عثمان تزوج من ربيبات للنبي صلى الله عليه وسلم وليس من بناته.
قال بعض الشيعة إن عثمان قد تزوج من ربيبات للنبي صلى الله عليه وسلم وهن رقية وأم كلثوم ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم بنات غير فاطمة وقد ألف علَّامتهم جعفر مرتضى العاملي كتابا في ذلك. .
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولا: هذه الدعوى السخيفة التي غايتها الطعن في النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي القرآن والسنة وفي إجماع الأمة وفي نقلها المتواتر جيلا جيلا هي دَعْوَى كَاذِبَة سخيفة لَا دَلِيل على صِحَّتهَا لَا من قُرْآن وَلَا من سنة صَحِيحَة وَلَا سقيمة وَلَا من إِجْمَاع وَلَا من قَول صَاحب وَلَا من حجَّة عقل وَلَا قَالَ بِهَذَا أحد قطّ قبل هَذَا الْفرْقَة الضعيفة وَمَا كَانَ هَكَذَا فَهُوَ فِي غَايَة السُّقُوط والهجنة قَالَ الله عز وَجل {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين }. »
[«الفصل في الملل والأهواء والنحل» (5/ 5)].
بل إن الكتاب والسنة يردون تلك الفرية بأبلغ بيان، قال تعالى { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ ٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاۤءِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ یُدۡنِینَ عَلَیۡهِنَّ مِن جَلَـٰبِیبِهِنَّۚ ذَ ٰلِكَ أَدۡنَىٰۤ أَن یُعۡرَفۡنَ فَلَا یُؤۡذَیۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا }
[سُورَةُ الأَحۡزَابِ: ٥٩].
فهنا فصل بين نساء المؤمنين وبناته صلى الله عليه وآله وسلم فثبت ان المقصود بناته من صلبه صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان لرسول الله بنتاً واحدة لجاء التعبير في الآية الكريمة ببنتك،وقد ذكر الشيعة في كتبهم ومواقعهم أن الجمع يراد به المفرد، واستدلوا بآية المباهلة وإن لفظة “نساءنا” قصد بها فاطمة
[أجوبة مسائل جيش الصحابة – الشيخ علي الكوراني العاملي – الصفحة ٧٢].
فأما القول بأن الجمع يراد به المفرد فهذا خلاف الأصل ولابد أن تذكر القرينة التي تدل على إرادة المفرد إما قبله أو بعده، بل حتى رب العالمين تبارك اسمه إذا تكلم عن نفسه بصيغة الجمع فلابد أن يسبق ذلك أو يعقبه بما يدل على الإفراد، يقول الدكتور فاضل السامرائي: “في كل مقام تعظيم لا بد أن يسبقه أو يأتي بعده ما يدل على الإفراد في القرآن كله. لا تجد مكاناً للتعظيم إلا وسبقه أو جاء بعده ما يدل على الإفراد (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)) هذه تعظيم ثم يقول بعدها (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) رب واحد إفراد ما قال بأمرنا. لو قرأنا في سورة النبأ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا، وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا، وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) ثم قال (جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا (36)) بعد كل جمع تعظيم إفراد.
[فاضل صالح السامرائي، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل – محاضرات، صفحة ١٠٨٠].
وآية المباهلة لم يسبقها ولم يعقبها ما يظل على الإفراد، بل حتى الروايات في ذلك لا تدل عليه فإن المباهلة لم تكن عليه وحده ولا نساءه وحده صلى الله عليه وسلم بل كانت على المسلمين كذلك، يقول أبو حيان الأندلسي: “الْمُبَاهَلَةُ كَانَتْ عَلَيْهِ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، بِدَلِيلِ ظَاهِرِ قَوْلِهِ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ عَلَى الْجَمْعِ، ولما دعاهم دعا بأهل الَّذِينَ فِي حَوْزَتِهِ، وَلَوْ عَزَمَ نَصَارَى نَجْرَانَ عَلَى المباهلة وجاؤا لَهَا، لَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَخْرُجُوا بِأَهَالِيهِمْ لِمُبَاهَلَتِهِ.
