7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

همّ أم المؤمنين رضي الله عنها بالانتحار

0

 

قال أحد الشيعة: “ومنها ما نذكره تلطيفاً وتمليحاً، وهو ما رواه الطبراني عن عائشة من قولها: «لما بلغني ما تكلموا به هممت أن آتي قليبًا فأطرح نفسي فيه”، تعني: أنها أرادت أن تنتحر”.

[الفاحشة – (ص 402)].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: هذه الرواية من ناحية السند لا تطمئن لها النفس لتفرد خالد بن خداش ربها، قال الطبراني: “حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا بَلَغَنِي مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَهْلُ الْإِفْكِ، هَمَمْتُ أَنْ آتِيَ قَلِيبًا فَأَطْرَحُ نَفْسِي فِيهِ».لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَيُّوبَ إِلَّا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ”.

[المعجم الأوسط- (1/184)].

 

فأنت ترى أن الطبراني نفسه أشار لتفرد خالد بن خداش بالرواية عن حماد بن زيد.قال الذهبي عنه:“خَالِدِ بنِ خِدَاشٍ المُهَلَّبِيِّ – وَهُوَ صَدُوْقٌ مُكْثِرٌ – عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، يَنْفَرِدُ عَنْهُ بِغَرَائِبَ”.

[  سير أعلام النبلاء- ط الرسالة- (6/26)].

 

 وقال أيضا:قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: فِيْهِ ضَعْفٌ. قُلْتُ: أَبْلَغُ مَا نَقَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ يَنْفَرِدُ بِأَحَادِيْثَ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَهَذَا لاَ يَدُلُّ عَلَى لِيْنِهِ، فَإِنَّهُ لاَزَمَهُ مُدَّةً”.

[سير أعلام النبلاء- ط الرسالة- (10/489)].

 

وقال السيوطي: “حكى السَّاجِي عَنْ عَليّ بن المَدِينيّ أَنَّهُ كَانَ يضعف خَالِد بْن خِدَاش فِي رِوَايَته عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد وَعَن يَحْيَى بْن مَعِين أَن خَالِد انْفَرد عَنْ حَمَّاد بِأَحَادِيث”.

[ اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة- (2/324)].

 

وقال الحافظ: “قال ابن المديني: ضعيف. وقال زكريا الساجي: فيه ضعف. وقال يحيى بن معين: قد كتبت عنه ينفرد عن حماد بن زيد بأحاديث. وقال أبو داود: روى عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر حديث الغار، ورأيت سليمان بن حرب ينكره عليه”.

[ تهذيب التهذيب- (3/85)].

 

إذا فخالد بن خداش صدوق، لكنهم نقموا عليه تفرده، وهذه الرواية تفرد بها كما ذكر ذلك الطبراني صاحب الرواية، وعليه فالرواية لا تطمئن لها النفس، وإن كان الحافظ ابن حجر صحح إسنادها. 

[ فتح الباري لابن حجر- (8/ 466)].

 

ثانيا: من ناحية المتن، أقول لو صحت تلك الرواية لأثبتت الأجر والثواب لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بنص كلام رسول الله –  ” مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً”.

[صحيح البخاري- (8/ 103)].

 

وقد روى الرافضة عن أبي جعفر أن الله قال لآدم:” يَا آدَمُ، جَعَلْتُ لَكَ أَنَّ مَنْ هَمَّ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ “.

[الكافي (4/241)].

 

وحسنه المجلسي في (مرآة العقول).

[ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (11/312)].

 

وعن أبي عبد الله عليه‌ السلام عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه ‌السلام، قَالَ: «مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَا يَعْمَلْهَا، فَإِنَّهُ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ، فَيَرَاهُ الرَّبُّ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَ ذلِكَ أَبَداً».

[الكافي (3/675)].

 

وقال عنه المجلسي:” موثق كالصحيح”.

[ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول- (9 /416)].

 

 وعليه: فحسب عقيدة الرافضة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها لا شيء عليها في مثل هذا الهم، بل وفي عقيدة المسلمين وهي مأجورة على تراجعها عن هذا الهم،فقد رووا عن حمزة بن حمران عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر أمثالها و يضاعف اللّه لمن يشاء إلى سبعمائة و من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه حتى يعملها فإن لم يعملها كتبت له حسنة بتركه لفعلها و إن عملها أجل تسع ساعات فإن تاب و ندم عليها لم تكتب عليه و إن لم يتب و لم يندم عليها كتبت عليه سيئة.

