7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

الزعم بأن معاوية رضي الله عنه شرب الخمر.

0

 

 

يقول علي الكوراني: “وكان معاوية يشرب الخمر ويقدمها لضيوفه الصحابة!في مسند أحمد: 5 / 347: (عن عبد الله بن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية، ثم ناول أبي فقال: ما شربته منذ حرمه رسول الله).

[ (ورواه في تاريخ دمشق (27 / 127)].

[جواهر التاريخ – الشيخ علي الكوراني العاملي – ج ٢ – الصفحة ٦٢].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: هذه رواية المسند «22941 – حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ ” أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: ‌مَا ‌شَرِبْتُهُ ‌مُنْذُ ‌حَرَّمَهُ ‌رَسُولُ ‌اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي»

[«مسند أحمد» (38/ 26 ط الرسالة)].

 

ونحن لا نسلم بصحة الرواية فهي منكرة سندا ومتنا وبيانه كالتالي:أما نكارة السند فالرواية فيها زيد بن الحباب ولا يقبل منه تفرده بذلك لأن أهل العلم قد ذكروا بأنه كثير الخطأ وقد يهم. قال ابن حبان: «وَكَانَ مِمَّن ‌يخطئ»

[«الثقات لابن حبان» (8/ 250)].

 

«قَالَ الإمام أَحْمد زيد بن الْحباب كَانَ صَدُوقًا وَكَانَ يضْبط الْأَلْفَاظ عَن مُعَاوِيَة بن صَالح ‌وَلَكِن ‌كَانَ ‌كثير ‌الْخَطَأ»

[«سؤالات أبي داود للإمام أحمد» (ص319)].

 

وقال الحافظ «وهو ‌صدوق ‌يخطىء ‌في ‌حديث ‌الثوري»

[«تقريب التهذيب» (ص222)].

 

وقال الذهبي: «لم يكن به بأس قد يهم»

[«الكاشف» (1/ 415)].

 

وهو هنا قد أخطأ في الرواية جزما كما سنبينه عند الكلام عن اضطراب المتن.وأيضا الرواية فيها حسين بن واقد. قال ابن حيان: “«‌وَرُبمَا ‌أَخطَأ ‌فِي ‌الرِّوَايَات»

[«الثقات لابن حبان» (6/ 209)].

 

وقال الإمام أحمد «‌مَا ‌أنكر ‌حَدِيث ‌حُسَيْن ‌بن ‌وَاقد»

[«العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله» (1/ 301)].

 

ولذلك «قال أبو جعفر العقيلي: أنكر أحمد بن حنبل حديثه. وقال الساجي: فيه نظر، وهو صدوق يَهِم، قال أحمد بن حنبل: أحاديثه ما أدري أيش هي؟»

[«إكمال تهذيب الكمال – ط العلمية» (2/ 356)].

 

وهو هنا قد أخطأ في الرواية كما سيأتي الآن.

 

اما اضطراب المتن فواضح ان المتن فيه حذف إذ كيف يقول عبد الله بن بريدة أنه ناول بريدة الشراب ثم يقول له ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لابد أن يكون بريدة قد تكلم بشيء عن هذا الشراب الذي قدمه له معاوية كان منه أنه خمر فرد عليه معاوية أنه لا يشرب الخمر منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه منذ شب لا يجد لذة الا في شرب اللبن ولذلك قال في نفس الرواية (وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ)، فالكلام من معاوية عن تحريمه لشراب حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مناسبة له ولا تعلق له بالكلام الذي قبله ولا بالذي بعده، ولذلك جزمنا بخطأ زيد بن الحباب أو حسين بن واقد في تلك الرواية التي وردت في مسند أحمد، بل ومما يقطع الأمر أن الرواية جاءت في مصنف ابن أبي شيبة خالية من هذا الإشكال وهذا الخطأ، وهاك الرواية. 30560 – حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجْلَسَ ‌أَبِي ‌عَلَى ‌السَّرِيرِ وَأَتَى بِالطَّعَامِ فَأَطْعَمَنَا، وَأَتَى بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «مَا شَيْءٌ كُنْتُ أَسْتَلِذُّهُ وَأَنَا شَابٌّ فَآخُذُهُ الْيَوْمَ إِلَّا اللَّبَنَ، فَإِنِّي آخُذُهُ كَمَا كُنْتُ آخُذُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ» وَالْحَدِيثُ الْحَسَنُ

[«مصنف ابن أبي شيبة» (6/ 188 ت الحوت)].