[أبو حيّان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، ١٨٨/٣]
بل إن «ابن هشام الذي يروي خبر ما كان بين النبي ووفد نجران بالتفصيل ويورد آيات سورة آل عمران في سياق ذلك لم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم استعد للمباهلة فعلا كما لم يذكر أنه أخذ فاطمة وعليا والحسن والحسين رضي الله عنهم للمباهلة. وكل ما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى المباهلة فاستمهلوه لينظروا في الأمر ثم غدوا فقالوا له رأينا يا أبا القاسم أن لا نلاعنك»
[«التفسير الحديث» (7/ 160)].
ولذلك يقول محمد رشيد رضا: “«فَإِنَّ كَلِمَةَ وَنِسَاءَنَا لَا يَقُولُهَا الْعَرَبِيُّ وَيُرِيدُ بِهَا بِنْتَهُ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ لَهُ أَزْوَاجٌ وَلَا يُفْهَمُ هَذَا مِنْ لُغَتِهِمْ، وَأَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُرَادَ بِأَنْفُسِنَا عَلِيٌّ – عَلَيْهِ الرِّضْوَانُ -، ثُمَّ إِنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ نِسَاؤُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ، وَكُلُّ مَا يُفْهَمُ مِنَ الْآيَةِ أَمْرُ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ يَدْعُوا الْمُحَاجِّينَ وَالْمُجَادِلِينَ فِي عِيسَى مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى الِاجْتِمَاعِ رِجَالًا وَنِسَاءً وَأَطْفَالًا، وَيَجْمَعُ هُوَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالًا وَنِسَاءً وَأَطْفَالًا»
[«تفسير المنار» (3/ 265)].
وبه يسقط استدلالهم بهذا على كون المقصود من قوله تعالى “وبناتك” أنها فاطمة فقط .
ثانيا: الشيعة في دعواهم هذه قد خالفوا الأئمة من أهل البيت الذين نسبوا لهم روايات وبناء عليه قالوا نحن ندين بدين أهل البيت! فلما رجعنا للكلام المنسوب لأهل البيت في كتبهم وجدناه بخلاف ما يزعمون ومن ذلك:
جاء في الكافي: ” عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بنات”.
[الكافي ج6 ص5]. وقال المجلسي في [مرآة العقول ج21ص11]. حسن
٢- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام ، قَالَ : « لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ [٦] رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْحَقِي بِسَلَفِنَا [٧] الصَّالِحِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابِهِ » قَالَ : « وَفَاطِمَةُ عليهاالسلام عَلى شَفِيرِ الْقَبْرِ تَنْحَدِرُ [٨] دُمُوعُهَا فِي الْقَبْرِ وَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَتَلَقَّاهُ بِثَوْبِهِ قَائِماً [٩] يَدْعُو
[اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 5 صفحة : 594].
وقال المجلسي الأول موثق
[اسم الکتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) المؤلف : المجلسي، محمد تقى الجزء : 1 صفحة : 488].
٣- عن ابى مريم ذكره عن ابيه ان امامة بنت ابى العاص وامها زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وكانت تحت علي بن ابي طالب عليهالسلام بعد فاطمة عليهاالسلام فخلف عليها بعد علي المغيرة بن نوفل ذكر انها وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل لسانها
[اسم الکتاب : تهذيب الأحكام المؤلف : شيخ الطائفة الجزء : 9 صفحة : 241].
وقال المجلسي موثق
[اسم الکتاب : ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 15 صفحة : 180].
٥- في قرب الإسناد قال: وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : ” ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة : القاسم ، والطاهر ، وأم كلثوم ، ورقية ، وفاطمة ، وزينب . فتزوج علي عليه السلام فاطمة عليها السلام ، وتزوج أبو العاص بن ربيعة – وهو من بني أمية – زينب ، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت ، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وآله مكانها رقية”.
[قرب الاسناد، الحميري القمي، ص ٤٥].