[اسم الکتاب : مسند الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله    الجزء : 21  صفحة : 50]

فمجرد ترك العمل بهذا  الهم بالمعصية يؤجر عليه العبد في الشرع، فإن قال جاهل أن هذا – أي الهم بالانتحار- يأس من رحمة الله، قلنا إن الشرع قد عفا عن هذه الأمة ما حدثت به نفسها حتى ولو كان كفراً، طالما أنه لم يخرج من دائرة الهم إلى العزم على فعل الشيء.

 

ثالثا: هذه الرواية إن صحت، فهي تجلي حجم المصيبة التي وقعت على ذاك القلب التقي النقي الغافل الطيب الطاهر قلب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، ويبتلى المرء على قدر دينه.

 

 وقد جاء عند الرافضة عدة روايات تبين ذلك بجلاء، ذكرها الريشهري في ميزان الحكمة وأنتقي أنا بعضها:

  • قال: ” عنه عليه السلام وقد سُئلَ عنِ ابتلاءِ المؤمنِ بالجُذامِ والبَرَصِ: وهلْ كُتِبَ البلاءُ إلاّ على المؤمنِ؟! مَن لم يُبْتَلَ فهو مبغوضٌ عندَ اللّه”.
  • قال الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام: إنّي لَأكرَهُ أنْ يُعافى الرَّجُلُ في الدُّنيا ولا يُصيبَهُ شَيءٌ مِن المَصائبِ.
  • وقال رسولُ اللّه  وآله: إنَّ اللّه لَيُغذّي عَبدَهُ المؤمنَ بالبلاءِ كما تُغذِّي الوالِدَةُ ولَدَها باللَّبَنِ.
  • وعنه : إذا أرادَ اللّه ُ بقَومٍ خَيرا ابْتَلاهُم.
  • قال الإمامُ الباقرُ عليه السلام: إنَّ اللّه َعز وجل لَيَتعاهَدُ المؤمنَ بالبلاءِ كما يَتعاهَدُ الرَّجُلُ أهلَهُ بالهَدِيّةِ مِن الغَيبةِ، ويَحْميهِ الدُّنيا كما يَحْمي الطّبيبُ المريضَ.
  • قال الإمامُ العسكريُّ عليه السلام: ما مِن بَلِيّةٍ إلاّ وللّه ِ فيها نِعمَةٌ تُحيطُ بِها.
  • وعنه عليه السلام: ما عاقَبَ اللّه ُ عَبدا مؤمنا في هذهِ الدُّنيا إلاّ كانَ اللّه ُ أحْلَمَ وأمْجَدَ وأجْوَدَ وأكْرَمَ مِن أنْ يَعودَ في عِقابِهِ يومَ القيامةِ البلاءُ عَلامةُ محبّةِ اللّه سبحانه.
  • الإمامُ الصّادقُ عليه السلام وعندَه سديرٌ: إنَّ اللّه َ إذا أحَبَّ عبدا غَتَّهُ بالبلاءِ غَتّا.
  • عنه عليه السلام: إذا أحَبَّ اللّه ُ قَوما أو أحبَّ عبدا صَبَّ علَيهِ البلاءَ صَبّا، فلا يَخرُجُ مِن غَمٍّ إلاّ وقَعَ في غَم البلاءُ على قَدْرِ الإيمانِ.
  • الإمامُ الباقرُ عليه السلام: كُلَّما ازْدادَ العبدُ إيمانا ازْدادَ ضِيقا في مَعيشَتِهِ عنه عليه السلام: يُبتلى المرءُ على قَدْرِ حُبِّهِ.
  • الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: في كتابِ عليٍّ عليه السلام: انّما يُبتلى المؤمنُ على قَدْرِ أعمالِهِ الحَسَنةِ، فمَن صَحَّ دينُهُ وحَسُنَ عملُهُ اشْتدَّ بلاؤهُ، وذلكَ أنَّ اللّه َ عز وجل لَم يَجعلِ الدُّنيا ثوابا لمؤمنٍ، ولا عُقوبةً لكافرٍ، ومَن سَخُفَ دِينُهُ وضَعُفَ عملُهُ قلَّ بلاؤهُ.
  • الإمامُ الكاظمُ عليه السلام: مثَلُ المؤمنِ مثَلُ كِفَّتَيِ المِيزانِ: كلّما زِيدَ في إيمانِهِ زِيدَ في بلائِهِ، لِيَلْقى اللّه َ عزوجل ولا خَطيئةَ لَه”.

[ منتخب ميزان الحكمة- محمد الريشهري- (ص 84)].

