7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

دفن عبد الرحمن العنزي حيا

0

 

قال الشيعة إن معاوية دفن عبد الرحمن العنزي حيا وأوردوا في ذلك عدة روايات نعرض لها في ثنايا البحث قال صاحب الأنوار الباهرة: “وقام معاوية بدفن أنصار الإمام علي عليه السّلام وهم أحياء ، كما فعل بعبد الرحمان بن حسّان ، دفنه حيّا بقس الناطف”.[الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوي والذرية الطاهرة، ابو الفتوح عبد الله بن عبد القادر التليدي المغربي، ص ١٧٣].

والجواب علي هذه الشبهة من وجوة:

أولا: جميع الروايات في ذلك لا تثبت وبيانها كالتالي

الرواية الأولى: رواية الطبري: “«ثُمَّ أقبل عَلَى عبد الرَّحْمَن العنزي فَقَالَ: إيه يَا أخا رَبِيعَة! مَا قولك فِي علي؟ قَالَ: دعني وَلا تسألني فإنه خير لك، قَالَ: وَاللَّهِ لا أدعك حَتَّى تخبرني عنه، قَالَ: أشهد أنه كَانَ من الذاكرين اللَّه كثيرا، ومن الآمرين بالحق، والقائمين بالقسط، والعافين عن الناس، قَالَ: فما قولك فِي عُثْمَان؟ قَالَ: هُوَ أول من فتح باب الظلم، وأرتج أبواب الحق، قَالَ:

قتلت نفسك، قَالَ: بل إياك قتلت، وَلا رَبِيعَة بالوادي- يقول حين كلم شمر الخثعمي فِي كريم بن عفيف الخثعمي، ولم يكن لَهُ أحد من قومه يكلمه فِيهِ- فبعث بِهِ مُعَاوِيَة إِلَى زياد، وكتب إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فإن هَذَا العنزي شر من بعثت، فعاقبه عقوبته الَّتِي هُوَ أهلها واقتله شر قتلة.« فلما قدم بِهِ عَلَى زياد بعث بِهِ زياد إِلَى قس الناطف، فدفن بِهِ حيا»[«تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري» (5/ 277)].

 

هذه الرواية إنما ذكرت في سياق حكاية أبي مخنف القصة حجر بن عدي ولذلك قال البرزنجي معلقا: «ذكر الطبري هذه التفاصيل بلا إسناد والأغلب أنها امتداد لرواية أبي مخنف (5/ 271/ م 101) والله أعلم»[«صحيح وضعيف تاريخ الطبري» (9/ 106)].

 

وقد قلنا في جوابنا على قصة حجر بن عدي جميع الروايات التي تكلمت عن ثورة حجر بن عدي لا يخلو إسنادها من إشكال حتى أن الطبري لما أراد أن يسوق القصة قال: “«قال هشام بن مُحَمَّد، عن أبي مخنف، عن المجالد بن سعيد، والصقعب ابن زهير، وفضيل بن خديج، والحسين بن عُقْبَةَ المرادي، قَالَ: كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، فَاجَتْمَعَ حديثهم ‌فِيمَا ‌سقت ‌من ‌حديث ‌حجر ابن عدي الكندي وأَصْحَابه»[«تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري» (5/ 253)].

 

يقول الدكتور سالم خليل الأقطش: “وفيما يتعلق بمصدر هذه الروايات ومن رواها فإن معظم ما كتبه الطبري عن حجر بن عدي كان من رواية (أبي مخنف)، لوط بن يحيى، وهو معروف على علماء الجرح والتعديل بالتشيع والضعف وعدم الثقة، فقد قال عنه يحيى بن معين: “ليس بثقة” وقال مرة: “ليس بشيء ، وقال أبو حاتم الرازي: “متروك الحديث”، وقال الدارقطني: ضعيف (3)، وهو شيعي محترق سكن الكوفة، وشمة من قال عنه: ‘محالك (3)، وجاء في لسان الميزان أنه إخباري تالف لا يوثق به(۳۸)، حتى إن الناظر في تصانيف أبي مخنف ليكاد يشتم رائحة التشيع بادية منه، فمن [كتبه الفتوح العراق” و”كتاب الجمل” و”كتاب صفين” و”كتاب مقتل علي وكتاب مقتل حجر بن عدي وأصحابه وغيرها(٣٩)].