وفي رواية الخصال قال: “وَ تَزَوَّجَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أُمَّ كُلْثُومٍ فَمَاتَتْ وَ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فَلَمَّا سَارُوا إِلَى بَدْرٍ زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص رُقَيَّةَ”.
[اسم الکتاب : الخصال المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 2 صفحة : 404].
٦- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «كَانَ السَّبَبُ فِي تَزْوِيجِ رُقَيَّةَ مِنْ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)نَادَى فِي أَصْحَابِهِ:مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ وَ حَفَرَ بِئْرَ رُومَةَ [1]وَ أَنْفَقَ عَلَيْهِمَا مِنْ مَالِهِ،ضَمِنْتُ لَهُ عَلَى اللَّهِ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ،فَأَنْفَقَ عُثْمَانُ عَلَى الْجَيْشِ وَ الْبِئْرِ،فَصَارَ لَهُ الْبَيْتُ فِي الْجَنَّةِ،فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ:[أَنَا]أُنْفِقُ عَلَيْهِمَا مِنْ مَالِي،وَ تَضْمَنُ لِي الْبَيْتَ فِي الْجَنَّةِ؟فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):أَنْفِقْ-يَا عُثْمَانُ-عَلَيْهِمَا،وَ أَنَا الضَّامِنُ[لَكَ]عَلَى اللَّهِ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ،فَأَنْفَقَ عُثْمَانُ عَلَى الْجَيْشِ وَ الْبِئْرِ،فَصَارَ لَهُ الْبَيْتُ [2]فِي ضَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)؛فَأُلْقِيَ فِي قَلْبِ عُثْمَانَ أَنْ يَخْطُبَ رُقَيَّةَ،فَخَطَبَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ،فَقَالَ:إِنَّ رُقَيَّةَ تَقُولُ لاَ تُزَوِّجُكَ نَفْسَهَا إِلاَّ بِتَسْلِيمِ الْبَيْتِ الَّذِي ضَمِنْتُهُ لَكَ[عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ]فِي الْجَنَّةِ إِلَيْهَا بِصَدَاقِهَا،وَ إِنِّي أَبْرَأُ مِنْ ضَمَانِي لَكَ الْبَيْتَ فِي الْجَنَّةِ [3].فَقَالَ عُثْمَانُ:أَفْعَلُ،يَا رَسُولَ اللَّهِ.فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ،وَ
[اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 5 صفحة : 663].
فكل هذه روايات احتج بها وصححها علماء الشيعة عن أئمتهم فضلا عن روايات كثيرة غير ما ذكرناه.
ثالثا: قد أقر أكثر علماء الشيعة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده بنات غير فاطمة وإن عثمان تزوج من ابنتين له صلى الله عليه وسلم.
١- يقول المفيد : “و قد زوج رسول الله ص ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام أحدهما عتبة بن أبي لهب و الآخر أبو العاص بن الربيع فلما بعث ص فرق بينهما و بين ابنتيه فمات عتبة على الكفر و أسلم أبو العاص بعد إبانة الإسلام فردها عليه بالنكاح الأول [1].ولم يكن ص في حال من الأحوال مواليا لأهل الكفر و قد زوج من تبرأ من دينه [2] و هو معاد له [3] في الله عز و جل.و هاتان بنتان هما اللتان تزوجهما عثمان بن عفان بعد هلاك عتبة و موت أبي العاص [1] و إنما زوجه النبي ص على ظاهر الإسلام ثم إنه تغير بعد ذلك و لم يكن على النبي ص تبعه فيما يحدث في العاقبة هذا على قول بعض أصحابنا”.
[المسائل السروية، الشيخ المفيد، ص ٩٤:92].
٢- الكليني في الكافي في باب مولد النبي ووفاته قال : “وَتَزَوَّجَ خَدِيجَةَ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَوُلِدَ لَهُ مِنْهَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ : الْقَاسِمُ، وَرُقَيَّةُ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ. وَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ الْمَبْعَثِ: الطَّيِّبُ، وَالطَّاهِرُ، وَفَاطِمَةُ ”
[اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 2 صفحة : 436].
