إلزامات على عقيدة الشيعة في التوحيد
بِسْمِ اللَّهِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيه وَنُؤْمِنُ بِهِ وَلَا نَكفُرُه, وَنِعْادي مِنْ يَكفُرُه,
وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, قَامَ لِلَّهِ بِحَقِّهِ, وَكَانَ أَمينَه عَلَى وَحْيِهِ, وَخِيرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ, أَدَّى الْأَمَانَةَ, وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ, حَتَّى تَرَكَنَا عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا, لَا يَزِيغُ عَنْهَا إلَّا هَالِكٌ.
صَلّى اللَّهُ عَلَى أَفْضَلِ نَبِيٍّ عَلَّمَ أُمَّتَه شَرْعًا, وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الَّذِي كَانَتْ نَفَقَتُهُ لِلْإِسْلَام نَفْعًا, وَلَمْ يَمْنَعْ أَهْلَ الْبَيْتِ حَقًّا، وَعَلَى عُمَرَ ضَيْف الْإِسْلَامِ بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ الْمُسْتَدْعَي، وَعَلَى عُثْمَانَ الَّذِي ارْتَكَبَ مِنْهُ الْفُجَّار بِدَعًا، وَعلى عليٍ الَّذِي يُحِبُّهُ أَهْلِ السُّنَّةِ طَبْعًا.
وَبَعْدُ:
فَهَذِهِ مَجْمُوعَة كُتَيِّبَات نَسْتَعرض فِيهَا خُلَاصَةً لِأَقْوَى الْإِشْكَالَات عَلَى عَقِيدَةِ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ الِاثْنَي عَشْرِيَّة، وَنَسَتقي ذَلِكَ مِنْ حَلَقَاتِنَا فِي الْبَثّ الْمُبَاشِرِ عَلَى قَنَاةِ: “حِوَاراتٌ وَإِلْزَامَاتٌ” فِي اليُوتيوب, مُرَاعِين فِي ذَلِكَ: الِاخْتِصَارَ الشَّدِيد, وَعَدَم تَكْثِير الْمَصَادِر خَشْيَةَ الْإِمْلَال, مَع إِشَارَتِنَا فِي الْهَامِشِ لِمَا تَقْتَضِيهِ الضَّرُورَة الْمُلِحَّة مِنْ ذِكْرِ بَعْضِ الْمَصَادِرِ لِعَقَائِد الشِّيعَة وَتَقْرِيرَاتِهِم.
وَهَذِهِ الْكَتِيبَات يُخَاطَبُ بِهَا جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَ عُلَمَاء وَعَامَّة وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الشِّيعَة لِيَعْرِفَ مَنْ يُطَالِعُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ بُعْدَ الشِّيعَة عَنْ الْحَقِّ، وَيَسْتَطِيع مِنْ خِلَالِ تِلْكَ الْإِشْكَالَات أَنْ يُبَيِّنَ بِأَسْهَلِ الطُّرُقِ عَوَارَ تِلْكَ الْعَقِيدَةِ وَضَعْفَهَا وَتَنَاقضَهَا, وَأَنَّهَا مِنْ الْمُحَالِ أَنْ تَكُونَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى, ثُمَّ لِيَعْرِفَ الشِّيعِيّ أَنَّ دَيْنَهُ لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِأَهْل الْبَيْتِ, بَلْ لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِدَيْنِ الْإِسْلَامِ إلَّا بِالطَّعْنِ وَالْمُخَالَفَة.
وَنَحْن نَتَحَدّى مَرَاجِعَ الشِّيعَةِ أَن يَخْرُجُوا مِنْ إشْكَالٍ وَاحِدٍ مِنْ تِلْكَ الْإِشْكَالَات أَوْ يَقِفُوا أَمَام تَحَدٍ وَاحِدٍ مِنْ تَحَدِّيَّاتِنَا لَهُمْ فِي كُلِّ مَوْضُوعٍ: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42].
وَإِلَيْك بَاكُورَةُ أَعْمَالِنَا وَالَّتِي سَتَخْرُجُ تِبَاعًا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَهِيَ الْمَجْمُوعَةُ الْأُولَى مِنْ نَقْضِ عَقَائِد الشِّيعَة وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ سِتَّةٍ وَعِشْرِين كِتَابًا وَهِي:
إلْزَامَات عَلَى عَقِيدَةِ الشِّيعَةِ فِي التَّوْحِيدِ.
إلْزَامَات عَلَى مَصْدَرِ أُصُولِ دِينِ الشِّيعَة الَّذِي هُوَ (الْعَقْل).
إلْزَامَات عَلَى سُؤَالِ “أَيْنَ الله؟” عِنْدَ الشِّيعَةِ.
إلْزَامَات عَلَى اعْتِقَادِ الشِّيعَة بِأَنَّ كَلَامَ اللهِ مَخْلُوقٌ.
إلْزَامَات عَلَى صِفَتِي السَّمْعِ وَالْبَصَرِ عِنْدَ الشِّيعَةِ.
إلْزَامَات عَلَى عَقِيدَةِ نِسْبَة الْغَيْبِ لِغَيْرِ اللهِ عِنْدَ الشِّيعَة.
إلْزَامَات عَلَى إمَامِةِ عَلِيّ عِنْدَ الشِّيعَةِ.
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَة عِنْدَ الشِّيعَةِ (آيَةُ الِابْتِلَاء).
إِلزَّامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَة عِنْدَ الشِّيعَةِ (آيَة الْولَايَة).
إِلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَة عِنْدَ الشِّيعَةِ (آيَة الْبَلَاغ).
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (حَدِيثُ الدَّار وَالْإِنْذَار).
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (حَدِيثُ الْمَنْزِلَة).
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (حَدِيثُ الْغَدِير).
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (حَدِيثُ الطَّائِر).
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْإِمَامَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (حَدِيثُ التَّصَدُّق بِالْخَاتَم).
إلْزَامَات عَلَى الْعِصْمَةِ الْمُطْلَقَة عِنْدَ الشِّيعَةِ.
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْعِصْمَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (آيَةُ التَّطْهِير).
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْعِصْمَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (آيَةُ أَوْلَى الْأَمْر).
إلْزَامَات عَلَى دَلِيلِ الْعِصْمَةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ (حَدِيثُ الثَّقَلَيْن).
