إنكار الشيعة لفضيلة أبي بكر في صحبة النبي في الغار.
يقول جعفر مرتضى العاملي: “وأما بالنسبة لكون أبي بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار ، فنقول : قد تقدم : أن هذا ليس من فضائل أبي بكر ، لأن الآية قد جاءت في سياق الذم والإدانة”.
[الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص )، ج ٣٣، السيد جعفر مرتضى العاملي، ص ٢٧٨].
وقال المفيد: فإن قالوا أفليس قد آنس الله تعالى نبيه ص بأبي بكر في خروجه إلى المدينة للهجرة و سماه صاحبا له في محكم كتابه و ثانيا لنبيه ص في سفره و مستقرا معه في الغار لنجاته فقال تعالى إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ و هذه فضيلة جليلة يشهد بها القرآن فهل تجدون من الحجة مخرجا.
(جواب) قيل لهم أما خروج أبي بكر مع النبي ص فغير مدفوع و كونه في الغار معه غير مجحود و استحقاق اسم الصحبة معروف إلا أنه ليس في واحدة منها و لا في جميعها ما يظنون له من الفضل فلا تثبت له منقبة في حجة سمع و لا عقل بل قد شهدت الآية التي تلوتموها في ذلك بزلل الرجل و دلت على نقصه و إنبات عن سوء أفعاله بما نحن موضحون عن وجهه إن شاء الله تعالى.
[اسم الکتاب : الإفصاح في الإمامة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 185].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه :
أولا: لما نال أبو بكر من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ما لم ينله غيره كان من جزائه في الدنيا أن خلد الله ذكره بتلك الأية التي ذكرت اختصاصه بتلك الصحبة الإيمانية التي يغبطه عليها كل مؤمن على وجه الأرض إلى قيام الساعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “فَإِذَا عُرِفَ أَنَّ الصُّحْبَةَ اسْمُ جِنْسٍ تَعُمُّ قَلِيلَ الصُّحْبَةِ وَكَثِيرَهَا، وَأَدْنَاهَا أَنْ يَصْحَبَهُ زَمَنًا قَلِيلًا فَمَعْلُومٌ أَنَّ الصِّدِّيقَ فِي ذُرْوَةِ سَنَامِ الصُّحْبَةِ، وَأَعْلَى مَرَاتِبِهَا فَإِنَّهُ صَحِبَهُ مِنْ حِينِ بَعْثِهِ (4) اللَّهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَقَدْ أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ الرِّجَالِ الْأَحْرَارِ، كَمَا أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ خَدِيجَةُ وَمِنَ الصِّبْيَانِ عَلِيٌّ وَمِنَ الْمَوَالِي زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَتَنَازَعُوا فِي أَوَّلِ مَنْ نَطَقَ بِالْإِسْلَامِ بَعْدَ خَدِيجَةَ، فَإِنْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَسْلَمَ قَبْلَ عَلِيٍّ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ أَسْبَقُ صُحْبَةً كَمَا كَانَ أَسْبَقَ إِيمَانًا، وَإِنْ كَانَ عَلِيٌّ أَسْلَمَ قَبْلَهُ فَلَا رَيْبَ أَنَّ صُحْبَةَ أَبِي بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَتْ أَكْمَلَ وَأَنْفَعَ لَهُ مِنْ صُحْبَةِ عَلِيٍّ وَنَحْوِهِ؛ فَإِنَّهُ شَارَكَهُ فِي الدَّعْوَةِ فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ أَكَابِرُ أَهْلِ الشُّورَى، كَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ يَدْفَعُ عَنْهُ مَنْ يُؤْذِيهِ، وَيَخْرُجُ مَعَهُ إِلَى الْقَبَائِلِ وَيُعِينُهُ فِي الدَّعْوَةِ، وَكَانَ يَشْتَرِي الْمُعَذَّبِينَ فِي اللَّهِ كَبِلَالٍ وَعَمَّارٍ وَغَيْرِهِمَا فَإِنَّهُ اشْتَرَى سَبْعَةً مِنَ الْمُعَذَّبِينَ فِي اللَّهِ، فَكَانَ أَنْفَعَ النَّاسِ لَهُ فِي صُحْبَتِهِ مُطْلَقًا، وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِحَالِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَأَصْحَابِهِ أَنَّ مُصَاحَبَةَ أَبِي بَكْرٍ لَهُ كَانَتْ أَكْمَلَ مِنْ مُصَاحَبَةِ سَائِرِ الصَّحَابَةِ [مِنْ وُجُوهٍ]
[ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ٣٩٠:٣٨٩/٨].
ولم يختر الله لنبيه في تلك الرحلة الإيمانية الا أشد الناس محبة وموافقة له في الظاهر والباطن، والقول بغير ذلك طعن في رب العالمين تبارك اسمه وطعن في النبي صلى الله عليه وسلم بقلة العقل والفهم، كيف وهو الذي قال كما روى الشيعة انفسهم
قَالَ (عليه السلام): يَا أَبَا ذَرٍّ، لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِناً، وَ لَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ، وَ لَا تَأْكُلْ طَعَامَ الْفَاسِقِينَ، يَا أَبَا ذَرٍّ، أَطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ تُحِبُّهُ فِي اللَّهِ، وَ كُلْ طَعَامَ مَنْ يُحِبُّكَ فِي اللَّهِ.
