تحقيق في نسبة المقولة المنسوبة للحسين وهو يخاطب الجيش الذي قتله بقوله (يا شيعة آل أبي سفيان)
كذب الشيعة لا ينتهي في المقتل الحسيني
تحقيق في نسبة المقولة المنسوبة للحسين وهو يخاطب الجيش الذي قتله بقوله (يا شيعة آل أبي سفيان)هذه المقولة ينسبها الشيعة للحسين بن علي رضي الله عنه ويحتجون بها أن هذا تصريح من الحسين أن من قتله هم اهل السنة الذي يحبون أبو سفيان رضي الله عنه فهل فعلا ثبت عن الحسين رضي الله عنه انه قال ذلك ؟
ولابد أولا من البحث في المصادر التي وصلتنا وهل جاءت هذه اللفظة في مصادر أهل السنة ؟
قبل الجواب عن ذلك أقول تأكيدا على أن الشيعة هم أكذب خلق الله على الإطلاق لابد من الإشارة إلى أنهم ينسبون تلك المقولة إلى عدة مصادر.
أولا: موسوعة الأسـئلة العقائدية المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 2 صفحة : 200
ذكروا تلك المقولة ووضعوا في الهامش تلك المصادر
(لواعج الأشجان : 185 ، تاريخ الأُمم والملوك 4 / 344 ، البداية والنهاية 8 / 203 ، مقتل الحسين لابن مخنف : 190 ، اللهوف : 71 ، كشف الغمّة 2 / 262 .)
وحتى ندلل لكم على كذب هؤلاء لابد من نقل النصوص من تلك المصادر وتفنيدها على النحو التالي
اولا: كتاب لواعج الأشجان هو كتاب لرجل معاصر وهو محسن الأمين والرجل قد توفي في القرن الماضي في 30 مارس 1952 .. وعليه فلا يصلح كتابه أن يكون مصدرا لكلام الحسين رضي الله عنه ولذلك فإنه قد صدّر كلامه بقوله (قال بعض الرواة)
اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 142
المصدر الثاني: تاريخ الأمم والملوك(تاريخ الطبري)
ولما رجعنا إليه لم نجد تلك الكلمة في الكتاب! ونحن ننقل لكم العبارة الموجودة في الكتاب بتمامها
في رواية أبي مخنف «…فقال الحسين: ويلكم! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخانون يومَ المعاد، فكونوا في أمر دنياكم أحرارًا ذوي أحساب»
«صحيح وضعيف تاريخ الطبري» (9/ 254)
قال البرزنجي (في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك)
وعليه فإن الطبري لم يذكر تلك المقولة المنسوبة للحسين رضي الله عنه.
المصدر الثالث: البداية والنهاية لابن كثير وهو كالذي قبله لم يذكر تلك اللفظة!
وإليكم النص من الكتاب: «…فقال لهم الحسين: ويلكم!! إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في دنياكم أحرارا وذوى أحساب»
«البداية والنهاية» (8/ 187)
وعليه فهذا كذب على ابن كثير وعلى أهل السنة!
المصدر الرابع: مقتل الحسين لأبي مخنف، وهو كالذي سبقهما لم يذكر تلك المقولة! وإليكم نص كلام أبي مخنف: ” ….فقال الحسين: ويلكم ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في امر دنياكم احرارا، ذوى احساب..”
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 190
وعليه فهذه الكذبة الثالثة لإثبات تلك المقولة المزعومة.
المصدر الخامس: اللهوف لابن طاووس وهو بالفعل قد ذكر تلك الكلمة لكنه صدرها بالإسناد لمجهول لم يذكره أو على الأقل لم يذكر اسناده إليه، قال ابن طاووس الرافضي: “قال الراوي ولم يزل عليه السلام يقاتلهم حتى حالوا بينه وبين رحله فصاح عليه السلام ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه..”.
