إثبات مغفرة الله لأم المؤمنين عائشة ومدح علي وتعظيمه لها بعد الجمل
قد شغب الشيعة كثيرا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الجمل ونحن الآن نبين جهلهم التام بما هو مسطور في كتبهم من أن ما فعلته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يكن ذنبا وحت لو كان ذنبا فهو مغفور بلا توبة ولو احتاج إلى توبة فقد ثبتت توبتها ولذلك عظمها علي رضي الله عنه واحترمها.
هنا يقول أعلم علمائهم في زمان الغيبة وهو ابو القاسم الخوئي ان الخطأ في تقدير الأمور مع الاعتقاد بالصحة لا يدخل في المعاصي حتى يحتاج إلى توبة وهذا ما فعلته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
فقد خرجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إعانة لعلي على قتل الغوغاء من قتلة عثمان
قال ابن الجوزي «وَحَدَّثَنَا سَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، [عَنِ] ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ [7] ، قَالَ: سمعت» عَائِشَةُ بِخَبَرِ عُثْمَانَ فِي الطَّرِيقِ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: أَلا إِنَّ عُثْمَانَ عَدَتْ عَلَيْهِ الْغَوْغَاءُ، وَضَعُفَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، فَقَتَلُوهُ مَظْلُومًا، وَإِنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه بُويِعَ فَلَمْ يَقْوَ عَلَيْهِمْ، وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُقِيمَ مَعَهُمْ ، فَاطْلُبُوا بِدَمِ عُثْمَانَ، فَخَرَجَتْ لِتُنْهِضَ النَّاسَ وَتَرْجِعَ
«المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (5/ 81)
وروى ابن كثير في البداية والنهاية «قال عثمان بن حنيف لعمران بن حصين: أشر علي، فقال اعتزل فإني قاعد في منزلي، أو قال قاعد
على بعيري، فذهب فقال عثمان: بل أمنعهم حتى يأتي أمير المؤمنين، فنادى في الناس يأمرهم بلبس السلاح والاجتماع في المسجد، فاجتمعوا فأمرهم بالتجهز، فقام رجل وعثمان على المنبر فقال: أيها الناس إن كان هؤلاء القوم جاؤوا خائفين فقد جاؤوا من بلد يأمن فيه الطير، وإن كانوا جاءوا يطلبون بدم عثمان فما نحن بقتلته، فأطيعوني وردوهم من حيث جاؤوا، فقام الأسود بن سريع السعدي فقال:إنما جاؤوا يستعينون بنا على قتلة عثمان ومنا ومن غيرنا ، فحصبه الناس، فعلم عثمان بن حنيف أن لقتلة عثمان بالبصرة أنصارا، فكره ذلك»
«البداية والنهاية» (7/ 259)
وفي تاريخ الطبري عن الأغر، قَالَ: لما اجتمع إِلَى مكة بنو اميه ويعلى بن منيه وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر، ائتمروا أمرهم، وأجمع ملؤهم عَلَى الطلب بدم عُثْمَان وقتال السبئية حَتَّى يثأروا وينتقموا، فأمرتهم عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بالخروج إِلَى الْمَدِينَةِ، واجتمع القوم عَلَى الْبَصْرَةِ وردوها عن رأيها
تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري المؤلف : الطبري، أبو جعفر الجزء : 4 صفحة : 454
«وقالت عائشة: لا تقتلوا إلا من قاتلكم، ونادوا من لم يكن من قتلة عثمان رضي الله عنه فليكفف عنا، فإنا لا نريد إلا قتلة عثمان ولا نبدأ أحدا، فأنشب حكيم القتال ولم يرع للمنادي»
«تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري» (4/ 470)
وَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ دَعَا عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ- وَكَانَ رَجُلٌ عَامَّةً- وَأَلَزَّهُ بِأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ- وَكَانَ رَجُلٌ خَاصَّةً- فَقَالَ: انْطَلِقَا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ فَاعْلَمَا علمها وعلم مَنْ مَعَهَا، فَخَرَجَا فَانْتَهَيَا إِلَيْهَا وَإِلَى النَّاسِ وَهُمْ بِالْحَفِيرِ، فَاسْتَأْذَنَا
فَأَذِنَتْ لَهُمَا، فَسَلَّمَا وَقَالا: إِنَّ أَمِيرَنَا بَعَثَنَا إِلَيْكِ نَسْأَلُكِ عَنْ مَسِيرِكِ، فَهَلْ أَنْتِ مُخْبِرَتُنَا؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا مِثْلِي يَسِيرُ بِالأَمْرِ الْمَكْتُومِ وَلا يُغَطِّي لِبَنِيهِ الْخَبَرَ إِنَّ الْغَوْغَاءَ مِنْ أَهْلِ الأَمْصَارِ وَنُزَّاعَ الْقَبَائِلِ غَزَوْا حَرَمَ رَسُولِ الله ص وَأَحْدَثُوا فِيهِ الأَحْدَاثَ، وَآوَوْا فِيهِ الْمُحْدِثِينَ، وَاسْتَوْجَبُوا فِيهِ لَعْنَةَ اللَّهِ وَلَعْنَةَ رَسُولِهِ، مَعَ مَا نَالُوا مِنْ قَتْلِ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ بِلا تِرَةٍ وَلا عُذْرٍ، فَاسْتَحَلُّوا الدَّمَ الْحَرَامَ فَسَفَكُوهُ، وَانْتَهَبُوا الْمَالَ الْحَرَامَ، وَأَحَلُّوا الْبَلَدَ الْحَرَامَ، وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ، وَمَزَّقُوا الأَعْرَاضَ وَالْجُلُودَ، وَأَقَامُوا فِي دَارِ قَوْمٍ كَانُوا كَارِهِينَ لِمُقَامِهِمْ ضَارِّينَ مُضِرِّينَ، غَيْرُ نَافِعِينَ وَلا مُتَّقِينَ، لا يَقْدِرُونَ عَلَى امْتِنَاعٍ وَلا يأمنون، فَخَرَجْتُ فِي الْمُسْلِمِينَ أُعْلِمُهُمْ مَا أَتَى هَؤُلاءِ الْقَوْمُ وَمَا فِيهِ النَّاسُ وَرَاءَنَا، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَأْتُوا فِي إِصْلاحِ هَذَا وقرأت: «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ» نَنْهَضُ فِي الإِصْلاحِ مِمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وجل وامر رسول الله ص، الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالذَّكَرَ وَالأُنْثَى، فَهَذَا شَأْنُنَا إِلَى مَعْرُوفٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِ، وَنَحُضُّكُمْ عَلَيْهِ، وَمُنْكَرٍ نَنْهَاكُمْ عَنْهُ، وَنَحُثُّكُمْ عَلَى تَغْيِيرِهِ.
اسم الکتاب : تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري المؤلف : الطبري، أبو جعفر الجزء : 4 صفحة : 461
وعليه فما قصدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الا إعانة علي قتلة عثمان من اهل البصرة، وكان هذا هو الإصلاح الذي ارادت
ففي مصنف عبد الرزاق: “وَرَكِبَتْ عَائِشَةُ جَمَلًا لَهَا يُقَالُ لَهُ عَسْكَرُ، وَهِيَ فِي هَوْدَجٍ قَدْ أَلْبَسَتْهُ الدُّفُوفَ – يَعْنِي جُلُودَ الْبَقَرِ – فَقَالَتْ: إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ يَحْجِزَ بَيْنَ النَّاسِ مَكَانِي قَالَتْ: وَلَمْ أَحْسِبْ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ، وَلَوْ عَلِمْتُ ذَلِكَ لَمْ أَقِفْ ذَلِكَ الْمَوْقِفَ أَبَدً
مصنف عبد الرزاق الصنعاني المؤلف : الصنعاني، عبد الرزاق الجزء : 5 صفحة : 452
فهي رضي الله عنها لم تحسب ان الامر يصل إلى ما وصل اليه وهذا يستوجب عدم الدخول في معصية كما يقول أبو القاسم الخوئي في هذا النص
يقول شيخهم التبريزي فى كتاب صراط النجاة ج3:
ان الخطا في تقدير الامور مع الاعتقاد بالصحة ليس موجبا للمعصية حتى يكون موردا للغفران،
اسم الکتاب : صراط النجاة المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 3 صفحة : 446

