7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

قالوا جهل أبو بكر معنى وفاكهة وأبا.

0

 

قال شيخهم المفيد: “وروَوْا : أَنّ أَبا بكر سُئل عن قوله تعالى : ، ( وَفَاكِهَةً وَأَباً ) [٢]فلم يعرِف معنى الأبّ في القرآن ، وقال : أَيُّ سَماء تُظِلّني وأَيِّ [٣]أَرض تُقِلّني أَم كيف أَصنع إِن قلتُ في كتاب اللّه تعالى بما لا أَعلم ، أَمّا الفاكهة فنَعْرِفها ، وأما الأبُّ فاللّه أعلمُ به. فبلغ أميرَ المؤمنين 7 مقالُه في ذلك ، فقال : 7 : « يا سبحان اللّه ، أما عَلِمَ أنَّ الأبَّ هو الكَلأَ والمَرعى ، وأنَّ قوله عزّ اسمه : ( وَفَاكِهَةً وَأباً ) اعتداد من الله سبحانه بإِنعامه على خلقه فيما غذّاهم به وخلقه لهم ولأنعامهم مما تُحيى به أنفسُهم وتَقُوم به أجسادُهم »

[اسم الکتاب : الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 200].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا: لم يصح إسناد واحد لتلك القصة، وأنا أسرد تلك الروايات وأبين ما فيها من ضعف:قال الامام أبو عبيد : ” حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَفَاكِهَةٌ وَأَبًّا} [عبس: 31] فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، أَوْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ أَنَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ؟ ” .

[فضائل القران – ابو عبيد القاسم بن سلام – ص 375] .

 

هذه الرواية منقطعة، قال الحافظ ابن حجر : ” وَرَوَى بن جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ سُئِلَ عَنِ الْأَبِّ فَقَالَ أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَهَذَا مُنْقَطِعٌ

[فتح الباري – احمد بن علي بن حجر – ج 6 ص 296] .

 

فهذا الاثر منقطع بين ابراهيم التيمي وأبي بكر رضي الله عنه .وجاءت رواية أخرى رواها ابن عبد البر، قال: ” 1561 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ قَالَ: نا حَفْصٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي؟ وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي؟ إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ» وَذَكَرَ مِثْلَ هَذَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ” .

[جامع بيان العلم وفضله – ابو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر – ج 2 ص 833 ].

 

وهذا الاثر ضعيف، وعلته يحيى الحماني، والارسال بين أبي معمر وابي بكر رضي الله عنه , قال الامام ابن الجوزي : ” 3730 – يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون ويلقب بشمير أَبُو زَكَرِيَّا الْحمانِي الْعجْلَاني الْكُوفِي يروي عَن حَمَّاد بن زيد قَالَ ابْن نمير كَذَّاب وَقَالَ أَحْمد كَانَ يكذب جهارا مَا زلنا نَعْرِف ابْن الْحمانِي يسرق الْأَحَادِيث وَقَالَ السَّعْدِيّ سَاقِط وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَقَالَ يحيى بن معِين ثِقَة “.

[الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج 3 ص 197] .

 

وجاءت رواية أخرى عند سعيد بن منصور : ” 39 – حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِيقُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -، قَالَ: أَيّة أَرْضٍ تُقِلُّني ، أَوْ أيَة سَمَاءٍ تُظِلُّني، أَوْ أَيْنَ أَذْهَبُ، وَكَيْفَ أَصْنَعُ إِذَا أَنَا قُلْتُ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِغَيْرِ مَا أراد الله بها؟ “.

[ سنن سعيد بن منصور – ج 1  ص 168 ].

 

وهذا الاثر منقطع بين ابن ابي مليكة وابي بكر رضي الله عنه , قال الامام الذهبي في ترجمته: ” قَالَ البُخَارِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ “.

[سير اعلام النبلاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 5 ص 90] .

 

وقال الامام الطبري : “وَحَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبٍ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ السُّوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، إِذَا قُلْتُ فِي الْقُرْآنِ مَا لَا أَعْلَمُ» .حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: «أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، إِذَا قُلْتُ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِي أَوْ بِمَا لَا أَعْلَمُ» “.

