أنه ضعيف الحديث. قال أحمد: له مناكير الجرح والتعديل ( 3/354) .وقال ابن سعد: منكر الحديث في التشيع مفرطًا  الطبقات الكبرى ( 6/406) .وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به  الجرح والتعديل ( 3/354).وقال أبو داود: صدوق لكنه يتشيع  سؤالات الاجري لأبي داود ( 1/103) وقال يحيى بن معين وابن عدي: لا بأس به التهذيب ( 1/531) ، تاريخ ابن معين ( 1/104) رواية الدارمي . الكامل ( 3/35) .

ووثقه العجلي وابن حبان.

[معرفة الثقات ( 1/321) ، الثقات لابن حبان ( 8/224)] .

 

الإسناد السابع:

 

فيه عدة علل:

 

1- مروي بصيغة التمريض كما عند ورواه ابن عدي في الكامل (5/101) والعقيلي في الضعفاء (3/997) والخطيب في تاريخه (12/181) وابن الجوزي في الموضوعات (2/266) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/157) « قيل لأيوب أن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن ولا يعرف من القائل!

 

2– أيوب السختياني – رحمه الله – قال عن هذا الحديث كذب كما عند ابن عدي في الكامل (5/101)، (5/103).

 

3- في سنده عمرو بن عبيد، أبو عثمان البصري.قال أيوب ويونس بن عبيد: كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث.وقال الدارقطني: ضعيف.وقال ابن معين: ليس بشيء  تاريخ ابن معين ( 4/275) رواية الدوري .وقال النسائي: متروك الحديث  الضعفاء والمتروكين رقم ( 445) .وقال ابن حبان: كان داعية إلى الاعتزال ويشتم أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويكذب مع ذلك في الحديث توهماً لا تعمداً المجروحين ( 2/69) .وقال ابن عدي: مذموم ضعيف الحديث جداً معلن بالبدع الكامل ( 5/110) .فعمرو بن عبيد كذاب لاسيما فيما رواه عن الحسن نص على هذا حميد الطويل وأيوب السختياني وابن عون.

فالحديث لم يثبت إسناده ولو ثبت فهو من مراسيل الحسن ومراسيل الحسن ليست بشيء. وفي المنتخب من العلل قال لخلال (229)وأخبرنا عبد الله: حدثني أبي: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، قال: قال رجل لأيوب: إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: « إذا رأيتم يعني معاوية على المنبر .

فقال: كذب عمرو.قال: وسألت أبي أن يحدثني بحديث عمرو بن عبيد قلت: أعرفها. فأملي علي، عن سهل بن يوسف عن عمرو بن عبيد عن الحسن فقال: أتركه، كذب على الحسن.أخبرني عبيد الله بن حنبل: حدثني أبي: سمع أبا عبد الله يقول: كان عمرو بن عبيد يحدث الناس: « قول الحسن ، فيكتب عنه: « قال الحسن ، وإنما يعني نفسه، وكان عمرو بن عبيد بن عبيد يتهم بالكذب وكان يغلو في رأيه.

فتبين أن هذا الحديث باطل متنا وسندا.

 

وقد نص جمع من أهل العلم على بطلانه:

 

1- البخاري في التاريخ الأوسط (71) قال – رحمه الله -:”وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة أن معاوية لما خطب على المنبر”.فقام رجل فقال قال ورفعه إذا رأيتموه على المنبر فاقتلوه وقال آخر اكتبوا إلى عمر فكتبوا فإذا عمر قد قتل وهذا مرسل لم يشهد أبو نضرة تلك الأيام وقال عبد الرزاق عن بن عيينة عن علي بن زيد عن أبي سعيد رفعه وهذا مدخول لم يثبت ورواه مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد رفعه وهذا واه قال أحمد أحاديث مجالد كلها  لعل الصواب ( كأنها ) ! حلم وقال يحيى بن سعيد لو شئت لجعلها كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله ويروى عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن رجل عن عبد الله بن عمرو رفعه في قصته وهذا منقطع لا يعتمد عليه وروى الأعمش عن سالم عن ثوبان رفعه في قصته وسالم لم يسمع من ثوبان والأعمش لا يدري سمع هذا من سالم أم لا؟! قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال: نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب اتخذوها ديناً وقد أدرك أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – معاوية أميراً في زمان عمر وبعد ذلك عشر سنين فلم يقم إليه أحد فيقتله قال البخاري: وهذا مما يدل على هذه الأحاديث أن ليس لها أصول ولا يثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – خبره على هذا النحو في أحد أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم -إنما يقوله أهل الضعف بعضهم في بعض إلا ما يذكر أنهم ذكروا في الجاهلية ثم اسلموا فمحا الإسلام ما كان قبله .

