تسمية أبي بكر بالصديق
قال علي الكوراني: ” قال صاحب الصحيح من السيرة ( 3 / 288 ، و 6 / 14 ، و 4 / 45 ) إن تسميته بالصديق كانت بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن الروايات الصحيحة تنص على أن الصديق لقب لعلي ( عليه السلام ) دون أبي بكر . فعن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « الصديقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب آل ياسين ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم » . فقد حصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) الصديقين بالثلاثة وهو ينافي تسمية أبي بكر بالصديق . وعن معاذة قالت : سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ! ينفي بذلك تسميتهم لأبي بكر . وتدل رواية ابن سعد ( 3 / 120 ) على أن الناس سموه به وليس النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال عبد الله عمرو بن العاص : « سميتموه الصديق وأصبتم اسمه »أقول : وقد صححوا هم أحاديث تسمية النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً بالصديق الأكبر والفاروق بين الحق والباطل !ففي كبير الطبراني : 6 / 269 ، ومجمع الزوائد : 9 / 101 : « عن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ النبي ( ص ) بيد علي فقال : إن هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين » والاستيعاب : 4 / 1744 ، وكنز العمال : 11 / 616 ، و : 13 / 122 ، عن مصادر عديدة ، وقال في الكشف الحثيث / 144 ، عن راوي الحديث عباد بن عبد الله الأسدي : « واعلم أن ابن حبان ذكر عباداً في ثقاته ، روى له في الخصائص هذا الحديث » .
وقال الذهبي في سيره : 23 / 79 : « إسناده واه » وقال في ميزان الإعتدال : 2 / 416 : « قال ابن عدي : عامة ما يرويه في فضائل علي ، وهو متهم في ذلك . قلت : قد أغنى الله علياً عن أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل » .
ثم رواه الذهبي في ميزان الإعتدال : 3 / 101 ، عن النسائي في الخصائص ولم يضعفه .ورواه ابن حجر في الإصابة : 7 / 293 ، ولم يضعفه .
أقول : لا حجة لهم في تضعيف راويه ، وهم بذلك يحاولون نفي اللقب عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأنه يكشف أن تسميتهم لأبي بكر به إنما هي منافسة لعلي ( عليه السلام ) !وأقوى منه حديث لا يستطيعون تضعيفه ، رواه ابن ماجة ( 1 / 44 ) ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « أنا عبد الله ، وأخو رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب ! صليت قبل الناس لسبع سنين . في الزوائد : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال ، وقال : صحيح على شرط الشيخين » والحاكم : 3 / 112 ، ومجمع الزوائد : 9 / 101 ، ومصنف ابن أبي شيبة : 7 / 498 ،..الخ
[ألف سؤال وإشكال، ج ٣، الشيخ علي الكوراني العاملي، ص ٧٧:78].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولا: ثبت لأبي بكر هذا الاسم والوصف بالدلائل الكثيرة وبالتواتر الضروري عند العام والخاص، والذي وصفه بهذا الوصف هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عن: أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ»
[«صحيح البخاري» (5/ 9 ط السلطانية)].
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ »
[«صحيح مسلم» (7/ 128 ط التركية)].
وهذا الحديث نص صريح في أن الذي لقب الصديق بذلك إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن هبيرة «إشارة من النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى شهادة لأبي بكر بالصديقية وللباقين بالشهادة، فمن قتل منهم فهو شهيد، ومن مات منهم فإنه لم يمت إلا متمنيا لأن يستشهد في سبيل الله.* وفيه أيضا: أن الصديق أفضل من الشهيد؛ لأنه قدمه عليه، وجعله مرتبة»
[«الإفصاح عن معاني الصحاح» (8/ 84)].
وفي سنن الترمذي «عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الهَمْدَانِيِّ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: ” لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 61] “. وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا [حكم الألباني] : صحيح»
[«سنن الترمذي» (5/ 327 ت شاكر)].
قال السقاف «صحيح لغيره.- رواه: الترمذي، وابن ماجه، وابن جرير، وأحمد، وغيرهم؛ من حديث عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما.انظر: ((جامع الأصول)) (2/244) ، ((السلسلة الصحيحة))(1/255/رقم162)»
«تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن» (ص315)
وفي مستدرك الحاكم: “عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ” لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ فَمَنْ كَانَ آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، وَسَمِعُوا بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ، قَالُوا: أَوَ تُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَأَصُدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ، فَلِذَلِكَ سُمَيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»
[التعليق – من تلخيص الذهبي]4407 – صحيح
«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (3/ 65) وصححه بشواهده الشيخ الألباني رحمه الله
[«سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها» (1/ 615)].
