7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

حمل حديث فساد امتي علي أيدي أغيلمة من قريش على معاوية.

0

 

يقول حسن فرحان المالكي بعد أن ساق عدة روايات للحديث: “فهذا الحديث إن كانوا يصدقونه فهو يرشد إلى أن فساد الأمة سيكون على أيدي بني أمية وقدوتهم معاوية فهم سائرون على نهجه، …”

[مثالب معاوية – حسن فرحان المالكي ص٢٠].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا: لا كلام لنا في صحة الحديث، فهو ثابت لا شك في ذلك، لكن الكلام في حمل الحديث على معاوية رضي الله عنه وأنه باطل من أوجه عدة .

 

ثانيا ليس في نص الحديث ذكر لمعاوية رضي الله عنه بل ولا ذكر لبني أمية، بل الحديث عام في قريش، فالحمل على بني أمية في هذا الحديث تحديدا يحتاج إلى مخصص، وعندها يكون الدليل في هذا المخصص لا في رواية الصحيحين، والشيعة يخصصونه بحديث يرويه الحاكم في المستدرك عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «‌إِذَا ‌بَلَغَتْ ‌بَنُو ‌أُمَيَّةَ ‌أَرْبَعِينَ، اتَّخَذُوا عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا، وَمَالَ اللَّهِ نِحَلًا، وَكِتَابَ اللَّهِ دَغَلًا»

[«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (4/ 525)].

 

قال الذهبي «قلت: على ضعف رواية ابن أبي مريم: منقطع»

[«مختصر تلخيص الذهبي» (7/ 3332)، وانظر «تاريخ الإسلام – ط التوفيقية» (5/ 141)].

 

 وأشار إلى انقطاعه ابن عساكر فقال «وراشد لم يدرك أبا ذر»

[«تاريخ دمشق لابن عساكر» (57/ 253)].

 

وقال ابن كثير: «وَهَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ وَبَيْنَ أَبِي ذَرٍّ»

[«البداية والنهاية» (9/ 268 ت التركي)].

 

وعليه فإن الألفاظ التي وردت بها الروايات لم تصرح بكونه من بني أمية فضلا عن أن يكون معاوية رضي الله عنه.

 

الوجه الثاني: إن الحديث يصرح بكونهم أغيلمة، قال الحافظ: “«قَوْلُهُ فِي التَّرْجَمَةِ أُغَيْلِمَةٍ تَصْغِيرُ غِلْمَةٍ جَمْعُ غُلَامٍ وَوَاحِدُ الْجَمْعِ الْمُصَغَّرِ غُلَيِّمٌ بِالتَّشْدِيدِ يُقَالُ لِلصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ إِلَى أَنْ يَحْتَلِمَ غُلَامٌ وَتَصْغِيرُهُ غُلَيِّمٌ وَجَمْعُهُ غِلْمَانُ وَغِلْمَةٌ وَأُغَيْلِمَةٌ»

[«فتح الباري لابن حجر» (13/ 9)].

 

«وَقَالَ بن الْأَثِيرِ الْمُرَادُ ‌بِالْأُغَيْلِمَةِ ‌هُنَا ‌الصَّبِيَّانِ وَلِذَلِكَ صَغَّرَهُمْ»

[«فتح الباري لابن حجر» (13/ 9)].

 

ومن المعلوم أن معاوية إنما تولى الخلافة بعدما اقترب عمره من الستين سنة .

 

قال الحافظ «‌مات ‌معاوية ‌في ‌رجب ‌سنة ‌ستين ‌على ‌الصحيح»

[«الإصابة في تمييز الصحابة» (6/ 122)].

 

وكذلك قال الذهبي في السير

[«سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (3/ 162)].

 

وفي تاريخ خليفة بن خياط: «قَالَ الْوَلِيد ‌مَاتَ ‌مُعَاوِيَة ‌فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وَكَانَت خِلَافَته تسع عشر سنة وَنصف سنة قَالَ مُحَمَّد وَحَدَّثَنِي الْوَاقِدِيّ أَن مُعَاوِيَة مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين»

[«تاريخ خليفة بن خياط» (ص230)].