[اسم الکتاب : هداية الأمة إلى أحكام الأئمة – منتخب المسائل المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 8 صفحة : 114].
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وَأَيْضًا فَمَعْلُومٌ أَنَّ أَضْعَفَ النَّاسِ عَقْلًا لَا يَخْفَى عَلَيْهِ حَالُ مَنْ يَصْحَبُهُ فِي مِثْلِ هَذَا السَّفَرِ الَّذِي يُعَادِيهِ فِيهِ الْمَلَأُ الَّذِينَ هُمْ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ (2) ، وَيَطْلُبُونَ قَتْلَهُ، وَأَوْلِيَاؤُهُ هُنَاكَ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُ؛ فَكَيْفَ يَصْحَبُ وَاحِدًا مِمَّنْ يُظْهِرُ لَهُ مُوَالَاتَهُ دُونَ غَيْرِهِ، وَقَدْ أَظْهَرَ لَهُ هَذَا حُزْنَهُ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ عَدُوٌّ لَهُ فِي الْبَاطِنِ. وَالْمَصْحُوبُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ وَلِيَهُ، وَهَذَا لَا يَفْعَلُهُ إِلَّا أَحْمَقُ النَّاسِ وَأَجْهَلُهُمْ.فَقَبَّحَ اللَّهُ مَنْ نَسَبَ رَسُولَهُ الَّذِي هُوَ أَكْمَلُ الْخَلْقِ عَقْلًا وَعِلْمًا وَخِبْرَةً إِلَى مِثْلِ هَذِهِ الْجَهَالَةِ وَالْغَبَاوَةِ”.
[ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ٤٣٠/٨].
ثانيا: إنكار الفضيلة في الصحبة هو عين العداوة والنصب والطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف وأنت إذا رأيت عالما من العلماء وسلمت عليه تتشرف امام الناس بذلك، فكيف لو تشرفت بمجالسة إمام من الأئمة؟ هذا غاية ما يمكن أن يُنال من الشرف بلا شك، فكيف لو كان الذي جالسته هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبأي عقل إذا ينكر هؤلاء فضيلة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم؟ كيف وقد كان الصديق ألصق الناس به في حله وترحاله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “فَفِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي لَا يَكُونُ مَعَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ إِلَّا وَاحِدٌ كَانَ يَكُونُ هُوَ ذَلِكَ الْوَاحِدَ، مِثْلَ سَفَرِهِ فِي الْهِجْرَةِ وَمُقَامِهِ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الْعَرِيشِ: لَمْ يَكُنْ مَعَهُ فِيهِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، وَمِثْلَ خُرُوجِهِ إِلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ كَانَ يَكُونُ مَعَهُ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ أَبُو بَكْرٍ.وَهَذَا الِاخْتِصَاصُ فِي الصُّحْبَةِ لَمْ يَكُنْ لِغَيْرِهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِأَحْوَالِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَأَمَّا مَنْ كَانَ جَاهِلًا أَحْوَالَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَوْ كَذَّابًا فَذَلِكَ يُخَاطَبُ خِطَابَ مِثْلِهِ”.
[ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ٤١٦/٨].
ولذلك قد جاء عند الشيعة أن الوزير إذا كان صالحا فهي دلالة إرادة الله الخير بالعبد فقد رووا عنه صلى الله عليه و آله : إذا أرادَ اللّه ُ بِعَبدٍ خَيرا جَعَلَ لَهُ وَزيرا صالِحا ، إن نَسِيَ ذَكَّرَهُ ، و إن ذَكَرَ أعانَهُ .
[ميزان الحكمه المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد الجزء : 6 صفحة : 211].
ثالثا: لا شك أن الإخراج للنبي وللصديق كان بسبب الإيمان بالله تعالى، فلم تكن الصحبة لمصلحة دنيوية، بل كانت صحبة الشدة التي فيها يتخلى الخليل عن خليله، لكن الصديق آثر مشقة الهجرة والسفر الطويل على راحة العيش في مكة بماله الوفير
قال الامام الالوسي : ” لا يخفى أن ثاني اثنين وكذا إذ هما في الغار إنما يدلان بمعونة المقام على فضل الصديق رضي الله تعالى عنه ولا ندعي دلالتهما مطلقا ومعونة المقام أظهر من نار على علم ولا يكاد ينتطح كبشان في أن الرجل لا يكون ثانيا باختياره لآخر ولا معه في مكان إذا فر من عدو ما لم يكن معولا عليه متحققا صدقه لديه لاسيما وقد ترك الآخر لأجله أرضا حلت فيها قوابله وحلت عنه بها تمائمه وفارق أحبابه وجفا أترابه وامتطى غارب سبسب يضل بها القطا وتقصر فيه الخطا ومما يدل على فضل تلك الإثنينية قوله صلى الله تعالى عليه وسلم مسكنا جأش أبي بكر : ماظنك باثنين الله تعالى ثالثهما والصحبة اللغوية وإن لم تدل بنفسها على المدعي لكنها تدل عليه بمعونة المقام أيضا فإضافة صاحب إلى الضمير للعهد أي صاحبه الذي كان معه في وقت يجفو فيه الخليل خليله ورفيقه الذي فارق لمرافقته أهله وقبيله وأن لا تحزن ليس المقصود منه حقيقة النهي عن الحزن فإنه من الأمور التي لا تدخل تحت التكليف بل المقصود منه التسلية للصديق رضي الله تعالى عنه أو نحوها وما ذكروه من الترديد يجري مثله في قوله تعالى خطابا لموسى وهارون عليهما السلام : لا تخافا إنني معكما وكذا في قوله سبحانه للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم : ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا إلى غير ذلك أفترى أن الله سبحانه نهى