تخلف عثمان عن بيعة الرضوان وغزوة بدر.
قال الشيعة إن من مثالب عثمان أنه تخلف عن بيعة الرضوان ولم يشهد بدرا وكان هذا مما نقمه السبئية الأوائل عليه ولا زالوا يرددون ذلك في كتبهم.يقول عباس القمي وروي : انّ عثمان قام ذات يوم خطيبا فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال : نسوة يكتبن في الآفاق لتنكث بيعتي ويهراق دمي ، واللّه لو شئت أن أملأ عليهنّ حجراتهنّ رجالا سودا وبيضا لفعلت ، ألست ختن رسول اللّه على ابنتيه ؟ ألست جهزت جيش العسرة ؟ ألم أك رسولَ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى أهل مكّة ؟ قال : إذ تكلّمت امرأة من وراء الحجاب فقالت : صدقت لقد كنت ختن رسول اللّه على ابنتيه فكان منك فيهما ما قد علمت ، وجهّزت جيش العسرة وقد قال اللّه تعالى : « فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً » « 1 » وكنت رسولَ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى أهل مكّة غيّبك عن بيعة الرّضوان لأنّك لم تكن لها أهلا ، قال : فانتهرها عثمان فقالت : أمّا أنا فأشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : انّ لكلّ أمّة فرعون ، وانّك فرعون هذه الأمّة
[سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار، ج ٦، الشيخ عباس القمي، ص ٥٨٣].
ويقول الشيرازي القمي: “ومما يدل على ما ذكرناه من كفره ونفاقه: غيبته عن بدر، وبيعة الرضوان”.
[اسم الکتاب : كتاب الأربعين المؤلف : القمي الشيرازي، محمد طاهر الجزء : 1 صفحة : 614].
ويقول نجاح الطائي: “من جانب اخر توثقت علاقة عثمان بقريش لأفعاله السابقة .وتواترت أخبار غياب عثمان عن بيعة الرضوان في العصر الإسلامي الأول لذا قال الطبري لإخفاء الحقيقة : « إنّ الذي كان من أمر عثمان باطل » « 5 » . .ويعني بذلك ذهاب عثمان إلى مكة دون إذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم وامتناعه عن بيعة الرضوان .وقال رجل لعبد اللّه بن عمر : أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم أنّ عثمان تخلف عن بيعة الرضوان ؟ « 1 » . وهذا الأمر يبين فرار عثمان إلى مكة وانتشار هذا النبأ بين المسلمين ولكن الأمويين حاولوا طمس ذلك بالأكاذيب”.
[السيرة النبوية ( الطائي )، ج ١، نجاح الطائي، ص ٤٤٩].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولا: قد كفانا الرد على ذلك أحد علماء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن عمر فقد جاءه أحد هؤلاء السلف الفاسد لدين السبئية وعاب على عثمان ذلك فكان جواب ابن عمر أن تلك كانت مناقب لعثمان لا مثالب بفضل الله تعالى.
4066 – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ حَجَّ الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقُعُودُ؟ قَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ قَالَ: مَنِ الشَّيْخُ؟ قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ أَتُحَدِّثُنِي؟ قَالَ: أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَبَّرَ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ لِأُخْبِرَكَ وَلِأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَفَا عَنْهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ. وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ، وَكَانَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ هَذِهِ لِعُثْمَانَ اذْهَبْ بِهَذَا الْآنَ مَعَكَ»
[«صحيح البخاري» (5/ 98 ط السلطانية)].
فهذا حال الرافضة اليوم يأتون بالشبهة كأنهم فازوا بالجنة ويكبرون انتصارا قبل ان يُفحموا بالجواب، فإن ابن عمر قد بيَّن أنه إنما تخلف عن بدر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتخلف بأمره والشاهد لها بأمره سواء بسواء ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ)، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ»
[«صحيح البخاري» (6/ 8 ط السلطانية)].
[«صحيح مسلم» (3/ 1518 ت عبد الباقي)].
فمن حبسه العذر فهو مشارك في الأجر، وهذا عموم يدخل فيه كل أحد لكن الفضيلة لعثمان أنه قد جاء النص على انه مأجور بمثل أجرهم، وهذه كنص النبي -صلى الله عليه وسلم- على محبة علي بن أبي طالب في خيبر فهذه فضيلة لعلي مع كونه قد شاركه الكثير في تلك المحبة لكن مجرد النص فضيلة زائدة، وزاد عثمان فضيلة على من شارك بكونه جلس يُمرض ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- رقية بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حمق الرافضة أنهم يردون ذلك بأن عثمان لم يكن طبيبا !
