النبي يتمنى موت عائشة ويفرح بذلك.
روى الإمام البخاري بسنده عن: “القَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَارَأْسَاهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلِيَاهْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ، لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ : ” بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ، لَقَدْ هَمَمْتُ – أَوْ أَرَدْتُ – أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ: أَنْ يَقُولَ القَائِلُونَ – أَوْ يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ – ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ المُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى المُؤْمِنُون”.
[صحيح البخاري، (7/119)].
روى الإمام أحمد بسنده: “عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ، وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهْ قَالَ: بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ ثم قَالَ: “مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ؟ ” قُلْتُ: لَكِنِّي أَوْ لَكَأَنِّي بِكَ، وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ، قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ ، ثُمَّ بُدِئَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ”.
[مسند أحمد (43/81)].
يقول نجاح الطائي معلقًا: “النبي (صلى الله عليه وآله) يتمنى موت زوجته السريع”.
[اغتيال النبي (ص)، الشيخ نجاح الطائي ( ص 114)].
وقال أحد الشيعة: “كيف يمكن للمرء أن يعتقد بأن عائشة كانت بهذه المنزلة المدّعاة والحال أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب هلاكها ويتمنى الخلاص منها!”.
[الفاحشة، ياسر الحبيب (ص284)].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولاً: هذه الرواية التي قال فيها النبي لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها “لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ؟” وقوله «ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ».
هذه من أعظم وأقوى الأدلة على أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أحب الخلق إلى رسول الله قاطبة؛ إذ أن غسل الرجل لزوجته لا يكون إلا لكمال المودة والرحمة بينهما حتى بعد الموت.ولذلك صح عن علي بن أبي طالب أنه غسل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من تمام المودة والرحمة من الزوج لزوجته، وهذا الكلام من النبي لم يقله لأحد قط إلا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وذلك أعظم كرامة لها أن يتمنى النبي أن يشرفها بأن يقوم هو بنفسه على تغسيلها وتكفينها بيده الشريفة والصلاة عليها ودفنها.وهذه الكلمة لو قيل شيء منها لبشر لرفع بها إلى السماء، وهؤلاء المعترضون من الرافضة لو قال النبي للواحد منهم “لو كان فلان ميتًا، وأنا حي لغسلته فقط”، والله لكان يرتفع بهذه المنقبة على كل الخلق، فكيف لو أضيف إليها “وكفنتك وصليت عليك ودفنتك واستغفرت لك ودعوت الله لك“؟!فظهر من هذا أن الرواية من أعظم المناقب لأمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
ثانيا: قد استدل الشيعة بهذه الرواية على جواز أن يغسل الرجل امرأته.يقول شهيدهم الأول: “وقول النبي (صلى الله عليه وآله) لبعض نسائه: (لو مت قبلي لغسلتك). ولم ينكر ذلك كله أحد. وروى المفضل عن الصادق (عليه السلام): (أن عليًّا غسل فاطمة؛ لأنها صديقه لم يكن يغسلها إلا صديق)”.
[ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف: الشهيد الأول (1/304)].
فانظر إلى قولهم إن فاطمة “صديقه لم يكن يغسلها إلا صديق“، فكذلك نقول إن عائشة صديقة ومن مقامها أن يغسلها من هو أكبر من كل صديق، بل أفضل وأعلى من كل نبي ورسول، وهو رسول الله محمد “.
[حديث عائشة: ((لو مت قبلي لغسلتك)) قال الحافظ في (التلخيص): لغسلتك باللام تحريف، والذي في الكتب المذكورة فغسلتك بالفاء وهو الصواب، والفرق بينهما أن الأول شرطية والثاني للتمني)].
ثالثًا: تمني النبي موت أم المؤمنين عائشة معلل في نفس الرواية بأنه يريد أن يقوم على تغسيلها وتكفينها بيده الشريفة والصلاة عليها ودفنها، وأما استخراج علل أخرى فهو استدراك على رسول الله واتهام له بالسكوت عن الخير الذي يجب بيانه للأمة.
