تلقيب السيوطي لأم المؤمنين عائشة بلقب سيدة نساء العالمين وأنه من الغلو.
يقول الشيعة: “أما السيوطي فيصل به الغلو مبلغ أن يطلق على عائشة لقب (سيدة نساء العالمين) حينما يذكر هذه الفضيلة المزعومة لها ضمن تعرضه لقصة الإفك.. فيقول: (الخبيثات للخبيثين)، یرید: أمثال عبد الله بن أبي، ومن شك في الله، ويقذف مثل سيدة نساء العالمين! (والطيبات للطيبين)، عائشة طيبها الله لرسوله r أتى بها جبرئيل في سرقة من حرير قبل أن صور في رحم أمها فقال له: عائشة بنت أبي بكر زوجتك في الدنيا وزوجتك في الآخرة عوض من خديجة(.هكذا هي اللغة البكرية دائمًا، تجنح نحو عائشة وتنحاز إليها انحيازا مفرطا ضد الجميع، حتى وإن كان من بين هذا (الجميع) رسول الله وابنته الزهراء وزوجاته الأخريات… ثم يأتي السيوطي ويسلب لقبًا خاصًا بالسيدة الزهراء (صلوات الله عليها) فيمنحه لعائشة قائلاً: سيدة نساء العالمين! “.
[ الفاحشة- ياسر الحبيب- (222/ 223)].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولا: حديث البخاري وأن النبي قال عن فاطمة: (أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ)
[صحيح البخاري (4/ 203)].
هذا كسائر أحاديث الفضائل، لا تفهم على إطلاقها، فليس معنى أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أن تكون سيدة على أمها خديجة. وكذلك في حديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فهم بإجماع الكل أنه يستثنى من ذلك النبي وعلي بن أبي طالب بإجماع السنة والشيعة، وبإجماع أهل السنة يستثنى الأنبياء، ومن ثبت أنه أفضل منهما، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليه: فالحديث لابد أن يتقيد بقرائن لفهمه فهمًا منضبطًا، وقد أقر علماء الشيعة أن سيدة نساء العالمين هي مريم بنت عمران.
قال محمد حسين الطباطبائي: “وأما ما اشتملت عليه الآيات في قصتها من التطهير والتصديق بكلمات الله وكتبه، والقنوت وكونها محدثة فهي امور لا تختص بها بل يوجد في غيرها، وأما ما قيل: إنها مصطفاة على نساء عالمي عصرها فإطلاق الآية يدفعه، قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [سورة آل عمران:43]”.
[الميزان في تفسير القرآن- الطباطبائي- (3/ 189)].
وهذا هو الصحيح أن سيدة نساء العالمين هي مريم بنت عمران.
قال القرطبي: “يَعْنِي عَالَمِي زَمَانِهَا، عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِمَا. وَقِيلَ: (عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) أَجْمَعَ إِلَى يَوْمِ الصُّورِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ“.
[ تفسير القرطبي- (4/ 82)].
ثانيًا: قال ابن حزم: “ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻀﻠﻬﻦ -أي أمهات المؤمنين- ﻋﻠﻰ ﺑَﻨَﺎﺕ اﻟﻨَّﺒِﻲ ﻓَﺒﻴﻦ ﺑِﻨَﺺّ اﻟْﻘُﺮْﺁﻥ ﻻَ ﺷﻚّ ﻓِﻴﻪِ، ﻗَﺎﻝَ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}
[الأحزاب:32].
