7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

قول عمر بن الخطَّاب رضى الله عنه كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة

0

 

يقول عبد الحسين شرف الدين: «على أنَّ من ألمّ بتاريخ قريـش وسائر العـرب في صدر الإسلام، يعلم أنّهم لم يخضعوا للنبـوّة الهاشمية إلاّ بعد أن تهشّموا ولم يبق فيهم من قـوّة، فكيف يرضون في اجتماع النبـوّة والخلافة في بني هاشم؟!

وقد قال عمر -في كلام دار بينه وبين ابن عبَّاس-: إنّ قريشًا كرهت أن تجتمع فيكم النبـوّة والخلافة فتجحفوا على النـاس».

[«فلسفة الميثاق والولاية» (1/69)].

 

وهذه الرواية استدل بها الشيعة على أن الصحابة رضى الله عنهم، لم يؤمنوا بالنبي إلا كرهًا.

قال الإمام الطبري: «حدّثني ابن حميد، قال: حدَّثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق. عن رجل، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «… فقلت: وفقت يا أمير المؤمنين، ولم تزل موفقًا، فقال: يا بن عباس، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد؟ فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني، فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة…».

[«تاريخ الطبري» (2/ 417-418)].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

 

 أولًا: إن هذا الأثر لا يصح، وفيه علتان:

1- محمد بن حميد الرازي: وهو ضعيف.

قال الذهبي: «محمد بن حميد الرازي الحافظ، عن يعقوب العمي، وجرير، وابن المبارك: ضعيف لا من قبل الحفظ. قال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: يكذب، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال صالح جزرة: ما رأيت أحذق بالكذب منه، ومن ابن الشاذكوني».

[«المغني في الضعفاء» الذهبي (2/573)].

 

وقال الحافظ ابن حجر: «حافظ ضعيف».

[«تقريب التهذيب» لابن حجر (1/475)].

 

2- محمد بن إسحاق: مدلس، وقد عنعن.

قال الحافظ ابن حجر: «محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني، صاحب المغازي: صدوق، مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين، وعن شر منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما».

[«طبقات المدلسين» لابن حجر (1/51)].

 

وذكره الحافظ في المرتبة الرابعة في المدلسين، وقد قال عن هذه المرتبة: «الرابعة: من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم، إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل؛ كبقية بن الوليد».

[«طبقات المدلسين» لابن حجر (1/13)].

 

ثانيًا: إنّ هذا طعن عظيم في إيمان أصحاب النبي ، الذين زكاهم الله في كتابه، وذكر أنهم المؤمنون حقًّا. ﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّ نَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٧٤ ﴾ [الأَنفَال: 74] .

وروى المجلسي في «بحار الأنوار»: «قال رسول الله ﷺ ذات يوم: ياليتني قد لقيت إخواني، فقال له أبو بكر وعمر: أولسنا إخوانك آمنا بك وهاجرنا معك؟ قال: قد آمنتم وهاجرتم، وياليتني قد لقيت إخواني، فأعادا القول، فقال رسول الله ﷺ: أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين يأتون من بعدكم، يؤمنون بي ويحبوني وينصروني ويصدقوني، وما رأوني، فياليتني قد لقيت إخواني».

[«بحار الأنوار» (٥٢/١٣٢)].

 

فالنبي يقول لأبي بكر وعمر خاصة، وللصحابة عامة: «قد آمنتم وهاجرتم»، والله قال:  ﴿ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗا ﴾ [الأَنفَال: 4]]، ثم يأتي من يعرّض بأصحاب النبيّ  ويتهمهم أنهم ما آمنوا إلا كرهًا.

 

 ثالثًا: إن الروايات الشيعية تقول بأنّ الذي كره جمع النبوة والخلافة هو الله، وأنه -تعالى- لم يرض بذلك، ثم علي بن أبي طالب.

في «بحار الأنوار»: «عن جابر قال: قرأت عند أبي جعفر ﴿ لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ ﴾ [آل عِمۡرَان: 128]، قال: فقال أبو جعفر: بلى، والله لقد كان له من الأمر شيء وشيء، فقلت له: جعلت فداك فما تأويل قوله:﴿ لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ ﴾ [آل عِمۡرَان: 128]، قال: «إن رسول الله حرص على أن يكون الأمر لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب من بعده، فأبى الله».

[«بحار الأنوار» (٣٦/١٣٢)].

 

فالذي كره أن يجمع النبوة والخلافة عند الشيعة، هو الله.

وأيضًا قد جاء في «نهج البلاغة» أن الذي كره الخلافة هو علي بن أبي طالب رضى الله عنه.

يقول أحمد الكاتب في كتابه «تطور الفكر السياسي من الشورى إلى ولاية الفقيه» [«تطور الفكر السياسي من الشورى إلى ولاية الفقيه» ص[54]].: «وإذا ألقينا بنظرة على هذه الروايات التي يذكرها أقطاب الشيعة الإمامية، كالكليني، والمفيد، والمرتضى، فإننا نرى أنها تكشف عن عدم وصية رسول الله للإمام علي بالخلافة والإمامة وترك الأمر شورى، وهو ما يفسر إحجام الإمام علي عن المبادرة إلى أخذ البيعة لنفسه بعد وفاة رسول الله بالرغم من إلحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك؛ حيث قال له: «امدد يدك أبايعك، وآتيك بهذا الشيخ من قريش -يعني أبا سفيان- فيقال: «إنّ عم رسول الله بايع ابن عمه» فلا يختلف عليك من قريش أحد ، والناس تبع لقريش»، فرفض الإمام علي ذلك.

[«الشافي في الإمامة» (3/237)، وكذلك (2/149)].

 

ويقول علي بن أبي طالب رضى الله عنه: «والله ما كانت لي في الخلافة رغبةٌ ولا في الولاية إربةٌ، ولكنّكم دعوتموني إليها، وحملتموني عليها».

[«نهج البلاغة» (1/322)].

 

وقال أيضًا: «دعوني والتمسوا غيري، فإنَّا مستقبلون أمرًا، له وجوه وألوانٌ، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإنَّ الآفاق قد أغامت، والمحجّة قد تنكّرت، واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم، وأنا لكم وزيرًا خيرٌ لكم منّي أميرًا».

[«نهج البلاغة» (1/136)].

 

فهذا عليّ رضى الله عنه في كتب الشيعة، يرفض الخلافة التي كلفه الله، ويأمر الناس بمبايعة غيره!

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

زعم الشيعة: أن عمر بن الخطَّاب رضى الله عنه وضع الخراج على أرض السواد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.