 

وقد نص الإمام أحمد على أن الرواية منكره لنفس السبب الذي ذكرنا.

قال عبد الله بن أحمد «سَمِعت أبي يقول قَالَ وَكِيع يَقُولُونَ إِن سُلَيْمَان أصَحهمَا حَدِيثا يَعْنِي بن بُرَيْدَة قَالَ أبي عبد الله بن بُرَيْدَة الَّذِي روى عَنهُ حُسَيْن بن ‌وَاقد ‌مَا ‌أنكرها وَأَبُو الْمُنِيب أَيْضا يَقُولُونَ كَأَنَّهَا (أي زيادة مَا ‌شَرِبْتُهُ ‌مُنْذُ ‌حَرَّمَهُ ‌رَسُولُ ‌اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) من قبل هَؤُلَاءِ»

[«العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله» (2/ 22)].

 

ولذلك اعرض الهيثمي عن تلك الزيادة المنكرة فقال: «وَفِي كَلَامِ ‌مُعَاوِيَةَ ‌شَيْءٌ تَرَكْتُهُ»

[«مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» (5/ 42)].

 

ولذلك فقد بوب على الرواية بقوله «‌‌[بَابُ مَا جَاءَ فِي اللَّبَنِ]»

[«مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» (5/ 42)].

فالشراب كان لبنا بدلالة ما في ذيل الرواية من إخبار معاوية أن ألذ الشراب عنده اللبن.ثم أين إنكار بريدة وعبد الله بن بريدة عليه.

والإشكال هو أن معاوية لما ناول بريدة الشراب، قال: ما شربته منذ حرمه النبي ، فظن بعضهم

أن الضمير هنا يعود على الشراب الذي ناوله لبريدة، وهذا غلط شديد جدا لأن الضمير هنا لا يعود على ذلك الشراب بل هو ضمير في مكان شيء ظاهر يقول فيه النحويون: أضمر في مقام الإظهار أي أنه جاء بالضمير عوضاً عن الاسم الظاهر، والعرب تستعمل هذا كثيراً، إذا أرادت أن تتكلم عن شيء تســتشـنعه وتستقذره وتستحيي من التلفظ به تأتي بالضمير ولا تأتي بالظاهر وهذا من جمال لغة العرب.وهذا دليل على فضله ومبالغته في التحرز من الخمر، فالذي يستشنع مجرد النطق باسم الخمر، كيف يشربه؟.فمعاوية لما رأى شرابا على مائدته ذكره ذلك بالشراب الذي كانوا عليه في الجاهلية لا يفارق موائدهم ألا وهو الخمر، وكيف أنهم استبدلوه باللبن، فالمناسبة قوية للغاية.

[فتح المنان في دفع الشبهات عنها المؤمنين الصحابي معاوية بن ابي سفيان د. محمد سيد شحاته ص ٦١].

 

ثانيا: كيف يُعقل أن معاوية يشرب الخمر عياذا بالله ثم يشدد في عقوبتها من أوجه

الوجه الأول: اختياره أن عقوبة شارب الخمر ثمانين جلدة وهذا إحدى القولين في المسألة

في سنن أبي داود 4488 – حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَارِبٍ وَهُوَ بِحُنَيْنٍ، فَحَثَى فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ، وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، حَتَّى قَالَ لَهُمْ: «ارْفَعُوا» فَرَفَعُوا، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَدَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ جَلَدَ عُمَرُ أَرْبَعِينَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ جَلَدَ ثَمَانِينَ فِي آخِرِ خِلَافَتِهِ، ثُمَّ جَلَدَ عُثْمَانُ الْحَدَّيْنِ كِلَيْهِمَا ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِينَ،، ‌ثُمَّ ‌أَثْبَتَ ‌مُعَاوِيَةُ ‌الْحَدَّ ‌ثَمَانِينَ ”

[«‌‌[حكم الألباني] : صحيح»].