ومع ذلك فقد ثبتت توبتها رضي الله عنها كما اعترف بذلك ابن طاوس في كتابه كشف المحجة
ويقول شيخهم بن طاووس في كتاب كشف المحجبة لثمرة المهجة ج1:
وَ أَمَّا عَايِشَةُ فَإِنَّهَا كَانَتْ [ظ] نَهَاهَا رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ «خ»] عَنْ مَسِيرِهَا فَعَضَّتْ يَدَيْهَا نَادِمَةً عَلَى مَا كَانَ مِنْهَا.
اسم الکتاب : كشف المحجة لثمرة المهجة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 259

ومعلوم ان الندم توبة كما هو مقرر في روايات السنة والشيعة على السواء
ويقول شيخهم الألباني في سلسلة الاحاديث الصحيحة ج1:
ومنها ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها،
وذلك مما يدل على أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور.

ويقول شيخهم الكليني في كتاب الكافي ج2 ص426:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: وَ اللَّهِ مَا يَنْجُو مِنَ الذَّنْبِ إِلَّا مَنْ أَقَرَّ بِهِ.
– قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع كَفَى بِالنَّدَمِ تَوْبَةً.
اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 2 صفحة : 426

ويقول شيخهم المفيد في كتاب المسائل السروية ج1:
هذا مع قوله سبحانه : * ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) * فأخبر أنه لا يغفر الشرك مع عدم التوبة منه ، وأنه يغفر ما سواه بغير التوبة ،
نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 101

ولأجل ذلك فقد اعترف الشيعة ان عليا قد احترم أم المؤمنين وسماها أما للمؤمنين وأكرمها وغير المؤمن لا يجوز اكرامه واحترامه كما قرره علماء الشيعة، ولذلك يقول المحقق الأصفهاني: “ونص المفيد على الحرمة لغير تقية وهو الوجه عندي إذا قصد اكرامه لنحلته أو لاسلامه وحينئذ لا استثناء لتقية أو غيرها ومن التقية هنا حضور أحد من أهل نحلته فان الغسل كرامة للميت ولا يصلح لها غير المؤمن
كشف اللثام – ط.ق المؤلف : المحقق الإصفهاني الجزء : 1 صفحة : 111
يقول الحلي: “أكرم عائشة و بعثها إلى المدينة مع عشرين امرأة عقيب حربها له”.
كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 387
فعلي يكرم أم المؤمنين عائشة والكرامة لا تكون الا للمؤمن في الدين الشيعي.

ويقول شيخهم الحائري في كتاب شجرة طوبي ج2:
فقال ابن عباس: أتسبون أمكم عائشة فوالله لئن قتلتم ليس بأنكم قد خرجتم من الاسلام، وان قتلتم لنسبها ونستل منها ما نستحلل من غيرها فأنتم بين ضلالتين إن الله عز وجل قال: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم
شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري – ج ٢ – الصفحة ٣٥١

ويقول شيخهم الطوسي في كتاب تهذيب الأحكام ج6:
فقال له قائل: يا أمير المؤمنين أقسم الفئ بيننا والسبي قال: فلما أكثروا عليه قال: أيكم يأخذ أم المؤمنين في سهمه؟! فكفوا.
تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي – ج ٦ – الصفحة ١٥٥

ويقول علامتهم المجلسي في كتاب بحار الأنوار ج33:
فقال له قائلون: يا علي أقسم الفئ بيننا والسبي قال: فلما كثروا عليه قال: أيكم يأخذ أم المؤمنين في سهمه فسكتوا.
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٣٣ – الصفحة ٤٤١

ويقول علامتهم الحلي في كتاب مختلف الشيعة ج4:
فقال له قائل: يا أمير المؤمنين أقسم الفئ بيننا والسبي. قال: فلما أكثروا عليه قال: أيكم يأخذ أم المؤمنين في سهمه؟ فكفوا .
اسم الکتاب : مختلف الشيعة المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 4 صفحة : 453

ويقول شيخهم الألباني في كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة ج1:
ومنها ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها،
وذلك مما يدل على أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور.

ويقول شيخهم المجلسي في كتاب عين الحياة ج2:
وانظر ما لقى أمير المؤمنين عليهالسلام من المحن من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن أصحابه لكنه عفا عنهم عند القدرة ، كما عفا عن أصحاب الجمل الذين قاتلوه وقتلو أصحابه ، وأرسل عائشة إلى المدينة في غاية الاحترام ، وأرسل معها سبعين امرأة.

ويقول شيخهم المنتظري في كتاب دراسات في ولاية فقهية ج2 ص796:
و كذا من قصة عفو أميرالمؤمنين (ع) لاصحاب الجمل، بعدما ظفر عليهم و فيهم الرؤساء كمروان و عبدالله بن الزبير و أمثالهما و في رأسهم أم المؤمنين عائشة مع ما سببوا لقتل كثير من المسلمين،

ويقول شيخهم الموسوي في كتاب تمام نهج البلاغة ج1:
وأخَذتُ بِالْعَفوا عنهم وأجريتُ الحق والسنة بينهم
اسم الکتاب : تمامُ نهج البلاغة المؤلف : السيد صادق الموسوي الجزء : 1 صفحة : 612

ويقول شيخهم المحسني في كتاب مشرعة بحار الأنوار ج2:
عفى اميرالمؤمنين عن مروان بن الحكم و عبدالله بن الزبير والسيدة
اسم الکتاب : مشرعة بحار الأنوار المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف الجزء : 2 صفحة : 54

ويقول شيخهم الموسوي في كتاب تمام نهج البلاغة ج1:
اسم الکتاب : تمامُ نهج البلاغة المؤلف : السيد صادق الموسوي الجزء : 1 صفحة : 350

لتحميل وثائق اثبات مغفرة الله لأم المؤمنين عائشة ومدح علي وتعظيمه لها بعد الجمل pdf
مواضيع شبيهة