 

2– أبو جعفر العقيلي في الضعفاء (1/280) بعد أن ذكر عدة أحاديث منها هذا الحديث قال: « ولا يصح عن النبي – عليه الصلاة والسلام – في هذا المتون من وجه يثبت الموضوعات ( 2 / 266) ، تهذيب التهذيب ( 3 / 164 ).

 

3- قال ابن حبان في المجروحين (1/171) ترجمة أحمد بن محمد بن بشر بن فضالة بعد أن ذكر له أحاديث هذا منها قال:

“وهذه الأحاديث التي ذكرناها أكثرها مقلوبة ومعمولة، عملت يداه “.لذا قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (3/164):« وقال غيره (40) أنكر ما روى ما حدث به حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه إذا رأيتم……… .

قال ابن الجوزي في الموضوعات (2 / 266) هذا الحديث لا يصح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ) وفي الموضوعات (2 / 264) ذكره ابن الجوزي من الأحاديث التي وضعت في ذم معاوية.

 

4- قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/157): ” وهذه الأسانيد كلها فيها مقال “.

 

5- وقال أبو العباس ابن تيمية في « منهاج السنة النبوية (2/259):”وهذا الحديث ليس في شيء من كتب الإسلام وهو عند الحفاظ كذب وذكره ابن الجوزي في الموضوعات “.

6- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/150): ” هذا كذب، ويقال هو معاوية بن تابوه المنافق “.

 

7- قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (8/91):”وهذا الحديث كذب بلا شك “.

 

8- ابن عدي في الكامل (3/419)

 

9- ابن حجر الهيتمي في تطهير الجنان (38)

 

10- الجوزقاني في الأباطيل (1/200) قال:« هذا حديث موضوع باطل لا أصل له في الأحاديث وليس هذا إلا من فعل المبتدعة الوضاعين خذلهم الله في الدارين ومن اعتقد هذا وأمثاله أو خطر بباله أن هذا جرى على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو زنديق خارج من الدين .

 

11- الشوكاني في الفوائد المجموعة (407)

 

12- السيوطي في الفوائد في اللآلي المصنوعة (1/388)

 

13- ابن عراق الكناني في تعزية الشريعة المرفوعة (2/8)

والحديث أيضا باطل من جهة المتن وذلك لأمرين:

 

1- أن المنبر صعد عليه من هو شر من معاوية – رضي الله عنه – ومع ذلك لم يأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بقتله!!

 

2- أن في هذا قدح في الصحابة – رضي الله عنهم – ممن بلغهم هذا الحديث ولم يأتمروا به فيبادروا بقتل معاوية – رضي الله عنه -.

قال أبو العباس ابن تيمية في « منهاج السنة النبوية (2/295) تعليقاً على هذا الحديث: « هذا الحديث ليس في شيء من كتب الإسلام وهو عند الحفاظ كذب وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ثم صعد المنبر من هو شر من معاوية وما أمر بقتله  وانظر منهاج السنة النبوية ( 4 / 380 ) .وقال – رحمه الله – في منهاج السنة النبوية أيضًا (4/380):« ومما يبين كذبه أن منبر النبي – صلى الله عليه وسلم – قد صعد عليه بعد موت معاوية نم كان معاوية خيرًا منه باتفاق الملمين فإن كان يجب قتل من صعد عليه لمجرد الصعود على المنبر وحب قتل هؤلاء كلهم.

ثم هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن مجرد صعود المنبر لا يبيح قتل مسلم وإن كان أمر بقتله لكونه تولى الأمر وهو لا يصلح فيجب قتل كل من تولى الأمر بعد معاوية أفضل منه.هذا خلاف ما تواترت به السنن عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من نهيه عن قتل ولاة الأمور وقتالهم كما تقدم بيانه.ثم الأمة متفقة على خلاف هذا، فإنها لم تقتل كل من تولى أمرها ولا استحلت ذلك) أ. هـ

وقال الحافظ ابن كثير في « البداية والنهاية (8/91): « وهذا الحديث كذب بلا شك ولو كان صحيحا لبادر الصحابة إلى فعل ذلك لأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم .

وانظر تطهير الجنان لابن حجر الهيتمي

 

انظر صفحة ( 189) من كتابه في الصحبة والصحابة .