عن طاعته أو أن أحدا من أولئك المعصومين عليهم الصلاة والسلام إرتكب معصية سبحانك هذا بهتان عظيم ولا ينافي كون الحزن من الأمور التي لا تدخل تحت التكليف بالنظر إلى نفسه أنه قد يكون موردا للمدح والذم كالحزن على فوات طاعة فإنه ممدوح والحزن على فوات معصية فإنه مذموم لأن ذلك باعتبار آخر كما لا يخفى وما ذكر في حيز العلاوة من أن فيه من الدلالة على الجبن ما فيه فيه من إرتكاب الباطل ما فيه فإنا لا نسلم أن الخوف يدل على الجبن وإلا لزم جبن موسى وأخيه عليهما السلام فما ظنك بالحزن وليس حزن الصديق رضي الله تعالى عنه بأعظم من الإختفاء بالغار ولا يظن مسلم أنه كان عن جبن أو يتصف بالجبن أشجع الخلق على الإطلاق صلى الله تعالى عليه وسلم ومن أنصف رأي أن تسليته عليه الصلاة و السلام لأبي بكر بقوله : لا تحزن كما سلاه ربه سبحانه بقوله : لا يحزنك قولهم مشيرة إلى أن الصديق رضي الله تعالى عنه عنده عليه الصلاة و السلام بمنزلته عند ربه جل شأنه فهو حبيب حبيب الله تعالى “. 445 – تفسير الالوسي – ابو الثناء محمود بن عبد الله الحسينى الالوسى – ج 10 ص 101 ].ولما علم المشركون أن الصديق هو الذي يساند النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وضعوا جائزة للإتيان به كما وضعوا للنبي صلى الله عليه وسلم وقد نقل المجلسي ذلك في البحار ٣٤ ـ م : إن الله تعالى أوحى إلى النبي يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : إن أبا جهل والملا من قريش قد دبروا يريدون قتلك ، وآمرك أن تبيت عليا في موضعك، وقال لك : إن منزلته منزلة إسماعيل الذبيح من إبراهيم الخليل ، يجعل نفسه لنفسك فداء ، وروحه لروحك وقاء ، وأمرك أن تستصحب أبابكر ، فإنه إن آنسك وساعدك ووازرك وثبت على ما يعاهدك و يعاقدك كان في الجنة من رفقائك ، وفي غرفاتها من خلصائك
[اسم الکتاب : بحار الأنوار – ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 19 صفحة : 81].
وعليه فاخراج المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاصحابه من مكة كان ظلما، ولهذا قال تعالى : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (40) : الحج } , ولهذا نهى الله تعالى اهل الايمان من ان يتولوا الذين اخرجوهم من ديارهم وظاهروا على اخراجهم , فقال تعالى : { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) : الممتحنة } .لكن القرآن كأنه جعل الناس صنفين صنف أَخرج وهم الكفار ومن شايعهم، وصنف أُخرج وهو النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، ولم يكن في الصحابة أحد أظهر وأوضح من الصديق أنه في الصنف الذي قائده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفى بهذا فضيلة.
رابعا: إنزال السكينة عليه دليل نصر الله وتأييده للصديق، وقد حاول الرافضة نفي نزول السكينة على الصديق وأنها فقط نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من الغلو في الحقد والبغض للصديق رضي الله عنه، فالسكينة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم تأصيلا وأبو بكر تابع به في ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ” وَإِذَا عُلِمَ أَنَّهُ صَاحِبُهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ عُلِمَ أَنَّ مَا حَصَلَ لِلرَّسُولِ مِنْ إِنْزَالِ السَّكِينَةِ وَالتَّأْيِيدِ بِإِنْزَالِ الْجُنُودِ الَّتِي لَمْ يَرَهَا النَّاسُ لِصَاحِبِهِ الْمَذْكُورِ فِيهَا أَعْظَمُ مِمَّا لِسَائِرِ النَّاسِ وَهَذَا مِنْ بَلَاغَةِ الْقُرْآنِ وَحُسْنِ بَيَانِهِ.وَهَذَا كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [سُورَةُ التَّوْبَةِ: 62] (3) ، فَإِنَّ الضَّمِيرَ (4) [فِي قَوْلِهِ: (أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) ] (5) إِنْ عَادَ إِلَى اللَّهِ، فَإِرْضَاؤُهُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِإِرْضَاءِ الرَّسُولِ، وَإِنْ عَادَ إِلَى الرَّسُولِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ (* إِرْضَاؤُهُ إِلَّا بِإِرْضَاءِ اللَّهِ، فَلَمَّا كَانَ إِرْضَاؤُهُمَا لَا يَحْصُلُ أَحَدُهُمَا إِلَّا مَعَ الْآخَرِ، وَهُمَا يَحْصُلَانِ بِشَيْءٍ *) (6) وَاحِدٍ، وَالْمَقْصُودُ بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ إِرْضَاءُ اللَّهِ وَإِرْضَاءُ الرَّسُولِ تَابِعٌ، وَحَّدَ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ: {أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} ، وَكَذَلِكَ وَحَّدَ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} ; لِأَنَّ نُزُولَ ذَلِكَ عَلَى أَحَدِهِمَا يَسْتَلْزِمُ مُشَارَكَةَ الْآخَرِ لَهُ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ يَنْزِلَ (1) ذَلِكَ عَلَى الصَّاحِبِ دُونَ الْمَصْحُوبِ، أَوْ عَلَى الْمَصْحُوبِ دُونَ الصَّاحِبِ الْمُلَازِمِ (2) ، فَلَمَّا كَانَ لَا يَحْصُلُ ذَلِكَ إِلَّا مَعَ الْآخَرِ وَحَّدَ الضَّمِيرَ، وَأَعَادَهُ إِلَى الرَّسُولِ فَإِنَّهُ هُوَ الْمَقْصُودُ وَالصَّاحِبُ تَابِعٌ لَهُ.