رابعًا: قول أم المؤمنين عائشة للنبي : “كَأَنِّي بِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَرُوسًا بِبَعْضِ نِسَائِكَ“، ما هو إلا من باب الغيرة على رسول الله ، وهذه من أعظم العبادات أن يغار المسلم على رسوله فضلاً عن أفضل زوج عرفته الدنيا.وأنا أعجب من الرافضة في اعتراضهم وتعرضهم لعرض رسول الله وزوجه؟! أبَعدَ ما يُضَاحِك النبي زوجه وحبيبة قلبه ويتبسم لكلامها يبقى للرافضة قول بعد ذلك؛ لو فرضنا أن النبي تبسم في الرؤيا لكلمة قالها أحدنا لطار فرحًا طوال حياته بتلك الرؤيا؛ فكيف ورسول الله يضاحك زوجته ويتبسم لكلمتها والتي يعلم أنها قالتها من دافع الغيرة، والتي تنم عن محبة بل عن عشق لرسول الله من جانب حبيبته، ففي رواية أحمد “فَقَالَ: “وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ، فَهَيَّأْتُكِ وَدَفَنْتُكِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ غَيْرَى: كَأَنِّي بِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَرُوسًا بِبَعْضِ نِسَائِكَ“.
[ مسند أحمد (42/50)].
قال الشيخ الألباني: “وهذا سند صحيح على شرط الشيخين”.
[إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (3/161)].
فانظر لقولها رضي الله عنها “فَقُلْتُ غَيْرَى” يعني من الغيرة، فالنبي ضحك من غيرتها عليه لا كما ظن ذاك الرافضة أنه ضحك حبًّا في موتها رضي الله عنها.
خامسًا: إن كان من سببٍ آخر لتمني النبي لموت أم المؤمنين عائشة فهو فقط ليأنس بها في الجنة كما أنس بها في الدنيا.
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ إِسْحَاقَ بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: “إِنَّهُ لَيُهَوِّنُ عَلَيَّ أَنِّي رَأَيْتُ بَيَاضَ كَفِّ عَائِشَةَ فِي الْجَنَّةِ“.
[ مسند أحمد (41/519). وقد صحح هذه الرواية الشيخ الألباني في الصحيحة (6/ 867) برقم (2867)].
سادسًا: نجد في المقابل نجد أن النبي يهدد فاطمة أنه لن يصلي عليها لو ماتت قبل أن ترضي عليًّا رضي الله عنهما.قال التستري: “رواه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة الشيخ عثمان بن حسن بن احمد الخوبري .
[ درة الناصحين (ص 49 ط بمبئى)].
روى عن سلمان الفارسي أنه قال: دخلت فاطمة رضي اللّه عنها على رسول اللّه «ص» فلما نظرت اليه دمعت عيناها تغير لونها، فقال عليه السلام: مالك يا بنتي. قالت: يا رسول اللّه كان بيني وبين علي البارحة مزاح ونشأ من الكلام أن غضب علي بكلمة خرجت من في، فلما رأيت أن عليًّا قد غضب ندمت وغممت فقلت له: يا حبيبي ارض عني وطفت حوله اثنتين وسبعين مرة حتى رضي عني وضحك في وجهى مع الرضا وأنا خائفة من ربى. فقال لها النبي «ص»: يا بنتي، والذي بعثني بالحق نبيًّا إنك لو مت قبل أن ترضي عليًّا لم أصل عليك“.
[إحقاق الحق و إزهاق الباطل، نور الله التستري (19/112)].
وإلزامًا للرافضة -إلزاما- نقول شتان بين من يتمنى النبي أن يصلى عليها، ومن يهددها النبي بعدم الصلاة عليها!
مواضيع شبيهة
قالوا: أنَّ عائشة آذت النبيّ في قصة المغافير.