7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

كانت عائشة  تتوضأ أمام سالم سبلان.

0

 

كانت عائشة  تتوضأ أمام سالم سبلان.

 

قال النسائي: “أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ جُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ سَالِمٌ يَعْنِي سَبَلَانَ، قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَعْجِبُ بِأَمَانَتِهِ وَتَسْتَأْجِرُهُ، فَأَرَتْنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ  يَتَوَضَّأُ، قَالَ: «فَتَمَضْمَضَتْ وَاسْتَنْثَرَتْ ثَلَاثًا، وَغَسَلَتْ وَجْهَهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَتْ يَدَهَا الْيُمْنَى ثَلَاثًا، وَالْيُسْرَى ثَلَاثًا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهَا، ثُمَّ مَسَحَتْ رَأْسَهَا مَسْحَةً وَاحِدَةً إِلَى مُؤَخَّرِهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِيَدَيْهَا بِأُذُنَيْهَا، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْخَدَّيْنِ» قَالَ: سَالِمٌ كُنْتُ آتِيَهَا مُكَاتِبًا فَتَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيَّ، وَتَتَحَدَّثُ مَعِي، حَتَّى جِئْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ: ادْعِي لِي بِالْبَرَكَةِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ، قُلْتُ: أَعْتَقَنِي اللهُ، قَالَتْ: بَارِكَ اللهُ لَكَ، وَأَرْخَتِ الْحِجَابَ دُونِي فَلَمْ أَرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ”.

[السنن الكبرى للنسائي (1/113)].

 

قال الرافضة: “ومن غير المناسب أن تتوضّأ عائشة وتغسل يديها وخدّيها ووجهها وأذنيها”.

[ موسوعة الأسـئلة العقائدية، مركز الأبحاث العقائدية (4/ 244)].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولاً: هذه الرواية صحح إسنادها الشيخ الألباني

[ صحيح وضعيف سنن النسائي (1/244)].

 

، والصحيح ضعفها، ففي إسنادها عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذياب، وهو مجهول الحال، ولم يوثقه أحد، غير أن ابن حبان ذكره في (الثقات)، ومعلوم عند أهل العلم أن مجرد ذكر ابن حبان للرجل في كتابه (الثقات)، فلا يعني توثيقه عند جميع أهل العلم.

قال الذهبي: “ولا يفرح بذكر ابن حبان له في (الثقات)، فإن قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف.

[ميزان الاعتدال (3/175)].

 

وقال المعلمي: “ولكن ابن حبان يشدد وربما تعنت فيمن وجد في روايته ما استنكر، وإن كان الرجل معروفاً مكثرًا، والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء” .

[التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (1/255)].

 

وقال الشيخ الألباني: “وقد عرف عند العلماء أن توثيق ابن حبان مجروح؛ لأنه بناه على قاعدة له وحده، وهي: أن الرجل إذا روى عنه ثقة، ولم يعرف عنه جرح؛ فهو ثقة عنده!، وعلى ذلك بنى كتابه المعروف بـ(الثقات)، وكذلك تجد فيه كثيراً من المجاهيل عند الجمهور؛ إنما أورده ابن حبان فيه لرواية ثقة عنده، ومن العجائب أنه يقول في بعضهم: “روى عنه مهدي بن ميمون؛ لا أدري من هو ولا ابن من هو؟! “!! …وقد وقع الشيخ أحمد شاكر في كثير من الخطيئات في تصحيح أحاديث من (المسند) وغيره؛ بسبب تقليده لابن حبان في هذه القاعدة الباطلة”.

[ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، (11/282-283)].

 

فأنت ترى أن الشيخ الألباني نفسه لا يأخذ بتوثيق ابن حبان، وليس للرجل متابعة حتى يُحكم على الحديث بأنه حسن لغيره فضلا عن أن يُحكم عليه بالصحة، فإذا طبقنا كلام الألباني فلن نتردد في الحكم على الأثر بالضعف. 

وقد قال الحافظ في (التقريب): “عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب مقبول من السادسة“.

[تقريب التهذيب (ص 365)].

 

وهذه المرتبة حديثها ضعيف عند جمهور أهل العلم، فحكم حديث الراوي المقبول هو الضعف؛ لأنه يمثل حكم حديث الراوي المجهول، والجمهور على رده وتضعيفه .

[- انظر: “مصطلح (مقبول) عند ابن حجر وتطبيقاته على الرواة من الطبقتين الثانية والثالثة في كتب السنن الأربعة”، محمد راغب راشد الجيطان، رسالة ماجستير2010م، (ص277)، وعليه فالحديث إسناده لا يصح].

 

ثانيًا: قول الألباني صحيح الإسناد ليس تصحيحا للأثر عند أهل العلم قاطبة، فهناك فرق بين قول أحد علماء الحديث: «هذا الحديث صحيح» وبين قوله: «إسناده صحيح»؛ فالأول جَزْمٌ بصحته، والثاني شهادة بصحة سنده، وقد يكون فيه علة أو شذوذ، فيكون سنده صحيحًا، ولا يحكمون أنه صحيح في نفسه

[ يقول الحافظ ابن الصلاح: “قولهم: (هذا حديث صحيح الإسناد، أو حسن الإسناد)، دون قولهم: (هذا حديث صحيح أو حديث حسن)؛ لأنه قد يقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولا يصح لكونه شاذًا، أو معللا”، مقدمة في علوم الحديث، (ص 23)، وعليه فقول الألباني: صحيح الإسناد ليس تصحيحًا للحديث].