ﻓَﻬَﺬَا ﺑَﻴَﺎﻥ ﻗَﺎﻃﻊ ﻻَ ﻳﺴﻊ ﺃﺣﺪا ﺟَﻬﻠﻪ ﻓَﺈِﻥ ﻋَﺎﺭَﺿﻨَﺎ ﻣﻌَﺎﺭﺽ ﻳَﻘُﻮﻝ ﺭﺳُﻮﻝ اﻟﻠﻪ : (ﺧﻴﺮ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﻓَﺎﻃِﻤَﺔ ﺑﻨﺖ ﻣُﺤَﻤَّﺪ) ﻗُﻠْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻭَﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ اﻟﺘَّﻮْﻓِﻴﻖ: ﻓِﻲ ﻫَﺬَا اﻟﺤَﺪِﻳﺚ ﺑَﻴَﺎﻥ ﺟﻠﻲ ﻟﻤﺎ ﻗُﻠْﻨَﺎ، ﻭَﻫُﻮَ ﺃَﻧﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ اﻟﺴَّﻼَﻡ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺧﻴﺮ اﻟﻨِّﺴَﺎء ﻓَﺎﻃِﻤَﺔ، ﻭَﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻗَﺎﻝَ: (ﺧﻴﺮ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ) ﻓَﺨﺺ ﻭَﻟﻢ ﻳﻌﻢ، ﻭﺗﻔﻀﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭَﺟﻞ اﻟﻨِّﺴَﺎء اﻟﻨَّﺒِﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨِّﺴَﺎء ﻋﻠﻰ ﻋُﻤُﻮﻡ ﻭَﻻَ ﺧُﺼُﻮﺹ ﻻَ ﻳﺠﻮﺯ ﺃَﻥ ﻳَﺴْﺘَﺜْﻨِﻲ ﻣِﻨْﻪُ ﺃﺣﺪًا ﻣﻦ اﺳْﺘﺜِﻨَﺎء ﻧَﺺ ﺁﺧﺮ، ﻓﺼﺢ ﺃَﻧﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ اﻟﺴَّﻼَﻡ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻓﻀﻞ ﻓَﺎﻃِﻤَﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺴَﺎء اﻟْﻤُﺆﻣﻨِﻴﻦَ ﺑﻌﺪ ﻧِﺴَﺎﺋِﻪِ ﻓﺎﺗﻔﻘﺖ اﻵْﻳَﺔ ﻣَﻊَ اﻟﺤَﺪِﻳﺚ، ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝ اﻟﻠﻪ : (ﻓﻀﻞ ﻋَﺎﺋِﺸَﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨِّﺴَﺎء ﻛﻔﻀﻞ اﻟﺜَّﺮِﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺳَﺎﺋِﺮ اﻟﻄَّﻌَﺎﻡ)، ﻓَﻬَﺬَا ﺃَﻳْﻀًﺎ ﻋُﻤُﻮﻡ ﻣﻮﻓﻖ اﻵْﻳَﺔ ﻭَﻭَﺟَﺐ ﺃَﻥ ﻳَﺴْﺘَﺜْﻨِﻲ ﻣَﺎ ﺧﺼّﻪ اﻟﻨَّﺒِﻲ r ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﻫَﺬَا اﻟْﻌُﻤُﻮﻡ ﻓﺼﺢ ﺃَﻥ ﻧِﺴَﺎءَﻩُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ اﻟﺴَّﻼَﻡ ﻣَﺎ ﺧﺼّﻪ اﻟﻨَّﺒِﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ (ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ) ﻣﻦ ﻫَﺬَا اﻟْﻌُﻤُﻮﻡ، ﻓﺼﺢ ﺃَﻥ ﻧِﺴَﺎءَﻩُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ اﻟﺴَّﻼَﻡ أﻓﻀﻞ اﻟﻨِّﺴَﺎء ﺟﻤﻠَﺔ ﺣﺎﺷﺎ اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﺧﺼﻬﻦ اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺑِﺎﻟﻨُّﺒُﻮَّﺓِ ﻛَﺄم ﺇِﺳْﺤَﺎﻕ ﻭَﺃﻡ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻭَﺃﻡ ﻋِﻴﺴَﻰ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ اﻟﺴَّﻼَﻡ ﻭَﻗﺪ ﻧَﺺ اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻋﻠﻰ ﻫَﺬَا ﺑﻘﻮﻟﻪ اﻟﺼَّﺎﺩِﻕ (ﻳَﺎ ﻣَﺮْﻳَﻢ ﺇِﻥ اﻟﻠﻪ اﺻﻄﻔﺎﻙ ﻭﻃﻬﺮﻙ ﻭاﺻﻄﻔﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺴَﺎء اﻟْﻌَﺎﻟﻤﻴﻦ)، ﻭَﻻَ ﺧﻼﻑ ﺑَﻴﻦ اﻟْﻤُﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓِﻲ ﺃَﻥ ﺟَﻤِﻴﻊ اﻷْﻧْﺒِﻴَﺎء ﻛﻞ ﻧَﺒِﻲ ﻣِﻨْﻬُﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣِﻤَّﻦ ﻟَﻴْﺲَ ﻧَﺒِﻲ ﻣﻦ ﺳَﺎﺋِﺮ اﻟﻨَّﺎﺱ، ﻭَﻣﻦ ﺧَﺎﻟﻒ ﻫَﺬَا ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ، ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﺃﺧﺒﺮ ﻋَﻠَﻴْﻪِ اﻟﺴَّﻼَﻡ ﻓَﺎﻃِﻤَﺔ ﺃَﻧَّﻬَﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﻧﺴَﺎء اﻟْﻤُﺆﻣﻨِﻴﻦَ، ﻭَﻟﻢ ﻳﺪْﺧﻞ ﻧَﻔﺴﻪ ﻓِﻲ ﻫَﺬِﻩ اﻟْﺠُﻤْﻠَﺔ، ﺑﻞ ﺃﺧﺒﺮ ﻋَﻤَّﻦ ﺳﻮاﻩُ ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ ﺁﺧﺮ، ﻭَﻫُﻮَ ﻗَﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻣُﺨَﺎﻃﺒًﺎ ﻟَﻬُﻦَّ (ﻭَﻣﻦ ﻳﻘﻨﺖ ﻣِﻨْﻜُﻦ ﻟﻠﻪ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟﻪ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺻَﺎﻟﺤﺎ ﻧﺆﺗﻬﺎ ﺃﺟﺮﻫَﺎ ﻣﺮَّﺗَﻴْﻦِ)”.
[ الفصل في الملل والأهواء والنحل- (4 / 97 )].
فهذا ابن حزم رحمه الله وإن كنا لا نوافقه على ذكر بعض النساء في الأنبياء. إلا أنه بيّن الفهم الصحيح للرواية التي احتج بها الخبيث، وأنه ليس فيها عموم لجميع النساء.
ثالثًا: ثبت عند أهل السنة أن محبة النبي لأم المؤمنين عائشة كانت أكبر وأكثر من غيرها، وقد ثبت في الصحيحين إن عمرو بن العاص سأل النبي عن أحب الناس إليه “قَالَ: «عَائِشَةُ» قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: «أَبُوهَا»”
[ صحيح البخاري- (5/ 166)؛ صحيح مسلم- (4/ 1856)].
قال ابن حزم: “فَإِذا كَانَت عَائِشَة أتم حظاً فِي الْمحبَّة الَّتِي هِيَ أتم فَضِيلَة فَهِيَ أفضل مِمَّن حَظه فِي ذَلِك أقل من حظها؛ وَلذَلِك لما قيل لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام من الرِّجَال قَالَ أَبوهَا ثمَّ عمر، فَكَانَ ذَلِك مُوجبًا لفضل أبي بكر ثمَّ عمر على سَائِر الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم، فَالْحكم بِالْبَاطِلِ لَا يجوز فِي أَن يكون يقدم أَبُو بكر ثمَّ عمر فِي الْفضل من أجل تقدمها فِي الْمحبَّة عَلَيْهِمَا وَمَا نعلم نصا فِي وجوب القَوْل بِتَقْدِيم أبي بكر ثمَّ عمر على سَائِر الصَّحَابَة إِلَّا هَذَا الْخَبَر وَحده(قَالَ أَبُو مُحَمَّد): وَقد نَص النَّبِي على مَا ينْكح لَهُ من النِّسَاء فَذكر الْحسب وَالْمَال وَالْجمال وَالدّين وَنهي عَن كل ذَلِك بقوله: (فَعَلَيْك بِذَات الدّين تربت يداك) فَمن الْمحَال الْمُمْتَنع أَن يكون يحض على نِكَاح النِّسَاء واختيارهن للدّين فَقَط، ثمَّ يكون هُوَ عَلَيْهِ السَّلَام يُخَالف ذَلِك فيحب عَائِشَة لغير الدّين، وَكَذَلِكَ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: (فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام) لَا يحل لمُسلم أَن يظنّ فِي ذَلِك شَيْئا غير الْفضل عِنْد الله تَعَالَى فِي الدّين فوصف الرجل امْرَأَته للرِّجَال لَا يرضى بِهِ إِلَّا خسيس نذل سَاقِط، وَلَا يحل لمن لَهُ أدنى مسكة من عقل أَن يمر هَذَا فِي باله عَن فَاضل من النَّاس فَكيف عَن الْمُقَدّس المطهر الْبَائِن فَضله على جَمِيع النَّاس-.
