طعن الشيعة في اسلام معاوية وأنه أسلم مكرها.
قال الشيعة إن جميع الطلقاء إنما أسلموا كرها ولم يدخل الإسلام قلوبهم وعلى رأس هؤلاء معاوية
يقول قاضيهم النعمان المغربي: “و أسلم معاوية في ظاهر أمره عام الفتح مع أبيه مستسلمين كما ذكرنا لا راغبين في الإسلام و لا داخلين فيه باعتقاد،و لكن للخوف من القتل لما أبقاه بالغلبة”.
[المناقب و المثالب-القاضي النعمان المغربي الجزء 1 الصفحة 218]
ويقول الأميني: “ولم يسلم قلبه قط، وإنما أسلم لسانه”.
[اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني الجزء : 1 صفحة : 0]
ومنهم من يزعم أن جميع الأمويين قد أسلموا كرها! يقول عادل العلوي: “ثمّ إنّما أسلم الأُمويّون والعثمانيّون بكُره وقهر، وكان أبو سفيان يقود جيوش الكفر والشرك في غزوتي أُحد والخندق، كما أسلم معاوية في ظاهر الأمر بعد أبيه، بعد فتح مكّة المكرّمة”.
[منهل الفوائد في تتمة الرافد -عادل العلوی الجزء 2 الصفحة 168]
والجواب علي هذه الشبهة من وجوه:
أولا: لم يطعن أحد قط في اسلام معاوية رضي الله عنه الا متأخري الشيعة، وقد اتفق جميع من انتسب للاسلام في زمان الصحابة والتابعين على اسلام معاوية رضي الله عنه.يقول الذهبي «وَكَانَ النَّاسُ فِي الصَّدْرِ الأَوَّلِ بَعْدَ وَقْعَةِ صِفِّيْنَ عَلَى أَقسَامٍ:
أَهْلُ سُنَّةٍ: وَهُم أُوْلُو العِلْمِ، وَهُم مُحِبُّوْنَ لِلصَّحَابَةِ، كَافُّوْنَ عَنِ الخَوضِ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُم؛ كسَعْدٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ، وَأُمَمٍ.ثُمَّ شِيْعَةٌ: يَتَوَالَوْنَ، وَيَنَالُوْنَ مِمَّنْ حَارَبُوا عَلِيّاً، وَيَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُم مُسْلِمُوْنَ بُغَاةٌ ظَلَمَةٌ.ثُمَّ نَوَاصِبُ: وَهُمُ الَّذِيْنَ حَارَبُوا عَلِيّاً يَوْمَ صِفِّيْنَ، وَيُقِرُّوْنَ بِإِسْلَامِ عَلِيٍّ وَسَابِقِيْه، وَيَقُوْلُوْنَ: خَذَلَ الخَلِيْفَةَ عُثْمَانَ.فَمَا عَلِمتُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ شِيْعِيّاً كَفَّرَ مُعَاوِيَةَ وَحِزْبَهُ، وَلَا نَاصِبِيّاً كَفَّرَ عَلِيّاً وَحِزْبَهُ، بَلْ دَخَلُوا فِي سَبٍّ وَبُغْضٍ، ثُمَّ صَارَ اليَوْمَ شِيْعَةُ زَمَانِنَا يُكَفِّرُوْنَ الصَّحَابَةَ، وَيَبْرَؤُوْنَ مِنْهُم جَهلاً وَعُدوَاناً»
[«سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (5/ 374)]
وعليه فقد وقع الإجماع على إسلام معاوية رضي الله عنه ولم يطعن أحد قط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في اسلامه.
وقد وقع الاختلاف في وقت اسلامه رضي الله عنه وذلك على ثلاثة أقوال:
الاول: أنه اسلم عام الفتح مع ابيه.