 

ومن أهل العلم من يقول بأن عمره كان قد جاوز الثمانين، يقول ابن كثير: «‌وَكَانَ ‌عُمْرُهُ ‌إِذْ ‌ذَاكَ ‌ثَمَانِيًا وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقِيلَ: جَاوَزَ الثَّمَانِينَ. وَهُوَ الْأَشْهَرُ»

[«البداية والنهاية» (11/ 459 ت التركي)].

 

وعليه فيكون معاوية قد تولى الخلافة وهو ابن ستين سنة ومثل هذا لا يقال عنه غلام، فضلا عن غُلَيّم فلا يصدق هذا على معاوية قطعا.

 

الوجه الثالث: أن سيرة معاوية تقضي بغير ذلك وان زمانه كان زمان عزة ونصر وتمكين للاسلام والمسلمين، وهذا ما اعترف به الشيعة أنفسهم كما سيأتي. ومسألة عزة الإسلام في خلافة معاوية يحتاج تفاصيلها إلى مجلدات لكن يكفينا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف خلافة معاوية بأنها ملك ورحمة روى الطبراني عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ‌ثُمَّ ‌يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ»

«المعجم الكبير للطبراني» (11/ 88)

قال الهيثمي «وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ»

[«مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» (5/ 190)].

 

وصححه الألباني

[«سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها» (7/ 803)].

 

وليس الوصف بالملك ذما فقد وصف الله بعض الأنبياء بالملك كداود وسليمان عليهما السلام، فهل عندما قال الله لداود   { فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا یَشَاۤءُۗ }

[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٥١]

 

فهل هذا مقام ذم أم من ومدح؟

ولا شك أن وصف خلافة معاوية بأنها ملك ورحمة لا يتناسب مع كونه هلكة للامة، هذا فضلا عن فتوحاته العظيمة التي بلغت أقصى ما عرفته حركة الفتح الإسلامي حتى بلغت سور الصين العظيم شرقا وحدود باريس غربا. يقول الشيخ شحاتة محمد صقر: “وغزا -معاوية- جُزُرَ صقلية، ورودس، وجربا، كريت، وكثير من جزر بحر إيجة قرب القسطنطينية. وأما في إفريقية، فقد جدد معاوية فتحها، ووصل إلى مكان تونس اليوم، كما فتح مناطق من فزّان، والسودان. وفي عهده افتتح بعض المناطق في المشرق، مثل الرُّخّج وبعض سجستان، وقوهستان، وغزا أمراؤه بلادَ السِّند، وجبال الغور، وبلاد اللان، واجتازوا النهر، وهم أول من اجتازه من جند المسلمين، ودخلوا بخارى، وسمرقند، وتِرْمِذ. والحاصل كما قال أبونعيم في (معرفة الصحابة): «مَلَكَ الناسَ كلَّهم عشرين سنة منفردًا بالمُلك، يفتح الله به الفتوح، ويغزو الروم، ويقسم الفيء والغنيمة، ويقيم الحدود، والله تعالى لا يُضِيْعُ أجرَ من أحسنَ عَملًا».

وتحدث القاضي ابن العربيِّ المالكي في كتابه (العواصم من القواصم) عن الخصال التي اجتمعت في معاوية – رضي الله عنه – ، فذكر منها: « … قيامه بحماية البيضة، وسدِّ الثغور ، وإصلاح الجند ، والظهور على العدوِّ ، وسياسة الخلق»

[«دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ» (2/ 563)].

 

وأما في كتب الشيعة فكلامهم في هذه القضية واضح ولا يستطيعون إنكاره.

 

يقول مفيدهم: “أكثر فتوح الشام وبلاد المغرب والبحرين والروم وخراسان كانت على يد معاوية بن أبي سفيان وأمرائه كعمرو بن العاص وبسر بن أرطاة ومعاوية بن حديج وغير من ذكرناه، ومن بعدهم على أيدي بني أمية وأمرائهم بلا اختلاف.

[الكتاب : الإفصاح المؤلف : الشيخ المفيد الصفحه: 130].