[ الفصل في الملل والأهواء والنحل- (4/ 99-100)].
قلت: وهذا يثبت أنها سيدة من سيدات نساء العالمين إن لم تكن أعلاهن درجة كما كانت أحبهن لرسول الله .
رابعًا: محبة النبي لأم المؤمنين عائشة يوجب الاعتقاد بأنها كانت أفضل النساء دينا وتقوى.قال الندوي في سيرة عائشة: “ويظن عامة الناس أن حب النبي لعائشة (رضي الله عنها) كان لحسنها وجمالها وهذا مرفوض إطلاقا، لأن غيرها من الأزواج المطهرات أمثال زينب وجويرية وصفية رضي الله عنهن، أيضا كن ذوات حسن وجمال، وكتب الأحاديث والآثار والسير والتاريخ غنية بذكر محاسنهن وجمالهن، ولكن لا يوجد فيها شيء عن حسن عائشة (رضي الله عنها) وجمالها، إلا ما ذكر في موضع أو موضعين، ويستثنى من ذلك ما قاله عمر (رضي الله عنه) لحفصة (رضي الله عنها): (لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله – – إياها)) فلما سمع النبي ذلك تبسم، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن عائشة (رضي الله عنها) قد احتلت في قلب النبي منزلة في المحبة لم يصل إليها غيرها من أمهات المؤمنين. غير أن الأصل في هذا الباب هو ما روته عائشة (رضي الله عنها) نفسها، ورواه أبو هريرة (رضي الله عنه) كما في صحيح مسلم وسنن أبي داود أن الرسول قال: (تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك). وبالتالي: فأحب نساء النبي هي: من تكون أنفع لخدمة الدين ونشر الإسلام من غيرها. والشيء الذي يميز أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) على غيرها من أمهات المؤمنين هو بلوغ علمها ذروة الإحاطة والنضج في كل ما اتصل بالدين من قرآن وتفسير وحديث وفقه، والنضج في الاجتهاد، والنظر في دقائق المسائل، واستنباط الأحكام للوقائع الجديدة، والاضطلاع فيه، فكان من الطبيعي أن تكون هي أحب إلى رسول الله من غيرها”.
[ سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين- سليمان الندوي- (79/ 80)].
قلت: أفتكون امرأة بتلك الصفات ثم لا تكون سيدة من سادات نساء العالمين؟!
خامسًا: حديث الثريد يدل دلالة واضحة أنها مفضلة حتى على من ذكرهن رسول الله في الرواية على قول بعض أهل العلم، ولا أقل من أنها تلتحق بهن في السيادة كما ألحقها بهن في الفضيلة، وحديث الثريد ثابت عند الرافضة.روى الكليني عن سلمة بن محرز، قال: “قال لي أبو عبد الله عليه السلام: عليك بالثريد فإني لم أجد شيئا أوفق منه”.
[ الكافي – (12/445)].
قال المجلسي عنه: حسن.
[ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول- (22/ 143)].
وقال المجلسي الأول: “وفي الصحيح، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سيد الأدم في الدنيا والآخرة؟ فقال: اللحم أما سمعت قول الله عز وجل (وَلَحْم طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ). وفي القوي، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة. وقال رسول الله : سيد إدام الجنة اللحم. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: سيد الطعام اللحم”.
[ روضة المتقین- محمد تقي المجلسي- (7/ 502)].
قال ابن القيم: “الثريد مركَّب من لحم وخبز واللحم سيد الآدام، والخبز سيد الأقوات، فإذا اجتمعا لم يكن بعدها غاية”.
[ زاد المعاد- (4 /271)].
قلت: فثبت بهذا أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها سيدة على نساء العالمين بنص كلام النبي ، وليس في كلام السيوطي رحمه الله أي غلو بفضل الله.
مواضيع شبيهة
عائشة ترفع صوتها على رسول الله