٣- الحسين بن روح النوبختي: السفير الثالث للإمام المهدي سأله بعض المتكلّمين وهو المعروف بترك الهروي، فقال له: كم بنات رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ؟فقال: أربع ، قال: فأيّهنّ أفضل؟ فقال: فاطمة، فقال: ولم صارت أفضل، وكانت أصغرهن سنّاً وأقلّهن صحبة لرسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ؟! قال: لخصلتين خصّها اللّه بهما تطوّلاً عليها وتشريفاً وإكراماً لها، إحداهما: أنّها ورثت رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ولم يرث غيرها من ولده، والأُخرى أنّ اللّه تعالى أبقى نسل رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم منها ولم يبقه من غيرها، ولم يخصصها بذلك إلاّ لفضل إخلاص عرفه من نيّتها.
قال الهروي: فما رأيت أحداً تكلّم وأجاب في هذا الباب بأحسن ولا أوجز من جوابه
[اسم الکتاب : الغيبة المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 1 صفحة : 388].
[اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب – ط المكتبة الحيدرية المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 3 صفحة : 105]
[اسم الکتاب : معجم طبقات المتكلمين المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع) الجزء : 2 صفحة : 99].
٤- الطوسي قال: “و لأنه (عليه السلام) زوج بناته: زوج فاطمة (عليها السلام) عليا و هو أمير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه)، و أمها خديجة أم المؤمنين، و زوج بنتيه رقية و أم كلثوم عثمان، لما ماتت الثانية، قال: لو كانت ثالثة لزوجناه إياها،
[المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 4 صفحة : 159].
٥- شهيدهم الثاني قال: فقد زوّج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) فاطمة بعليّ (عليهما السلام)، و أختيها رقيّة و أمّ كلثوم بعثمان
[اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 7 صفحة : 81].
٦- علي بن يوسف الحلي قال: “فلما تزوجها بقيت عنده قبل الوحى خمسة عشر سنة، وأولدها ستة: القاسم وبه يكنى (صلى الله عليه وآله). والطاهر. ويقال: اسمه عبد الله. وفاطمة وهي خير ولده. وزينب. ورقية. وام كلثوم.
[اسم الکتاب : العدد القوية المؤلف : الحلي، علي بن يوسف الجزء : 1 صفحة : 144].
٧- يقول ابن شهر آشوب: “وكان مهر نسائه اثنتا عشر أوقية ونش [1] .أولاده : ولد من خديجة القاسم و عبد الله وهما : الطاهر والطيب ، وأربع بنات :زينب ، ورقية ، وأم كلثوم وهي آمنة ، وفاطمة وهي أم أبيها”.
[مناقب آل أبي طالب – ط المكتبة الحيدرية المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 140].
٨- يقول الطبرسي و الناس يغلطون فيقولون: ولد له منها أربع بنين: القاسم، و عبد اللّه، و الطيّب، و الطاهر.و إنّما ولد له منها ابنان و أربع بنات: زينب، و رقيّة، و أمّ كلثوم، و فاطمة[1].فأمّا زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فتزوّجها أبو العاص ابن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهليّة، فولدت لأبي العاص جارية اسمها امامة تزوّجها علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة فاطمة عليها السلام، و قتل عليّ و عنده امامة، فخلف عليها بعده المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب و توفّيت عنده. و أمّ أبي العاص هالة بنت خويلد، فخديجة خالته. و ماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة.
و أمّا رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فتزوّجها عتبة بن أبي لهب، فطلّقها قبل أن يدخل بها، و لحقها منه أذى، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «اللّهمّ سلّط على عتبة كلبا من كلابك» فتناوله الأسد من بين أصحابه. و تزوّجها بعده بالمدينة عثمان بن عفّان، فولدت له عبد اللّه و مات صغيرا، نقره ديك على عينيه فمرض و مات. و توفيت بالمدينة زمن بدر، فتخلّف عثمان على دفنها، و منعه ذلك أن يشهد بدرا، و قد كان عثمان هاجر إلى الحبشة و معه رقيّة.و أمّا أمّ كلثوم فتزوّجها أيضا عثمان بعد اختها رقيّة و توفّيت عنده.
[اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى ط- الحديثة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 276].
٨- الخوئي شيخ مراجع الشيعة وأعلم العلماء في زمان الغيبة سئل( 1192 )
كم عدد بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأولاده ؟ وهل توجد روايات تذكر عددهم ؟مع ذكر مصدر الرواية ورقم الصفحة ؟ وقع الخلاف في بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب ورقية وأم كلثوم فمن المؤرخين والمحدثين من يقول أنهم بناته ومن صلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والبعض يقول أنهم بنات خديجة من زوجها الأول والبعض يقول أنهم بنات أختها هالة بنت خويلد فما رأيكم في ذلك .بسمه تعالى أولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خديجة القاسم وعبد اللَّه وأربع بنات زينب وأم كلثوم رقيه وفاطمة ومن مارية إبراهيم [( بحار : ج 22 ، ص 153 )]”.
[صراط النجاة ( تعليق الميرزا التبريزي )، ج ١٠، السيد الخوئي، ص ٤٢٥].
محمد الشيرازي قال: ” إنّ أولاد الرسول كلّهم من السيدة خديجة إلا إبراهيم أما إبراهيم فهو من السيدة مارية القبطية، وقد ولد بالمدينة وعاش سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام، ومات بالمدينة ودفن في البقيع. فأنجبت السيدة خديجة من الأولاد : القاسم والطيب، وقد ماتا بمكة صغيرين. وأنجبت من البنات: زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة.
[كتاب أمهات المعصومين ص89].
١٠- جعفر السبحاني: “ولقد أنجبت « خديجة » لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ستة من الأولاد اثنين من الذكور ، أكبرهما « القاسم » ثم « عبد اللّه » اللّذان كانا يدعيان ب : « الطاهر » و « الطيّب » وأربعة من الإناث . كتب ابن هشام يقول في هذا الصدد : أكبر بناته رقيّة ثم زينب ثم أمّ كلثوم ، ثم فاطمة”.
[سيد المرسلين، ج ١، الشيخ السبحاني، ص ٢٧٨].
كل هؤلاء العلماء وغيرهم كثير قد اعترفوا بتلك المسلمة التاريخية
خامسا: إن أول من أخترع تلك الفكرة النوكاء هو أبو القاسم الكوفي في كتابه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) فقد قال: “أما ما روت العامة من تزويج رسول الله عثمان بن عفان رقية وزينب، فالتزويج صحيح غير متنازع فيه، إنما التنازع بيننا وقع في رقية وزينب، هل هما ابنتا رسول الله أم ليستا ابنتيه؟ … إنّ رقية وزينب زوجتا عثمان لم يكونا ابنتي رسول الله ، ولا ولد خديجة زوجة رسول الله ، وإنما دخلت الشبهة على العوام فيهما؛ لقلة معرفتهم بالأنساب وفهمهم بالأسباب…”
[الاستغاثة في بدع الثلاثة: ج 1 ص 64].
وهذا ليس فقط طعن في إجماع أمة الإسلام بل هو يطعن فيمن يعتقد بعصمتهم وأنهم أيضا جهلة بالأنساب حيث أنهم لم يعرفوا تلك الحقيقة النوكاء، وقد كان يجب إذا عرفوا ذلك إن يبينوا ذلك حيث أن أمة الإسلام أجمعوا على مشاركة عثمان بن عفان رضي الله عنه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في فضيلة مصاهرة النبي ﷺ في بناته، بل وزاد عليه في تلك الفضيلة حيث أنه تزوج اثنتين وعلي تزوج واحدة من بناته صلى الله عليه وسلم أما أبو القاسم الكوفي فقد اختلف علماء الأنساب من الشيعة في نسبه، يقول حسين الساعدي: “نسبه مختلف فيه، فتارةً ينسب إلى علي بن أحمد بن موسى بن أحمد بن هارون بن الإمام الكاظم عليه السلام، وأُخرى إلى أحمد بن موسى بن محمّد الجواد عليه السلام. وإنّ علماء الأنساب يشكّون في نسبه، كما قال النجاشي: «كان يقول إنّه من آل أبي طالب»، وكما تقدّم عن صاحب المجدي العلوي. ولم أقف في الأنساب على ما يثبت أنّه علوي من هارون بن موسى الكاظم عليه السلام ومن أحفاد موسى المبرقع، فهو مدّعى النسب العلوي الشريف وصاحب بدعة
[اسم الکتاب : الضعفاء من رجال الحديث المؤلف : الساعدي، حسين الجزء : 2 صفحة : 373].
