حديث يطلع عليكم رجل من هذا الفج.
قال علي الكوراني: ” وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن معاوية يموت على غير الإسلام ! كتب الحافظ السقاف في موقعه : التنزيه ( tanzih . org ) : حديثٌ صحيحٌ صريحٌ في أن معاوية يموت على غير ملة الإسلام ! ثبت بالسند الصحيح عند البلاذري في التاريخ الكبير قال : حدثني إسحاق ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت جالساً عند النبي ( ص ) فقال : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي ! قال : وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية . وهذا إسناد صحيح في غاية من الصحة .
[جواهر التاريخ ( دراسة لشخصية أبي سفيان ومعاوية )، ج ٢، الشيخ علي الكوراني العاملي، ص ٩١].
والجواب على هذهمن وجوه:
أولا: هذا حديث لا يصح سندا ولا متنا وبيانه كالتالي.
العلة الأولى: الاختلاف حول الإسناد .قال الخلال: “«وسألت أحمد، عَنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ”، فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ.قال: إنما ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَوْ غَيْرِهِ، شَكَّ فِيهِ.قَال الْخَلالُ: رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْت فَرْخَاشَ يُحَدِّثُ هَذَا الحديث عن أبي، عن عبد الله ابن عَمْرٍو»
[«المنتخب من علل الخلال» (1/ 228)].
والحديث الذي سأل عنه الخلال الإمام أحمد هو «وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ شريك عن ليث عن طَاوُسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي، قَالَ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي يَلْبَسُ ثِيَابَهُ فَخَشِيتُ أَنْ يَطْلُعَ، فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ]»
[«أنساب الأشراف للبلاذري» (5/ 126)].
فهذا الإسناد يخالف الإسناد الذي قبله إذ أنه يذكر أن ليث إنما رواه عن طاوس فقال الإمام أحمد إنما هو عن ابن طاوس عن ابيه عن عبد الله بن عمرو أو غيره شك فيه.ثم ذكر الخلال أن بين ابن طاوس وابيه واسطة لا نعرف من هو وهو فرخاش!
[هامش: «عثمان بن خاش [أو عثمان فرخاش].
بصري.ذاكر عَمْرو بن عُبَيد في مسألة من الاعتزال فجره عَمْرو إلى بدعته فوافقه.قال النسائي في الكنى: أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن معاذ قال: كنت جالسا عند عَمْرو بن عُبَيد فأتاه رجل يقال له: عثمان بن خاش وهو ابن أخي الشمري فقال: يا أبا عثمان سمعت اليوم والله بالكفر قال: لا تعجل بالكفر ، ما سمعت؟ قال: سمعت هاشما الأوقص يقول: إن {تبت يدا أبي لهب} وقوله: {ذرني ومن خلقت وحيدا} … القصة الآتية في ترجمة هاشم الأوقص [8216].
وذكره العقيلي في أثناء ترجمة عَمْرو بن عُبَيد وساق القصة من طريق معاذ بن معاذ بنحوه لكنني رأيته في نسخة قديمة من ضعفاء العقيلي: عثمان فرخاش فما أدري تصحفت (بن) فصارت (فر) أو بالعكس»
[«لسان الميزان ت أبي غدة» (5/ 379)].
وذكر البخاري أن بين طاوس وعبد الله بن عمرو رجل مهجول فقال: “«- ويروى عَن معمر عَن بن طَاوس عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو رَفعه فِي قصَّته وَهَذَا مُنْقَطع لَا يعْتَمد عَلَيْهِ»
[«التاريخ الأوسط» (1/ 136)].
ومع هذا الاضطراب في السند وقع اضطراب آخر في متنه ؛ ففي هذه الرواية عند البلاذري جاء فيها أنه يطلع رجل من أهل النار وفيها أن الطالع هو معاوية رضي الله عنه ، وفي مسند أحمد (11/71 ) ” ليدخلن عليكم رجل لعين ” ، وكان الداخل الحكم .وفي رواية أخرى ذكرها الهيثمي في “[ مجمع الزوائد ” (1/147 ) ].ونسبها للطبراني في الكبير وفيها ” ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي ، أو على غير ملتي ” ولم يعين فيها الطالع .فمع هذا الاضطراب في سند ومتن هذا الحديث ؛ لا يمكن لمن كانت عنده مسكة من علم ، وعقل ، ودين : أن يعتمده في الطعن على واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن الشهادة عليه بذلك البهتان البالغ .
ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله: “«هَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الْكَذِبِ الْمَوْضُوعِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ، وَلَا يُوجَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْحَدِيثِ الَّتِي يُرْجَعُ إِلَيْهَا فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ»
[«منهاج السنة النبوية» (4/ 444)].
فهذا الاختلاف حول الإسناد من أئمة النقاد دليل واضح أن عن هناك تلاعب من قبل صانع الرواية بإسنادها.
العلة الثانية: البلاذري لم يوثقه أحد من أهل العلم، وليس هو من المحدثين وإنما هو مؤرخ عالم حافظ
قال الصفدي: “«وَكَانَ أَحْمد بن يحيى بن جَابر عَالما فَاضلا شَاعِرًا راوية نسّابة متقناً وَكَانَ مَعَ ذَلِك كثير الهجاء بذيء اللِّسَان آخِذا لأعراض النَّاس»
[«الوافي بالوفيات» (8/ 156)].
ولا يظنن أحد أن وصفه بكونه عالما توثيق له فقد قال الذهبي في ترجمة ابن الكلبي«ابْنُ الكَلْبِيِّ أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ * العَلَاّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، النَّسَّابَةُ الأَوْحَدُ، أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ ابْنُ الأَخْبَارِيِّ البَاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بِشْرٍ الكَلْبِيُّ، الكُوْفِيُّ، الشِّيْعِيُّ، أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ كَأَبِيْهِ»
[«سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (10/ 101)].
فهذا الذهبي يقول عنه علامة واوحد ثم يذكر أنه متروك.فقد يكون الرجل عالما متقنا في التاريخ، ضعيفا في الحديث ونقله.
«قال ابن عساكر بلغني أنه كان أديبا راوية وأنه مدح المأمون وجالس المتوكل وتوفي في أيام المعتمد وشوش في آخر أيامه فشد في المرستان ومات فيه وكان سبب ذلك أنه شرب البلاذر على غير معرفة فحلقه ما لحقه ولهذا قيل له البلاذري قال وكان شاعرا وله أهاج كثيرة وكان ينقل من الفارسي إلى العربي قال ياقوت في معجم الأدباء ذكره الصواف في ندماء المتوكل وكان جده جابر يخدم الخصيب أمير مصر»
[«لسان الميزان» (1/ 323)].
فهذا رجل مؤرخ شاعر أديب، ولم يذكر أنه محدث يؤخذ عنه الحديث خاصة إذا تفرد به.وقد حاول بعض الرافضة التدليس على أهل السنة فذكر كلاما للحافظ بن حجر يتوهم منه أنه يوثق البلاذي بأعظم ألفاظ التوثيق فيقول: “قال ابن حجر (في مقدمة الفتح : 289) ما نصّه : وقال البلاذري الثبت أن الذي باشر قتله أبو برزة الأسلمي”.
وهذا جهل عميق إذ ليس اللفظ وصفا للبلاذري إنما هو بيان حال الخبر، ولو رجعنا لكلام البلاذي نفسه فإننا نجده يقول «فقتله أَبُو بَرزة الأسلمي. واسمه نَضلة بْن عَبْد اللَّه، وذلك الثبت» [«أنساب الأشراف للبلاذري» (1/ 360) ].يعني أن هذا هو الثابت تاريخيا، وقد تكرر هذا اللفظ في أنساب الأشراف ٣٤ مرة، كلها بمعنى أن ما ذكرته هو الثابت عندي .ولن نجد اخظا وثق البلاذري الا الشريف المرتضى الرافضي فقال: “وقد روى البلاذري في تاريخه وهو معروف الثقة والضبط ويرى من مماثلة الشيعة ومقاربتها”.
[الشافي في الامامة، ج ٤، الشريف المرتضى، ص ١٤٧].
العلة الثالثة: الرواية ليست في كتاب عبد الرزاق وقد ذكر أهل العلم أن عبد الرزاق إذا حدث من غير كتابه فإن حديثه مردود، فضلا عن تصريح أهل العلم أن لعبد الرزاق أحاديث مناكير في المثالب، وأيضا فإنه يروي عن معمر وقد نص أهل العلم على أنه يخطئ على معمر في أحاديث وإليك كلام أهل العلم.في مسند أحمد: “«• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ لىِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ” اكْتُبْ عَنِّى وَلَو حَدِيثًا وَاحِدًا مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ. فَقُلْتُ: ” لَا. وَلَا حَرْفًا “»
[«مسند أحمد» (22/ 76 ط الرسالة)].