 

ويقول اليعقوبي: “وافتتح أبو موسى الأشعري كور الأهواز واصطخر سنة ٢٣، وكتب إليه عمر أن ضع عليها الخراج كما وضع على سائر أرض العراق، ففعل ذلك، وافتتح عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي همذان وأصبهان في هذه السنة، واففتح قرظة بن كعب الأنصاري الري، وافتتح معاوية بن أبي  سفيان عسقلان”.

[تاريخ اليعقوبي 2/157].

 

ويقول ايضا: “وافتتح معاوية بن أبي سفيان قبرس”.

[تاريخ اليعقوبي 2 / 166].

 

فهل يقال عن مثل هذا أن هلاك الأمة على يديه؟

 

الوجه الرابع: إن مروان بن الحكم لعن اؤلئك الأغيلمة فكيف يلعن مروان معاوية وقد كان مروان من اخص الناس بمعاوية، شهد معه صفين وولاه معاوية على المدينة! فكيف يقال بعد ذلك أنه لعن معاوية رضي الله عنه؟!

قال الحافظ: “«يُتَعَجَّبُ مِنْ لَعْنِ مَرْوَانَ الْغِلْمَةَ الْمَذْكُورِينَ مَعَ أَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِهِ فَكَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَجْرَى ذَلِكَ عَلَى لِسَانِهِ لِيَكُونَ أَشَدَّ فِي الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَتَّعِظُونَ وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ فِي لَعْنِ الْحَكَمِ وَالِدِ مَرْوَانَ وَمَا وَلَدَ أَخْرَجَهَا الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ غَالِبُهَا فِيهِ مَقَالٌ وَبَعْضُهَا جَيِّدٌ وَلَعَلَّ المُرَاد تَخْصِيص الغلمة الْمَذْكُورين بذلك»

[«فتح الباري لابن حجر» (13/ 11)].

 

هامش (( هناك روايات جاءت في ذم مروان بن الحكم وكلها كذب، يقول الذهبي «‌وَيُرْوَى ‌فِي ‌سَبِّهِ ‌أَحَادِيْثُ ‌لَمْ ‌تَصِحَّ»

«سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (2/ 108)

 

ويقول ابن القيم «وَمَا وَضَعَهُ الْكَذَّابُونَ أَيْضًا … ومن ذلك الأحاديث في ذَمُّ مُعَاوِيَةَ.252- وَكَلُّ حَدِيثٍ فِي ذَمِّهِ فَهُوَ كذب.253- وَكُلُّ حَدِيثٍ فِي ذَمِّ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فهو كذب.254- وَكُلُّ حَدِيثٍ فِي ذَمِّ بَنِي أُمَيَّةَ فَهُوَ كذب.. وَكَذَلِكَ أَحَادِيثَ ‌ذَمِّ ‌الْوَلِيدِ ‌وَذَمِّ ‌مَرَوَانَ بْنِ الحكم»

[«المنار المنيف في الصحيح والضعيف – ت أبي غدة» (ص117)].

 

 

الوجه الخامس: ان التحديث بهذا الحديث كان في زمان متأخر جدا عن زمان معاوية رضي الله عنه بل كان بعد زمان يزيد، يقول الحافظ «أَعْلَمُ الْقَائِلُ لَهُ ذَلِكَ – أي قول سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّأْمِ-  أَوْلَادُهُ وَأَتْبَاعُهُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ ذَلِكَ وَهَذَا مُشْعِرٌ بِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ صَدَرَ مِنْهُ فِي أَوَاخِرِ دَوْلَةِ بَنِي مَرْوَانَ بِحَيْثُ يُمْكِنُ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى أَنْ يسمع مِنْهُ ذَلِك وَقد ذكر بن عَسَاكِرَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو هَذَا بَقِيَ إِلَى أَنْ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَذَلِكَ قُبَيْلَ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ»

[«فتح الباري لابن حجر» (13/ 11)].

 

وعليه فلا يمكن أن يقال أن هذا الحديث الذي ذكر فيه أن هلكة الامة سيكون على يد أغيلمة من قريش والذي تم التحديث بع بعد المئة من الهجرة على أقل تقدير لا يمكن أن يقال ان المقصود به معاوية رضي الله عنه.