[تفسير الطبري – محمد بن جرير الطبري – ج 1 ص 71 – 72] .

 

وهذا الاثران منقطعان، والعلة فيهما الانقطاع بين ابي معمر، وأبي بكر رضي الله عنه , وأبو معمر هو عبد الله بن سخبره الازدي , قال الحافظ ابن حجر : “عبدالله بن سخبرة  الازدي أبو معمر الكوفي من ازد شنوءة . روى عن عمر وعلي والمقداد وابن مسعود وخباب بن الارت وأبي موسى الاشعري وأبي مسعود الانصاري وأرسل عن أبي بكر الصديق ” .

[تهذيب التهذيب – احمد بن علي بن حجر – ج 5 ص 202 – 203 ].

 

وقال الامام البيهقي : ” 2082 – أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُفَسِّرُ، أَخْبَرَنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ، حدثنا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، أَنَّ هُدْبَةَ بْنَ خَالِدٍ، حَدَّثَهُمْ، قال حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: ” أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللهِ بِرَأْيٍ ” وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، كَذَلِكَ مُرْسَلًا، وَقَالَ فِي مَتْنِهِ: ” إِذَا أَنَا قُلْتُ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ بِغَيْرِ مَا أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِهَا “.

[شعب الايمان – ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي – ج 3 ص 540 ].

 

وقال الحافظ ابن حجر : ” ومن وَجْهٍ آخَرَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا فَقِيلَ مَا الْأَبُّ فَقِيلَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي أَوْ أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ بِمَا لَا أَعْلَمُ وَهَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ النَّخَعِيِّ وَالصِّدِّيقِ وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سُئِلَ عَنِ الْأَبِّ مَا هُوَ فَقَالَ أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا لَكِنَّ أَحَدَهُمَا يُقَوِّي الْآخَرَ ” .

[ فتح الباري – احمد بن علي بن حجر – ج 13 ص 271] .

 

فرواية ابراهيم النخعي عن ابي معمر التي نقلها ابن عبد البر لا يوجد فيها السؤال عن الفاكهة والاب، والرواية التي ذكرها الحافظ ابن حجر عن ابراهيم النخعي فيها السؤال عن الفاكهة والاب فنحتاج ان نرجع الى تفسير عبد بن حميد، وهو مفقود، لم نعثر منه الا على قطعة تحوي تفسير سورتي النساء وآل عمران.والخلاصة أن قول أبي بكر : ( اي سماء تظلني، وأي ارض تقلني اذا قلت في كتاب الله بغير علم ) يرتقي بمجموعه إلى درجة الحسن، ولكن زيادة القصة في السؤال عن الفاكهة والأب لا ترتقي الى الحسن، وذلك لأن كثرة الطرق الواردة في تحرج ابي بكر رضي الله عنه من القول في القران برايه تجعل الاثار لكثرة طرقها تتقوى، وترتقي الى الحسن وان كانت هذه الاثار معلولة بالانقطاع في بعضها، او وجود الضعف في بعضها، ولكن القصة لم تأت في جميع هذه الطرق  فالاثر حسن من غير قصة السؤال عن الفاكهة والاب، والله اعلم .

 

ثانيا: هذه الرواية فيها غاية المدح للصديق رضي الله عنه، فهي دالة على ورعه في الفتوى، وأنه لا يقول على الله بغير علم، وقد جاء مثل ذلك عن علي رضي الله عنه قال الامام ابن عبد البر : ” 1562 – أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ، ثنا الْحِمَّانِيُّ قَالَ: نا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَاذَانَ، وَأَبِي الْبُخْتُرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي؟ وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ؟» “.

[جامع بيان العلم وفضله – ابو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر – ج 2 ص 834 ].