كما أننا تتبعنا سلسلة السند ممن كان لهم النصيب الأكبر في نقل أخبار حجر بن عدي وأصحابه وهم: هشام ابن محمد السائب الكلبي، والمجالد بن سعيد، وفضيل بن خليج، والحسين بن عقبة المرادي، ففي هشام بن محمد الكلبي يقول أحمد بن حنبل: ما ظننت أن أحدا يحدث عنه إنما هو صاحب سير ، وقال الدارقطني: “متروك (٢٠)، [وجاء في (الكامل في ضعفاء الرجال)]. أن هشام ابن السائب إنما هو صاحب سمر ونسية، وما ظننت أن أحدا بحثث عنه، وقال ابن عساكر :رافضي ليس بثقة، وقال يحيى بن معين: “ليس بثقة، وليس عن مثله يروى الحديث ، وذكره العقيلي في الضعفاء . أما مجالد بن سعيد بن عمير بن ذي مران الهمذاني، فهو كوفي، ضعيف، ولا يحتج بحديثه، وقد كان يحيى القطان يضعفه،وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وقال النسائي: “مجالد بن سعيد كوفي ضعيف. وقد ذكر الأشخ أنه شيعي، وقال الدارقطني: إنه ضعيف وفيما يتعلق بالصقعب بن زهير بن عبد الله بن سليم الأزدي الكوفي (ت ١٣١-١٤٠هـ)، فهو خال أبي مخنف، قال أبو زراعة: إنه ثقة، وقال أبو حاتم: الشيخ ليس بالمشهور، وتكره أبو حيان في الثقات، وروى له البخاري حديثا واحدا، وهو صدوق ثقة. أما فضيل بن خديج فقد روي عن مولى الأشتر ، وروى عنه أبو مخنف، وقد قيل هو مجهول روي عنه رجل متروك الحديث، وفي الحسن بن عقبة البصري الضرير فقد كان من أعيان الشيعة، وقد قرأ القرآن على يد الشريف أبي القاسم المرتضى، وحفظه، وله سبع عشرة سنة، وكان من أذكياء بني آدم وتوفي سنة (441هـ).وقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ” شيخ يكتب حديثه ، وذكره ابن حيان في الثقات(4).ويتضح لنا من خلال ما سبق أن رواة الطبري منهم الشيعي المتعصب، ومنهم الضعيف المتروك وليس بالثقة، وقليل

منهم الثقة، ويتكشف لنا أن سلسلة الرواة الذين يذكرون حادثة مقتل حجر بن عدي -غالبا ما تكون قصيرة، وسرعان ما نتكمش ويتلاشي، و نجد كذلك أن كثيرا من الحلقات بين سلسلة الرواة مفقودة، مما يفصل بين الحدث التاريخي وزمن الرواية،

كذلك فإن سلسلة الرواة تنتزع حسب اختلاف الأحداث وتتنوع الروايات الخاصة بها”.مطاعن الجاحظ في معاوية بن أبي سفيان في رسالة الثابتة دراسة وتحقق في قضية مقتل حجر بن عدي -[د. سالم خليل الأقطش ص٣٠٣].وعليه فإن الطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمور التاريخية التي لم يثبت لها إسناد ليس إلا من فعل النوكى من أمثال الرافضة.

 

الرواية الثانية: جاءت في تاريخ دمشق لابن عساكر
قال ابن عساكر «عبد الرحمن بن حسان بن محدوج العنزي الكوفي تابعي ممن قدم (7) مع حجر بن عدي إلى عذراء فلما قتل حجر وأصحابه ‌حمل ‌عبد ‌الرحمن ‌إلى ‌معاوية ‌وكلمه ‌بكلام ‌أغلظ ‌له ‌فيه ‌فبعثه ‌إلى ‌زياد ‌وأمره ‌بمعاقبته ‌فدفنه ‌حيا بقس الناطف وقد تقدم خبر قدومه في ترجمة الأرقم بن عبد الله (1) وذكر قتله أخبرنا أبو القاسم أحمد بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم إذنا عن رشأ بن نظيف المقرئ أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد المكتب وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن المصريان قالا أنا الحسن بن رشيق أنا أبو بشر الدولابي قال أخبرني محمد يعني ابن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ‌عن ‌محمد ‌بن ‌عمر ‌قال ‌حسان ‌بن ‌محدوج بن بكر بن وائل أدرك أبو بكر الصديق فمن دونه قتل يوم الجمل مع علي بن أبي طالب وكان ابنه أخذ مع جحر بن عدي فبعث به معاوية إلى زياد فأخذه زياد فخرج به إلى مقبرة الكوفة فدفنه حيا»[«تاريخ دمشق لابن عساكر» (34/ 302)].[«تاريخ دمشق لابن عساكر» (34/ 301)].

 

وهذه الرواية أيضا لا تصح إذ أنها من طريق محمد بن عمر الواقدي والذي ملأ المدائني كتابه بالروايات عنه من طريق ابراهيم ابن هاشم عن أبيه قال الذهبي: “«مُحَمَّد ‌بن ‌عمر ‌بن ‌وَاقد ‌الْأَسْلَمِيّ مَوْلَاهُم الْوَاقِدِيّ صَاحب التصانيف مجمع على تَركه وَقَالَ ابْن عدي يروي أَحَادِيث غير مَحْفُوظَة وَالْبَلَاء مِنْهُ وَقَالَ النَّسَائِيّ كَانَ يضع الحَدِيث»[«المغني في الضعفاء» (2/ 619)].