إلْزَامَات عَلَى فَهْمِ الشِّيعَة لِحَدِيث الرَّزِيَّة.
إلْزَامَات عَلَى الرَّجْعَةِ عِنْدَ الشِّيعَة.
إلْزَامَات عَلَى حَدِيثِ أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْم.
إلْزَامَات عَلَى عَقِيدَةِ التُّرْبَة عِنْد الشِّيعَة.
إلْزَامَات عَلَى عَقِيدَةِ الطِّينَة عِنْد الشِّيعَة.
إلْزَامَات عَلَى مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ عِنْد الشِّيعَة.
إلْزَامَات مِنْ خِلَالِ آيَة “وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ” عَلَى عَقِيدَةِ الشِّيعَة.
وَهَذَا أَوَّلُ كُتَيِّبٍ مِنْ الْمَجْمُوعَةِ: “إشْكَالَاتٌ عَلَى عَقِيدَةِ الشِّيعَةِ فِي التَّوْحِيدَ”.
عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّة
يَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنْ السَّعَادَةَ الْعُظْمَى وَالْكَرَامَةَ الْكُبْرَى فِي الدُّنْيَا وَالْعُقْبَى لَا تَكُونُ إلَّا بِتَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى، ذَلِكَ: أَنَّهُ أَعْظَمُ وَأَوَّلُ الْوَاجِبَاتِ, وَأَفْضَلُ الطَّاعَاتِ, وَهُوَ أَصْلُ الدَّيْن الْأَعْظَم, وَلَا قَبُولُ لِلْعَمَلِ إلَّا بِهِ, وَهُوَ أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَبِهِ تَكُونُ السَّعَادَةُ الْأَبَدِيَّةُ فِي الْجَنَّةِ, وَبِعَدَمِه يَكُونُ الشَّقَاء وَالْخُلُود الأَبَدِيِّ فِي النَّارِ أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا.
وَلِذَلِكَ فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَبِمَا جَاءَ عَنْ اللَّهِ عَلَى مُرَادِ اللَّهِ، وَيُؤْمِنُون بِرَسُولِ اللَّهِ، وَبِمَا جَاءَ عَن رَسُولِ اللَّهِ، عَلَى مُرَادِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَنَبْرَأُ إلَى اللَّهِ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ وَالتَّعْطِيل وَالتَّمْثِيل وَالتَّكْيِيف، فَإِنَّ الْعِلْمَ بِمُرَادِ اللَّهِ مِنْ كَلَامِهِ أَوْضَحُ وَأَظْهَرُ مِنْ الْعِلْمِ بِمُرَاد كُلِّ مُتَكَلِّمٍ مِنْ كَلَامِهِ لِكَمَالِ عَلِمِ الْمُتَكَلِّمِ وَكَمَال بَيَانِه وَكَمَال هُدَاه وَإِرْشَادِه وَكَمَال تَيْسِيرِه لِلْقُرْان حِفْظًا وَفَهْمًا عَمَلًا وَتِلَاوَة.
وَقَدْ بَيَّنَ رَبُّنَا فِي كِتَابِهِ أَوْضَح بَيَانٍ بَلْ وَأَمَرَ أَنْ لَا نَسْتَعِينَ إلَّا بِهِ وَلَا نَتَوَكَّل إلَّا عَلَيْهِ وَلَا نَلْجَأ إلَّا إلَيْهِ وَلَا نُسَوِّيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ فِي خَوْفِ أَوْ مَحَبَّةً أَوْ رَجَاءِ: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65].
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَأَنت إِذا تدبرت الْقُرْآن وأجرته من التحريف, وَأَن تقضي عَلَيْهِ بآراء الْمُتَكَلِّمين وأفكار المتكلفين: أشهدك ملكًا قيومًا فَوق سماواته على عَرْشه, يدبر أَمر عباده, يَأْمر وَيَنْهى, وَيُرْسل الرُّسُل, وَينزل الْكتب, ويرضى ويغضب, ويثيب ويعاقِب, وَيُعْطِي وَيمْنَع, ويعز ويذل, ويخفض وَيرْفَع, يَرى من فَوق سبع, وَيسمع وَيعلم السِّرّ وَالْعَلَانِيَة, فعّال لما يُرِيد, مَوْصُوف بِكُل كَمَال, منزه عَن كل عيب, لَا تتحرك ذرّة فَمَا فَوْقهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ, وَلَا تسْقط ورقة إِلَّا بِعِلْمِهِ, وَلَا يشفع زهد عِنْده إِلَّا بِإِذْنِهِ, لَيْسَ لِعِبَادِهِ من دونه ولي وَلَا شَفِيع([1]).