 

ثالثًا: لو صحت الرواية فلا إشكال فيها ألبتة، ففي الرواية: قَالَ: سَالِمٌ كُنْتُ آتِيَهَا مُكَاتِبًا فَتَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيَّ، وَتَتَحَدَّثُ مَعِي، حَتَّى جِئْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقُلْتُ: ادْعِي لِي بِالْبَرَكَةِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ، قُلْتُ: أَعْتَقَنِي اللهُ، قَالَتْ: بَارِكَ اللهُ لَكَ، وَأَرْخَتِ الْحِجَابَ دُونِي، فَلَمْ أَرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ”.

[السنن الكبرى للنسائي، (1/113)].

 

فقد كان سالمٌ عبدًا مكاتبًا، وقد قال النبي : “المكاتب عبد ما بقي عليه درهم”.

[حديث صحيحٌ، أخرجه أبو داود (3926)، والبيهقيّ فِي “السنن الكبرى” (10/ 327)، وعبد الرزاق فِي “مصنّفه” (8/ 409)].

 

قال الإثيوبي: “وَقَدْ روينا فِي هَذَا عن نبهان مولى أم سلمة، أنه قَالَ: قالت لي أم سلمة: يا نبهان هل عندك ما تؤدي؟ قلت: نعم، فأرخت الحجاب بيني وبينها، وروت هَذَا الْحَدِيث، قَالَ: فقلت: لا والله ما عندي ما أؤدي، ولا أنا بمؤدّ، وإنما سقط الحجاب عنها منه؛ لكونه مملوكها”.

[ ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، (2/534)].

 

قال السندي: “وهذا مبني على أن المكاتب عبد ما بقي عليه درهم، ولعله كان عبدًا لبعض أقرباء عائشة، وأنها كانت ترى جواز دخول العبد على سيدته وأقربائها”.

[ ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، (2/534)].

 

وعن مجاهد: “كانت أمهات المؤمنين لا يحتجبن عن مكاتبهن ما بقي عليه درهم.”وأخرج أحمد في (مسنده)، وأبو داود، وابن مردويه، والبيهقي، عن أنس ، أن النبي  أتى فاطمة  بعبد قد وهبه لها، وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي  ما تلقى قال: “إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك، وغلامك”.قال الجامع: عندي أن الراجح قول من قال بجواز نظر العبد إلى سيدته إلى ما ينظر المستثنون في الآية؛ لظاهر الآية، وصحة قصة فاطمة ، فتبصر. والله أعلم”.

[ ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، (2/536)].

 

قال في (شرح خليل): “(و) يجوز (لعبد بلا شرك) لسيدته فيه (ومكاتب) بلا شرك أيضًا (وغدين نظر شعر السيدة) المالكة لهما وبقية أطرافها التي ينظرها محرمها منها والخلوة بها”.

[شرح الزرقاني على مختصر خليل وحاشية البناني (3/393)].

 

ورَوَى الطَّحَاوِيُّ من طَرِيق بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ سَالِمٍ هُوَ مَوْلَى النَّضْرِيِّينَ، أَنَّهُ قَالَ لِعَائِشَةَ: “مَا أَرَاك الا ستحتجبين مني، فَقَالَت: مَالك؟ فَقَالَ: كَاتَبْتُ. فَقَالَتْ: إِنَّكَ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْكَ شَيْءٌ”.

[فتح الباري، لابن حجر (5/ 195)].

 

فكانت أم المؤمنين لا تحتجب منه كما لم تحتجب فاطمة من مملوكها.

 

رابعًا: جاء في كتب الرافضة ما يدل على أن المرأة لا تحتجب من مملوكها.قال يوسف البحراني: “عن معاوية بن عمار بسندين أحدهما صحيح والآخر حسن في قوة الصحيح، “قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المملوك يرى شعر مولاته وساقها؟ قال: لا بأس”. وعن عبد الرحمن بن أبي عبد الله -في الصحيح والموثق-، عن أبان بن عثمان “قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال: لا بأس” .

[ الحدائق الناضرة، (23/ 69)].

 

روى الكلينى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله المملوك يرى شعر مولاته؟ قال: لا بأس”.

قال المجلسي: “موثق كالصحيح، ويدل على محرومية المملوك لمالكته”.

[ مرآة العقول (20/ 367)].

 

وفي (الكافي) عن معاوية ابن عمار: “…إن المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس الأسود وذراعيها على عنقه، فقال أبو عبد الله رضي الله عنه: يا بني أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: أقرء هذه الآية ” لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن – حتى بلغ – ولا ما ملكت أيمانهن “ ثم قال: يا بني لا بأس أن يرى المملوك الشعر والساق”.

[ الكافي (5/531)].

 

 قال المجلسي: “صحيح” .

[مرآة العقول (20/ 368)].

 

ويدل على جواز نظر المملوك إلى الوجه واليدين والشعر والساق لا سائر الجسد، ولعله يفهم منه الساعد والعنق أيضا، وقال بذلك كثير من علمائهم

[ مستند الشيعة، للنراقي (16/ 53)، ووسائل الشيعة، للحر العاملي (20/ 223)، ومستمسك العروة الوثقى، لمحسن الحكيم (14/ 43)].

 

وعليه فلا يجوز للرافضة الاعتراض على فعل أم المؤمنين؛ لأنه يلزم منه الاعتراض على الشرع الثابت عندنا وعندهم، والاعتراض على الشرع يدخل صاحبة في الكفر عند الفريقين.

 

 قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

قولهم: أنّ عائشة رضي الله عنها حرضت ابنة الجون لتقول لرسول الله: أعوذ بالله من

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.