قال النووي: “وأجمعت الأئمة على تسميته صديقًا. قال على بن أبى طالب، رضى الله عنه: إن الله تعالى هو الذى سمى أبا بكر على لسان رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – صديقًا، وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ولازم الصدق، فلم يقع منهم هناة ولا وقفة فى حال من الأحوال.
[النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ١٨١/٢].
ثانيا: الروايات التي ذكروها في تسمية علي بالصديق لا تصح، مع إيماننا أن عليا وسائر العشرة هم أصدق الخلق بعد الأنبياء والرسل، لكن محاولة سرقة لقب الصديق من أبي بكر لعلي لا يفعلها الا مزري على أمة الإسلام قاطبة والتي أجمعت على أن هذا اللقب إنما هو للصديق أبي بكر، ونحن نذكر الروايات التي ذكروها وضعيف أهل العلم الرواية الأولى جاء في فضائل الصحابة «1117 – وَفِيمَا كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ الْكُوفِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْمَكْفُوفَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ جَمِيعٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ: حَبِيبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ يَاسِينَ الَّذِي قَالَ: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20] ، وَحِزْقِيلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ الَّذِي قَالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28] ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الثَّالِثُ، وَهُوَ أَفْضَلُهُمْ “»
[«فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل» (2/ 655)].
قال المحقق الدُّكْتُورُ وَصِيُّ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ عَبَّاسٍ فِي تَعْلِيقِهِ: ” مَوْضُوعٌ لِأَجْلِ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، وَقِيلَ: أَبِي عُثْمَانَ، فَإِنَّهُ مَتْرُوكٌ كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يُتَّهَمُ بِالْوَضْعِ “»
[هامش فضائل الصحابة ص٦٥٥].
وقال الذهبي عنه: «قُلْنَا وَهَذَا كذب وَقد ثَبت أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصف أَبَا بكر بِأَنَّهُ صديق وَصَحَّ من حَدِيث ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا لَا يزَال الرجل يصدق ويتحرى الصدْق حَتَّى يكْتب عِنْد الله صديقا فالصديقون بِهَذَا كثير وَقَالَ تَعَالَى فِي مَرْيَم وَهِي امْرَأَة (وَأمه صديقَة) قَالَ وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لعَلي أَنْت مني وَأَنا مِنْك قُلْنَا نعم أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث الْبَراء لما تنَازع عَليّ وجعفر وَزيد فِي ابْنة حَمْزَة فَقضى بهَا لخالتها وَكَانَت تَحت جَعْفَر وَقَالَ أَنْت مني وَأَنا مِنْك وَقَالَ لجَعْفَر اشبهت خلقي وَخلقِي وَقَالَ لزيد أَنْت أخونا ومولانا لَكِن هَذَا اللَّفْظ قد قَالَه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لطائفة من أَصْحَابه وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي مُوسَى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الْأَشْعَرِيين هم مني وَأَنا مِنْهُم»
[«المنتقى من منهاج الاعتدال» (ص309)شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (ت ٧٤٨هـ)].
وقال الشيخ الألباني: «موضوع»
[«سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة» (1/ 530)].
الرواية الثانية في سنن ابن ماجه : «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أخبرنا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ، صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ بسَبْعِ (1) سِنِينَ»
[«سنن ابن ماجه» (1/ 87 ت الأرنؤوط)].
قال المحقق «إسناده ضعيف، عباد بن عبد الله -وهو الأسدي الكوفي- قال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في “الضعفاء” وذكر له حديث علي هذا، وقال: الرواية في هذا فيها لين. وقال علي ابن المديني: ضعيف، وقد ضرب الإمام أحمد على حديث علي: “أنا الصديق الأكبر” وقال: هو منكر.وأخرجه ابن أبي شيبة 368/ 6، ومن طريقه ابن أبي عاصم في “السنة” (1324)، وفي “الآحاد والمثاني” (178) عن عبد الله بن نمير، والنسائي في “الكبرى” (8340) عن أحمد بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.وأخرجه الحاكم 3/ 111 – 112 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي. وقال: صحيح على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال، وهو ليس على شرط واحد منهما، بل ولا هو بصحيح، بل حديث باطل فتدبره، وعباد قال ابن المديني: ضعيف.وأخرجه ابن أبي عاصم في “الآحاد والمثاني” (186) من طريق نوح بن قيس، عن رجل قد سماه -ذهب عن أبي موسى اسمه-، عن معاذة بنت عبد الله العدوية قالت: سمعت عليًا يخطب على المنبر وهو يقول: أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم. وهذا سند ضعيف لجهالة الراوي عن معاذة العدوية
[«سنن ابن ماجه» (1/ 87 ت الأرنؤوط)].