المعارف (ص: 349)، أنساب الأشراف (5/ 13)، الاستيعاب (3/ 1416)، أسد الغابة (5/ 201)، تهذيب الأسماء واللغات (2/ 101)، البداية والنهاية (11/ 396)، تاريخ الخلفاء (ص: 148)
يقول ابن كثير: “«وَإِنَّمَا أَسْلَمَ مُعَاوِيَةُ يَوْمَ الْفَتْحِ»
[«البداية والنهاية» (16/ 28 ت التركي)]
ويقول النووي: «وَإِنَّمَا أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَامَ الْفَتْحِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَقِيلَ إِنَّهُ أَسْلَمَ بَعْدَ عُمْرَةِ الْقَضَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ»
[«شرح النووي على مسلم» (8/ 205)]
ولأن بعض أهل العلم نقل اسلامه عام القضية فقد قال الحافظ معلقا على كلام النووي: “«وَالَّذِي رَجَّحَهُ مِنْ كَوْنِ مُعَاوِيَةَ إِنَّمَا أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ صَحِيحٌ مِنْ حَيْثُ السَّنَدِ لَكِنْ يُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّهُ كَانَ أَسْلَمَ خُفْيَةً وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ وَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ إِظْهَارِهِ إِلَّا يَوْم الْفَتْح»
[«فتح الباري لابن حجر» (3/ 565)]
القول الثاني: أنه اسلم عام الحديبية سنة ست.روى ابن أبي خيثمة قال: “«حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ الله؛ قال: مُعَاوِيَة بْنُ أَبِي سُفْيَان كَانَ يَقُولُ: أَسْلَمتُ عَامَ الْقَضِيَّةِ لقيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعتُ إِسْلامي عِنْدَهُ فقَبِلَ مِنِّي.
وَعَامُ الْقَضِيَّةِ سَنَةَ سِتٍّ»
[«التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة – السفر الثاني – ط الفاروق» (1/ 544).]
القول الثالث: أنه اسلم قبيل الفتح وبعد الحديبية فقد روى ابن سعد في الطبقات عن: “«عُمر بن عبد الله العَنْسِيّ قال: قال معاوية بن أبي سفيان: لمّا كان عام الحديبية وصدّت قريش رسولَ الله، – صلى الله عليه وسلم -، عن البيت ودافعوه بالراح، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبى، فذكرتُ ذلك لأُمى هند بنت عُتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك أو أن تقطع أمرًا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبًا في سوق حُبَاشَة، قال: فأسلمتُ وأخفيتُ إسلامى، فوالله لقد رَحَلَ رسول الله، – صلى الله عليه وسلم -، مِن الحديبية وإنى مصدِّق به وأنا على ذلك أكتمه مِن أبي سفيان، ودخَل رسول الله، – صلى الله عليه وسلم -، مكّة عام عُمرة القضية وأنا مسلم مصدق به وعلم أبو سفيان بإِسلامى فقال لي يومًا: لكن أخوك خَير منك فهو على دينى، قلت: لم آل نفسى خيرًا، قال: فدخل رسول الله، – صلى الله عليه وسلم -، مكة عام الفتح فأظهرتُ إسلامى ولقيته فرحّب بي وكتبتُ له»
[«الطبقات الكبير» (6/ 16 ط الخانجي)]
والحاصل أن معاوية وبالاتفاق اظهر اسلامه عام الفتح، وقد كان عمره وقت اسلامه ثمانية عشر عاما
المجتبی من المجتنی – ابن الجوزي ص61وهذا قاطع في ابطال طعن الشيعة في اسلام معاوية رضي الله عنه
ثانيا: قد ثبت اسلام معاوية رضي الله عنه في كتب الشيعة وبإقرارهم.
ولأنهم يقدمون كلام علمائهم-عمليا- على كلام أئمتهم والذي يخضع دائما للرد بدعوى التصحيح والتضعيف أو بدعوى التقية أو غير ذلك، فإننا نقدم كلام علمائهم على كلام معصوميهم.
