زعم الشيعة ان معاوية من الشجرة الملعونة في القرآن.
قال الكوراني: “وسمى بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن ، وهم برأي معاوية معدن الحق والملك في قريش والعرب ، ووصفهم بأنهم كإبليس يحسدون النبي وبني هاشم ! ( وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا ).
اسم الکتاب : جواهر التاريخ المؤلف : الكوراني العاملي، علي الجزء : 2 صفحة : 432
فكيف تحكمون على معاوية بالكفر ، وأنه الشجرة الملعونة في القرآن
اسم الکتاب : جواهر التاريخ المؤلف : الكوراني العاملي، علي الجزء : 2 صفحة : 205
والجواب علي هذه الشبهة من وجوه:
أولا: الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم وقد جاء ذلك «عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً للناس}. قَالَ هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً أُسْرِيَ بِهِ. {والشجرة الملعونة} شجرة الزقوم»
«صحيح البخاري» (4/ 1748 ت البغا)
قال الحافظ: «قَوْلُهُ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآن قَالَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ وَذَكَرَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ بِضْعَةَ عَشَرَ نَفْسًا مِنَ التَّابِعِينَ ثُمَّ رَوَى مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَوَلَدُهُ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ»
«فتح الباري بشرح البخاري – ط السلفية» (8/ 399)
وقال ابن كثير: “«وَقَدْ قِيلَ: الْمُرَادُ بِالشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ: بَنُو أُمَيَّةَ. وَهُوَ غَرِيبٌ ضَعِيفٌ.قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَنِي فُلَانٍ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقُرُودِ (9) فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَمَا اسْتَجْمَعَ ضَاحِكًا حَتَّى مَاتَ. قَالَ: وَأَنْزَلَ (10) اللَّهُ فِي ذَلِكَ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} الْآيَةَ (11) .
وَهَذَا السَّنَدُ ضَعِيفٌ جِدًّا؛ فَإِنَّ “مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالة” مَتْرُوكٌ، وَشَيْخَهُ أَيْضًا ضَعِيفٌ بِالْكُلِّيَّةِ. وَلِهَذَا اخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ: أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ لَيْلَةُ الْإِسْرَاءِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ، قَالَ: لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَلَى ذَلِكَ، أَيْ: فِي الرُّؤْيَا وَالشَّجَرَةِ»
«تفسير ابن كثير – ت السلامة» (5/ 92).
وقال الشيخ الشنقيطي: “«التَّحْقِيقُ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ مَا أَرَاهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَرَائِبِ وَالْعَجَائِبِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ; لِأَنَّ عُقُولَ بَعْضِهِمْ ضَاقَتْ عَنْ قَبُولِ ذَلِكَ، مُعْتَقِدَةً أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ حَقًّا، قَالُوا: كَيْفَ يُصَلِّي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَيَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ، وَيَرَى مَا رَأَى فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَيُصْبِحُ فِي مَحِلِّهِ بِمَكَّةَ؟ هَذَا مُحَالٌ، فَكَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِتْنَةً لَهُمْ لِعَدَمِ تَصْدِيقِهِمْ بِهِ، وَاعْتِقَادِهِمْ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ، وَأَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ الَّتِي هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ فِتْنَةً لِلنَّاسِ، لِأَنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوهُ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ الْآيَةَ [37 \ 64] ، قَالُوا: ظَهَرَ كَذِبُهُ ; لِأَنَّ الشَّجَرَ لَا يَنْبُتُ فِي الْأَرْضِ الْيَابِسَةِ، فَكَيْفَ يَنْبُتُ فِي أَصْلِ النَّارِ؟ فَصَارَ ذَلِكَ فِتْنَةً. وَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ كَوْنِ الشَّجَرَةِ الْمَذْكُورَةِ فِتْنَةً لَهُمْ بِقَوْلِهِ: أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ الْآيَةَ [37 \ 62 – 64] وَهُوَ وَاضِحٌ كَمَا تَرَى»
«أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» (3/ 165 ط الفكر)