وَلَوْ قِيلَ: فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمَا وَأَيَّدَهُمَا، لَأَوْهَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ شَرِيكٌ فِي النُّبُوَّةِ، كَهَارُونَ مَعَ مُوسَى حَيْثُ قَالَ: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} الْآيَةَ [سُورَةُ الْقَصَصِ: 35] ، وَقَالَ: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ – وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ – وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ – وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ – وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [سُورَةُ الصَّافَّاتِ: 114 – 118] ، فَذَكَرَهُمَا أَوَّلًا وَقَوْمَهُمَا فِيمَا يُشْرِكُونَهُمَا (3) فِيهِ.كَمَا قَالَ: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [سُورَةُ الْفَتْحِ: 26] إِذْ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَا يَقْتَضِي حُصُولَ النَّجَاةِ وَالنَّصْرِ لِقَوْمِهِمَا إِذَا نُصِرَا وَنُجِّيَا، ثُمَّ فِيمَا يَخْتَصُّ بِهِمَا ذَكَرَهُمَا بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ إِذَا كَانَا شَرِيكَيْنِ فِي النُّبُوَّةِ لَمْ يُفْرِدْ مُوسَى كَمَا أَفْرَدَ الرَّبُّ نَفْسَهُ بِقَوْلِهِ: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [سُورَةُ التَّوْبَةِ: 62] ، وَقَوْلِهِ: {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ} [سُورَةُ التَّوْبَةِ: 24] .فَلَوْ قِيلَ: أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِمَا وَأَيَّدَهُمَا لَأَوْهَمَ الشَّرِكَةَ، بَلْ عَادَ الضَّمِيرُ إِلَى الرَّسُولِ الْمَتْبُوعِ، وَتَأْيِيدُهُ تَأْيِيدٌ لِصَاحِبِهِ التَّابِعِ لَهُ الْمُلَازِمِ بِطَرِيقِ الضَّرُورَةِ وَلِهَذَا لَمْ يُنْصَرِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ (1) فِي مَوْطِنٍ إِلَّا كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعْظَمَ الْمَنْصُورِينَ بَعْدَهُ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ أَعْظَمُ يَقِينًا وَثَبَاتًا فِي الْمَخَاوِفِ مِنْهُ، وَلِهَذَا قِيلَ: لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَرَجَحَ”.
[ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ٤٩٣:٤٢٩/٨].
وقد أثبت نزول السكينة على أبي بكر أحد علماء الشيعةقال في تفسير كنز الدقاق: “فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَکِینَتَهُ :أمنته، التی تسکن إلیها القلوب.عَلَیْهِ :علی النبیّ. قیل: وعلی صاحبه.و هو الأظهر، لأنّه کان منزعجا”.
[اسم الکتاب : تفسیر کنز الدقائق و بحر الغرائب المؤلف : قمی مشهدی، محمدرضا الجزء : 5 صفحة : 461].
وإذا كان عدم نزول الاسكينة يعني الكفر فقد حكمنا بالكفر على جميع الصحابة يوم حنين إلا تسعة على قول الإمامية
قال مفيدهم: ولما كان في [هذا اليوم] (1) خصه وحده بالسكينة، فقال: (فأنزل سكينته عليه).فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة، كما شركه من قبله (2) من المؤمنين، فدل بإخراجه (3) من السكينة على خروجه من الإيمان.
[شرح المنام – الشيخ المفيد – الصفحة ٣٠]. |
و قال جل اسمه في قصتهم بحنين و قد ولوا الأدبار و لم يبق مع النبي ص أحد غير أمير المؤمنين ع و العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه و سبعة من بني هاشم ليس معهم غيرهم من الناس.[3] وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[4] يعني أمير المؤمنين ع و الصابرين معه من بني هاشم دون سائر المنهزمين.
اسم الکتاب : الإفصاح في الإمامة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 58 |
وقد كان الثابتين تسعة فقط يقول المفيد: وفي ذلك أنزل الله تعالى وفي إعجاب أبي بكر بالكثرة : ( وَيَوْمَ حنين اِذْ اَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ فَلَمْ تغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ * ثُمَّ أنْزَلَ أللّهُ سَكِينَتهُ عَلى رَسُولِهِ وَعلىَ الْمُؤْمِنينَ ) [١]يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ومن ثبت معه من بني هاشم يومئذٍ وهم ثمانية ـ أمير المؤمنين تاسعهم ـ :العَباسُ بن عبدِ المطّلب عن يمين رسول اللّه.والفَضْلُ بن العباس بن عبد المطلب عن يساره.وأبوسفيان بن الحارث مُمْسِكٌ بسَرْجه عند ثَفَر[٢]بَغْلتَه.وأميرُ المؤمنين 7 بين يَدَيْه بالسيف.ونَوْفَلُ بن الحارث ، ورَبيعةُ بن الحارثِ ، وعبدالله بن الزُبَير بن عبد المطلب ، وعُتْبةٌ ومُعَتِّبٌ ابنا أبي لَهَبٍ حوله.وقد وَلَت الكافَةُ مُدبِرين سوى من ذكرناه
[اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 141].