[«سنن أبي داود» (4/ 166 ت محيي الدين عبد الحميد)].

 

والثمانين لا شك أنه من باب التغليظ قال المرداوي «وجوَّز الشَّيْخُ تَقِىُّ الدِّينِ، رَحِمَه اللَّهُ، الثَّمانِينَ للمَصْلَحَةِ، وقال: هى الرِّوايَةُ الثَّانيةُ. فالزِّيادَةُ عندَه (1) على الأرْبَعِين ‌إلى ‌الثَّمانِين ‌ليستْ ‌واجِبَةً على الإِطْلاقِ، ولا مُحَرَّمَةً على الإِطْلاقِ، بل يُرْجَعُ فيها إلى اجْتِهادِ الإِمامِ، كما جوَّزْنا له الاجْتِهادَ فى صِفَةِ الضَّرْبِ فيه بالجَرِيدِ، والنِّعالِ، وأطْرافِ الثِّيابِ، بخِلافِ بقِيَّةِ الحُدودِ. انتهى. قال الزَّرْكَشِىُّ: قلتُ: وهذا القولُ هو الذى يقُومُ عليه الدَّليلُ»

[«الإنصاف» (26/ 423 ت التركي)].

 

وقد ثبت عن علي بن أبي طالب أنه أقر الجلد ثمانين كما في صحيح مسلم أن عليا قال:  «جَلَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ»، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَعُمَرُ ثَمَانِينَ، ” ‌وَكُلٌّ ‌سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ

[«صحيح مسلم» (3/ 1331 ت عبد الباقي)].

 

بل والشيعة يقولون بأن حد شارب الخمر [ثمانين الخلاف، ج ٥، الشيخ الطوسي، ص ٤٩٠].، [إجماعات فقهاء الإمامية، ج ٥]، [السيد أحمد الموسوي الروضاتي، ص ٤٧٦ ]، [السرائر – ابن إدريس الحلي ج 3 ص 475].

 

وعليه فلا يُطعن على معاوية أنه اختار الأشد بينما اختار علي الأقل شدة.

 

والأمر الثاني هو أن معاوية هو راوي حديث قتل شارب الخمر في الرابعة، عن معاوية بن أبي سفيان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا شربوا الخمر فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا ‌شربوا ‌فاقتلوهم»

‌‌[حكم الألباني]

[حسن صحيح].

[«سنن ابن ماجه» (2/ 859 ت عبد الباقي)].

[«مصنف عبد الرزاق» (8/ 542 ط التأصيل الثانية)].

[«السنن الكبرى – البيهقي» (8/ 544 ط العلمية)].

 

ورغم أن هذه الرواية منسوخة برواية البخاري والتي فيها أن شاربا الخمر قيل فيه: “..مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ.»

[«صحيح البخاري» (8/ 159 ط السلطانية)].

 

إلا أن كثيرا من الشيعة قالوا بقتل شارب الخمر في الرابعة

[مختلف الشيعة – الحلي – ج ٩ – الصفحة ١٨٩].

 

وأيضا عند ابن ماجة بسنده:  “عن معاوية، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «‌كل ‌مسكر، ‌حرام ‌على ‌كل ‌مؤمن»

[«سنن ابن ماجه» (2/ 1124 ت عبد الباقي)].

 

قال البوصيري: «هَذَا إِسْنَاد صَحِيح رِجَاله ثِقَات رَوَاهُ أَبُو يعلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الرقي ثَنَا عَليّ بن مَيْمُون فَذكره وَله شَاهد من حَدِيث عَائِشَة وَأبي مُوسَى رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا»

[«مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه» (4/ 41)].

 

ثالثا : كيف يقبل الشيعة كلام عبد الله بن بريدة والذي يثبت به أنه ملعون هو ووالده بريدة رضي الله عنه كونهم قد جلسوا على مائدة يُشرب عليها الخمر.يقول آصف محسني: “الجلوس على مائدة يشرب عليها المسكر في معتبرة هارون بن الجهم على بحث في محمد بن خالد . . . فأتي بقدح فيه شراب لهم ، فلمّا صار القدح في يد الرجل ، قام أبو عبد اللّه عليه السّلام عن المائدة ، فسئل عن قيامه ؟ فقال : « قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ملعون ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر »

[حدود الشريعة، ج ١، الشيخ محمد آصف المحسني، ص ١٨٢].