 

راجع كتاب سل السنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان ص ١١٣: ١٢٧.

 

ثانيا: ينبغي أن يكون الشيعة اول رافض لذلك الحديث وذلك أنه يضرب في عقيدتهم ضربا مزلزلا وبيانه من عدة أوجه:

 

الوجه الأول: هذا فيه إبطال لتسعة اعشار دينهم وهو التقية إذ أنهم وقد قالوا بأن التقية واجبة إلى أن يظهر مهديهم.يقول شيخهم الصدوق: “والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم – عليه السلام – ، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله ودين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة” .

[الاعتقادات في دين الإمامية، الشيخ الصدوق، ص ١١٠]

 

ولذلك فقد قال في العلل باب العلة التي من أجلها سار أمير المؤمنين (ع) بالمن و الكف و يسير القائم بالبسط و السبي:

 

1 أَبِي (رحمه الله) قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) جَالِساً فَسَأَلَهُ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ أَ يَسِيرُ الْقَائِمُ بِخِلَافِ سِيرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيّاً (ع) سَارَ فِيهِمْ بِالْمَنِّ وَ الْكَفِّ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ شِيعَتَهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّ الْقَائِمَ (ع) إِذَا قَامَ سَارَ فِيهِمْ بِالْبَسْطِ وَ السَّبْيِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ شِيعَتَهُ لَنْ يُظْهَرَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً

[اسم الکتاب : علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 210]

 

فإذا كانت التقية واجبة من تركها ترك دين الإمامية وقد سار علي بالمن والكف، فإن من يقول بأنه يجب قتل معاوية فإنه يريد أن يخرج من الدين، فيجب اتهام النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالخروج من الدين، أو بالأحرى يجب عليهم الإقرار بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالخروج من دين الإمامية.

 

الوجه الثاني: أن الإمامية يلزمهم أن نبيهم متناقض مع نفسه إذ أنه أمر عليا بالخضوع والذل للخلفاء حتى قالوا عنه أنه كان -وحاشاه رضي الله عنه- أذل من الحذاء! ففي البحار: “فلما أطاع القوم الذين ولوا الأمر وصار أذل لهم من الحذاء ، تركوه وسكتوا عنه.

[بحار الأنوار – ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 29  صفحة : 139]

 

فقد كان علي سامعا مطيعا لعمر وكان الأولى بالقتل من معاوية باتفاق دين الشيعة لأن عمر عندهم أشر من معاوية بل لا يقارن معاوية بعمر في الشر- وحاشاهم رضي الله عنهم-، وحتى تقف على ذلك من كتبهم انقل بعض نصوصهم في عمر .قال الجزائري عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “قد ظهرت منه المناكير و ارتد عن الدين ارتدادا اعظم من كل من ارتد، حتى انه قد وردت في روايات الخاصة ان الشيطان يغلّ بسبعين غلا من حديد جهنم و يساق الى المحشر فينظر و يرى رجلا امامه تقوده ملائكة العذاب و في عنقه مائة و عشرون غلا من اغلال جهنم فيدنو الشيطان اليه و يقول ما فعل الشقي حتى زاد عليّ في العذاب و انا اغويت الخلق و اوردتهم موارد الهلاك، فيقول عمر للشيطان ما فعلت شيئا سوى اني غصبت خلافة علي بن ابي طالب، و الظاهر انه قد استقل سبب شقاوته و مزيد عذابه، و لم يعلم ان كل ما وقع في الدنيا الى يوم القيامة من الكفر و النفاق و استيلاء اهل الجور و الظلم انما هو من فعلته هذه”.

[اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 64]

 