يقول الرافضي نجاح الطائي: “وتبريره ، فقالوا : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أبقى عثمان عند زوجته لمرضها ونحن نعلم بأن عثمان ليس طبيبا !”
[نظريات الخليفتين، ج ١، الشيخ نجاح الطائي، ص ٢٥٧].
وهذا من أعجب العجب إذ أن تمريض المريض لا يستلزم أن يكون القائم عليه طبيبا، بل التمريض مجرد خدمة المريض بالقيام على طعامه وشرابه وغير ذلك، ويدخل فيه إعطاءه الدواء الذي وصفه الطبيب ويسمى هذا تمريضا عند سائر أهل اللغة بل وفي العرف أيضا.يقول الجوهري: “«ومَرَّضْتُهُ تَمْريضاً، إذا قمت عليه في مَرَضِهِ»
[«الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية» (3/ 1106)].
وقال الزبيدي: “«والتَّمْريضُ: حُسْنُ القِيامِ عَلَى المَرِيضِ. قالَ سِيبَوَيْه: مرَّضَهُ تَمْريضاً: قامَ عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ فِي مَرَضِه ودَاواهُ ليَزولَ مَرَضُهُ»
[«تاج العروس من جواهر القاموس» (19/ 56)].
وهل نسي الرافضي أن علي بن أبي طالب كان يُمَرِّض فاطمة بنفسه كما زعموا في رواياتهم؟.
فقد روى المفيد والطوسي عن علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه الحسين عليهم السلام قال :عن لما مرضت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وعليها السلام وصت إلى علي صلوات الله عليه أن يكتم أمرها ، ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحدا بمرضها ، ففعل ذلك . وكان يمرضها بنفسه
[الأمالي، الشيخ المفيد، ص ٣١٣].
[الأمالي، الشيخ الطوسي، ص ١٣٩].
وقد جاء النص صريحا في سنن أبي داود أن عثمان إنما كان في مهمة رسمية-إن صح التعبير- بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ – يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ – فَقَالَ: «إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَإِنِّي أُبَايِعُ لَهُ». فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ، وَلَمْ يَضْرِبْ لِأَحَدٍ غَابَ غَيْرَهُ
[السجستاني، أبو داود، سنن أبي داود، ٧٤/٣].
ومجرد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم لعثمان شهادة منه أن عثمان قد شهد بدرا، ففي مسند أحمد قال عثمان (وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَتْ وَقَدْ (1) ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِي، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ فَقَدْ شَهِدَ)
[أحمد بن حنبل، مسند أحمد ط الرسالة، ٥٢٥/١].
ثم نقول هب أن عثمان قد عصى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجلس يُمرض ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب ليشهد بدرا فهل سيكون ممدوحا ساعتها عند الشيعة؟ قطعا سيقولون كفر عثمان لمعصيته أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتركه تمريضها! ثم منذ متى يُعاتب من لم يشهد بدرا ومعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعزم على جميع الصحابة بالخروج لها وإنما قال كما في صحيح مسلم “فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا»، فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهْرَانِهِمْ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «لَا، إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا»،
[مسلم، صحيح مسلم، ١٥٠٩/٣]
وأما الحديبية فكانت كلها لعثمان كما قال عبد الله بن عمر فإنها إنما جرت أخذا لثأر عثمان من المشركين، يقول الحافظ مبينا سبب بيعة الرضوان: ” وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عُثْمَانَ لِيُعْلِمَ قُرَيْشًا أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ مُعْتَمِرًا لَا مُحَارِبًا فَفِي غَيْبَةِ عُثْمَانَ شَاعَ عِنْدَهُمْ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ تَعَرَّضُوا لِحَرْبِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَعَدَّ الْمُسْلِمُونَ لِلْقِتَالِ وَبَايَعَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ تَحْتَ الشَّجَرَةِ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا وَذَلِكَ فِي غَيْبَةِ عُثْمَانَ وَقِيلَ بَلْ جَاءَ الْخَبَرُ بِأَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ الْبَيْعَةِ”.
[ابن حجر العسقلاني، فتح الباري لابن حجر، ٥٩/٧].
وقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده لعثمان على اعتبار أن عثمان لو كان حيا ينال نفس فضيلة من بايع تحت الشجرة بل أعظم كونه قد كان في حاجة الله وحاجة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكونه سببا لها، فكان التشريف لعثمان أن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم له بيده الشريفة.يقول الحافظ: “فاظهر لَهُ بن عُمَرَ الْعُذْرَ عَنْ جَمِيعِهَا أَمَّا الْفِرَارُ فَبِالْعَفْوِ وَأَمَّا التَّخَلُّفُ فَبِالْأَمْرِ وَقَدْ حَصَلَ لَهُ مَقْصُودُ مَنْ شَهِدَ مِنْ تَرَتُّبِ الْأَمْرَيْنِ الدُّنْيَوِيِّ وَهُوَ الْهم وَالْأُخْرَوِيِّ وَهُوَ الْأَجْرُ وَأَمَّا الْبَيْعَةُ فَكَانَ مَأْذُونًا لَهُ فِي ذَلِكَ أَيْضًا وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ لِعُثْمَانَ مِنْ يَدِهِ”
[ابن حجر العسقلاني، فتح الباري لابن حجر، ٥٩/٧].
فهاتان فضيلتان لعثمان من أعظم فضائله لكن الرافض راموا الذم بما مدح الله به ورسوله.وقد ثبتت فضيلة بيعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان في كتب الشيعة، ففي كافيهم: ” وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله أراد أن يبعث عمر ، فقال : يا رسول الله ، إن عشيرتي قليل ، وإني فيهم على ما تعلم ، ولكني أدلك على عثمان بن عفان.
فأرسل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : انطلق إلى قومك من المؤمنين ، فبشرهم بما وعدني ربي من فتح مكة ، فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد ، فتأخر عن السرح [٥] ، فحمل عثمان بين يديه ، ودخل عثمان فأعلمهم ، وكانت المناوشة [٦] ، فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وجلس عثمان في عسكر المشركين ، وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله المسلمين [١] ، وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان [٢] ، وقال [٣] المسلمون : طوبى لعثمان قد طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، وأحل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما كان ليفعل ، فلما جاء عثمان ، قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أطفت بالبيت؟ فقال : ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلىاللهعليهوآله لم يطف به
[اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 15 صفحة : 724].
فهذا أدب عثمان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا تشريف النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان فهل من منصف من الشيعة؟
ثانيا: لو تنزلنا جدلا وقلنا بأن عثمان قد فاتته فضيلة بدر وبيعة الرضوان، فهل يقر الشيعة بفضل من شهد بدرا والرضوان؟ قطعا الشيعة يُكفرونهم جميعا الا أربعة! بل ويتهمون بعض من حضر أنه كان منافقا، فأي فضيلة إذا يتكلون عن التخلف عنها؟
ثم إن ثبت تخلف عثمان عن فضيلتين فهل يقرون بسائر فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه؟ «عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ لَهُ: ابْنَ أَخِي، أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَا، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ (2) وَالْيَقِينِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا. قَالَ: فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنَ بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ هَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قُلْتُ، وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلا غَشَشْتُهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»
[«صحيح البخاري» (5/ 66 ط السلطانية)].
[«مسند أحمد» (1/ 518 ط الرسالة) واللفظ لأحمد].
و عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ : «أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا … فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ، فَجَلَسَ وِجَاهَهُ مِنَ الشَّقِّ الْآخَرِ»
[«صحيح البخاري» (5/ 9 ط السلطانية)].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ»
[«صحيح مسلم» (4/ 1880 ت عبد الباقي)].
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ قَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدَانِ.»
[«صحيح البخاري» (5/ 11 ط السلطانية)].
وفي صحيح مسلم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ»
[«صحيح مسلم» (4/ 1866 ت عبد الباقي)].
وقد شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان أنه هو أصحابه على الحق
«عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، قَالَ: قَامَتْ خُطَبَاءُ بِإِيلِيَاءَ فِي إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ، فَتَكَلَّمُوا وَكَانَ آخِرَ مَنْ تَكَلَّمَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا قُمْتُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَذْكُرُ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُتقَنَّعٌ (1) ، فَقَالَ: ” هَذَا يَوْمَئِذٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى “، فَقُلْتُ: هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ” هَذَا “، فَإِذَا هُوَ (2) عُثْمَانُ (3)»
[«مسند أحمد» (29/ 609 ط الرسالة)].
وقد جاء ذلك في كتب الشيعة فقد رووا عن محمد بن علي الحلبي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «اختلاف بني العباس [١] من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم».