الرواية الثالثة: رواية الطبراني 6184 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزِيرُ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَا: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يُصافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَذَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، وَهَذَا فارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يُفَرَّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهَذَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّالِمِ»
[الطبراني، المعجم الكبير للطبراني، ٢٦٩/٦].
قال ابن كثير في جامع المسانيد :«المعجم الكبير للطبرانى: 6/329؛ وقال الهيثمى: رواه البزار عن أبى ذر وحده وفيه عمر بن سعيد المصرى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/102، والخبر ذكره ابن الجوزى فى الموضوعات: 1/344» «جامع المسانيد والسنن» (3/ 527) وقال الهيثمي: “«وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ»
[«مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» (9/ 102)].
قال الشيخ سعود بن عيد بن عمير الصاعدي «وفي السند: أبو سُخيلة، وهو كوفي، مجهول. وفضيل بن مرزوق هو: الأغر، صدوق يهم، ورمي بالتشيع. وفي سند الطبراني: إسماعيل بن موسى السدي، وهو رافضى، ضعيف، ولا أدري إن كان في سند البزار، أم لا! وحديثه مما يقوي بدعته. فهذه ثلاث علل مؤثرة في الإسناد، ولا ذنب لعُمرَ بن سعيد فيه، وكان من الأولى بالهيثمى أن يعلّه بها، أو ببعضها على أقل تقدير»
[«الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة» (7/ 17)].
الرواية الرابعة: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ – ذَهَبَ عَنْ أَبِي مُوسَى اسْمُهُ – عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ»
[«الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم» (1/ 151)].
وفي الضعفاء للعقيلي قال : سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ. حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ: «أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ» ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَلَا يُعْرَفُ سَمَاعُ سُلَيْمَانَ مِنْ مُعَاذَةَ
[«الضعفاء الكبير للعقيلي» (2/ 130)].
وقد سبق بيان ضعفها في الكلام على الرواية الثانية.وهذا يدل على كذب الكوراني الذي ادعى أننا صححنا أحاديث تسمية علي بالصديق الأكبر.،أما رواية الطبقات «عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أبو بكر سمّيتموه الصّدّيق وأصَبْتُم اسمه»
[«الطبقات الكبير» (3/ 156 ط الخانجي)].
فهي رواية صحيحة وليس فيها أن تسمية الصديق بذلك إنما كان من الصحابة ابتداء ، وقد سبق بيان أن أول من سماه هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: قد أجاد شيخ الإسلام في جوابه عن ذلك فقال بعد تضعيف الروايات «الْوَجْهُ الرَّابِعُ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ سَمَّى مَرْيَمَ صِدِّيقَةً، فَكَيْفَ يُقَالُ: الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ؟ !»«الْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ: الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ، إِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ لَا صِدِّيقَ إِلَّا هَؤُلَاءِ، فَإِنَّهُ (1) كَذِبٌ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ. وَإِنْ أَرَادَ (2) أَنَّ الْكَامِلَ فِي الصِّدِّيقِيَّةِ هُمُ الثَّلَاثَةُ، فَهُوَ أَيْضًا خَطَأٌ ; لِأَنَّ أُمَّتَنَا خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ; فَكَيْفَ يَكُونُ الْمُصَدِّقُ بِمُوسَى وَرُسُلِ عِيسَى أَفْضَلَ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ بِمُحَمَّدٍ؟ !
وَاللَّهُ تَعَالَى لَمْ يُسَمِّ مُؤْمِنَ آلِ فِرْعَوْنَ صِدِّيقًا، وَلَا يُسَمَّى (3) صَاحِبُ آلِ يَاسِينَ صِدِّيقًا، وَلَكِنَّهُمْ صَدَّقُوا بِالرُّسُلِ (4) . وَالْمُصَدِّقُونَ بِمُحَمَّدٍ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَفْضَلُ مِنْهُمْ.وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ صِدِّيقِينَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [سُورَةُ مَرْيَمَ: 41] ، {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [سُورَةُ مَرْيَمَ: 56] وَقَوْلِهِ عَنْ يُوسُفَ: {أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} [سُورَةُ يُوسُفَ: 46] .