عَقِيدَةُ الشِّيعَةِ فِي التَّوْحِيد
الشِّيعَةُ يَجْعَلُون التَّوْحِيد شِرْكًا وَالشِّرْكَ تَوْحِيدًا، وَيَجْعَلُون مَا لِلَّهِ مِنْ صِفَاتٍ وَخَصَائِصَ لِأَئِمَّتِهِمْ، بَلْ إِنَّهُمْ يَنْفُونَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى الْكَمَالَات وَيُعْطُونَهَا لِلْأَئِمَّة, فَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كَمَالَ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَالإِخْلاصَ لَهُ أَنْ تَنْفِيَ الصِّفَات عَنْه([2]).حَتَّى أنَّهُمْ نَفَوْا عَنْ اللَّهِ تَعَالَى صِفَتَيْ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ حَقِيقَةً, وَقَالُوا إنَّهُمَا بِمَعْنَى الْعِلْمِ فَقَطْ, فَهُمْ لَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ وَيَرَى الْآن([3]).لَكِنَّهُمْ جَعَلُوا تِلْكَ الصِّفَاتِ فِي أَئِمَّتِهِمْ, وَقَالُوا بِأَنَّ الْإِمَامَ يَرَانَا وَيُسْمِعُنَا الآن, وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَحْوَالِنَا, وَهُوَ الَّذِي يُدَبِّرُ أُمُورَنَا([4])!وَأَمَّا رَبُّ الْعَالَمِينَ فَلَا يَتَّصِفُ عِنْدَهم بِالْخَلْقِ وَلَا الرِّزْقِ وَلَا التَّدْبِيرِ وَلَا الْإِرَادَةِ وَلَا الْمَشِيئَةِ وَلَا الرِّضَا وَلَا السُّخْطَ وَلَا الْكَلَامِ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ فِي الْأَزَلِ, بَلْ هَذِهِ صِفَاتٌ مُحْدَثَة([5]).وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ آيَاتِ التَّوْحِيدِ الَّتِي فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى إنَّمَا الْمَقْصُودُ بِهَا هُوَ الْإِمَامُ لَا رَبَّ الْعَالَمِينَ([6])! وَادَّعَوْا أَنَّهُ لَوْلَا الْإِمَامُ لَمَا قَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَلَمَا أَنْزلَتْ السَّمَاءِ قَطْرَةٌ([7])! وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ لِلْأَئِمَّة الْوِلَايَة التَّكْوِينيّة عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ بِلاَ اسْتِثْنَاء([8])!وَمِنْ ذَلِكَ: قَوْلُهُمْ: بِأَنَّ عَلَى بْنِ أَبِي طَالِبٍ هُوَ مِنْ يُصَرِّفُ الرَّعْدَ وَالْبَرْقَ([9])! وَأَنَّهُ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ([10]), وَأَنْ كلُّ مَا يَجْرِي فِي هَذَا الْكَوْنِ فَهُو بِأَمْرٍ عَلَى([11])! وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ الْعَبْدَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بِمَنْزِلَةِ اللَّه وَمِثْلَه([12])! وَيَعْتَقِدُونَ بِأَنَّ عَلَى بْنِ أَبِي طَالِبٍ هُوَ عِلْمُ اللَّهِ، وَقَلْبُ اللَّه الْوَاعِي، وَلِسَانُ اللَّه النَّاطِق، وَعَيْنُ اللَّهُ، وَجَنِّبُ اللَّهِ، وَ يَدُ اللَّهُ([13]), وَلِذَلِك صَرَفُوا أَنْوَاعَ الْعِبَادَاتِ لَهُمْ, وَزَعَمُوا أَنَّ الْإِمَامَ هُوَ غِيَاثُ الْمُضْطَرّ الْمُسْتَكِين وَمَلْجَأ الْهَارِبِيْن وَمُنْجِي الْخَائِفِين وَعِصْمَة الْمُعْتَصَمين([14])! وَلِذَلِكَ فَقَدْ صَرَفُوا لِلْأَئِمَّة جَمِيعَ الْعِبَادَاتِ الْقَلْبِيَّةِ مِنْ الْخُضُوعِ وَالذُّلِّ وَالِانْكِسَار وَالْخَوْف وَالرَّجَاء([15]), وَيَعْتَقِدُون بِأَنْ أَئِمَّتَهُمْ مُبَارَكَيْن, وَكُلُّ مَا يَتَّصِلُ بِهِمْ فَهُوَ مُبَارَك, وَيُتَبَرَّكَ بِهِ، فَيَطْلُبُون وَيَتَبَرَّكُون بِأَئِمَّتِهِمْ وَبِقُبُورِهم وَبِمَا يَتَّصِل بِقُبُورِهِمْ وَيُعَظِّمُون مِنْ ذَلِكَ جِدًّا, بِخِلَافِ الْأَنْبِيَاءِ بِلَا اسْتِثْنَاءٍ فَإِنَّ الْغُلُوَّ فِيهِمْ لَا يُقَارِنُ بِأَئِمَّتِهِمْ !
وَيَقُولُونَ بِأَنَّ الدُّعَاءَ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ لَا يَكُونُ لِلَّهِ تَعَالَى إنَّمَا يَكُونُ لِلْإِمَامِ, وَمَنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: وَأَمَّا الْحُجَّةُ: فَإِذَا بَلَغَ مِنْكَ السَّيْفُ الْمَذْبَح, وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَلْقِ, فَاسِتغث بِهِ([16]). وَزَعَمُوا أَنَّ دُعَاءَ اللَّهِ وَحْدَهُ هُوَ الشِّرْكُ, وَإِنْ دُعَاءَ غَيْرِ اللَّهِ مَعَ اللَّهِ هُوَ التَّوْحِيد([17]), وَذَلِكَ لِأَنَّ الْعَمَلَ لَا يُقْبَلُ إلَّا بِهِمْ([18]), فَهُمْ يُحِلُّونَ مَا يَشَاؤُون وَيُحَرِّمُونَ مَا يَشَاؤُون بِمَا لَهُمْ مِنْ الْوِلَايَةِ التَّكْوِينية وَالتَّشْرِيعِيَّة([19]). وَلِذَلِكَ فَهِمَ يَتَوَجَّهُون بِالدُّعَاء الْمُبَاشِر لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِعَلِيّ, وَيَطْلُبُون مِنْهُمَا الْكِفَايَة وَالنُّصْرَة وَهُمْ فِي غَايَةِ الذُّلِّ, وَفِي حَالِ وَضْعِ الخَدَّ عَلَى الْأَرْض([20]), بَلْ وَفِي حَالِ السُّجُودِ يَدْعُون أَئِمَّتِهِمْ([21]). وَصَدَق فِيهِمْ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} [غافر: 12]
وَالْآن وَقْتُ الشُّرُوعِ فِي الْإِلْزَامَات:
(1)الْإِلْزَامُ الْأَوَّل
مِنْ الْمُسَلَّمِ به عِنْدَ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ عَلَى السَّوَاءِ: أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَجْعَلُونَ وَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ([22]), فَجَاءَهُمْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَاتَلَهُمْ مِنْ أَجْلِ رَفَع الْوَسَائِط, فَلَوْ كَانَتْ الْوَسَائِط مِن دين الله تعالَى لَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْتِبْدَال الْوَسَائِط -الْأَصْنَام- بِالْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِين وَمَا نَهَاهُمْ عَنْ اتِّخَاذِ الْوَسَائِط مُطْلَقًا:
فَنطالبهم أنْ يَأْتُوا بِدَلِيلِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَالَبَ قُرَيْشًا أَنْ يَسْتَبْدِلَوا هَذِهِ الْوَسَائِط -الْأَصْنَام- بِوَسَائِط أُخْرَى -الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ- بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْوَسَائِط شَرْعِيَّةٌ, لَكِنْ الْمُتَوَسَّط بِه -الصَّنَم- غَيْرُ شَرْعِيٍّ، وَهَذَا مُحَالٌ أَنْ يَجِدُوا مَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَزِمَهُمْ حِينَئِذٍ أَنْ يَعْتَرِفُوا بِأَنَّ الْوَسَائِط مُحَرَّمَةٌ مُطْلَقًا، وَأَنَّهَا طَرِيق لِحَرْب اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا لِلتَّقَرُّبِ وَالْعِبَادَة.
