7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

زعمهم أن عائشة  سقت السّمّ للنبيّ .

0

 

استغل الرَّافِضَة قصة سقي عَائِشَة وحفصة النَّبِيّ  الدواء في مرضه، فقالوا: سقتاه السُّمَّ، وهذا هو نص الرواية الصحيح  عن عَائِشَة ، قالت: «لَدَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ  فِي مَرَضِهِ، وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: “لاَ تَلُدُّونِي”، قَالَ: فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ المَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: “أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي” قَالَ: قُلْنَا: كَرَاهِيَةٌ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : “لاَ يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاّ لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلاّ العَبَّاسَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ”

[أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب مرض النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ووفاته، (6/14)، رقم (4458)، وكتاب الطيب، باب اللدود، (7/ 127)، رقم (5712)، وكتاب الديات، باب إذا أصاب قوم من رجل، (9/ 8)، رقم (6897)، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب كراهة التداوي باللدود، (4/ 1733)، رقم (2213)[.

 

قال ياسر الحبيب معلقًا على هذه الواقعة: “أن جميع دلائل ومؤشرات الجريمة تحوم حول عائشة ومن أعانها من نساء النبي صلى الله عليه وآله على وضع هذه المادة الغريبة في فمه الشريف، وغني عن القول أنّ أقربهن إليها ليست إلا حفصة، وبذا تكون هذه جميعًا قرائن على صدق ما جاء عن الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام في بيان سبب استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم”.وإنا لو دققنا النظر في مجريات الأيام والساعات الأخيرة من حياته الشريفة، لانتبهنا إلى أن التدهور الصحي المتسارع له قد بدأ بعد عملية (اللدود) هذه مباشرة، حتى أنه توفي في اليوم التالي”.

[ الفاحشة، ياسر الحبيب، (ص789-790)].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: أن اللَّدُود: هو الدواء الذي يُصبُّ في أحَدِ جانبي فمِ المريض

[ ينظر: تهذيب اللغة، (14/ 49)، والفائق في غريب الحديث، (3/ 85)، ولسان العرب، (3/ 390.)].

 

، فكيف عَرَف الرَّافِضَة مكوِّنات الدواء الذي وضعَتْه عَائِشَة للنبي ؟!

 

ثانياً: أنَّ مَن نقَلَ هذه الحادثة هو عَائِشَة فكيف تنقل قتْلَها لنبيِّها، وزوجها، وحبيبها ؟!

 

ثالثاً: السُّم الذي وضعتْه اليهوديَّة في الطعام الذي قُدِّم للنبي r كُشِفَ أمرُه من الله تعالى، وأخبرتِ الشاة النَّبِيّ أنّها مسمومة، فلماذا لم يحصل معه r الأمر نفسه في السُّمِّ الذي وضعته عَائِشَة في فمه؟!

 

رابعًا: لم يُعطَ الدواءُ للنبي  من غير عِلّة، بل أُعطِيَه مِن مَرضٍ ألَم به.

 

خامسًا: لم يُعطَ النَّبِيّ  الدواء إلاَّ بعد أن تشاورَ نساؤه ‌ رضي الله عنهنَّ ‌ في ذلك الإعطاء.

 

سادسًا: لا ننكر أن يكون النَّبِيّ  مات بأثَر السُّم! لكن أيُّ سُمٍّ هذا؟ إنَّه السُّم الذي وضعتْه اليهوديَّة للنبيِّ  في طعام دَعَتْه لأكْله عندها، وقد لفَظَ  اللُّقمة؛ لإخبار الله تعالى بوجود السُّم في الطعام، فأخبرَ النَّبِيّ  في آخر أيامه أنّه يجد أثرَ تلك اللُّقمة على بَدَنه، ومِن هنا قال مَن قال من سلف هذه الأُمة: إنَّ الله تعالى جمع له بين النبوَّة والشهادة.قال الصدوق: “واعتقادنا في النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم أنّه سمُّ في غزوة خيبر، فما زالت هذه الأكلة تعاده حتى قطعت أبهره فمات منها”

[الاعتقادات، الصدوق، (ص 97)].