فيكون الصحابة المنتجبين كفروا أيضا بالاشتراك مع أبي بكر في حرمان نزول السكينة على أبي بكر.
خامسا: “إن الله معنا” وهذه معية الاختصاص والنصر والحفظ والتأييد لا شك وهي التي قصمت ظهور الروافض، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ” قَوْلُ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِصَدِيقِهِ: ” إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ” يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مُوَافِقٌ لَهُمَا بِالْمَحَبَّةِ وَالرِّضَا فِيمَا فَعَلَاهُ وَهُوَ مُؤَيِّدٌ لَهُمَا وَمُعِينٌ وَنَاصِرٌ.وَهَذَا صَرِيحٌ فِي مُشَارَكَةِ الصِّدِّيقِ لِلنَّبِيِّ فِي هَذِهِ الْمَعِيَّةِ الَّتِي اخْتُصَّ بِهَا الصِّدِّيقُ لَمْ يُشْرَكْهُ فِيهَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ.وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِأَبِي بَكْرٍ: ” إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا هِيَ مَعِيَّةُ الِاخْتِصَاصِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَعَهُمْ بِالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ وَالْإِعَانَةِ عَلَى عَدُوِّهِمْ، فَيَكُونُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَدْ أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ يَنْصُرُنِي وَيَنْصُرُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى عَدُوِّنَا وَيُعِينُنَا عَلَيْهِمْ.وَمَعْلُومٌ أَنَّ نَصْرَ اللَّهِ نَصْرُ إِكْرَامٍ وَمَحَبَّةٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [سُورَةُ غَافِرٍ: 51] وَهَذَا غَايَةُ الْمَدْحِ لِأَبِي بَكْرٍ؛ إِذْ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ مِمَّنْ شَهِدَ لَهُ الرَّسُولُ بِالْإِيمَانِ الْمُقْتَضِي نَصْرَ اللَّهِ لَهُ مَعَ رَسُولِهِ (1) ، وَكَانَ مُتَضَمِّنًا شَهَادَةَ الرَّسُولِ لَهُ بِكَمَالِ الْإِيمَانِ الْمُقْتَضِي نَصْرَ اللَّهِ لَهُ مَعَ رَسُولِهِ (2) فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ الَّتِي بَيَّنَ اللَّهُ فِيهَا غِنَاهُ عَنِ الْخَلْقِ فَقَالَ: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}
[سُورَةُ التَّوْبَةِ: 40] .
وَلِهَذَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ إِنَّ اللَّهَ عَاتَبَ الْخَلْقَ جَمِيعَهُمْ فِي نَبِيِّهِ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ. وَقَالَ مَنْ أَنْكَرَ صُحْبَةَ أَبِي بَكْرٍ فَهُوَ كَافِرٌ لِأَنَّهُ كَذَّبَ الْقُرْآنَ، وَقَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ كَأَبِي الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيِّ وَغَيْرِهِ: هَذِهِ الْمَعِيَّةُ الْخَاصَّةُ لَمْ تَثْبُتْ لِغَيْرِ أَبِي بَكْرٍ.
[ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ٣٨٢:٣٨١/٨].
وقد أقر أحد أكابر علماء الشيعة بذلك قال الطبرسي: “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ( 40 ) ) * أي : إن تركتم نصرته فإن الله قد أوجب له النصرة ، وجعله منصورا حين لم يكن معه إلا رجل واحد ، فلن يخذله من بعد * ( إذ أخرجه الذين كفروا ) * أسند الإخراج إلى الكفار كما في قوله : * ( من قريتك التي أخرجتك ) * ، لأنهم حين هموا بإخراجه أذن الله له في الخروج عنهم ، فكأنهم أخرجوه * ( ثاني اثنين ) * أحد اثنين كقوله : * ( ثالث ثلاثة ) * ، وهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأبو بكر ، وانتصابه على الحال ، و * ( إذ هما ) * بدل من * ( إذ أخرجه ) * ، و * ( إذ يقول ) * بدل ثان ، و * ( الغار ) * : الثقب العظيم في الجبل ، وهو هاهنا غار ثور ، جبل في منى مكة على مسيرة ساعة * ( لا تحزن ) * أي : لا تخف * ( إن الله معنا ) * مطلع علينا وعالم بحالنا يحفظنا وينصرنا ” اهـ .وقال ايضا : ” ( ثاني اثنين ) يعني أنه كان هو وأبو بكر ( إذ هما في الغار ) ليس معهما ثالث أي : وهو أحد اثنين ، ومعناه فقد نصره الله منفردا من كل شئ ، إلا من أبي بكر ، والغار : الثقب العظيم في الجبل ، وأراد به هنا ( غار ثور ) وهو جبل بمكة ( إذ يقول لصاحبه ) أي : إذ يقول الرسول لأبي بكر ( لا تحزن ) أي : لا تخف ( إن الله معنا ) يريد أنه مطلع علينا ، عالم بحالنا ، فهو يحفظنا وينصرنا ” اهـ .