 

إلى آخر تلك الروايات التي تبين عظيم إيمان أمنا عائشة، وقدر محبة الله لها، وإرادة الخير بها، وأنه لا يكاد مؤمن يبتلى بمثل ما ابتليت به رضي الله عنها.ثم إن النساء في خلقتهن ضعيفات ولذلك قالت مريم عليها السلام لما جاءها المخاض {ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ} [سورة مريم:23]. فهل نقول عن هذا إنه يأس من رحمة الله؟!وعند الرافضة في (بحار الأنوار) تمنى علي بن أبي طالب أن أمه لم تلده؟!ففي الرواية الطويلة: “ثم قالت (يعني فاطمة): يا أبت فديتك ما الذي أبكاك؟ فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآيتين المتقدمتين قال: فسقطت فاطمة (عليها السلام) على وجهها وهي تقول: الويل ثم الويل لمن دخل النار، فسمع سلمان فقال: يا ليتني كنت كبشًا لأهلي فأكلوا لحمي ومزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار، وقال أبو ذر: يا ليت أمي كانت عاقرا لم تلدني ولم أسمع بذكر النار، وقال مقداد: يا ليتني كنت طائرًا في القفار ولم يكن علي حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار، وقال علي (عليه السلام): يا ليت السباع مزقت لحمي وليت أمي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار.ثم وضع علي (عليه السلام) يده على رأسه وجعل يبكي ويقول: وابعد سفراه! واقلة زاداه في سفر القيامة يذهبون في النار ويتخطفون، مرضى لا يعاد سقيمهم، وجرحى لا يداوى جريحهم، وأسرى لا يفك أسرهم، من النار يأكلون، ومنها يشربون وبين أطباقها يتقلبون، وبعد لبس القطن مقطعات النار يلبسون، وبعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرنون”.

[ بحار الأنوار- (43 / 88)، (8/ 202)].

 

فهل يحق لنا أن نقول: أن هذا يأس من رحمة الله يا رافضة؟!

 

رابعًا: جاء عند الرافضة أن زوجة الإمام الحسين وأم الامام زين العابدين قد انتحرت بالفعل.قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: جَاءَتْ كِنْدَةُ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ بِثَلَاثَةَ عَشَرَ رَأْساً وَصَاحِبُهُمْ قَيْسُ بْنُ الْأَشْعَثِ وَجَاءَتْ هَوَازِنُ بِعِشْرِينَ رَأْساً وَصَاحِبُهُمْ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ وَجَاءَتْ بَنُو تَمِيمٍ بِتِسْعَةَ عَشَرَ رَأْساً وَجَاءَتْ بَنُو أَسَدٍ بِتِسْعَةِ رُءُوسٍ وَجَاءَ سَائِرُ الْجَيْشِ بِتِسْعَةِ رُءُوسٍ فَذَلِكَ سَبْعُونَ رَأْساً، وَجَاءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ خَوَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيُّ، وَجَاءُوا بِالْحَرَمِ أُسَارَى إِلَّا شَهْرَبَانُويَهْ، فَإِنَّهَا أَتْلَفَتْ نَفْسَهَا فِي الْفُرَاتِ“.

[ المناقب- لابن شهرآشوب- (4/112)؛ العوالم- عبد الله البحراني- (ص 307)].

 

 خامسًا: ذكر الكليني في كتاب (الكافي): «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم»

[  أصول الكافي للكليني- (1/258)، الفصول المهمة للحر العاملي- (ص 155)].

 

1- علي بن أبي طالب: مات مقتولاً، وهو يعرف من سيقتله، ومتي سيقتل.

2- الحسن بن علي: مات مسمومًا من زوجته.

3– الحسين بن علي: مات مقتولاً يوم كربلاء.

4– علي بن الحسين: مات مسمومًا.

5- محمد بن علي بن الحسين: مات مسمومًا.

6- جعفر بن محمد بن علي: مات مسمومًا.

7- موسى بن جعفر: مات مسمومًا.

8– علي بن موسي: مات مسمومًا.

9- محمد بن علي بن موسى: مات مسمومًا.

10- علي بن محمد: مات مسمومًا.

11- الحسن بن علي: مات مسمومًا.

12- محمد بن الحسن العسكري المنتظر ستقتله امرأة ذات لحية، وهو حيّ من 1200 سنة، ولا يعرف له مكان، كما يعتقد الشيعة.

هكذا قال الشيعة عن أهل بيت النبي رضوان الله عليهم جميعًا.فها هو انتحار إمام بعد إمام يشرب السم، ويذهب ليقتل، وهو يعلم ذلك علم اليقين بأن ذلك فيه حتفه!

 

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

أشار النبي  نحو مسكن عائشة، وقال: ههنا الفتنة…من حيث يطلع قرن الشيطان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.