 

ولو قلنا من باب التنزل أن أبا بكر رضي الله عنه لم يعرف ما هو الأب، فان هذا لا يقدح في علمه، ولا مكانته في الامة، بل ان هذا دال على فضله، وورعه في تفسير القران الكريم، وانه ان لم يعرف معنى كلمة في القران فانه يقول للناس بانه لا يعلم امتثالا لقوله تعالى : { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) : الاسراء } , فهذا مدح له رضي الله عنه لا قدح , ولم يقل احد من اهل العلم ان ابا بكر او غيره من الصحابة رضي الله عنهم قد احاطوا علما بالشريعة، او انهم لا يخطئون في شيء، فعدم معرفة الصحابي لحكم شرعي لا يلزم منه تسقيطه، او الطعن به . قال الله تعالى : {  وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) : الانبياء } فداود وسليمان عليهما السلام قد اتاهما الله تعالى علما، ولكن في هذه المسألة التي ذكرها الله تعالى قد خص الله تعالى فهمها لسليمان دون داود عليهما السلام، والا لما كان تخصيص الله تعالى لسليمان بالفهم اي معنى، فهل يلزم من تفهيم الله تعالى هذه المسألة لسليمان دون داود عليهما السلام طعن بعلم داود عليه السلام ؟ !!! .وقد ورد السؤال عن الاب لعمر رضي الله عنه بسند صحيح , وهذا محمول على معرفة النوع والشكل للاب، قال الحافظ ابن كثير : “َفأما مَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فَلَمَّا أَتَيَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) قَالَ: عَرَفْنَا مَا الْفَاكِهَةُ، فَمَا الْأَبُّ؟ فَقَالَ: لَعَمْرُكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ  .فَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ أَنَسٍ، بِهِ. وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ شَكْلَهُ وَجِنْسَهُ وَعَيْنَهُ، وَإِلَّا فَهُوَ وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ، لِقَوْلِهِ: (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) “.

[تفسير ابن كثير – ابو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير – ج 8 ص 325] .

 

ولقد ورد في كتب الامامية ان الائمة قد جهلوا بعض الاحكام .قال الطوسي بسنده: عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن المذي فقال : إن عليا عليه السلام كان رجلا مذاء واستحيا أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله لمكان فاطمة عليها السلام فأمر المقداد أن يسأله وهو جالس فسأله فقال : له ليس بشئ “.

[تهذيب الأحكام – الطوسي – ج 1 ص 17] .

 

وقال المجلسي عن الرواية : ” الحديث التاسع و الثلاثون)(1): موثق.قوله عليه السلام: لمكان فاطمة عليها السلام (2) لأنه كان المذي باعتبار ملاعبته معها عليها السلام ، أو يكون قبل التزويج واستحيا أن يفهم الرسول صلى الله عليه وآله أن هذا حسن طلب التزويج، والأول أظهر “.

[ملاذ الاخيار في فهم تهذيب الاخبار – محمد باقر المجلسي – ج 1 ص 96 ].

 

وقال البحراني : ” وعن اسحاق بن عمار في الصحيح عن الصادق (عليه السلام) قال: ” سألته عن المذي فقال ان عليا (عليه السلام) كان رجلا مذاء واستحيى ان يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمكان فاطمة (عليها السلام) فامر المقداد ان يسأله وهو جالس فسأله فقال له ليس بشئ “.

[الحدائق الناضرة – يوسف البحراني – ج 5 ص37] .

 

فهذا علي رضي الله عنه يجهل حكم المذي، ولا يستطيع احد ان يطعن بعلمه .وقال محمد تقي المجلسي : ” و يمكن حمل النهي في غير الداخل على الكراهة كما يظهر مما رواه الشيخ في الصحيح، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رآني علي بن الحسين عليهما السلام و أنا أقلع الحشيش من حول الفساطيط بمنى فقال: يا بني إن هذا لا يقلع و إن أمكن حمله على إرادة القطع أو يكون صغيرا غير مكلف و جوزنا الجهل عليهم في الصغر “.

[روضة المتقين – محمد تقي المجلسي –  ج ‏4 ص 166] .

 

لقد صرح محمد تقي المجلسي بجواز الجهل على الائمة في الصغر، فهل يطعن الامامية بعلم الائمة في صغرهم ؟ , واذا كان جاهلا في صغره , فما هي الفائدة من عصمته منذ الولادة ؟

 

على أن القياس الصحيح لا يكون بقياس غير المعصوم على المعصوم عند الشيعة، وإلا فجهل أصحاب أئمتهم أكثر من أن يحصى، ومع ذلك فحتى عند المقارنة بمن قالوا بعصمتهم فالشبهة ساقطة والحمد لله رب العالمين.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

كشفت بيت فاطمة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.