(2)الْإِلْزَامُ الثَّانِي
الشِّيعَة الاثْنَى عَشْرِيَّةَ تَعْتَمِدُ عَلَى الْعَقْلِ- عَقْلُ الْمُكَلَّف الشِّيعِيّ- فِي أُصُولِ الدِّينِ الْخَمْسَةِ بِمَا فِيهَا التَّوْحِيدُ([23]), فَإِذَا كَانَ الْمَصْدَرُ فِي مَعْرِفَةِ أُصُولِ الدِّينِ وَمِنْهَا التَّوْحِيدُ هُوَ الْعَقْلُ فَكَيْفَ يُعْقَلُ لِلشَّيعي -وَهُوَ حَيُّ- أنْ يَدْعُو وَيَتَوَسَّط بِمَيِّت عِنْد الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت؟
فَهَلْ هُنَاكَ عَاقِلٌ مِنْ الْعُقَلَاءِ يَتَّخِذ الْأَمْوَات وَسَائِط لِلْأَحْيَاء؟!
فَمِنْ نَاحِيَةِ الْعَقْلِ هَذَا لَا يَجُوزُ بِنَاءً عَلَى هَذِهِ الْقَاعِدَةِ الْعَقْلِيَّةِ عِنْدَ الشِّيعَةِ، وَهَذَا كَافٍ فِي إبْطَالِ الْعَقِيدَةُ الَّتِي تَدْعُو النَّاسَ إلَى جَعْلِ وَسَائِط مِنْ الْأَمْوَاتِ إلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت سُبْحَانَهُ وَتعَالَى.
(3)الْإِلْزَام الثَّالِث
مِنْ الْمَعْلُومِ بَل الْمَشْهُور أَنَّ الشِّيعَةَ يَسْتَغِيثُون بِالْأَمْوَات, وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: يَا عَلِيُّ أَغِثْنِي يَا عَلِيُّ أَدْرَكَنِي([24]).
فَهُمْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ:
الْأَوَّلُ: أَنْ يَعْتَقِدُوا أَنَّهُ لَا يَسْمَعُهم فَيَقَعُونَ فِي الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ، وَذَلِكَ أَنَّ الِاسْتِغَاثَةَ بِمَنْ لَا يَسْمَعْ شِرْكٌ أكْبَرُ لِاعْتِقَاد الدَّاعِي أَنْ الْمَدْعُو يَمْلِك خَصِيصَةً مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ, وَهِيَ الْعِلْمُ الْمُطْلَق لِلْغَيْب.
الثَّانِي: أَنَّ يَعْتَقِدُوا أَنَّهُ يَسْمَعُهم, وَهَذِهِ هِيَ الْعَقِيدَةُ الشِّيعِيّة.
فَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ: أَنَّ السَّمَاعَ إمَّا أَنْ يَكُونَ سَمَاعًا مُطْلَقًا أَوْ سَمَاعًا مُقَيَّدًا:
فَإِذَا قَالُوا بِأَنَّهُ سَمَاع مُطْلَقٌ: يَعنِي أَنَّهُ يَسْمَعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيِّ مَكَان وَفِي أَيِّ زَمَانٍ: فيَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّهُ شَرِيكٌ لِلَّهِ فِي صِفَةِ السَّمْعِ, وَهَذَا عَيْنُ الشِّرْكِ الأَكْبَر, وَيَبْطُلُ مَعَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
وَإِذَا قَالُوا بأَنَّ سَمْعَه مَحْدُود كَسَمِع الْبَشَر: فَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ يُحَدِّدُوا الْمَكَانِ وَالزَّمَانِ, وَنَتْحَدَّاهُمْ أَنْ يُثْبِتُوا ذَلِكَ كَوْنُهُ يُخَالِف عَقِيدَتَهم, فَضْلًا عَنْ مُخَالَفَتِهِ لِلْمَنْقُولِ وَالْمَعْقُول.
(4)الْإِلْزَام الرَّابِع
عِنْدَمَا يَقُولُ الشِّيعِيّ: يَا عَلِيُّ أَغِثْنِي, يَا عَلِيُّ أَدْرَكَنِي, نَقُولُ لَهُ: مَاذَا سَيَفْعَل لَك؟
يَجِبُ عَلَى الشِّيعِيّ أَنْ يُثْبِتَ لَنَا أَنَّهُ يَفْعَلُ شَيئًا، فعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ: إذَا كُنْتَ غَرِيقًا فِي وَسَطِ الْبَحْرِ وَأَنْتَ عَلَى وَشْكِ الْهَلَكَة, مَاذَا سَيَفْعَلُ لك؟ هَلْ يَأْتِيكَ بِشَخْصِه وَيَنْقذك مِنْ الْغَرَقِ؟ أَمْ أَنَّهُ يُؤَثِّرُ فِي الْكَوْنِ وَيُدْبِر أُمُورَه؟
إنْ قُلْت: إنَّهُ يُؤَثِّرُ فِي الْكَوْنِ, فَهَذَا شِرْكٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَل, لِأَنَّ الَّذِي يُؤَثِّرُ فِي الْكَوْنِ وَيُدْبِرُ أَمْرَهُ إنَّمَا هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِنْ قَلَّتَ: لَا بَل هُوَ يَأْتِينِي بِنَفْسِهِ: فَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّكُمْ تَعْتَقِدُون أنَّ عَلَيًّا حَاضِرٌ وَمَوْجُودٌ فِي الدُّنْيَا, فَتَسْقُط عَقِيدَة الرَّجْعَة, وَيجِبُ الاعتِقاد بأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَأنَّ الْإِمَامَةَ الْآنَ لَيْسَتْ لَهُ وَلَا لِأَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الشِّيعَة بَلْ لِلنَّبِيّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَطْ …إلَخْ.