 

الوجه السادس: حمل بعض أهل العلم الحديث على يزيد بن معاوية ومن بعده وهذا اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ واستدلوا على ذلك بتعوذ أبي هريرة من رأس الستين وإمارة الصبيان «قَالَ بن بَطَّالٍ جَاءَ الْمُرَادُ بِالْهَلَاكِ مُبَيَّنًا فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ وبن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ قَالُوا وَمَا إِمَارَة الصّبيان قَالَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ هَلَكْتُمْ أَيْ فِي دِينِكُمْ وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ أَهْلَكُوكُمْ أَيْ فِي دُنْيَاكُمْ بِإِزْهَاقِ النَّفْسِ أَوْ بِإِذْهَابِ الْمَالِ أَوْ بِهِمَا وَفِي رِوَايَة بن أَبِي شَيْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَمْشِي فِي السُّوقِ وَيَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تُدْرِكْنِي سَنَةُ سِتِّينَ وَلَا إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ أَوَّلَ الْأُغَيْلِمَةِ كَانَ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَهُوَ كَذَلِكَ فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اسْتُخْلِفَ فِيهَا وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ فَمَاتَ ثُمَّ وَلِيَ وَلَدُهُ مُعَاوِيَةُ وَمَاتَ بَعْدَ أَشْهُرٍ وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ تُخَصِّصُ رِوَايَةَ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَاضِيَةِ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ بِلَفْظِ يُهْلِكُ النَّاسَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنَّ الْمُرَادَ بَعْضُ قُرَيْشٍ وَهُمُ الْأَحْدَاثُ مِنْهُمْ لَا كُلُّهُمْ وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ يُهْلِكُونَ النَّاسَ بِسَبَبِ طَلَبِهِمُ الْمُلْكَ وَالْقِتَالَ لِأَجْلِهِ فَتَفْسُدُ أَحْوَالُ النَّاسِ وَيَكْثُرُ الْخَبْطُ بِتَوَالِي الْفِتَنِ وَقَدْ وَقَعَ الْأَمْرُ كَمَا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

[«فتح الباري لابن حجر» (13/ 10)].

 

وعلى كل حال فإننا نقطع أن معاوية رضي الله عنه خارج من ذلك كله بفضل الله تعالى.

 

ثانيا: إن أصدق ما يُحامل عليه الحديث طبقا لدين الرافضة هو أنه مهديهم والذي تولى الإمامة وعمره ست سنين قم غاب وحصل التخبط الشديد بينهم، لكنه عندما يخرج فإنه لا يقتل ولا ينتقم الا من أمة الإسلام ومقدساتها، ويرفض دين النبي صلى الله عليه وسلم ودين علي رضي الله عنه، فقد روى النعماني في الغيبة: عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ صَالِحٌ مِنَ الصَّالِحِينَ سَمِّهِ لِي أُرِيدُ الْقَائِمَ ع فَقَالَ اسْمُهُ اسْمِي قُلْتُ أَيَسِيرُ بِسِيرَةِ مُحَمَّدٍ ص قَالَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَا زُرَارَةُ مَا يَسِيرُ بِسِيرَتِهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص سَارَ فِي أُمَّتِهِ بِالْمَنِ‌ كَانَ يَتَأَلَّفُ النَّاسَ وَ الْقَائِمُ يَسِيرُ بِالْقَتْلِ بِذَاكَ أُمِرَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي مَعَهُ أَنْ يَسِيرَ بِالْقَتْلِ وَ لَا يَسْتَتِيبَ أَحَداً وَيْلٌ لِمَنْ نَاوَاهُ‌

[ كتاب الغيبة للنعماني المؤلف : النعماني، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 231].

 

فالمعصوم عندهم ينزه المهدي أن يسير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكفى بهذا رفضا للإسلام من مهديهم، وهلكة لدين الاسلام، ولأجل ذلك من قارن المهدي برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن هذا الرجل ليس على دين محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما ذكره النعماني أيضا بسنده: “عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ‌ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا يَصْنَعُ الْقَائِمُ إِذَا خَرَجَ لَأَحَبَّ أَكْثَرُهُمْ أَلَّا يَرَوْهُ مِمَّا يَقْتُلُ مِنَ النَّاسِ أَمَا إِنَّهُ لَا يَبْدَأُ إِلَّا بِقُرَيْشٍ فَلَا يَأْخُذُ مِنْهَا إِلَّا السَّيْفَ وَ لَا يُعْطِيهَا إِلَّا السَّيْفَ حَتَّى يَقُولَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ هَذَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَوْ كَانَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ”.