وحتى تقف على حقدهم النجس لابد من أن تقرأ أيضا هذه الرواية والتي ذكرها مجلسيهم في بحاره وفيها: “فقال عليه السلام : يا ملائكة ربي ائتوني الساعة بإبليس الأبالسة وفرعون الفراعنة ، قال : فوالله ما كان بأسرع من طرفة عين حتى أحضروه عنده ، فقال عليه السلام : ارفعوا أعينكم ، قال : فرفعنا أعيننا ونحن لا نستطيع أن ننظر إليه من شعاع نور الملائكة فقلنا : يا أمير المؤمنين الله الله في أبصارنا فما ننظر شيئا البتة ، وسمعنا صلصلة ( 1 ) السلاسل واصطكاك الأغلال ، وهبت ريح عظيمة ، فقالت الملائكة : يا خليفة الله زد الملعون لعنة وضاعف عليه العذاب ، فقلنا : يا أمير المؤمنين الله الله في أبصارنا ومسامعنا ، فوالله ما نقدر على احتمال هذا السر والقدر ، قال : فلما جروه بين يديه قام وقال : وا ويلاه من ظلم آل محمد وا ويلاه من اجترائي عليهم ، ثم قال : يا سيدي ارحمني فإني لا أحتمل هذا العذاب ، فقال عليه السلام : لا رحمك الله ولا غفر لك أيها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ، ثم التفت إلينا وقال عليه السلام : أنتم تعرفون هذا باسمه وجسمه ؟ قلنا : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال عليه السلام : سلوه حتى يخبركم من هو ، فقالوا : من أنت ؟ فقال : أنا إبليس الأبالسة وفرعون هذه الأمة أنا الذي جحدت سيدي ومولاي أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين ، وأنكرت آياته ومعجزاته . ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا قوم غمضوا أعينكم ، فغمضنا أعيننا فتكلم عليه السلام بكلام أخفى ، فإذا نحن في الموضع الذي كنا فيه لا قصور ولا ماء ولا غدران ولا أشجار . قال الأصبغ بن نباتة رضي الله عنه : والذي أكرمني بما رأيت من تلك الدلائل والمعجزات ما تفرق القوم حتى ارتابوا وشكوا ! وقال بعضهم : سحر وكهانة وإفك ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن بني إسرائيل لم يعاقبوا ولم يمسخوا إلا بعد ما سألوا الآيات والدلالات ، فقد حلت عقوبة الله بهم ، والآن حلت لعنة الله فيكم وعقوبته عليكم ، قال الأصبغ بن نباته رضي الله عنه : إني أيقنت أن العقوبة حلت بتكذيبهم الدلالات والمعجزات .

[بحار الأنوار، ج ٤٢، العلامة المجلسي، ص ٥٧]

ولذلك قالوا بأنه لا أحد ابدأ يعذب عذاب عمر!!!

في البرهان عن معروف بن خربوذ ، قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا بن خربوذ ، أتدري ما تأويل هذه الآية * ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَه أَحَدٌ ولا يُوثِقُ وَثاقَه أَحَدٌ ) * ؟ » قلت : لا . قال : « ذلك الثاني ، لا يعذب الله يوم القيامة عذابه أحد » . 11610 / [ 2 ] – علي بن إبراهيم ، قوله : * ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَه أَحَدٌ ولا يُوثِقُ وَثاقَه أَحَدٌ ) * ، قال : هو الثاني .

[البرهان في تفسير القرآن، ج ٥، السيد هاشم البحراني، ص ٦٥٦]

[بحار الأنوار، ج ٣٠، العلامة المجلسي، ص ٣٣١]

 

وبه يتيبن أن عمر عندهم أشر من معاوية بل لا يقارن به معاوية، ومن ناحية أخرى فإن  عمر كان يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصعد عليه حقيقة فكان الأولى منعه من ذلك ولو بالقتل في دين هؤلاء، في الاحتجاج قال: “رُوِيَ‌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ أَنَّهُ‌ أَوْلى‌ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‌ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ ع مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ انْزِلْ أَيُّهَا الْكَذَّابُ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ لَا [إِلَى‌] مِنْبَرِ أَبِيكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَمِنْبَرُ أَبِيكَ لَعَمْرِي يَا حُسَيْنُ لَا مِنْبَرُ أَبِي مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا أَبُوكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ ع إِنْ أُطِعْ أَبِي فِيمَا أَمَرَنِي فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَهَادٍ وَ أَنَا مُهْتَدٍ بِهِ وَ لَهُ فِي رِقَابِ النَّاسِ الْبَيْعَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا جَاحِدٌ بِالْكِتَابِ قَدْ عَرَفَهَا النَّاسُ بِقُلُوبِهِمْ وَ أَنْكَرُوهَا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ وَيْلٌ لِلْمُنْكِرِينَ حَقَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَا ذَا يَلْقَاهُمْ بِهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ إِدَامَةِ الْغَضَبِ وَ شِدَّةِ الْعَذَابِ فَقَالَ عُمَرُ يَا حُسَيْنُ مَنْ أَنْكَرَ حَقَّ أَبِيكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ أَمَّرَنَا النَّاسُ فَتَأَمَّرْنَا وَ لَوْ أَمَّرُوا أَبَاكَ لَأَطَعْنَا فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَأَيُّ النَّاسِ أَمَّرَكَ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تُؤَمِّرَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى نَفْسِكَ لِيُؤَمِّرَكَ عَلَى النَّاسِ بِلَا حُجَّةٍ مِنْ نَبِيٍّ وَ لَا رِضًى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ؟ فَرِضَاكُمْ كَانَ لِمُحَمَّدٍ ص رِضًى أَوْ رِضَا أَهْلِهِ كَانَ لَهُ سَخَطاً أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنْ لِلِّسَانِ مَقَالًا يَطُولُ تَصْدِيقُهُ وَ فِعْلًا يُعِينُهُ الْمُؤْمِنُونَ لَمَا تَخَطَّأْتَ رِقَابَ آلِ مُحَمَّدٍ تَرْقَى مِنْبَرَهُمْ وَ صِرْتَ الْحَاكِمَ عَلَيْهِمْ بِكِتَابٍ نَزَلَ فِيهِمْ

[اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 2  صفحة : 292]

 

فعمر صعد مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار يحكم في الناس بكتاب الله كما قال الحسن فكان الأولى أن تكون الرواية تلك في عمر وإلا فكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل معاوية ويأمر بطاعة من هو شر منه تقية؟!!!!

 

الوجه الثالث: إن هذا فيه طعن في أمة الإسلام جميعا، لأننا نعلم أن هذا الأمر الصادر من رسول الله صلى الله عليه وسلم اول من خالفه هم أهل البيت ثم المنتجبين ثم باقي الأمة فلم نجد أحدا قد نفذ هذا الأمر النبوي المزعوم. وقد رأى أهل الشام معاوية على المنبر وكذلك رآه أهل العراق على المنبر وكذلك رآه أهل المدينة فلم ينفذ واحد منهم ذلك الأمر !ومن ذلك أن رسولين لعلي رأياه قد شهد المنبر فلم ينفذوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول الكركي الحائري: “لمّا قدم جرير على معاوية يدعوه إلى طاعة أمير المؤمنين عليه السلام توقّف معاوية وماطل جرير وطاوله حتى قدم عليه شرحبيل ، فصعد معاوية المنبر وخطب ، وقال : أيّها الناس ، قد علمتم أنّي خليفة عمر وعثمان”

[تسلية المجالس وزينة المجالس ( مقتل الحسين ع )، ج ١، السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الكركي الحائري، ص ٤١٤]

 

فهؤلاء شيعة علي قد رأوا معاوية على المنبر في الشام وتركوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم! ورآه الحسن بن علي والحسن وشيعتهم وكانوا أربعين الفا

[تفسير العيّاشي المؤلف : العياشي، محمد بن مسعود    الجزء : 2  صفحة : 291]

 

ولم يحركوا ساكنا ولا نفذوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علي الكوراني: “وما رواه الذهبي في تاريخ الإسلام : 4 / 39 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق : 46 / 59 ، والوافي بالوفيات : 12 / 69 : ( لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم فإنه عيي عن المنطق فيزهد فيه الناس ! فقال معاوية : لا تفعلوا فوالله لقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يمص لسانه وشفته ولن يعيا لسان مصه النبي له شفة ، قال فأبوا على معاوية فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد ، وأمره أن يخبر الناس إني قد بايعت معاوية فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم”.

[جواهر التاريخ ( سيرة الإمام الحسن ع )، ج ٣، الشيخ علي الكوراني العاملي، ص ١٠٩]

 

وفي شرح إحقاق الحق: “فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية ، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال …”

[شرح إحقاق الحق، ج ١١، السيد المرعشي، ص ٢٢٠]

 

وفي موقف أخر قال المجلسي: “وحضرت الجمعة فصعد معاوية المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وذكر علي بن أبي طالب فتنقصه ثم قال : أيها الناس إن شيبة من قريش ذوي سفه وطيش ، وتكدر من عيش ، أتعبتهم المقادير ، اتخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد ، وألسنتهم مبادر ، فباض وفرخ في صدورهم ، ودرج في نحورهم ، فركب بهم الزلل ، وزين لهم الخطل ، وأعمى عليهم السبل ، وأرشدهم إلى البغي والعدوان ، والزور والبهتان فهم له شركاء ، وهو لهم قرين ، ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ، وكفى بي لهم ولهم مؤدبا ، والمستعان الله .