يقول شيخهم المفيد: “لا خلاف بين الأمة أن أبا سفيان أسلم قبل الفتح بأيام ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله الأمان لمن دخل داره تكرمة له وتمييزا عمن سواه ، وأسلم معاوية قبله في عام القضية ( 1 ) وكذلك كان إسلام يزيد بن أبي سفيان ( 2 ) . وقد كان لهؤلاء الثلاثة من الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكن لأبي بكر وعمر وعثمان ، لأن أبا سفيان أبلى يوم حنين بلاء حسنا ، وقاتل يوم الطائف قتالا لم يسمع بمثله في ذلك اليوم لغيره ، وفيه ذهبت عينه ، وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وآله مع ابنه يزيد بن أبي سفيان ، وهو يقدم بها بين يدي المهاجرين والأنصار . وقد كان أيضا لأبي سفيان بعد النبي صلى الله عليه وآله مقامات ومعروفة في الجهاد ، وهو صاحب يوم اليرموك ، وفيه ذهبت عينه الأخرى ، وجاءت الأخبار أن الأصوات خفيت فلم يسمع إلا صوت أبي سفيان ، وهو يقول : يا نصر الله اقترب . والراية مع ابنه يزيد ، وقد كان له بالشام وقائع مشهورات ( 3 ) . ولمعاوية من الفتوح بالبحر وبلاد الروم والمغرب والشام في أيام عمر وعثمان وأيام إمارته وفي أيام أمير المؤمنين عليه السلام وبعده ما لم يكن لعمر”.
[الإفصاح، الشيخ المفيد، ص ١٥٤]
وهذا النص فيه جواب على دعوى اسلام معاوية ووالده كرها، إذ أن المكره لا يقدم على خدمة الإسلام بكل ما أوتيت من قوة حتى أنه يفتح البلدان الكثيرة، ويقاتلون قتالا لم يسمع بمثله كما يقول المفيد، ومما يرد تلك الدعوى أيضا على أبي سفيان قولهم ان السكينة نزلت يوم حنين عليه في تسعة من المؤمنين، والسكينة لا تنزل الا على المؤمن كما يقررون.
[إحقاق الحق ( الأصل )، الشهيد نور الله التستري، ص ٢٥]
[الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنه، ج ٤، الشيخ محمد الصادقي، ص ١٧٠]
قال علامتهم ابن طاووس في كتابه (كشف المحجة لثمرة المهجة)(ص78):[ فقلت قال الله جل جلاله في مخالفتهم في الخوف ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) فروى أصحاب التواريخ أنه لم يبق معه إلا ثمانية أنفس ، علي عليه السلام والعباس والفضل بن العباس وربيعة وأبو سفيان ابنا الحارث بن عبد المطلب وأسامة بن زيد وعبيدة بن أم أيمن ]. المرعشي في كتابه (شرح إحقاق الحق)(1/43)فتح الله الكاشاني في كتابه (زبدة التفاسير)(3/94-95)محمد جواد مغنية في تفسيره (التفسير المبين)(ص244)
وقال شيخهم الأعظم المفيد في كتابه (الإرشاد)(1/140-141):[ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ” يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومن ثبت معه من بني هاشم يومئذ وهم ثمانية – أمير المؤمنين تاسعهم – : . العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله . والفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره . وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر بغلته وقد اثبت ذلك عدة من علمائهم. ابن المطهر الحلي في كتابه (كشف اليقين)(ص143-144)علي بن أبي الفتح الإربلي في كتابه (كشف الغمة في معرفة الأئمة)(1/221) محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة)(3/522)
وبه يبطل قول الشيعة في أن اسلام أبو سفيان والأمويون إنما كان ظاهريا فقط بل كانوا في غاية الإيمان، ولا يقال إن من لم يثبت في حنين فهو دليل على كفره أو نفقته وإلا لزم دخول عمار وسلمان والمقداد في ذلك الحكم، ولذلك فقد تناقضوا يحكموا بالإيمان على من لم تنزل عليه السكينة في يوم حنين .يقول محمد حسين الطباطبائي في (الميزان في تفسير القرآن)(9/226):[ فهذا الذي ذكرناه مما يقرب إلى الاعتبار أن يكون المراد بالمؤمنين الذين ذكر نزول السكينة عليهم هم الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما سائر المؤمنين ممن رجع بعد الانكشاف فهم تحت شمول قوله : ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم ) ].