(5)الْإِلْزَامُ الْخَامِس
يَعْتَقِدُ الشِّيعَةُ أَنَّ أَهلَ الْبَيْتِ بِمَا فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ عَليهِ الصَّلَاةُ والسَّلاَم يَسْمَعُون وَيُشَاهِدُون كُلّ شَيْء([25]).
وَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ: أَنَّهُمْ يُشَاهِدُون عَوَرَاتَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ, وَهَذَا طَعْنٌ عَظِيمٌ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ, وَلَا يَلِيقُ بِهِمْ: إذْ أَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ تُشَاهَد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَعَ نِسَائِهِ، وَهُوَ يُشَاهِدُهَا وَهِيَ مَعَ عَلِيٍّ! وهَذِهِ الصِّفَةُ لَا يَرْتَضِيهَا الشِّيعِيّ لِأَبِيهِ أَوْ لِمَرْجِعِه فَكَيْف يَرْتَضِيهَا لِلسَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ وَلِأَهلِ الْبَيْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ؟ فَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الشِّيعِيّ إذَا كَانَ مَعَ زَوْجَتِهِ حالَ الجِمَاع فَإِنَّ هُنَالكَ اثْنَا عَشَرَ إِمَامًا فَضْلًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَاطِمَةُ يَتَفَرَّجُون عَلَيْه وَيَسْمَعُونَ كَلَامَهُ، وَأَنَّهُمْ حَاضِرُون مَع الزُّنَاة يَرَوْنَهُمْ وَيَسْمَعُون كَلَامُهُمْ! وَلَا يُنكِرونَ مُنكَرًا, وَهَذَا غَايَةُ الطَّعْنِ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ, إِذِ اللَّهُ قَالَ:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}[النور: 30، 31].
فَهَلْ يَلِيقُ بِالشِيعِيّ أَنْ يُجَامِع امْرَأَتَهُ وَيَجْعَلُهَا تَخْلَعُ ثِيَابَهَا لِيَرَى أَهْلَ الْبَيْتِ عَوْرَتَهَا ثُمَّ يُجَامِعُهَا وَهُمْ يُشَاهِدُونَ؟! فَيَلْزَمُه إمَّا أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا لِيَخْتَفِيَ مِنْ هَؤُلَاءِ, وَهُوَ مُحَالٌ عَلَى عَقِيدَتِهِمْ، أَوْ أَنَّهُ يَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا بَاطِلٌ, وَهُوَ شِرْكٍ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَتَيْ السَّمْعِ وَالْبَصَر, وَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ بُطْلَانَ هَذِهِ الْعَقِيدَة .
(6)الْإِلْزَامُ السَّادِس
الشِّيعَةُ لَا تَتَوَسَّط غَالِبًا بِآلِ الْبَيْتِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, بَلْ إِنَّهُمْ يَتَوَسَّطُون بِالْجَمَادَاتِ إلَى آلِ الْبَيْتِ, وَمَنْ ذَلِكَ مَثَلًا: تَوَسُّطُهُمْ بِالسَّهْمِ الَّذِي ذُبِحَ بِهِ عَبْدُاللَّهِ الرَّضِيع, وَتَوَسُّطُهُمْ بِقَطْعِه قُمَاش تُسَمَّى بِرايَةِ الْعَبَّاس، بَلْ وَيَتَوَسَّطُون بِالْمِسْمَار الَّذِي ضَرَبَ الزَّهْرَاء -كَمَا يَزْعُمُونَ- وَيَتَوَسَّطُون بِكُفُوف الْعَبَّاسِ الْمَقْطُوعَة إلَى الْحُسَيْنِ، وَيَتَوَسَّطُون بِالضِّلعِ الْمَكْسُورِ لِلزَّهْرَاء, وَيَقُولُونَ: بِحَقّ الضِّلْع الْمَكْسُور أَنْ تَشْفَعَ لَنَا، فَهُمْ يَتَوَسَّطُون بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ إلَى آلِ الْبَيْتِ فَأَصْبَحَتْ الْغَايَةُ فِي الْعَقِيدَة الشِّيعِيّة هُمْ آلُ الْبَيْتِ, وَالْوَسِيلَةُ هِيَ حَاجَات آلِ الْبَيْتِ ومَصَائِبِهم, وَأَخْرَجُوا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ, وَهَذَا أَشَدُّ كُفْرًا مِمَّن جَعَلَ مَعَ اللَّهِ شَرِيكًا كَمَا هُوَ ظَاهِر.
(7)الْإِلْزَامُ السَّابِع
تَقُولُ الشِّيعَةُ: عِنْدَمَا نَجْعَل وَاسِطَةً بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّنَا لَا نَعْتَقِدُ بِأَنَّهَا هِيَ الْمُؤَثِّرَةُ اسْتِقْلَالًا, وَإِنَّمَا هِيَ مُؤَثِّرَة بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى, وَمَنْ اعْتَقَدَ ذَلِك فَلَا إشْكَالَ فِيهِ وَلَيْسَ بِشِرْكٍ!
قُلنا: يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ اتَّخَذَ أَصْنَامًا كَهُبَل وَاللَّاتِ وَسَائِط وَقَالَ أَنَا لَا أَعْتَقِدُ أَنَّهَا تُؤَثِّرُ اسْتِقْلَالًا وَإِنَّمَا الْمُؤَثِّرُ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ لَيْسَ بِشِرْكٍ, وَهَذَا تَصْحِيحٌ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَبْرِير لِشَرِّكِ قُرَيْش وَهَذَا بَاطِلٌ نَقْلًا وَعَقْلًا، وَإِنْ قُلْتُمْ بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ وَإِنْ اعْتَقَدُوا بِأَنَّهَا لَا تُؤَثِّرُ اسْتِقْلَالًا فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ عَقِيدَتِكُمْ.
(8)الْإِلْزَامُ الثَّامِن
تَقُول الشِّيعَة: نَحْن نَسْتَغِيثُ بِهَؤُلَاء الْأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَهُمْ يُؤْثِرُون وَيُعْطُون وَيُلَبُّون الطَّلَبَات.