 

قال الشهيد الثاني: “الخبر المستفيض أو المتواتر بأكل النبيّ صلّى اللّه عليه وآله من الذراع المسموم الذي أهدته اليهوديّة إليه صلّى اللّه عليه وآله، وأكل منه هو وبعض أصحابه، فمات رفيقه وبقي يعاوده ألمه في كلّ أوان إلى أن مات منه صلّى اللّه عليه وآله”

[ مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، الشهيد الثاني، (11/459)].

 

وقال الاسترابادي:ومنها: كلام الشاة المسمومة المهداة من اليهوديّة بخيبر، حيث دعا أصحابه إليه فوضع يده، ثمّ قال: «ارفعوا فإنّها تخبرني بأنّها مسمومة» وقد كان صلى الله عليه وآله تناول منها قليلا قبل أن كلّمته، ليعلم أنّه مخلوق وعبد. وصار ذلك سبب الشهادة مع عوده كلّ سنة”.

[ البراهين القاطعة، محمد جعفر الاسترآبادي، (3/ 43)].

 

فهذه النصوص وغيرها تبين أن سبب شهادة النبيّ هو السمّ الذي سقته إياه اليهودية عام خيبر، وليس زوجاته وحاشاهن من ذلك.

 

سابعًا: من الواضح في الرواية أنَّ نساء النَّبِيّ  لم يفْهَمنَ مِن نَهْي النَّبِيّ  بعدم لَدِّه أنَّه نهْي شرعي، بل فهِموا أنَّه من كراهية المريض للدواء، وفَهْمُهم هذا ليس بمستنكرٍ في الظاهر، وقد صرَّحوا بأنهم ‌ وإن لم يكنْ لهم عذرٌ عند النَّبِيّ، ؛ لأنَّ الأصْلَ هو الاستجابة لأمرِه،  قد أخطؤوا في تشخيص دَائه ؛ لذا فقد ناوَلوه دواءً لا يُناسب عِلَّته.قال ابن حجر: “وإنَّما أنْكَرَ التداوي؛ لأنه كان غير ملائم لدائه؛ لأنهم ظنّوا أنَّ به “ذات الْجَنْب”، فداووه بما يلائمها، ولم يكنْ به ذلك؛ كما هو ظاهر في سياق الخبر كما ترى”.

[فتح الباري، (8/ 147).]

 

ثامنًا: النبي أمر بأن يوضع الدواء نفسه في فم كل من كان في الغرفة، إلا العباس ، فلماذا مات هو منه، ولم يموتوا هم؟! وما فعله النبي  كان من باب التأديب ليس إلا.قال الطحاوي: “فإن قال قائل: فهل كان ما أمر أن يُفعل قصاصاً ممن أمر أن يفعل ذلك به مما فعلوه به؟ قيل له: قد يحتمل أن يكون ذلك كان منه على العقوبة، والتأديب، حتى لا يَعُدن إلى مثله، ومما يدل على أن ذلك ليس على القصاص: أنه لم يَأمر أن يُلدُّوا بمقدار ما لَدُّوه به من الدواء؛ لأنه لو كان قصاصاً: لأمر أن يُلدوا بمقدار ما لَدوه به، لا بأكثر منه”.

[ شرح مشكل الآثار (5/ 198)].

 

وقال الحافظ ابن حجر: “والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم؛ لئلا يعودوا، فكان ذلك تأديباً، لا قصاصاً، ولا انتقاماً”.

[فتح الباري، (8/147)].


قلت :
لعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم فيه أبلغ رد على الطاعن في أزواجه، وأن ذاك اللدود لو كان سُمّا لماتوا جميعا، فلما لم يحصل ذلك فقد ثبتت براءتهن جميعا من تلك التهمة الخرقاء، بل إنه عاقبهن وأخذ حقه منهن في حياته ليخرس لسان كل متطاول عليهن وأنه لا يجوز لأحد أن يستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم فيطلب عقابا آخر غير ذلك العقاب الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن، وبه يكون من رد الشبهة عن نسائه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

ادعاء أن المقصود بأمومة أمهات المؤمنين هي حرمة نكاحهن فقط ولذلك فهي خاصة بالرجال.

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.