[كتاب الغيبة للنعماني المؤلف : النعماني، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 233].

 

ورووا أيضا أنه يرفض السير بسيرة علي رضي الله عنه، فيقتل المسلمين ولا يرحمهم فقد رووا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ بَيَّاعِ الْأَنْمَاطِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع جَالِساً فَسَأَلَهُ الْمُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ أَيَسِيرُ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ بِخِلَافِ سِيرَةِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَاكَ أَنَّ عَلِيّاً سَارَ بِالْمَنِّ وَ الْكَفِّ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ شِيعَتَهُ سَيُظْهَرُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ سَارَ فِيهِمْ بِالسَّيْفِ وَ السَّبْيِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ شِيعَتَهُ لَمْ يُظْهَرْ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً

[كتاب الغيبة للنعماني المؤلف : النعماني، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 232].

 

بل إن مهديهم يأتي بدين جديد لا علاقة له بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بأحد من أهل البيت ممن سبقوه، فهو سيتعامل مع دين النبي محمد كأنه دين جاهلية عياذا بالله، فقد رووا عن: “عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ ع فَقُلْتُ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ ع بِأَيِّ سِيرَةٍ يَسِيرُ فِي النَّاسِ فَقَالَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ كَمَا صَنَعَ‌ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ يَسْتَأْنِفُ الْإِسْلَامَ جَدِيداً”.

[كتاب الغيبة للنعماني المؤلف : النعماني، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 232].

 

أولا يظنن أحد أن انتقام مهديهم سيكون من بني أمية أو من قريش فقط بل سينتقم من سائر الناس كما يزعمون، في تفسير البرهان نقلا عن القمي: “فقال الله : يا محمد * ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ ) * يا محمد * ( أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ) * لوقت بعث القائم ( عليه السلام ) فينتقم لي من الجبابرة والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس » .

[البرهان في تفسير القرآن، ج ٥، السيد هاشم البحراني، ص ٦٣٢].

 

وهذا القتل ظاهر في أنه للمسلمين فقط كما يقول محمد الصدر: “ظاهر هذه الروايات أن كثرة القتل مختصة بالمسلمين ، لا تشمل غيرهم”

[موسوعة الإمام المهدي ( ع ) ( تاريخ ما بعد الظهور )، ج ٣، السيد محمد الصدر، ص ٤٠٢].

 

هذا فضلا عن أنهم صرحوا أن عداءه سيكون للعرب.قال الحر العاملي : وقال عليه السّلام : إذا خرج القائم يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنة جديدة وقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلا القتل ولا يستبقي أحدا ، ولا تأخذه في اللّه لومة لائم

[إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، ج ٥، الحر العاملي، ص ١٦٧].

 

وفي بصائر الدرجات: “وان القائم يسير في العرب بما في الجفر الأحمر قال فقلت له جعلت فداك وما الجفر الاحمر قال فامر اصبعه إلى حلقه فقال هكذا يعنى الذبح

 

بصائر الدرجات- ط مؤسسة الاعلمي المؤلف : الصفار القمي، محمد بن الحسن    الجزء : 1  صفحة : 173

 

وفي غيبة النعماني: “عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : ” إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف”

[الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص ٢٣٩].

 

وغير ذلك من هدم المسجد الحرام والمسجد النبوي

[ بحار الأنوار 52 / 338 ، الغيبة للطوسي 282].

 

وغير ذلك من الجرائم التي يفعلها مهديهم في أمة الإسلام مما لا يشك عاقل بعد الاطلاع عليها أنه أكبر مجرم عرفته البشرية فضلا عن إجرامه في حق المسلمين وهلاك الأمة على يديه .

قناة اليوتيوب

موايع شبيهة

قالوا كان معاوية يستحل اكل الربا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.