«ما حَدَّثَ مِنْ كِتابِه فهُوَ أَصحُّ»
[«التاريخ الكبير» للبخاري (7/ 156 ت الدباسي والنحال)].
«ما جاء في النار جبار حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه-: “النَّارُ جُبَارٌ” (4).
قال الإمام أحمد: هذا باطل، ليس من هذا شيء، ثم قال: من يحدث به عن عبد الرزاق؟ قيل له: أحمد بن شبويه.قال: هؤلاء سمعوا بعد ما عمي، كان يُلَقَّن فَلُقَّنه، وليس هو في كتابه، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه، كان يلقنها بعدما عمي»
[«الجامع لعلوم الإمام أحمد – علل الحديث» (15/ 269)].
قال الذهبي: «وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة.روى عنه أحاديث مناكير. وقال ابن عدي: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع.وقال الدارقطني: ثقة، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث.وقال عبد الله بن أحمد: سمعت يحيى يقول: رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث، فقلت له: هذه الأحاديث سمعتها؟ قال: بعضها سمعتها، وبعضها عرضا، وبعضها ذكره، وكل سماع.ثم قال يحيى: ما كتبت عنه من غير كتابه سوى حديث واحد. وقال البخاري: ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح.وقال محمد بن أبي بكر المقدمي: فقدت عبد الرزاق، ما أفسد جعفر بن سليمان غيره. أبو زرعة عبيد الله، حدثنا عبد الله المسندى، قال: ودعت ابن عيينة قلت: أريد (1) عبد الرزاق؟ قال: أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا.عبد الله بن أحمد، سألت أبي: عبد الرزاق يفرط في التشيع؟ قال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس»
[«ميزان الاعتدال» (2/ 610)].
قال ابن رجب: “«وقد ذكر غير واحد أن عبد الرزاق حدث بأحاديث مناكير في فضل علي وأهل البيت، فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعدما عمي. كما قاله الإمام أحمد، والله أعلم، وبعضها مما رواه عنه الضعفاء ولا يصح عنه»
[«شرح علل الترمذي» (2/ 753)].
وبعد نقل هذه التقريرات من أهل العلم وبعد العلم بأن الرواية لا توجد في كتابه وهي في المثالب وعن معمر، ومؤيدة البدعة التشيع لابد أن يجزم كل منصف بأنها رواية ساقطة ولو لم يوجد بها الا هذه العلة.
ثانيا: جميع المتابعات لتلك لرواية ضعيفة ولا يصح تقوية الرواية بها فقد جاء في تاريخ أصبهان عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ يَثْرِبَ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي» ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَبِي، وَكُنْتُ تَرَكْتُهُ يَتَهَيَّأُ، فَاطَّلَعَ فُلَانٌ
[«تاريخ أصبهان = أخبار أصبهان» (2/ 77)].
«عَنْ شريك عن ليث عن طَاوُسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي، قَالَ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي يَلْبَسُ ثِيَابَهُ فَخَشِيتُ أَنْ يَطْلُعَ، فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ]»
[«أنساب الأشراف للبلاذري» (5/ 126)].
فهذه الرواية فيها ليث بن أبي سليم، قال ابن الجوزي: “«لَيْث بن أبي سليم بن زنيم اللَّيْثِيّ الْكُوفِي وَاسم أبي سليم أنس روى عَن مُجَاهِد وَطَاوُس وَابْن سِيرِين ضعفه ابْن عُيَيْنَة وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَحْمد مُضْطَرب الحَدِيث وَلَكِن قد حدث عَنهُ النَّاس وَقَالَ السَّعْدِيّ يضعف حَدِيثه وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَأَبُو زرْعَة لَا يشْتَغل بِهِ وَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ ابْن حيان اخْتَلَط فِي آخر عمره فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ تَركه يحيى الْقطَّان وَيحيى بن معِين وَابْن مهْدي وَأحمد»
[«الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي» (3/ 29)].
وفي الرواية أيضا شريك بن عبد الله القاضي،قال ابن الجوزي: “«1623 – شريك بن عبد الله أَبُو عبد الله القَاضِي يروي عَن مسلمة بن كهيل كَانَ يحيى بن سعيد لَا يحدث عَنهُ وَيَقُول مَا زَالَ مخلطا وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَهُ اغاليط وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَاحب وهم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ فِيمَا ينْفَرد بِهِ وَقد انْفَرد بالاخراج عَنهُ مُسلم»
[«الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي» (2/ 39)].