[وسائل الشيعة ( الإسلامية )، ج ١٦، الحر العاملي، ص ٤٠١].

[بحار الأنوار، ج ٧٦، العلامة المجلسي، ص ١٤٣]، [وانظر أيضا تصحيح الرواية في الزبدة الفقهية في شرح الروضة البهية، ج ٨]، [السيد محمد حسن الترحيني العاملي، ص ٣٩٤].

 

فكيف يقبلون رواية رجل يشهد على نفسه وعلى ابيه باللعن عندهم!

 

القول بأن معاوية كان يشرب الخمر هذا غاية الطعن في الحسن بن علي الذي سلمه ولاية أمر المسلمين واشترط عليه شروطا.

ففي رواية الشيعة: “عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من شرب الخمر بعد ما حرمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب ، ولا يشفع إذا شفع ، ولا يصدق إذا حدث ، ولا يؤتمن على أمانة ، فمن ائتمنه بعد علمه ( 1 ) فليس للذي ائتمنه على الله ضمان وليس ( 2 ) له أجر ولا خلف

وسائل الشيعة ( آل البيت )، ج ٢٥، الحر العاملي، ص ٣١٠

 

فلماذا صدقه الحسن لما وافق معاوية على شروطه؟ ولماذا يأتمنه الخسن على رقاب المسلمين ودمائهم وأموالهم بل ودينهم؟ وطبقا لهذه الرواية فليس للحسن الذي ائتمنه على الله ضمان وليس له أجر ولا خلف!! فليهنأ الرافضة بطعنهم في الحسن بن علي رضي الله عنه.

رابعا: من العجب اتهام معاوية بذلك وجعله قدحا فيه وفي نفس الوقت يعترفون أن كبار رواة الأحاديث عندهم كانوا يشربون الخمر ومع ذلك اعتذروا لهم ولم يروا أن ذلك قدح في عدالتهم أو دينهم

ففي إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي للطوسي  2/570 رووا أن الصادق ترحم على شارب الخمر، فعن فضيل الرسان…...قال: فسمعت نحيبا من وراء الستر، فقال: من قال هذا الشعر؟ قلت: السيد ابن محمد الحميري، فقال: (رحمه الله)، قلت: اني رأيته يشرب النبيذ، فقال: (رحمه الله)، قلت: اني رأيته يشرب نبيذ الرستاق، قال: تعني الخمر؟ قلت: نعم، قال: (رحمه الله) وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي”.

 

وقد ثبت أن أبي حمزة الثمالي كان يشرب الخمر، ومع ذلك فهو في غاية الوثاقة عندهم قال المامقاني: “و تلخيص المقال؛أنّ أبا حمزة الثمالي في غاية الجلالة و الوثاقة،و كفى بتوثيق الصدوق رحمه اللّه في المشيخة [1]،و النجاشي تارة:في ترجمته [2]، و أخرى:في ترجمة ابنه علي [3].و الشيخ رحمه اللّه في الفهرست [4]،و ابن داود [5]،و العلاّمة في الخلاصة [6]اسم [الکتاب : تنقيح المقال في علم الرجال المؤلف : المامقاني، الشيخ عبد الله    الجزء : 13  صفحة : 277].

 

فكل ألفاظ التفخيم والتعظيم هذه مع قولهم بشربه للخمر، ومع ذلك فقد اعتذروا له بكل أنواع الأعذار، قال المامقاني :”وعلى تقدير الصحّة يمكن أن يكون أبو حمزة ما كان يعرف حرمته يومئ إليه سؤال أصحابه عنه عليه السلام عن حرمته،كما ورد في كتب الأخبار،و منه هذا الخبر.أو أنّه كان يشرب لعلّة كانت فيه باعتقاد حلّه لأجلها،كما سيجيء قريب منه في ابن أبي يعفور.