الْوَجْهُ السَّادِسُ (5) : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [سُورَةُ الْحَدِيدِ: 19] . وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ آمَنَ (6) بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ (7) فَهُوَ صِدِّيقٌ (8)»
[«منهاج السنة النبوية» (7/ 227:227)].
رابعا: قد ثبتت تسمية أبي بكر بالصديق من طريق أهل البيت عند السنة والشيعة .فقد جاء عند الدارقطني في الفضائل: “«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقُ، قَالَ: نَا الْفَضْلُ بْنُ جُبَيْرٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي يَعْنِي: عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: عَنِ الصِّدِّيقِ، تَسْأَلُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَتُسَمِّيهِ الصِّدِّيقُ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، قَدْ سَمَّاهُ صَدِّيقًا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَمِنْكَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَمَنْ لَمْ يُ سَمِّهِ صَدِّيقًا، فَلَا صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَهُ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ، فَاذْهَبْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَتَوَلَّهَا، فَمَا كَانَ مِنْ إِثْمٍ فَفِي عُنُقِي»
[«فضائل الصحابة للدارقطني» (ص84)].
[«فضائل أبي بكر الصديق للعشاري» (ص76)].
وفي فضائل الدارقطني أيضا: “«عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَلِيَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَمَا وَلِيَنَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِثْلَهُ»
[«فضائل الصحابة للدارقطني» (ص51)].
وقال أيضا «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْحَدَّادُ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ لِي جَارٌ يَزْعُمُ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ يَتَبَرَّأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي جَارًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَتَبَرَّأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ فَمَا تَقُولُ؟ فَقَالَ: بَرِئَ اللَّهُ مِنْ جَارِكَ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللَّهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبَى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَلَقَدِ اشْتَكَيْتُ شَكَاةً، فَأَوْصَيْتُ فِيهَا إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ»
[«فضائل الصحابة للدارقطني» (ص60)].
وقال: “«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، قَالَ: نَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ ، قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: أَتُسَمِّي أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الصِّدِّيقَ؟ قَالَ: سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصِّدِّيقَ، فَمَنْ لَمْ يُسَمِّهِ الصِّدِّيقَ فَلَا صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَهُ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ»
[«فضائل الصحابة للدارقطني» (ص76)].
وروى مدحه أيضا وذكر لقبه ن زيد بن علي : “«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَرْثَدِيُّ، قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِمَامُ الشَّاكِرِينَ ثُمَّ قَرَأَ {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]»
[«فضائل الصحابة للدارقطني» (ص77)].
وهذا أيضا محمد ابن الحنفية ينصح أهل الكوفة بالكف عن الصديق، قال الدارقطني «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، قَالَ: نَا جَدِّي، قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نَا الْقِدَاحُ، قَالَ: نَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ اتَّقُوا اللَّهَ، وَلَا تَقُولُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مَا لَيْسَا لَهُ بِأَهْلٍ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَإِنَّ عُمَرَ أَعَزَّ اللَّهُ بِهِ الدِّينَ»
[«فضائل الصحابة للدارقطني» (ص77)].
هذه بعض الروايات من طريق أهل السنة، وأما من طريق الشيعة فكثير ايضا.
فمن ذلك ما جاء في كتاب الجعفريات قال: “أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ وَ الِاسْتِسْقَاءِ فِي الْأُولَى سَبْعاً وَ فِي الثَّانِيَةِ خَمْساً وَ يُصَلِّي قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَبِي فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بَعْدَهُ”.
[الجعفريات- الأشعثيات المؤلف : کوفي، محمد بن اشعث الجزء : 1 صفحة : 45].
وفي كشف الغمة وعن عروة بن عبد الله قال سألت أبا جعفر محمد بن على عليهما السلام عن حلية السيوف فقال لا بأس به قد حلى أبو بكر الصديق رضى الله عنه سيفه قلت فتقول الصديق قال فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال نعم الصديق نعم الصديق نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا ولا في الآخرة”.
[كشف الغمة المؤلف : ابن أبي الفتح الإربلي الجزء : 2 صفحة : 360].
وكعادة الشيعة فإنهم حملوا تلك الرواية على التقية، يقول محققهم البحراني: ” ولو صح أنه (عليه السلام) قال ذلك، لكان على وجه التقية، والتقية رحمة للشيعة. وقد قال الصادق (عليه السلام): التقية ديني ودين آبائي [2]. وقال (عليه السلام): لا دين لمن لا تقية له”.