[ تفسير جوامع الجامع – الطبرسي – ج 2 ص 65 .459 – تفسير مجمع البيان – الطبرسي – ج 5 ص 57 ].
فالذي تكفل بحفظ أبي بكر ونصرته هو رب العالمين، ولأجل علم علي بذلك كان جنديا تحت قيادته كما يقول أحد مراجع الشيعة الكبار وهو محمد صادق الصدر قال: “وأريد أن أقولها لكم – يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر-: إن المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني ، إن الحكم السني الذي مثله الخلفاء الراشدون، والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل على السيف للدفاع عنه ، إذ حارب جنديا في حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول ( أبي بكر) وكلنا نحارب عن راية الإسلام، وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبي”.
[سنوات المحنة وأيام الخصام عرض لسيرة الشهيد الصدر تأليف الشيخ محمد رضا النعماني ص٣٠٥].
ولو كانت المعية عامة لا خاصة لما أوجبت زوال الحزن عن أبي بكر، ثم إن إخبار النبي لأبي بكر لما حزن بأن الله معنا في هذا اكبر دليل على إيمان أبي بكر إذا لو كان منافقا -وحاشاه- لازداد حزنا وغما لأن الله سينصر عدوه، لكن الذي حصل هو عكس الحزن تماما فقد اطمأن وفرح الصديق بذلك، وكان ذلك الفرح ناتجا عن ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين نهي أبي بكر عن الحزن وإخبار أن الله معه، فكانت البشرى بنصرة الإسلام للصديق أعظم ما يزيل همه وحزنه، ولذلك نقول للشيعة ما ظنكم برجل الله معه بنصره وتأييده، ولو كانت تلك المعية هي العامة لما كان للربط بين النهي عن الحزن وبين إثبات المعية أي معنى.
ثم إن طلب النبي لاطمئنان منافق أو كافر لهو أعظم الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم.
سادسا: قد مدح علي الصديق بكونه ثاني اثنين إذ هما في الغار، ونقل ذلك البحراني عن الشيعي ابن أبي الحديد (((هامش نكتب: قال المجلسي الأول في روضة المتقين: “ويسمى هؤلاء بالتفضلية منهم ابن أبي الحديد و الدواني على المشهود فيما يفهم من أكثر كلامهما، لكن صرحا في مواضع بالتشيع و هو الظن بهما و بأمثالهما، و الظاهر من أمثال هؤلاء الفضلاء أنهم كانوا محقين، و لكن كانوا بحيث لا يمكنهم إظهار الحق في دولة الباطل و اشتهارهم ففروا إلى إظهار هذا المذهب ليمكنهم إظهار أفضلية علي عليه السلام على الصحابة”))).
[اسم الکتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) المؤلف : المجلسي، محمد تقى الجزء : 2 صفحة : 498].
قال: وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا في المشورة، وإنا لنرى أن أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصلاة وهو حي”.
[اسم الکتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 5 صفحة : 340].
ونقل الشيعة عن علي بن أبي طالب أنه ارسل رسالة لمعاوية فكان فيها: “وَذَكَرْتَ أَنَّ اللَّهَ اجْتَبَى لَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْوَاناً أَيَّدَهُ اللَّهُ بِهِمْ فَكَانُوا فِي مَنَازِلِهِمْ عِنْدَهُ عَلَى قَدْرِ فَضَائِلِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ-فَكَانَ أَفْضَلَهُمْ زَعَمْتَ فِي الْإِسْلَامِ وَ أَنْصَحَهُمْ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ الْخَلِيفَةُ وَ خَلِيفَةُ الْخَلِيفَةِ وَ لَعَمْرِي إِنَّ مَكَانَهُمَا مِنْ الْإِسْلَامِ لَعَظِيمٌ وَ إِنَّ الْمُصَابَ بِهِمَا لَجَرِحٌ فِي الْإِسْلَامِ شَدِيدٌ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَ جَزَاهُمَا بِأَحْسَنِ الْجَزَاءِ وَ ذَكَرْتَ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ فِي الْفَضْلِ ثَالِثاً فَإِنْ يَكُنْ عُثْمَانُ مُحْسِناً فَسَيَجْزِيهِ اللَّهُ بِإِحْسَانِهِ وَ إِنْ يَكُ مُسِيئاً فَسَيَلْقَى رَبّاً غَفُوراً لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ”.
[ اسم الکتاب : وقعة صفين المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 89].
مواضيع شبيهة
نهي أبي بكر عن متعة الحج مع أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمْ- فعلها.
[شرح المنام – الشيخ المفيد – الصفحة ٣٠]. |
و قال جل اسمه في قصتهم بحنين و قد ولوا الأدبار و لم يبق مع النبي ص أحد غير أمير المؤمنين ع و العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه و سبعة من بني هاشم ليس معهم غيرهم من الناس.[3] وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[4] يعني أمير المؤمنين ع و الصابرين معه من بني هاشم دون سائر المنهزمين.