وهذا الرجل معدود في الضعفاء والغلاة أصحاب المذاهب الفاسدة علي بن أحمد قال النجاشي: “أبو القاسم الكوفي ، رجل من أهل الكوفة كان يقول : إنه من آل أبي طالب ، وغلافي اخر أمره وفسد مذهبه وصنف كتبا كثيرة أكثرها على الفساد
[اسم الکتاب : رجال النجاشي المؤلف : النجاشي، أبو العبّاس الجزء : 1 صفحة : 265].
و قال ابن الغضائري: “عليّ بن أحمد،أبو القاسم، الكوفيّ، المدّعي العلويّة.كذّاب، غال، صاحب بدعة و مقالة.رأيت له كتبا كثيرة، لا يلتفت إليه
[اسم الکتاب : الرجال المؤلف : ابن الغضائري الجزء : 1 صفحة : 82].
وذكره العلّامة في القسم الثاني من الخلاصة المختصّ بالضعفاء، وابن داوود الحلّي في الجزء الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين والمجهولين، والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف، ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختصّ بالضعفاء
[اسم الکتاب : الضعفاء من رجال الحديث المؤلف : الساعدي، حسين الجزء : 2 صفحة : 375].
أقول : وعليه فيكفي الشيعة عارا أن هذه العقيدة التي صارت في هذا الزمان غالبة على كثير منهم أنهم اخذوها من رجل هم من طعنوا فيه ورموه بكل نقيصة.
سادسا: على القول بأنهن ربائب لا بنات فهذا لا ينفي فضيلة عثمان بن عفان رضي الله عنه في الزواج منهن ومن مصاهرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولابد أن يسلم الإمامية بارتضاء النبي ﷺ لدين عثمان وخلقه حتى يزوجه من ربيباته،وإلا يكون غاية الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم إذ أنه يبحث عن أفضل الناس لبناته وأرذل الناس لربيباته وحاشاه صلى الله عليه وسلم من خيانة الأمانة! ولذلك يقول ياسر الخبيث في موقعه بعد تقريره أن رقية وأم كلثوم بنات النبي ﷺ على الحقيقة لا ربائب: ” ولو كانت الحقيقة خلاف ذلك لوصلت إلينا ولو رواية واحدة عن الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم) تبين الحقيقة، كما حصل في شأن سبب نزول (عبس وتولى) والمعني بها، فمع اشتهار أنها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انبرى أئمتنا (صلوات الله عليهم) لنفي هذه التهمة وتنزيه ساحته الشريفة عنها وإثبات أنها إنما نزلت في عثمان بن عفان لعنة الله عليه. وبهذا المعيار؛ فمع ملاحظة أن اشتهار كونهما (عليهما السلام) من بناته (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن وليد عصر متأخر، بل كان على مرّ العصور بما في ذلك عصور الأئمة الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام)؛ فإنه لا يُعقل أن لا تصلنا رواية صريحة واحدة تنفي ذلك وتوضح الحقيقة وتكشفها.
وما وصلنا نفيا ليس إلا أقوال بعض الرجال. وأتذكر أنني قبل سنوات حققت في الأمر فوجدت أن أقدم الأقوال إنما يرجع إلى صاحب الاستغاثة ابن أبي القاسم الكوفي، وهو ليس بالذي يعوّل عليه كثيرا في أمثال هذه المواقف، سيما مع ورود بعض المطاعن فيه في “.كتب الرجال”
والحمد لله رب العالمين.
مواضيع شبيهة
إتمام عثمان الصلاة في السفر كان تغييرا السنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.