أو كان يشرب الحلال منه فنمّوا إليه عليه السلام و يكون استغفاره من سوء ظنّه بعامر،و لعلّه هو الظاهر،إذ لا دخل لعدم تحريشه في الاستغفار عن شربه؟ فتأمّل.أو كان استغفاره من ارتكابه بجهله.أو بظهور خطأ اجتهاده. أو كان ذلك قبل وثاقته؛فيكون حاله في أخباره حال أحمد بن محمد بن أبي نصر..و نظائره من الأجلّة الذين كانوا فاسدي العقيدة [1]ثم رجعوا

[تنقيح المقال في علم الرجال-عبد الله المامقاني- ج13 – ص279].

 

ولذلك فإنهم قالوا أنه حتى لو شرب الخمر فإن الله غفور رحيم، والإمام سيشفع له، ففي البحار: ” إن رجلا من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني عليه السلام : إن من شيعتكم قوما يشربون الخمر على الطريق ، فقال : الحمد لله الذي جعلهم على الطريق فلا يزيغون عنه . واعترضه آخر فقال : إن من شيعتك من يشرب النبيذ فقال عليه السلام : قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يشربون النبيذ ، فقال الرجل : ما أعني ماء العسل وإنما أعني الخمر . قال : فعرق وجهه ، ثم قال : الله أكرم من أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس الخمر وحبنا أهل البيت ، ثم صبر هنيئة وقال : فان فعلها المنكوب منهم فإنه يجد ربا رؤوفا ونبيا عطوفا وإماما له على الحوض عروفا وسادة له بالشفاعة وقوفا ، وتجد أنت روحك في برهوت ملوفا .

[بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 27 – ص 314].

 

بل إن شرب الخمر كان سمة ظاهره عند الشيعة فقد روى شيخهم الن بابويه القمي في العلل رواية طويلة وفيها: “قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ مِنْ شِيعَتِكُمْ مَنْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَ يُخِيفُ السُّبُلَ وَ يَزْنِي وَ يَلُوطُ وَ يَأْكُلُ الرِّبَا وَ يَرْتَكِبُ الْفَوَاحِشَ وَ يَتَهَاوَنُ بِالصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ وَ الزَّكَاةِ وَ يَقْطَعُ الرَّحِمَ وَ يَأْتِي الْكَبَائِرَ فَكَيْفَ هَذَا وَ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ يَا إِبْرَاهِيمُ هَلْ يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ غَيْرُ هَذَا قُلْتُ نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ وَ مَا هُوَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَجِدُ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ مُنَاصِبِيكُمْ مَنْ يُكْثِرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَ مِنَ الصِّيَامِ وَ يُخْرِجُ الزَّكَاةَ وَ يُتَابِعُ بَيْنَ الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ وَ يَحْرِصُ عَلَى الْجِهَادِ وَ يَأْثَرُ عَلَى الْبِرِّ وَ عَلَى صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ يَقْضِي حُقُوقَ إِخْوَانِهِ وَ يُوَاسِيهِمْ مِنْ مَالِهِ وَ يَتَجَنَّبُ شُرْبَ الْخَمْرِ وَ الزِّنَا وَ اللِّوَاطَ وَ سَائِرَ الْفَوَاحِشِ فَمِمَّ ذَاكَ … فَإِذَا عُرِضَتْ هَذِهِ الْأَعْمَالُ كُلُّهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى قَالَ أَنَا عَدْلٌ لَا أَجُورُ وَ مُنْصِفٌ لَا أَظْلِمُ وَ حَكَمٌ لَا أَحِيفُ وَ لَا أَمِيلُ وَ لَا أَشْطُطُ أَلْحِقُوا الْأَعْمَالَ السَّيِّئَةَ الَّتِي اجْتَرَحَهَا الْمُؤْمِنُ بِسِنْخِ النَّاصِبِ وَ طِينَتِهِ وَ أَلْحِقُوا الْأَعْمَالَ الْحَسَنَةَ الَّتِي اكْتَسَبَهَا النَّاصِبُ بِسِنْخِ الْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ رُدُّوهَا كُلَّهَا إِلَى أَصْلِهَا

[اسم الکتاب : علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 2  صفحة : 606:609].

 

وهذا لا شك أنه إغراء للشيعة بشرب الخمر ولا شيء عليهم أبدا..!!

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

رواية لعن الله القائد والراكب والسائق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.