اسم الکتاب : الإفصاح في الإمامة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 58 |
وقد كان الثابتين تسعة فقط يقول المفيد: وفي ذلك أنزل الله تعالى وفي إعجاب أبي بكر بالكثرة : ( وَيَوْمَ حنين اِذْ اَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ فَلَمْ تغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ * ثُمَّ أنْزَلَ أللّهُ سَكِينَتهُ عَلى رَسُولِهِ وَعلىَ الْمُؤْمِنينَ ) [١]يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 ومن ثبت معه من بني هاشم يومئذٍ وهم ثمانية ـ أمير المؤمنين تاسعهم ـ :العَباسُ بن عبدِ المطّلب عن يمين رسول اللّه.والفَضْلُ بن العباس بن عبد المطلب عن يساره.وأبوسفيان بن الحارث مُمْسِكٌ بسَرْجه عند ثَفَر[٢]بَغْلتَه.وأميرُ المؤمنين 7 بين يَدَيْه بالسيف.ونَوْفَلُ بن الحارث ، ورَبيعةُ بن الحارثِ ، وعبدالله بن الزُبَير بن عبد المطلب ، وعُتْبةٌ ومُعَتِّبٌ ابنا أبي لَهَبٍ حوله.وقد وَلَت الكافَةُ مُدبِرين سوى من ذكرناه
[اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 141].
فيكون الصحابة المنتجبين كفروا أيضا بالاشتراك مع أبي بكر في حرمان نزول السكينة على أبي بكر.
خامسا: “إن الله معنا” وهذه معية الاختصاص والنصر والحفظ والتأييد لا شك وهي التي قصمت ظهور الروافض، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ” قَوْلُ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِصَدِيقِهِ: ” إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ” يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مُوَافِقٌ لَهُمَا بِالْمَحَبَّةِ وَالرِّضَا فِيمَا فَعَلَاهُ وَهُوَ مُؤَيِّدٌ لَهُمَا وَمُعِينٌ وَنَاصِرٌ.وَهَذَا صَرِيحٌ فِي مُشَارَكَةِ الصِّدِّيقِ لِلنَّبِيِّ فِي هَذِهِ الْمَعِيَّةِ الَّتِي اخْتُصَّ بِهَا الصِّدِّيقُ لَمْ يُشْرَكْهُ فِيهَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ.وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِأَبِي بَكْرٍ: ” إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا هِيَ مَعِيَّةُ الِاخْتِصَاصِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَعَهُمْ بِالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ وَالْإِعَانَةِ عَلَى عَدُوِّهِمْ، فَيَكُونُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَدْ أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ يَنْصُرُنِي وَيَنْصُرُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى عَدُوِّنَا وَيُعِينُنَا عَلَيْهِمْ.وَمَعْلُومٌ أَنَّ نَصْرَ اللَّهِ نَصْرُ إِكْرَامٍ وَمَحَبَّةٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [سُورَةُ غَافِرٍ: 51] وَهَذَا غَايَةُ الْمَدْحِ لِأَبِي بَكْرٍ؛ إِذْ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ مِمَّنْ شَهِدَ لَهُ الرَّسُولُ بِالْإِيمَانِ الْمُقْتَضِي نَصْرَ اللَّهِ لَهُ مَعَ رَسُولِهِ (1) ، وَكَانَ مُتَضَمِّنًا شَهَادَةَ الرَّسُولِ لَهُ بِكَمَالِ الْإِيمَانِ الْمُقْتَضِي نَصْرَ اللَّهِ لَهُ مَعَ رَسُولِهِ (2) فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ الَّتِي بَيَّنَ اللَّهُ فِيهَا غِنَاهُ عَنِ الْخَلْقِ فَقَالَ: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}
[سُورَةُ التَّوْبَةِ: 40] .
وَلِهَذَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ إِنَّ اللَّهَ عَاتَبَ الْخَلْقَ جَمِيعَهُمْ فِي نَبِيِّهِ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ. وَقَالَ مَنْ أَنْكَرَ صُحْبَةَ أَبِي بَكْرٍ فَهُوَ كَافِرٌ لِأَنَّهُ كَذَّبَ الْقُرْآنَ، وَقَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ كَأَبِي الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيِّ وَغَيْرِهِ: هَذِهِ الْمَعِيَّةُ الْخَاصَّةُ لَمْ تَثْبُتْ لِغَيْرِ أَبِي بَكْرٍ.
[ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ٣٨٢:٣٨١/٨].
وقد أقر أحد أكابر علماء الشيعة بذلك قال الطبرسي: “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ( 40 ) ) * أي : إن تركتم نصرته فإن الله قد أوجب له النصرة ، وجعله منصورا حين لم يكن معه إلا رجل واحد ، فلن يخذله من بعد * ( إذ أخرجه الذين كفروا ) * أسند الإخراج إلى الكفار كما في قوله : * ( من قريتك التي أخرجتك ) * ، لأنهم حين هموا بإخراجه أذن الله له في الخروج عنهم ، فكأنهم أخرجوه * ( ثاني اثنين ) * أحد اثنين كقوله : * ( ثالث ثلاثة ) * ، وهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأبو بكر ، وانتصابه على الحال ، و * ( إذ هما ) * بدل من * ( إذ أخرجه ) * ، و * ( إذ يقول ) * بدل ثان ، و * ( الغار ) * : الثقب العظيم في الجبل ، وهو هاهنا غار ثور ، جبل في منى مكة على مسيرة ساعة * ( لا تحزن ) * أي : لا تخف * ( إن الله معنا ) * مطلع علينا وعالم بحالنا يحفظنا وينصرنا ” اهـ .وقال ايضا : ” ( ثاني اثنين ) يعني أنه كان هو وأبو بكر ( إذ هما في الغار ) ليس معهما ثالث أي : وهو أحد اثنين ، ومعناه فقد نصره الله منفردا من كل شئ ، إلا من أبي بكر ، والغار : الثقب العظيم في الجبل ، وأراد به هنا ( غار ثور ) وهو جبل بمكة ( إذ يقول لصاحبه ) أي : إذ يقول الرسول لأبي بكر ( لا تحزن ) أي : لا تخف ( إن الله معنا ) يريد أنه مطلع علينا ، عالم بحالنا ، فهو يحفظنا وينصرنا ” اهـ .