اسم الکتاب : اللهوف في قتلى الطفوف المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 71
وابن طاووس بينه وبين مقتل الحسين قرابة ال600 عام فقد توفي ابن طاووس 664 هجرية.
المصدر السادس: كشف الغمة للإربلي
ولما رجعنا للمصدر رأيناه أنه نقل المقولة ولكن بلفظ آخر وهو قوله (و يحكم يا شيعة الشيطان) ولاشك أن هذا أصدق وصف لشيعة الكوفة الذين أظهروا التشيع لأهل البيت ثم استدرجوا الحسين وقتلوه
يقول الإربلي: “فصاح الحسين (عليه السلام): و يحكم يا شيعة الشيطان إن لم يكن لكم دين و لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا..”
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة المؤلف : المحدث الإربلي الجزء : 1 صفحة : 592
وعليه فهذا كذب من الشيعة في نسبتهم تلك المقولة لهذا المصدر .
المصدر السابع والأخير وهو كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، ولعله أول من ذكر تلك الفرية المنسوبة للحسين رضي الله عنه.
قال ابن أعثم الكوفي: “فصاح بهم الحسين رضي الله عنه: ويحكم [2] يا شيعة آل سفيان! إن لم يكن دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه”.
اسم الکتاب : الفتوح لابن اعثم المؤلف : ابن أعثم الجزء : 5 صفحة : 117
وهذا الكلام ذكره ابن اعثم بلا إسناد وبينه وبين الواقعة أكثر من قرنين من الزمان فقد توفي ابن اعثم 314 ه
وابن اعثم هذا شيعي رافضي، قال الحافظ ابن حجر قي اللسان: ”
«أحمد” بن أعثم الكوفي الأخباري المورخ قال ياقوت كان شيعيا وعند أصحاب الحديث ضعيف وصنف كتاب الفتوح إلى أيام الرشيد وصنف تاريخا من أول دولة المأمون إلى آخر دولة المقتدر وله نظم وسط»
«لسان الميزان – ط الهندية» (1/ 138)
وفي جواب الآلوسي على شيء نقله ابن أعثم قال أنه «من مفتريات ابن قتيبة وابن أعثم الكوفي والسمساطي وكانوا مشهورين بالكذب والافتراء»
«تفسير الألوسي = روح المعاني» (11/ 192)

ونحن نتحدى أن يأتينا شيعي بتوثيق من قدماء محدثينه أن الرجل شيعي ثقة عندهم، أما عندنا فحاله قد سبق بيانه ، وعليه فهذه الفرقة المنسوبة واقعة الطف مقتل الحسينعيا الا ويعرفها ويرددها ما هو الا امتداد لافتراءاتهم على أهل البيت وعلى الحسين بن علي رضي الله عنه والذي قال “وقَد خَذَلَنا شيعَتُنا” الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 546
الأخبار الطوال : ارتَحَلَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَوضِعِهِ ذلِكَ مُتَيامِناً[2] عَن طَريقِ الكوفَةِ ، حَتّى انتَهى إلى قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، فَنَزَلوا جَميعاً هُناكَ ، فَنَظَرَ الحُسَينُ عليه السلام إلى فُسطاطٍ مَضروبٍ ، فَسَأَلَ عَنهُ ، فَاُخبِرَ أنَّهُ لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ ، وكانَ مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، وفُرسانِهِم . فَأَرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلَيهِ بَعضَ مَواليهِ يَأمُرُهُ بِالمَصيرِ إلَيهِ ، فَأَتاهُ الرَّسولُ ، فَقالَ : هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَسأَلُكَ أن تَصيرَ إلَيهِ . فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : وَاللَّهِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلّا لِكَثرَةِ مَن رَأَيتُهُ خَرَجَ لِمُحارَبَتِهِ ، وخِذلانِ شيعَتِهِ ، فَعَلِمتُ أنَّهُ مَقتولٌ ولا أقدِرُ عَلى نَصرِهِ”
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 572