مع ملاحظة أن مسلم فضلا عن البخاري لم يحتج٣واحد منهم بشريك وقد بين الذهبي أنهما ما أخرجت عنه احتجاجا به إنما فقط في المتابعات «وَمَا أَخْرَجَا لِشَرِيْكٍ سِوَى مُسْلِمٌ فِي المُتَابَعَاتِ قَلِيْلاً. وَخَرَّجَ لَهُ: البُخَارِيُّ تَعْلِيْقاً»
[«سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (8/ 201)].
وهذا معناه أنهما لم يحتجا به.وعليه فإن الرواية لا تصح من طريق قط.
ثالثا: إن النبي -صلى الله عليه وسلم– لم يكن من عادته التصريح بأسماء المنافقين ولا أدل على ذلك من حذيفة بن اليمان وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم له بأسماء المنافقين وكون ذلك من الأسرار، وذلك أن المنافق إذا علم بالتصريح بنفاقه من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه بين أمرين إما أن يترك النفاق ويؤمن إيمانا صحيحا وإما أن يصرح بكفره كون النفاق أصبح لا أثر له بين المسلمين بعدما عرفوا أنه كافر باطنا يقينا لا ظنا بتصريح النبي صلى الله عليه وسلم، وبه نجزم أنه لا يمكن ان يصرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل ذلك بين الصحابة، ثم يخفى عليهم أو يسكتون عليه جميعا ولا يعترضون على النبي -صلى الله عليه وسلم- لما استأمنه على كتابة الوحي وقد علم أنه يموت على غير الإسلام، ولم يعترضوا على الخلفاء لما ولوه على البلاد والعباد، ومما يجعلنا نقطع ببطلان ذلك عن عبد الله بن عمرو أنه كان مع ابيه في جيش معاوية، فلماذا لم يخبر عمرو بن العاص بتلك الرواية سيما أنه كان معارضا للقتال كله، فقد كان يكفي لإقناع والده بترك القتال في جيش معاوية أن يذكر له تلك الرواية! ثم إننا لو سألنا الرافضة عن الأخطر على أمة محمد صلى الله عليه وسلم هل أبو لهب أم معاوية لقالوا وبضرس قاطع معاوية، وهناك لابد أن نجزم بأن التحذير من معاوية في القرآن أولى وأنفع من التحذير من أبي لهب، فلماذا يصرح ربنا في كتابه بحال أبي لهب بينما يترك الأخطر ولا يصرح به بل لا يصلنا الا مجرد رواية يتيمة رواتها متهمون وأسانيدها مضطربة! بل إن الرواية لو وصلتنا بأصح الاسانيد ثم أعرض الأصحاب ولم يعملوا بها فإن هذا في موزاين الرافضة دليل قاطع على رفض الرواية وعدم اعتبارها.
يقول البروجردي: “ومن هنا اشتهر أن الرواية كلما ازدادت صحة ازدادت ضعفا وريبا إذا أعرض عنها الأصحاب ، وكلما ازدادت ضعفا زادت قوة إذا عمل بها الأصحاب كما في المسألة المشار إليها”.
[تقريرات في أصول الفقه – تقرير بحث البروجردي، للاشتهاردي – ص 296]
وقال الميرزا القمي: “وهذه الأخبار كلما ازدادت عددا وسندا ودلالة مع هجر معظم الأصحاب إياها ازدادت ضعفا . خصوصا مع عملهم على ما هو أقل منها عددا وسندا ودلالة”.
[غنائم الأيام – الميرزا القمي – ج 1 – ص 414]
ويقول الگلپايگاني: “لكن المبنى المعروف المحقق عند كثير وعندنا هو سقوطها بذلك عن الاعتبار وقد اشتهر أنه كلما ازدادت صحة ازدادت وهنا باعراض المشهور ، وكلما ازدادت ضعفا ازدادت قوة بعملهم وذلك لأن بناؤهم على العمل بالروايات”.
[در المنضود – السيد الگلپايگاني – ج 1 – ص 330 – 331].