قُلْنَا: فَلِمَاذَا لَا تَسْتَغِيثُون بِهِمْ وَتَطْلُبُونَ مِنْهُمْ أَنْ يَأْتُوكُمْ بِكِتَابٍ صَحِيحٍ كَصَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَوْ صَحِيحِ مُسْلِمٍ، أَوْ تَطْلُبُون مِنْهُمْ أَنْ يَأْتُوكُمْ بِرَسَائِل عَمَلِيَّة مُوَحَّدَة بَدَلَ تِلْكَ الرَّسَائِلِ الْمُتَخَالِفَة وَالْمُتَعَارِضَة لِمَرَاجِعِكم؟
إنْ قُلْتُمْ: لَا يُمْكِنُ أَنْ يُلَبُّوا هَذِهِ الطَّلَبَاتِ لِأَنَّهُمْ أَمْوَاتٌ, وَالْمَيِّتُ عَاجِزٌ عَنْ ذَلِكَ: لَزِمَ تَرْكُ الِاسْتِغَاثَةُ بِهِمْ وَإِبْطَال تِلْكَ الْعَقِيدَةِ، أَوْ تَقُولُوا: أَنَّ الْأَوْلِيَاءَ فَقَطْ يُلَبُّون حَاجَات الدُّنْيَا وَلَا يَهْتَمُّونَ بِالدَّيْنِ, وَهَذَا أَكْبَرُ طَعَن بِالْأَوْلِيَاء كَمَا هُوَ ظَاهِر.
(9)الْإِلْزَامُ التَّاسِع
الشِّيعِيّ عِنْدَمَا يَنْصَرِفُ مِنْ زِيارَتِه لأَحَدِ الْأَئِمَّةِ سَوَاءً كَانَ الْكَاظِم أَوْ عَليّ أَوْ الْحُسَيْنِ أَوْ الْعَبَّاس أَوْ غَيْرِهِمْ يَقُول: أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ([26]).
فَأَنْت عِنْدَمَا تَقُولُ لَهُ: أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ, مَعناهُ: أَنَّك سِتَتركَه وَتَذْهَبَ، وَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ: أَنَّك عِنْدَمَا تَخْرُجْ مِنْ مَقَامِ الْإِمَامِ فَإِنَّهُ لَا ِيَسَمْعَك وَلَا يَرَاك بَعْدَ الِانْصِرَافِ مِنْ عِندِه فَلَا تَدَعُوهُ وَلَا تَسْتَغِثْ بِهِ, فَالِاسْتِغَاثَة بِمَنْ لَا يَسْمَعَكَ وَلَا يَرَاك شِرْكٌ أكْبَرُ كَمَا قَرَّرْنَاهُ فِي الْإِلْزَامِ الثَّالِثُ.
(10)الْإِلْزَامُ الْعَاشِر
مَعْلُومٌ عِنْدَ عَامَّةِ الشِّيعَة فَضْلًا عَنْ عُلَمَائِهِمْ أَنّ الْعَقِيلَة زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ فِي وَاقِعَةِ الطّفّ عِنْدَمَا وَقَع الْحُسَيْن وَأَرَاد الْأَعْدَاءُ مَعْرِفَة هَلْ الْحُسَيْن حَيٌّ أَمْ مَيِّتٌ, فَأَغَارُوا عَلَى النِّسَاءِ, فَخَرَجْتُ الْعَقِيلَة زَيْنَبَ عَلَى التَّلِّ, وَقَالَتْ: يَا حُسَيْنٍ إِن كُنْتَ حَيًّا فَأَدْرَكنَا, وَإِنْ كُنْتَ مَيِّتًا فَأَمَرُنَا وَأَمْرُكَ إِلَى اللَّهِ([27]).
فَالْعَقِيلَة زَيْنَبُ قَدْ فَرَّقَتْ بَيْنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ, وَطَلَبَتْ مِنْهُ النُّصْرَةَ إذَا كَانَ حَيًّا, وَاعْتَذَرَتْ لَهُ إذَا كَانَ مَيِّتًا, وَهِيَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحُسَيْن, وَأَنَّهُ قُتِلَ شَهِيدًا, وَأنَّ الشُّهَدَاءَ أَحْيَاءٌ عِنْدَ اللَّهِ.
فَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ تَكُونَ عَقِيدَة الْعَقِيلَة زَيْنَب بَاطِلَةٌ، أَوْ تَكُونُ عَقِيدَة الشِّيعَة هِيَ الْبَاطِلَةُ بِطَلَبِهِمْ الْإِدْرَاك وَالْغَوْث مِنَ الْحُسَيْنِ وَمِنْ بَاقِي الْأَئِمَّةِ الْأَمْوَات.
(11)الْإِلْزَامُ الْحَادِي عَشَر
الشِّيعَة يَذْهَبُونَ إلَى الْأَضْرِحَة وَيَطُوفُون وَيُمْسِكُون بِالشَّبَابِيك وَالأَبْوَابُ الَّتِي هي مِنَ حَدِيدٍ أَوْ نُحَاسٍ عَلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ أَوْ عَلَى قَبْرِ الْعَبَّاسِ أَوْ عَلَى قَبْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَيَتَمَسَّحُون بها!
فَالسُّؤَال: هَلْ أَنْتُمْ تَعْتَقِدُون أنْ هَذَا الْحَدِيدِ أَوْ النُّحَاسِ- الشِّبَاك- يَضُرُّ وَيَنْفَعُ؟ إنْ قُلْتُمْ نَعَمْ: فَهَذَا شِرْكٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَهُوَ نَفْسُ عَمَل الْمُشْرِكِينَ مَعَ اللَّاتِ وَالْعُزَّى.
وَإِذَا قُلْتُمْ بِأَنَّهُ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ: فَقَدْ أَقْرَرْتُمْ بِبُطْلَان عَمَلِكُمْ مَعَ الْقُبُور وَالْمَشَاهِد.
(12)الْإِلْزَام الثَّانِي عُشْرٌ
مَعْلُومٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوك تَرَكَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ فِي الْمَدِينَةِ حِفَاظًا عَلَيْهَا مِنْ الْأَعْدَاءِ وَحِفْظًا لِحُرُمَات الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ، فَلَوْ كَانَ عَلَىُّ وَالْأَئِمَّة يَمْلِكُون النَّفْعِ وَالضُّرّ مِنْ بَعِيدٍ كَمَا يَعْتَقِدُ الشِّيعَة لِأَصْطَحَبَ النَّبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا مَعَهُ فِي الْغَزْوَةِ، وَلَمْ يَكُنْ ثَمَّةَ حَاجَةٍ لِتَخْلِيفِهِ فِي الْمَدِينَةِ كَوْنُه يَسْتَطِيع وَهُوَ بَعِيدٌ عَنْ الْمَدِينَةِ أَنْ يُحَافِظَ عَلَيْهَا, فَلَزِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيًّا -وَالْأَئِمَّة- لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤَمِّنَ شَيْئًا أَوْ يَنْفَعُ أَوْ يَضُرّ إلَّا أَنْ يَكُونَ حَيًّا قَرِيبًا، فَبَطَلَ كُلُّ تَوَجُّهٍ إلَيْهِ وَهُوَ مَيِّتٌ مِنْ بَابِ أَوْلَى.
