7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

قول النبي  لعائشة رضي الله عنها: إنكن صواحب يوسف.

0

 

قال الفيض الكاشاني: “ثم نظر إلى عائشة وحفصة نظر المغضب، وقال: أما إنكن كصويحبات يوسف، يريد بذلك أن صويحبات يوسف قد كذبن عليه وأردن مراد الشيطان الغوي من يوسف فشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة وحفصة بهن حيث كذبن عليه”.

[المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني، (8/ 272)].

 

إنكاره (صلى الله عليه وآله) على بعض نسائه وهو في تلك الحالة الشديدة إنكارا لاذعا، وهذا يعني فداحة الفعل وخطورته، وقوله (صلى الله عليه وآله) لهن: إنكن صواحب يوسف“.

[ موسوعة الأسـئلة العقائدية، مركز الأبحاث العقائدية، (1/ 191)].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: لابد من إيراد الحديث كاملا ليتضح المقصود، فقد روى الإمام البخاري بسنده عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها قالت: إن رسول الله  قال في مرضه: «مروا أبا بكر يصلي بالناس» قالت عائشة: قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله : «مه إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس»”.

[ صحيح البخاري، (1/136)].

 

فكل ما في الحديث أن النبي لما أمر بأن يخلفه في الصلاة أبو بكر ، فقالت عائشة رضي الله عنها إن أبا بكر رجل أسيف -كثير الأسف، كثير الحزن، متصل العبرة- إذا بكى لا يتبين الناس قراءته من البكاء. فقال: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس). (صواحب يوسف): عائشة خشيت أن يتشاءم المسلمون بـأبي بكر؛ لأنه هو الذي خلف النبي عليه الصلاة والسلام فيتشاءموا به، فأرادت أن تجنب والدها هذا الشعور الذي تشعر به، فقال: إنكن صواحب يوسف: أي تقلن غير الذي في بطونكن.

قال ابن حجر:” والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن، ثم إن هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحد، وهي عائشة فقط كما أن صواحب صيغة جمع، والمراد زليخا فقط. ووجه المشابهة بينهما في ذلك: أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة، ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وأن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه، ومرادها زيادة على ذلك، وهو أن لا يتشاءم الناس به، وقد صرحت هي فيما بعد ذلك، فقالت: لقد راجعته وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا الحديث”.

[فتح الباري، ابن حجر، (2/ 153)].

 

وكلام الحافظ هذا يندفع به إيراد البعض من كون صواحب يوسف عليه السلام لم يقع منهن إظهار خلاف ما في الباطن.قال الشريف المرتضى: “وقد علمنا أن صويحبات يوسف لم يكن منهن خلاف على يوسف، ولا مراجعة له في شيء أمرهن به، وإنما افتتن بأسرهن بحسنه”.

[ الشافي في الإمامة، الشريف المرتضي، (2/ 159)].

 

فالجواب ما تقدم من كون المراد بصواحب يوسف u إنما هي زليخا، وقع منها ما ذكره الحافظ مما هو شبيه بما وقع من أم المؤمنين رضي الله عنها.

 

ثانيا: قد نقلت بعض كتب القوم هذا المعنى.قال الطريحي: “و(إنكن صواحب يوسف) أراد تشبيه عائشة بزليخا وحدها، وإن جمع بين الطرفين، ووجه أنهما أظهرا خلاف ما أرادتا، فعائشة أرادت أن لا يتشأم الناس به وأظهرت كونه لا يسمع المأمومين، وزليخا أرادت أن ينظرن حسن يوسف ليعذرنها في محبته وأظهرت الاكرام في الضيافة”.

[ مجمع البحرين، فخر الدين الطريحي، (2/ 584)].

 

قال حسين البيرجندي: “وعن النبي صلى الله عليه وآله: «إنكن صويحبات يوسف»

[ بحار الأنوار، للمجلسي (28/162)].

 

. أراد تشبيه عائشة بزليخا وحدها وإن جمع في الطرفين، ووجهه: أنهما أظهرتا خلاف ما أرادتا؛ فعائشة أرادت ألا يتشأم الناس به، وأظهرت كونه لا يسمع المأمومين، وزليخا أرادت أن ينظرن حسن يوسف ليعذرنها في محبته وأظهرت الإكرام في الضيافة، أو أراد: أنتن تشوشن الأمر عليَّ كما أنهن يشوشن على يوسف. ويقال: معناه: إنكن صواحب يوسف؛ أي في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن”.

[ غريب الحديث في بحار الأنوار، حسین حسيني البيرجندي، (2/ 338)].

 

ثالثا: قد يحمل الحديث على غير ما تقدم قال الملا علي القاري: “ولا يبعد بل هو الظاهر الأنسب مبنى، والأقرب معنى أن المراد بـ(صواحبات يوسف): نساء المدينة، فإنه سبحانه وتعالى قال (فلما سمعت بمكرهن)، وقد قال بعض المفسرين: وإنما سماه مكرًا؛ لأنهن قلن ذلك وأظهرن المعايبة هنالك توسلاً إلى إراءتها يوسف لهن، وكان يوصف حسنه وجماله عندهن، ثم قد يقال: الخطاب لعائشة وحفصة وجمع إما تعظيما لهما أو تغليبا لمن معهما من الحاضرات أو الحاضرين أو بناء على أن أقل الجمع اثنان.ويعضده: أن هذا الحديث أي: أغمي إلى آخره روى الشيخان أيضا بعضه ومنه قوله مروا أبا بكر فليصل بالناس وأن عائشة أجابته، وإن كرر ذلك فكررت الجواب، وأنه قال: (إنكن صواحب يوسف، أو صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت لها حفصة: ما كنت لأصيب منك خيرًا). ويحتمل: أن يقال المراد بصواحب يوسف مثلهن من جنس النساء الوارد في حقهن إن كيدكن عظيم والله بكل شيء عليم”.

[ جمع الوسائل في شرح الشمائل، الملا على القاري، (2/ 212-213)].

 

رابعا: الحديث يهدم دين الرافضة، حيث أنكر النبي  المراجعة في تقدم أبي بكر  لإمامة المسلمين في الصلاة.

قال ابن تيمية: “فدل هذا على أن تقديم غير أبي بكر في الصلاة من الباطل الذي يذم من يراود عليه كما ذم النسوة على مراودة يوسف”.

[ منهاج السنة النبوية، ابن تيمية، (8/564)].

 

ومن باب أولى أن يذم من عارض خلافته أو رأى عدم شرعيتها.

 

خامسًا: يشبه هذا -أي إظهار شيء وإرادة شيء آخر- ما يقوله القوم عن فاطمة رضي الله عنها من أنها اتخذت مطالبتها بأرض فدك ذريعة للمطالبة بإمامة علي بن أبي طالب.قال المسعودي:ثالثا: استهدفت الزهراء من مطالبتها الحثيثة بفدك، فسح المجل أمامها للمطالبة بحق زوجها المغلوب على أمره”.

[الأسرار الفاطميّة، محمد فاضل المسعودي، (ص 507)].

 

وقال هاشم معروف الحسني: “إن فاطمة الزهراء لم تكن تطالب ببقعة من أرض أو بإرث مادي، بل كانت تطالب بالحق الذي جعله الله لعلي في خلافة رسول الله (ص)”. 

[سيرة الأئمة الاثني عشر(ع)، هاشم معروف الحسني، (1/ 114)].

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

أمر النبي  نساءه أن يلزمن ظهور الحصر من بعده، فمن فعلت ذلك فهي زوجته في الجنة.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.