 

وجميع المصادر التي يذكرها الشيعة والتي ذكرت تلك القصة إنما كان مصدرها هاتين الروايتين.[(في الهامش: ومن المصادر التي يحيل إليها الشيعة في ذلك «الكامل في التاريخ – ت تدمري» (3/ 81)]،[«الكامل في التاريخ – ت تدمري» (3/ 81)][«تاريخ ابن خلدون» (3/ 16)].[ابن كثير، البداية والنهاية ط هجر، ٢٣٤/١١].

 

وبه تسقط الشبهة من أصلها، وما قيل في قتل حجر بن عدي يقال في قتل من كان معه من المشغبين على الخلافة فراجع.

ثانيا: الدفن حيا لا يعرف إلا في دين الشيعة وروايات معصوميهم.

 

يروي صدوقهم عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب ــ أي السني ــ قال: “حلال الدم ، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حــائطًــا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه.

[ علل الشرائع صفحة 601 ][والحر العاملي في وسائل الشيعة المجلد 18 صفحة 463 ][ونعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية المجلد 2 صفحة 307].[(بحار الأنوار 27/231)].

 

فهذا أمر من المعصوم بأن تقتل الناصبي بأن تقلب عليه جدارا! وهل هذا إلا عين الدفن حيا ؟! وهذا لكل مخالف للشيعة خاصة من يقدم الشيخين على علي، فكل من لم يكن رافضيا فهو ناصبي في عقيدتهم  ويدلك على ذلك ما رواه في مستطرفات السرائر من كتاب ” مسائل الرجال ومكاتباتهم لعلى بن محمد الهادى عليه السلام ” في جملة مسائل محمد بن على بن عيسى، قال: كتبت إليه: أسأله عن الناصب، هل احتاج في امتحانه الى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت، واعتقاد امامتهما ؟ فرجع الجواب:من كان على هذا فهو ناصب وهو صريح في ان مظهر النصب والعداوة، هو القول بامامة الاولين”.[كتاب الحدائق الناضرة للبحراني ج18 ص157-158].

 

فهذا أمر من المعصوم بدفن جميع اهل السنة وغيرهم احياءا او إغراقهم في الماء، وفقه الشيعة  في معاملة موتى المسلمين أصدق دليل على ذلك.فقد قالوا بعدم تغسيل غير الشيعي بل وعدم وجوب دفنه بل إنه يرمى للكلاب وفي مواضع الخلاء

يقول شيخهم الأعظم كاشف الغطاء: “ولا تجهيز وجوباً ولا ندباً لغير المؤمن مسلماً كان أو لا ، وبطون الكلاب ومواضع الخلاء أحقّ به.[اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء – ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 2  صفحة : 255].

 

ونص غيره على أن جسد المخالف لا حرمة له كالجماد يقول فاضلهم الهندي: “فجسد المخالف كالجماد لا حرمة له عندنا

[كشف اللثام ( ط . ج )، ج ٢، الفاضل الهندي، ص ٢٢٦]

 

ولذلك نص الوحيد البهبهاني على حرمة غسل المخالف ونقل الإجماع على ذلك فقال: “والكافر لا حرمة له إلَّا ما خرج بالدليل، وحرمة غسل الكافر إجماعي فكذا المخالف”.[الحاشية على مدارك الأحكام، ج ٢، محمد باقر الوحيد البهبهاني، ص ٣٥]

 

ومن جوز غسل الميت السني إنما هو من باب التقية والمداراه حتى لا يعامل معاملة الكلاب يقول شيخهم محمد علي الأراكي: “وما دلّ على الأمر بمعاشرتهم ومواصلتهم ومداراتهم مع معلومية كون المعاملة مع موتاهم معاملة الكلاب مخالفا لذلك”[كتاب الطهارة، ج ٢، الشيخ محمد علي الأراكي، ص ٣٥٦].

 

وعليه فالحكم بعدم وجوب التغسيل بل والرمي للكلاب إنما هو لأنهم يتعاملون مع المخالف معاملة الكلاب بنص كلام علمائهم!

والواقع الشيعي خير شاهد على ذلك وما حصل في العراق وسوريا من حرق لأهل السنة وهم احياء وذبح وتعذيب تم توثيقه بالصوت والصورة وكل هذا نابع من تلك العقيدة وتلك الروايات التي تحرض على قتل المسلمين والغدر بهم، والله المستعان عليهم.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

الطعن في نسب معاوية وانه ابن زنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.