(13)الْإِلْزَامُ الثَّالِث عَشَرَ
عِنْدَمَا تَسْتَغِيثُون وَتَتَوَجَّهُون لِلْإِمَامِ فِي قَبْرِهِ هَلْ تَعْتَقِدُون أنَّكُمْ تَتَعَامَلُون مَعَ الرُّوحِ فَقَطْ أَمْ مَعَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ مَعًا؟
فَإِنْ قُلْتُمْ نَعَمْ نَحْنُ نَقْصِد الرُّوحِ وَالْجَسَدِ وَأَنَّهُمْ يَتَحَرَّكُون وَيَتَصَرَّفُون بِأَرْوَاحِهِمْ وَأَجْسَادِهِمْ: لَزِمَ مِنْ ذَلِكَ أنَّكُمْ دَفَنْتُمُوهُمْ أَحْيَاءً، لِأَنَّ الَّذِي يَتَحَرَّكُ بِجَسَدِهِ وَرُوحِهِ هُوَ الْإِنْسَانُ الْحَيِّ, وهَذَا كُفْرٌ فِي عَقِيدكم, إذْ كَيْفَ تَدْفِنُون آلْ الْبَيْتِ وَهُمْ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ يَتَحَرَّكُون جَسَدًا وَرُوحًا؟
وَإِذَا قُلْتُمْ لَا بَلْ الْأَجْسَاد لَا تَتَحَرَّكُ: لَزِم اعْتِرَافُكُمْ أنْ تِلْك الْأَجْسَاد لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَأنَّ الْأَرْوَاحِ لَمْ تَنْفَعهَا فِي شَيْءٍ, فَكَيْفَ تَنْفَعْ تِلْكَ الْأَرْوَاح أَجْسَاد غَيْرِهِمْ؟
(14)الْإِلْزَامُ الرَّابِع عَشَر
الشِّيعَةُ يَجْعَلُون حِرَاساتٍ عَلَى مَرَاقِد الْأَئِمَّةِ خَوْفًا مِنْ السَّرِقَةِ وَالِاعْتِدَاء عَلَيْهِمْ! فَإِذَا كَانَ الْإِمَامُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِيَ غَيْرِهِ مِنْ السَّرِقَةِ وَغَيْرِهَا كَمَا يَزْعُمُونَ، فَلِمَاذَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِيَ وَيُؤْمِّن نَفْسِهِ؟
وَإِذَا قُلْتُمْ بِأَنَّ الْحَرَس هُوَ الَّذِي يُحَافِظُ عَلَى الْإِمَامِ وَيُمْنَعُ مِنْ السَّرِقَةِ مِنْهُ لِأَنَّ الْإِمَامَ الآن لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِيَ نَفْسِهِ وَلَا يُدَافِع عَنْهَا: قُلْنَا: مِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ وَيَحْمِيَهُا مِنْ السَّرِقَةِ, فَكَيْفَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْمِيَ غَيْرِه وَيَجْلِبُ لَهُ النَّفْعُ وَالضُّرّ؟!
(15)الْإِلْزَامُ الْخَامِس عَشَر
الشِّيعَةُ يَنْسَبُون الْبَرَكَة لِلْأَئِمَّة وَلِبَعْض أَبْنَائِهِمْ, كَالْعَبَّاس بْنُ عَلِىٍّ, وَيَتَبَرَّكُون بِالْقُرْبِ مِنْهُمْ, فَإِذَا سُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ يَقُولُونَ: يَكْفِيهِمْ أَنْ جَدَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَسلَّقونَ عَلَى مَسْأَلَةِ الْقَرَابَةِ وَالْقُرْبِ لِإِثْبَات الْبَرَكَة لِهَؤُلَاء, فَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ بَرَكَة مِنْهُمْ, وَكُلُّ مَا يَتَّصِلُ بِهِ كَذَلِكَ, لَكِنَّهُمْ يَطْعَنُونَ فِي كُلِّ مَا يَتَّصِلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوَاءً كَانُوا أَصْحَابَهُ أَوْ أَزْوَاجَهُ, وَلاَ يَتَوَرَّعُونَ فِي نِسْبَة النَّجَاسَة لِبَيْت النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَفْرَاشُه, حَيْثُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ كُنّ نَوَاصِب أَنْجَاس فِي حَيَاتِهِ([28]), وَيَزْعُمُونَ أَنَّ قَبْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا هُوَ قَرْنُ الشَّيْطَانِ, وَإِنَّ الْمَدْفُون بِجِوَارِهِ لَا يَحْصُلُ لَهُ خَيْرٌ لِدَفْنِه بِجِوَارِه, فَيُطَعَنْوَن فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ, وَلَا يَجْعَلُونَ لِمَكَانِهِمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فِي حَيَاتِهِ وَلَا بَعْدَ مَمَاتِهِ أَيّ بَرَكَة، فَيَلْزَمُهُمْ إمَّا إسْقَاطُ وَنَزْعُ البَرَكَةِ مِنْ أَئِمَّتِهِمْ وَكُبَرَائِهِمْ، وَإِمَّا إسْقَاطُ عَقِيدَتَهُمْ فِي أَقْرَبِ النَّاسِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِه .
تَحَدَّي
قَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ كَثِيرًا بِأَنَّ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالْمُؤْمِنُين بَلْ حَتَّى الْمُشْرِكُين يَسْتَغِيثُون بِاللَّهِ وَحْدَهُ فِي الشَّدَائِدِ, وَهَذَا بِخِلَافِ عَقِيدَتِكُمْ([29]), فَنَحْن نَتَحَداكم أنْ تَأْتُوا بآية تُخْبِرُ عَنْ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ أَنَّهُ اسْتَغَاث بِمَلَكٍ أَوْ نَبِيٍّ أَوْ وَلِيّ.