فوثب الحسن بن علي عليهما السلام وأخذ بعضادة المنبر فحمد الله وصلى على نبيه ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ( بن أبي طالب ) أنا ابن نبي الله ، أنا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا ، أنا ابن السراج المنير أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ، أنا ابن من بعث إلى الجن والإنس ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين فلما سمع كلامه معاوية غاظ منطقه

[بحار الأنوار، ج ٤٤، العلامة المجلسي، ص ١٢١]

 

إلى غير ذلك من الخطب التي دامت عشرين سنة ولم ينفذ واحد من الأمة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقال إنهم تركوا ذلك تقية لأن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يعلم أن التقية جائزة لما عين وأمر بالقتل عند صعود المنبر وهو الأعلم بالواقع أيام معاوية من كل أحد في عقيدة الشيعة فلما أمر بقتله عند صعوده المنبر جزمنا بعدم جواز التقية في ذلك وإلا رددنا عل  النبي أمره، فثبت من ذلك أن أول من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أهل البيت ثم المنتجبين ثم باقي الأمة!! وكفى بهذا إسقاطا لدين الرافضة.

 

الوجه الرابع: أن الذي يمكن معاوية من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أولى بالقتل -على القول بصحة الحديث تنزلا- إذ إن الحسن بن علي قال: ( قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت تركتها ابتغاء وجه اللّه وحقن دماء أمّة محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم )

[سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار، ج ٤، الشيخ عباس القمي، ص ٣٦٨]

 

ولذلك عوقب الحسن في دين الرافضة بنزع الإمامة من عقبه وقد بين ذلك الباقر لما قال: “فقال: رحم الله عمي الحسن ع لقد غمد الحسن ع أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين ع، و أسلمها إلى معاوية و محمد بن علي سبعين ألف سيف قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها- حتى يموتوا جميعا، و خرج الحسين ص فعرض نفسه على الله- في سبعين رجلا من أحق بدمه منا، نحن و الله أصحاب الأمر- و فينا القائم و منا السفاح و المنصور و قد قال الله «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً» نحن أولياء الحسين بن علي ع و على دينه‌”.

[تفسير العيّاشي المؤلف : العياشي، محمد بن مسعود    الجزء : 2  صفحة : 291]

 

ولكن الشيعة لم يقصروا في إيذاء بل قتل الحسن بن علي رضي الله عنه! ولذلك فقد جاء أن الحسن قد فضل معاوية عليهم وقال قولا صريحا في أنه يرى أن معاوية خيرا له من الشيعة

 فقد روا الحسن قال: “أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء ، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي ، وأخذوا مالي”.

[بحار الأنوار – ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 44  صفحة : 20]

[اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 461]

 

وعليه فإن هذه الرواية أكبر طعن في الحسن بن علي رضي الله عنه إذ أنه هو من مكن معاوية من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ثُمَّ هَذَا خِلَافُ الْمَعْلُومِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ، فَإِنَّ (3) .

مُجَرَّدَ صُعُودِ الْمِنْبَرِ لَا يُبِيحُ قَتْلَ مُسْلِمٍ. وَإِنْ أَمَرَ” (4) .بِقَتْلِهِ لِكَوْنِهِ تَوَلَّى الْأَمْرَ (5) .وَهُوَ لَا يَصْلُحُ فَيَجِبُ قَتْلُ كُلِّ مَنْ تَوَلَّى الْأَمْرَ بَعْدَ مُعَاوِيَةَ مِمَّنْ مُعَاوِيَةُ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَهَذَا خِلَافُ مَا تَوَاتَرَتْ بِهِ السُّنَنُ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ نَهْيِهِ عَنْ قَتْلِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَقِتَالِهِمْ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ. ثُمَّ الْأُمَّةُ مُتَّفِقَةٌ عَلَى خِلَافِ هَذَا ; فَإِنَّهَا لَمْ تَقْتُلْ كُلَّ مَنْ تَوَلَّى أَمْرَهَا وَلَا اسْتَحَلَّتْ ذَلِكَ. ثُمَّ هَذَا يُوجِبُ مِنَ الْفَسَادِ وَالْهَرَجِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ وِلَايَةِ كُلِّ ظَالِمٍ، فَكَيْفَ يَأْمُرُ (1) . النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِشَيْءٍ يَكُونُ فِعْلُهُ أَعْظَمَ فَسَادًا مِنْ تَرْكِهِ؟ !»

«منهاج السنة النبوية» (4/ 380)

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

زعم الشيعة ان معاوية من الشجرة الملعونة في القرآن.

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.