[كتاب الأربعين المؤلف : المحقق البحراني الجزء : 1 صفحة : 325].
وهذه مدية ذلك الحق عندهم، ورمي عقيدة أهل البيت خلف ظهورهم.وقد اعترف علماء الشيعة في كلامهم بهذا اللقب رغما عنهم يقول الشريف المرتضى في الرسائل: “ولم تزل العرب في الجاهلية تنسب الولد الى جده، اما في موضع مدح أو ذم، و لا يتناكرون ذلك و لا يحتشمون منه. و قد كان يقال للصادق (عليه السلام) أبدا أنت ابن الصديق، لأن أمه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
[اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 3 صفحة : 264].
وجاء في كتاب مستدرك الوسائل للميرزا النوري: “عن جده جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : « اخبرني جدي القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق
[اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 1 صفحة : 335].
وفي الإيضاح الفضل لن شاذان: « وقد ذكرنا فى باب أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ انما كان تأخر على عنه تلك الايام لجمعه القرآن »
[اسم الکتاب : الإيضاح المؤلف : الفضل بن شاذان الجزء : 1 صفحة : 223].
وقد ذكرنا في باب أبي بكر الصديق – رضي الله عنه .
[الغارات لأبراهيم بن محمد الثقفي الجزء 1 صفحة 220].
كانت تحت قيس قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق .وأختم بفتوى عجيبة في ذلك فقد سئل المرجع محمد صادق الروحاني
265 – هل يصحّ تلقيب أبي بكر ب الصدّيق ؟باسمهِ جلّت أسماؤه : الصدّيق لغة : مبالغة عن كثرة الصدق من ناحيةٍ ، وقوّة التصديق بالمعارف الإلهيّة من ناحيةٍ أخرى ؛ ولذلك لا يصحّ وصف أحد به إلّا المعصوم ، ومع ذلك فقد ورد من ناحية الشرع أنّه لا يصحّ وصف أحد به إلّا أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث ورد عنه عليه السلام :« أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كذّاب »
[أجوبة المسائل في الفكر والعقيدة والتاريخ والأخلاق، ج ٢، السيد محمد صادق الروحاني، ص ١٢٢].
قلت لو تأمل هذا المرجع في كتاب الله لما تفوه بذلك فقد قال الله تعالى { وَمَن یُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَعَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ وَٱلصِّدِّیقِینَ وَٱلشُّهَدَاۤءِ وَٱلصَّـٰلِحِینَۚ وَحَسُنَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ رَفِیقࣰا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٦٩].
فذكر الأعلى درجة وهم الأنبياء ثم من هم أدنى منهم وهم الصديقون ثم من هم أدنى وهم الشهداء ثم الصالحون(وقد تجتمع في نبي كل تلك الصفات) ولو أراد الأئمة فلابد أن تكون الآية على عقيدة الشيعة بتقديم الصديقين على الأنبياء كون الإمامة أعلى من النبوة.يقول الطباطبائي: “المراد بالصديقين هم الذين سرى الصدق في قولهم وفعلهم فيفعلون ما يقولون ويقولون ما يفعلون
[تفسير الميزان، ج ١٩، السيد الطباطبائي، ص ١٦٣].
بل إن المجلسي زعم أن جميع الشيعة يدخلون تحت تلك اللفظة!!، فقال: “ويحتمل الأخير وجها آخر، وهو أن يكون المراد بالصديقين الشيعة ، فيحتمل إرجاع الضمير إلى الأئمة أو الصادقين إضافة إلى المفعول .
[مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج ٢، العلامة المجلسي، ص ٤٢٩].
قلت: وهذا أشد بهتان في الدنيا أن يُنزع لفظ الصديق من أصدق الناس بعد الأنبياء والرسل ثم يُعطى لقوم يتديون بدين تسعة أعشاره الكذب حتى صاروا أكذب خلق الله على الإطلاق!.ويكفي في رد زعمهم ما قال الله تعالى { وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلصِّدِّیقُونَۖ وَٱلشُّهَدَاۤءُ عِندَ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ وَنُورُهُمۡۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَكَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ }
[سُورَةُ الحَدِيدِ: ١٩]..
فحصر ذلك في المعصوم يحصر من آمن بالله ورسله في المعصومين وهذا تكفير
لسائر بني آدم جميعا خلا الأنبياء والرسل.
مواضيع شبيهة