ويقول حيدر حب الله: “ولهذا ضعّف الأدلّة الروائيّة هنا بعض الفقهاء في بحوثهم العلميّة، مثل الشيخ جعفر السبحاني والسيد تقي القمي والسيد العاملي صاحب نهاية المرام، لكنّهم عادوا وقوّوا الروايات بعمل الأصحاب وبالإجماع المحقّق على هذا الحكم، وإن كانت عبارة السيد تقي القمي حفظه الله معلّقة، حيث قال: (فإن تمّ الحكم بعدم الخلاف والإجماع فهو، وإلا فيشكل الجزم بالحكم)” (مباني منهاج الصالحين 10: 4). [إضاءات في الفكر والدين والاجتماع لحيدر حب الله ص٣٦٧]. ويقول المحقق الآبي: “عمل الأصحاب واعتمادهم يهدم البناء السندي المتشدّد في الأخذ بروايات غير الإمامية”.
[ المحقق الآبي، كشف الرموز 1: 77، 245، 273].
وبهذا الميزان فضلا عما سبق نجزم أن الرواية مكذوبة ولا يجوز اعتقاد صحتها.
رابعا: قد صرح أهل العلم على أن كل حديث في ذم معاوية فهو مكذوب يقول ابن القيم: “وَمِنْ ذَلِكَ مَا وَضَعَهُ الْكَذَّابُونَ فِي مَنَاقِبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ عَلَى التَّنْصِيصِ عَلَى اسْمَيْهِمَا. 250- وَمَا وَضَعَهُ الْكَذَّابُونَ أَيْضًا فِي ذَمِّهِمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُرْوَى مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ. 251- ومن ذلك الأحاديث في ذَمُّ مُعَاوِيَةَ.252- وَكَلُّ حَدِيثٍ فِي ذَمِّهِ فَهُوَ كذب.253- وَكُلُّ حَدِيثٍ فِي ذَمِّ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فهو كذب. 254- وَكُلُّ حَدِيثٍ فِي ذَمِّ بَنِي أُمَيَّةَ فَهُوَ كذب.
[ابن القيم، المنار المنيف في الصحيح والضعيف = نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول، صفحة ١١٧:١١٦].
وقال ابن الجوزي رحمه الله: “وَقَدْ رَوَى عَنْهُ -أي معاوية- وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَذَلِكَ مُحَالٌ أَيْضًا”.
[ابن الجوزي، العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، ٢٧٩/١].
خامسا: الشهادة لمعاوية بالجنة ثبتت له من كتاب الله في الجملة وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعيين.
قال ابن حزم: «ثمَّ تقطع على أَن كل من صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بنية صَادِقَة وَلَو سَاعَة فَإِنَّهُ من أهل الْجنَّة لَا يدْخل النَّار لتعذيب إِلَّا أَنهم لَا يلحقون بِمن أسلم قبل الْفَتْح وَذَلِكَ لقَوْل الله عز وَجل {لَا يَسْتَوِي مِنْكُم من أنْفق من قبل الْفَتْح وَقَاتل أُولَئِكَ أعظم دَرَجَة من الَّذين أَنْفقُوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الْحسنى}»
[«الفصل في الملل والأهواء والنحل» (4/ 116)].
وأما من السنة ففي البخاري عن: ”عُمَيْرَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ: أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحِلِ حِمْصَ وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ قَالَ عُمَيْرٌ: فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ : أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا. قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فِيهِمْ قَالَ: أَنْتِ فِيهِمْ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ. فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: لَا.»
[«صحيح البخاري» (4/ 42 ط السلطانية)].
«فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: ” أنت من الأوَّلين ” (1) .يعني جيش معاوية حين غزا قبرص، فَفَتَحَهَا فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَيَّامَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَتْ مَعَهُمْ أُمُّ حَرَامٍ فَمَاتَتَ هنالك بقبرص»
[«البداية والنهاية ت شيري» (8/ 251)].
فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية بالجنة.
ومن ذلك أيضا ما صح عن «عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم، يَقُولُ: “اللهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ”»
[«صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع» (4/ 348)].
[«مسند أحمد» (28/ 383 ط الرسالة)].
[«مسند البزار = البحر الزخار» (10/ 138)].