قلت : وكيف النداء؟ قال : «ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون» قال : «وينادي [٢] مناد [٣] آخر [٤] النهار : ألا [٥] إن عثمان وشيعته هم الفائزون».
[اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 15 صفحة : 695].
فعل يقول الشيعة إن عثمان وشيعته هم الفائزون كما تقول رواياتهم؟
ثالثا قولهم إن عثمان قد فر يوم أحد فقد سبق جوابه من ابن عمر وأن الله إذا عفا عن أحد فلا يجوز لأحد أن يعيره بما قد عفى الله عنه وإلا كان استدراكا على رب العالمين وعنادا له، فالله يقول قد عفوت والشيعي يقول هذا خطأ والمعفو عنه لا يستحق العفو بل العقوبة ومنها أن يُعير بذنبه ويعد من معايبه، وإذا كان الهروب من معركة عيبا فلابد أن يكون عدمه مدحا، فهل الشيعة يمدحون عثمان بثباته في جميع غزواته مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قطعا لا يفعلون !ولا مقارنة بين عثمان رضي الله عنه ومعلوم الشيعة الذي كان يفر حتى من النساء، وقد ورد في كتب الرَّافضة: «أن الإمام موسى الكاظم زوجه أبوه من ابنة عمه دون رضاه، ورغمًا عنه، حتى أنه كان يتسلق جدار البيت ويهرب منه؛ لئلا يجتمع بها».
فقد روى الكليني في «الكافي»: بسنده، عن خطاب بن سلمة قال: «كانت عندي امرأة تصف هذا الأمر، وكان أبوها كذلك، وكانت سيئة الخلق، فكنت أكره طلاقها لمعرفتي بإيمانها وإيمان أبيها، فلقيت أبا الحسن موسى ، وأنا أريد أن أسأله عن طلاقها، فقلت: جعلت فداك إن لي إليك حاجة فتأذن لي أن أسألك عنها، فقال: ايتني غدًا صلاة الظهر، قال: فلما صليت الظهر أتيته فوجدته قد صلى وجلس، فدخلت عليه وجلست بين يديه، فابتدأني فقال: يا خطاب كان أبي زوجني ابنة عم لي، وكانت سيئة الخلق، وكان أبي ربما أغلق علي وعليها الباب رجاء أن ألقاها، فأتسلق الحائط وأهرب منها، فلما مات أبي طلقتها، فقلت: الله أكبر أجابني، والله عن حاجتي من غير مسألة» .
[«الكافي» الكليني 6/55)].
فهذا معصوم يفر امام النساء فأي مقارنة إذا ؟ثم إذا طعن الرَّافضة في بعض الصحابة رضي الله عنهم بدعوى فرارهم من المعارك، فماذا يصنعون بإمامهم الغائب الذي فر وهرب خوفًا على نفسه من جندي واحد من جنود العباسيين؟!
قال نعمة الله الجزائري – موضحًا سبب غيبة المهدي: «بل سبب الغيبة هو الخوف على ما قلناه» .
[«رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار» نعمة الله الجزائري (3/120)].
وقال محمد الصدر: «الغيبة والاحتجاب تدور مدار الخوف، على الدوام. فمتى كان الخوف موجودًا كانت الغيبة سارية المفعول، ومتى ارتفع الخوف، لم يكن ثمة موجب للغيبة”.
[«تاريخ الغيبة» السيد محمد الصدر (2/131)].
والذي هرب ساعة من جيش ثم رجع عزيزًا مستعلنًا بدينه، خير ممن تسردب وهرب أكثر من ألف عام وكل هذا من جندي واحد جعله يهرب الى الجحور والحفر!.
يقول علامة الشيعة رضي بن نبي القزويني :واما القائم عليه السلام فروي أنه هرب خوفا من المتوكل لأنه أراد قتله.
[تظلم الزهراء ص543].
ويقول الماحوزي: “فبكثرة عدوّه منهم ، وقلّة ناصره ، وتسلّط شياطين الانس وسلاطين الجور على أطراف الربع المعمور وجوانبه ، خاف على نفسه ، ودفع الضرر عن النفس واجب ، فاختفى عنهم .
[الأربعون حديثا في إثبات إمامة أمير المومنين ( ع )، الشيخ سليمان الماحوزي البحراني، ص ٢٢٦].
هل يقاس هذا الذي يملك الولاية التكوينية بهروبه هذا هل يقاس برجل غير معصوم ولا عنده ولاية تكوينية ؟!
مواضيع شبيهة