وأما عن أقوال أئمتهم في اسلام معاوية وإيمانه فأكثر من أن تحصر، ومن ذلك:
١- روى صدوقهم عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة ،وألفان من مكة ، وألفان من الطلقاء ، ولم ير فيهم قدري ولا مرجي ولا حروري ولا معتزلي ، ولا صحاب رأي ، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون : اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير” .
[الخصال، الشيخ الصدوق، ص ٦٣٩]
وصحح اسناده النوري الطبرسي في خاتمة المستدرك، ج ١، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ص ٣١٠ وقال حيدر حب الله:“وهو صحيح السند على المشهور”.
[منطق النقد السندي (بحوث في قواعد الرجال والجرح والتعديل)، ج ٢، حيدر حب الله، ص ٧٨]
فهذا المدح العظيم للطلقاء لا يمكن أن يصدق ابدأ على منافقين لم يسلموا الا كرها كما يزعمون. ومعلوم أن فتح مكة كان عدد المسلمين فيه عشرة آلاف، ثم انضم الفان من الطلقاء فصاروا في حنين اثني عشر ألفا.قال علامتهم الملا فتح الله الكاشاني في كتابه (زبدة التفاسير)(3/94):[ وحنين واد بين مكّة والطائف ، كانت فيه الوقعة بين المسلمين – وهم اثنا عشر ألفا ].
يقول كبير مفسيرهم علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (1/286):[ وخرج في اثنى عشر ألف رجل ].فهؤلاء ومنهم معاوية رضي الله عنه الذين مدحهم المعصوم ولم يستثن منهم أحدا ابدا لا معاوية ولا غيره .
٢- شهد علي بالإيمان لجيش معاوية أيضا لما قال في نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج 3 – ص 114ومن كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقتص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين : ((وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء ).
٣- ما جاء عن علي رضي الله عنه عن جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ لِأَهْلِ حَرْبِهِ: «إِنَّا لَمْ نُقَاتِلْهُمْ عَلَى التَّكْفِيرِ لَهُمْ، وَ لَمْ نُقَاتِلْهُمْ عَلَى التَّكْفِيرِ لَنَا، وَ لَكِنَّا رَأَيْنَا أَنَّا عَلَى حَقٍّ، وَ رَأَوْا أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ»
[اسم الکتاب : قرب الإسناد – ط الحديثة المؤلف : الحميري، أبو العباس الجزء : 1 صفحة : 93]
فالشيعة ينسبون الكفر الواقعي لمعاوية وجيشه وعلي بنفسه تماما فأي الفريقين أحق بالصدق والتصديق؟!
٤- في نهج البلاغة: “وقال له بعض اليهود: ما دَفَنْتُم نَبِيَّكُم حتّى اختلفتم فيه!فقال(عليه السلام) له: إِنَّمَا اخْتَلَفْنَا عَنْهُ لاَ فِيهِ“.
[اسم الکتاب : نهج البلاغة ت الحسون المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 1 صفحة : 853]
فهنا يبين علي لليهودي أن الاختلاف لم يكن على الإسلام وإنما كان في تأويل بعض كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مما ينفي دعواهم أن الخلاف بين علي ومعاوية كان خلافا بين كافر ومسلم !.
٥- اذا كان معاوية غير مسلم كما تزعمون فلماذا لم يشترط عليه الحسن أن يدخل في الإسلام أولا؟ وكيف يطلب من منافق أن يعمل بالكتاب والسنة مباشرة! جاء في شروط الصلح الذي كان بين الحسن ومعاوية في كتب الشيعة: “وكتب إليه هذه الوثيقة التالية : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ الحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ صَالَحَهُ عَلَى أَنْ يُسَلِّمَ إِلَيْهِ وِلَايَةَ أَمْرِ المُسْلِمِينَ عَلَى : 1 – أَنْ يَعْمَلَ فِيهِمْ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وَسِيرَةِ الخُلَفَاءِ الصَّالِحِينَ .