[ تفسير جوامع الجامع – الطبرسي – ج 2 ص 65 .459 – تفسير مجمع البيان – الطبرسي – ج 5 ص 57 ].
فالذي تكفل بحفظ أبي بكر ونصرته هو رب العالمين، ولأجل علم علي بذلك كان جنديا تحت قيادته كما يقول أحد مراجع الشيعة الكبار وهو محمد صادق الصدر قال: “وأريد أن أقولها لكم – يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر-: إن المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني ، إن الحكم السني الذي مثله الخلفاء الراشدون، والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل على السيف للدفاع عنه ، إذ حارب جنديا في حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول ( أبي بكر) وكلنا نحارب عن راية الإسلام، وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبي”.
[سنوات المحنة وأيام الخصام عرض لسيرة الشهيد الصدر تأليف الشيخ محمد رضا النعماني ص٣٠٥].
ولو كانت المعية عامة لا خاصة لما أوجبت زوال الحزن عن أبي بكر، ثم إن إخبار النبي لأبي بكر لما حزن بأن الله معنا في هذا اكبر دليل على إيمان أبي بكر إذا لو كان منافقا -وحاشاه- لازداد حزنا وغما لأن الله سينصر عدوه، لكن الذي حصل هو عكس الحزن تماما فقد اطمأن وفرح الصديق بذلك، وكان ذلك الفرح ناتجا عن ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين نهي أبي بكر عن الحزن وإخبار أن الله معه، فكانت البشرى بنصرة الإسلام للصديق أعظم ما يزيل همه وحزنه، ولذلك نقول للشيعة ما ظنكم برجل الله معه بنصره وتأييده، ولو كانت تلك المعية هي العامة لما كان للربط بين النهي عن الحزن وبين إثبات المعية أي معنى.
ثم إن طلب النبي لاطمئنان منافق أو كافر لهو أعظم الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم.
سادسا: قد مدح علي الصديق بكونه ثاني اثنين إذ هما في الغار، ونقل ذلك البحراني عن الشيعي ابن أبي الحديد (((هامش نكتب: قال المجلسي الأول في روضة المتقين: “ويسمى هؤلاء بالتفضلية منهم ابن أبي الحديد و الدواني على المشهود فيما يفهم من أكثر كلامهما، لكن صرحا في مواضع بالتشيع و هو الظن بهما و بأمثالهما، و الظاهر من أمثال هؤلاء الفضلاء أنهم كانوا محقين، و لكن كانوا بحيث لا يمكنهم إظهار الحق في دولة الباطل و اشتهارهم ففروا إلى إظهار هذا المذهب ليمكنهم إظهار أفضلية علي عليه السلام على الصحابة”))).
[اسم الکتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) المؤلف : المجلسي، محمد تقى الجزء : 2 صفحة : 498].
قال: وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا في المشورة، وإنا لنرى أن أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصلاة وهو حي”.
[اسم الکتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 5 صفحة : 340].
ونقل الشيعة عن علي بن أبي طالب أنه ارسل رسالة لمعاوية فكان فيها: “وَذَكَرْتَ أَنَّ اللَّهَ اجْتَبَى لَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْوَاناً أَيَّدَهُ اللَّهُ بِهِمْ فَكَانُوا فِي مَنَازِلِهِمْ عِنْدَهُ عَلَى قَدْرِ فَضَائِلِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ-فَكَانَ أَفْضَلَهُمْ زَعَمْتَ فِي الْإِسْلَامِ وَ أَنْصَحَهُمْ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ الْخَلِيفَةُ وَ خَلِيفَةُ الْخَلِيفَةِ وَ لَعَمْرِي إِنَّ مَكَانَهُمَا مِنْ الْإِسْلَامِ لَعَظِيمٌ وَ إِنَّ الْمُصَابَ بِهِمَا لَجَرِحٌ فِي الْإِسْلَامِ شَدِيدٌ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَ جَزَاهُمَا بِأَحْسَنِ الْجَزَاءِ وَ ذَكَرْتَ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ فِي الْفَضْلِ ثَالِثاً فَإِنْ يَكُنْ عُثْمَانُ مُحْسِناً فَسَيَجْزِيهِ اللَّهُ بِإِحْسَانِهِ وَ إِنْ يَكُ مُسِيئاً فَسَيَلْقَى رَبّاً غَفُوراً لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ”.
[ اسم الکتاب : وقعة صفين المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 89].
مواضيع شبيهة
نهي أبي بكر عن متعة الحج مع أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمْ- فعلها.