قال الألباني: “«أخرجه ابن خزيمة في “صحيحه ” (1938) ، وابن حبان (278 2) ، وأحمد (4/127) ، وفي “فضائل الصحابة ” (1748) ، والبزار (2723) ، والفسوي في “التاريخ ” (2/345) ، والحسن بن عرفة في “جزئه ” (61/122) ، والطبراني في ” المعجم الكبير” (18/ 251/628) ، وابن عدي في “الكامل ” (6/406) ، ومن المخطوطات: أبو القاسم الكتَّاني في “جزء من حديثه ” (ق 4/2) ، وفي مجلس البطاقة”أيضاً (ق 188/ 1) ، وا بن بِشران في “الأمالي ” (ق 14/ 1) ، وابن حمصة في “جزء البطاقة” (ق70/2) ، وأبو طاهر الأنباري في “مشيخته ” (ق 149/1) ، وابن عساكرفي”تاريخ دمشق ” (16/682 و 683) ، وأبو موسى المديني في “جزء من الأمالي ” (ق 1/2) كلهم عن يونس به.قلت: وهذا إسناد حسن في الشواهد»
[«سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها» (7/ 688)].
ومن ذلك أيضا: “«18067 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا مُعَسْكِرِينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَامَ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ الْبَهْزِيُّ فَقَالَ: لَوْلَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَجْلَسَ النَّاسَ، فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ (1) مُرَجِّلًا قَالَ:، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَتَخْرُجَنَّ فِتْنَةٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ، أَوْ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْ، هَذَا (2) ، يَوْمَئِذٍ وَمَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الْهُدَى ” قَالَ: فَقَامَ ابْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ مِنْ عِنْدِ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَصَاحِبُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَحَاضِرٌ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي فِي الْجَيْشِ مُصَدِّقًا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ (3)»
[«مسند أحمد» (29/ 608 ط الرسالة)].
قال الألباني «واسناد أحمد صحيح على شرط مسلم»
[«سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها» (7/ 319)].
فهذا دليل على أن معاوية رضي الله عنه كان على الهدى.و«عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: ” اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ “»
[«مسند أحمد» (29/ 426 ط الرسالة)].
[«رجاله ثقات رجال الصحيح»].
[«مسند أحمد» (29/ 426 ط الرسالة)].
[«[حكم الألباني] : صحيح»].
[«سنن الترمذي» (5/ 687 ت شاكر)].
[«[تعليق أيمن صالح شعبان – ط دار الكتب العلمية].
[إسناده حسن»].
[«جامع الأصول» (9/ 107)].
ومما يدل على أن الصحابة والتابعين ما عرفوا ذلك الحديث قط وإنما صُنع بعد ذلك ما تواتر من مدحهم لمعاوية رضي الله عنه ومنه ما حدث به ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قال: «قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ فَقِيهٌ»
[«صحيح البخاري» (5/ 28 ط السلطانية)].
وفي تاريخ دمشق«أن سعد بن أبي وقاص قال ما رأيت أحدا بعد عثمان أقصى بحق من صاحب هذا الباب يعني معاوية»
[«تاريخ دمشق لابن عساكر» (59/ 161)].
وفي السنة للخلال «عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: ” مَا رَأَيْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ، فَقِيلَ: وَلَا أَبُوكَ؟ قَالَ: أَبِي عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ خَيْرٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَسْوَدَ مِنْهُ “»
[«السنة لأبي بكر بن الخلال» (2/ 443)].
و«عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَرْكَبُوا الْخَزَّ وَلَا النِّمَارَ ” قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: ” وَكَانَ مُعَاوِيَةُ، لَا يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
[«مسند أحمد» (28/ 56 ط الرسالة)].
وقيل لِابْنِ الْمُبَارَكِ: مُعَاوِيَةُ خَيْرٌ أَوْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ . قَالَ: فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: تُرَابٌ دَخَلَ فِي أَنْفِ مُعَاوِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ أَوْ أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ»
[«الشريعة للآجري» (5/ 2466)].
هذا فضلا عن مئات من الصحابة والتابعين ثبت عنهم مدح معاوية رضي الله عنه، وكل هذا اعتمادا على امرين الأول: ما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه من أهل الجنة.الثاني: ما ثبت من سيرته من إيمان وتقوى وورع تام يعرفه كل منصف من روايته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزامه العدل بين الرعية فضلا عن إسلام الملايين في شتى بقاع الأرض بسببه رضي الله عنه. ويكفيه أنه أسس دولة قال عنها ابن حزم «فلم يك في دول الإسلام أنبل منها، ولا أكثر نصراً على أهل الشرك، ولا أجمع لخلال الخير، وبهدمها انهدمت الأندلس إلى الآن، وذهب بهاء الدنيا بذهابها»
[«رسائل ابن حزم» (2/ 22)].
مواضيع شبيهة