[الإمام الحسن (ع) قدوة وأسوة، السيد محمد تقي المدرسي، ص ٤١]
[الخصائص الفاطمية، ج ٢، الشيخ محمد باقر الكجوري، ص ٥٧٨]
[بحار الأنوار، ج ٤٤، العلامة المجلسي، ص ٦٧]
[منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل ( ع )، ج ١، الشيخ عباس القمي، ص ٤٣٤]
[جواهر التاريخ ( سيرة الإمام الحسن ع )، ج ٣، الشيخ علي الكوراني العاملي، ص ٥٨.]
فلو كان الحسن يعلم ما يزعمه الشيعة في معاوية لاشترط عليه الدخول في الإسلام أولا قبل ان يشترط عليه أن يعمل في الخلافة بالكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين، وذلك أنهم يقررون انه: “لا يجوز أن يكون سريرة ولاة الأمر بخلاف علانيتهم كما لم يجز أن يكون سريرة النبي الذي هو أصل ولاة الأمر و هم فرعه بخلاف علانيته.
[اسم الکتاب : علل الشرائع المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 214]
وبه يثبت أن الحسن يعلم أن سريرة معاوية الإسلام بل الإيمان الكامل اللازم لولاية أمر المسلمين .
٦- نصت كتب الشيعة على أن الحسين قد ترحم على معاوية رضي الله عنه في مقتل أبي مخنف:” فأقرأه الوليد الكتاب ونعى له معاوية ودعاه إلى البيعة ، فقال حسين : انا لله وانا إليه راجعون ورحم الله معاوية وعظم لك الاجر”.
[مقتل الحسين ( ع )، أبو مخنف الأزدي، ص ١٩]
[مسند الإمام الحسين ( ع )، ج ١، الشيخ عزيز الله عطاردي، ص ٢٥٧]
[موسوعة الإمام الحسين ( ع ) ( تاريخ امام حسين ع )، ج ١، مكتب طباعة الكتب المساعدة التعليمية، ص ٢٤٤]
فهل كان ترحم المعصوم على منافق؟ إن الشيعة يزعمون أن ترحم العالم على شخص دليل أنه ثقة فكيف بترحم المعصوم الحسين؟
يقول شيخهم عبد الرسول الغفار: “وقد عرفت إن ذكر كبار الثقات من الأصحاب مشايخهم بالترضي والترحم عليهم دليل على علو مكانتهم وجلالة قدرهم”.
[الكليني والكافي، الشيخ عبد الرسول الغفار، ص ١٩٩]
فنقول كما قال الخوئي: “وقد ترحم الصادق ( ع ) على جميع زوار الحسين ( ع ) وفيهم الفاسق والكذاب وشارب الخمر أفهل ترى أن ترحم الصدوق وترضيه أعظم شأنا من ترحم الصادق ( عليه السلام )” .
[كتاب الصلاة، ج ٤، السيد الخوئي، ص ٢٣٥]
قلنا: نعم يا خوئي هذا الحسين رضي الله عنه يترحم على معاوية بخصوصه وتحكمون عليه بالنفاق، فإذا ترحم الصدوق على شخص كان غاية في الوثاقة والعدالة!!
ثالثا: القول بأن أهل مكة أسلموا كرها طعن في دين الإسلام وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما كان يجبر الناس على الدخول في الاسم وهذا يناقض قول الله تعالى { لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَیِّۚ فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٥٦]
بل وفيه زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على زرع المنافقين بين المسلمين حتى يألونهم خبالا ويزرعون الفتن والشقاق بين المسلمين وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الطعن العظيم! ولكن لأن معاوية رضي الله عنه اسلم على يديه الملايين من الكفار كان لابد من الطعن في إسلامه، يقول شيخهم المفيد: “أكثر فتوح الشام وبلاد المغرب والبحرين والروم وخراسان كانت على يد معاوية بن أبي سفيان وأمرائه كعمرو بن العاص وبسر بن أرطاة ومعاوية بن حديج وغير من ذكرناه، ومن بعدهم على أيدي بني أمية وأمرائهم بلا اختلاف“.
[الكتاب : الإفصاح المؤلف : الشيخ المفيد الصفحه: 130]
مواضيع شبيهة
إلزامات على عقيدة الشيعة في التوحيد
والحمد لله رب العالمين.