خُلَاصَةُ الْأَمْر
أَنَّهُ لَا تُوجَدُ عَظَمْةٌ فِي قُلُوبِ الشِّيعَة لِتَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى ، لَكِنْ لَوْ قِيلَ لِشَيْعيّ: اُتْرُكْ الْحُسَيْن، اتْرُك آلَ الْبَيْتِ، فَإِنْ الشِّيعِيّ سَيَحْارب الْقَائِلَ مُحَارَبَةً شَدِيدَةً.
أَمَّا لَوْ قِيلَ لِلشَّيعي: اُتْرُكْ اللَّه طَالَمَا عِنْدَك آل الْبَيْتِ تَتَوَسَّط بِهِمْ, فَإِنْ الشِّيعِيّ يَسْتَقْبِلُ هَذَا الْأَمْرِ بِشَكْلٍ طَبِيعِيٍّ! وَحِينَمَا يَتِمّ تَنَاوَل مَسْأَلَة التَّوْحِيد، فَإِنْ الشِّيعِيّ يَتَعَامَلُ مَعَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ بِلَا مُبَالَاةٍ وَكَأَنَّه يَتَحَدَّثُ عَنْ مَسْأَلَةٍ تَقْلِيم الْأَظَافِر!.
وَأَخِيرًا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين.
([2]) نَهْجُ الْبَلَاغَةِ- الشَّرِيف الرِّضَى ١/٢٧.
([3])كَنْزُ الْفَوَائِد – أَبُو الْفَتْحِ الْكِراجكي ١/٢٨.
([4]) رَسَائِل الشَّرِيف الْمُرْتَضَى ١/٢٨٣.
([5]) الِاعْتِقَادَاتِ فِي دَيْن الْإِمَامِيَّة – الصَّدُوق – ص 27.
([6]) بِحَار الْأَنْوَار -الْمَجْلِسِي ٣٩/٨٨، مُسْتَدْرَك سَفِينَة الْبِحَارُ – عَلَى النَّمازي ١/١٧١.
([7]) طَرَائِف الْمَقَالِ- عَلَى الْبُرُوجِردي ٢/٥١٤.
([8]) مِصْبَاح الْفَقَاهَة- أَبُو الْقَاسِم الخُوئي ٥/٣٥.
([9]) بِحَار الْأَنْوَار -الْمَجْلِسِي ٢٧/٣٢.
([10]) مِصْبَاح الْهِدَايَة -إلَخْمِينِي ١/٦٧.
([11]) الِاخْتِصَاص- الْمُفِيد ص٣٢٧، بِحَار الْأَنْوَار- الْمَجْلِسِي ٢٧/٣٣، الْبُرْهَانِ- هَاشِم الْبَحْرَانِىّ ٢/٤٨٢.
([12]) مُسْتَنِد الشِّيعَة – النَّرَاقِيّ ص٦، الْجَوَاهِر السّنِّيَّة- الْحُرّ الْعَامِلِى١/٣٦١.
([13]) نُورُ الْبَرَاهِين – نِعْمَة اللَّهِ الْجَزَائِرِيّ ١/٤١٤.
([14]) مِصْبَاح الْمُتَهَجِّد- الطُّوسِىّ ١/٤٦.
([15]) مَفَاتِيح الْجِنَان -عَبَّاس الْقُمِّيّ ١/٣٩٦ .
([16]) النَّجْمُ الثَّاقِب فِي أَحْوَالِ الْإِمَامِ الْحِجَّة الْغَائِب -حُسَيْن النُّورِيّ الطَّبَرَسِيّ ٢/٤٢٢.
([17]) الْإِمَامَة الْإِلَهِيَّة بُحُوث الشَّيْخُ مُحَمَّدُ السَّنَد ٤/٢٧.
([18]) خَاتَمِه مُسْتَدْرَك الْوَسَائِل- النُّورِي الطَّبَرَسِي ١/١٣٦ – تَفْسِير الْقُمِّيّ – عَلِىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ١/٤، بِحَار الْأَنْوَار- الْمَجْلِسِي ٢٧/١٦٨.
([19]) الكَافِی- الْكُلَيْنِيّ ٢/٤٣٩، نَيْلُ رِضَا الْمَعْصُوم مُحَاضَرَة الْمَرْجِع الدِّينِيّ صَادِق الْحُسَيْنِيّ الشِّيرَازِيّ أَلْقَاهَا فی ۱٥/شَعْبَان الْمُعَظَّم/۱٤۲۳ه, ص25,26.
([20]) بِحَار الْأَنْوَار – الْمَجْلِسِي ٨٧/٣٨.
([21]) مَفَاتِيح الْجِنَان – عَبَّاس الْقُمِّيّ ص٧٨٩.
([22]) الْمِيزَان فِي تَفْسِيرِ الْقُرآنِ، الطَّباطبَّائِيّ ٣/١١٦.
([23]) رَوْضه الْمَسَائِلِ فِي إثْبَاتِ أُصُولِ الدِّينِ بِالدَّلَائِلِ -الخُنَيْزِيّ صَ٩ -مَرْكَز الْأَبْحَاث الْعَقَائِدية ١/٢٩٢.
([24]) مَفَاتِيح الْجِنَان- عَبَّاس الْقُمِّيّ ١/١٧٥،٧٨٩.
([25]) رَسَائِل الشَّرِيفُ الْمُرْتَضَى ١/٢٨٣، مَفَاتِيح الْجِنَان- عَبَّاس الْقُمِّيّ ١/٣٩.
([26]) مَفَاتِيح الْجِنَان- عَبَّاس الْقُمِّي ١/٤٢٨،٥٨٥،٦٣٤.
([27]) مُنَاظَرَات فِي الْإِمَامَةِ-عَبْداللَّه الْحَسَن ٤/٤٩٢.
([28]) بِحَار الْأَنْوَار ٣٨/٣٤٨ الِاحْتِجَاج لِلطَّبْرُسِي ١/١٩٨.
([29]) بِحَار الْأَنْوَار ٣٨/٣٤٨ الِاحْتِجَاج لِلطَّبْرُسِيّ ١/١٩٨.ر
مواضيع شبيهة
استعمل معاوية الرشوة حتى يأخذ البيعة ليزيد.