فأنت ترى أن هذا هو الذي ينسجم مع الآيات وسياقها ولذلك قال الشيخ الشنقيطي: “«قَوْلَ مَنْ قَالَ: إِنَّ الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا هِيَ رُؤْيَاهُ فِي الْمَنَامِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَإِنَّ الْمُرَادَ بِالشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ فِي الْقُرْآنِ بَنُو أُمَيَّةَ – لَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ ; إِذْ لَا أَسَاسَ لَهُ مِنَ الصِّحَّةِ، وَالْحَدِيثُ الْوَارِدُ بِذَلِكَ ضَعِيفٌ لَا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ، وَإِنَّمَا وَصَفَ الشَّجَرَةَ بِاللَّعْنِ لِأَنَّهَا فِي أَصْلِ النَّارِ، وَأَصْلُ النَّارِ بَعِيدٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَاللَّعْنُ: الْإِبْعَادُ عَنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، أَوْ لِخُبْثِ صِفَاتِهَا الَّتِي وُصِفَتْ بِهَا فِي الْقُرْآنِ، أَوْ لِلَعْنِ الَّذِينَ يَطْعَمُونَهَا. وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى»
«أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» (3/ 166 ط الفكر)
وعليه فإن الآثار في انها بنو أمية لا تصح وإنما الصحيح انها شجرة الزقزم
ثانيا: سرد ما يذكرونه من الروايات وبيان ضعفه باختصار
النقل الأول: قالوا «وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَت لمروان بن الحكم: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: لأَبِيك وَجدك إِنَّكُم الشَّجَرَة الملعونة فِي الْقُرْآن»
«الدر المنثور في التفسير بالمأثور» (5/ 310)
قال الشوكاني في فتح القدير وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا، وَهُوَ مُرْسَلٌ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ نَحْوَهُ، وَهُوَ مُرْسَلٌ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ:
سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَبِيكَ وَجَدِّكَ: «إِنَّكُمُ الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ» وَفِي هَذَا نَكَارَةٌ لِقَوْلِهَا:
يَقُولُ لِأَبِيكَ وَجَدِّكَ، وَلَعَلَّ جَدَّ مَرْوَانَ لَمْ يُدْرِكْ زَمَنَ النُّبُوَّةِ
«فتح القدير للشوكاني» (3/ 285)
وعليه فهذه الروايات غير مسنده جميعها فيسقط الاحتجاج بها.
النقل الثاني: “«من تاريخ القاضي شهاب الدين بن أبي الدم، قال: وفيها أمر بكتبة الطعن، في معاوية وابنه وأبيه، وإباحة لعنهم، وكان من جملة ما كتب في ذلك: بعد الحمد لله والصلاة على نبيه، وأنه لما بعثه الله رسولاً، كان أشد الناس في مخالفته بنو أمية، وأعظمهم في ذلك أبو سفيان ابن حرب، وشيعته من بني أمية، قال الله تعالى في كتابه العزيز ” والشجرة الملعونة ” ” الإسراء: 60 ” اتفق المفسرون أنهِ أراد بها بني أمية»
«المختصر في أخبار البشر» (2/ 57)
وجوابنا ان هذا نقل مؤرخ عن الخليفة العباسي المعتضد وهو يطعن في الدولة الاموية وهذا خلاف سياسي فما دخلنا نحن به؟ فالمؤرخ ابي الفداء ينقل بتاريخه مواقف الخليفة العباسي المعتضد ضد الامويون من باب الدعاية السياسية العباسية ضد الامويين بل ان هذه الدعاية المعادية للامويين تراجع عنها المعتضد خوفا من تقوية شوكة العلويين ومعلوم ان العباسين اعتمدوا على الفرس والشيعة في محاربة الدولة الاموية و تراجع الخليفة العباسي المعتضد عن اللعن لانه وجد في ذلك استطالة للعلويين، وهم في كل وقت يخرجون على السلطان ويحصل به الفتن بين الناس، فأمسك عن ذلك.
وإليك سياق الكلام قال «وفي هذه السنة مات البحتري الشاعر، واسمه الوليد بن عبادة، بمنبج أو بحلب، وكان مولده سنة ست ومائتين، وفيها توفي علي بن العباس المعروف بابن الرومي الشاعر، وفيها أمر المعتضد أن يكتب إلى الأقطار، برد الفاضل من سهام المواريث، على ذوي الأرحام، وإبطال ديوان المواريث. من تاريخ القاضي شهاب الدين بن أبي الدم، قال: وفيها أمر بكتبة الطعن، في معاوية وابنه وأبيه، وإباحة لعنهم، وكان من جملة ما كتب في ذلك: بعد الحمد لله والصلاة على نبيه، وأنه لما بعثه الله رسولاً، كان أشد الناس في مخالفته بنو أمية، وأعظمهم في ذلك أبو سفيان ابن حرب، وشيعته من بني أمية، قال الله تعالى في كتابه العزيز ” والشجرة الملعونة ” ” الإسراء: 60 ” اتفق المفسرون أنهِ أراد بها بني أمية. ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده…. فقيل له: إِنّ في ذلك استطالة للعلويين، وهم في كل وقت يخرجون على السلطان ويحصل به الفتن بين الناس، فأمسك عن ذلك
«المختصر في أخبار البشر» (2/ 57)
النقل الثالث في تاريخ الطبري قال: «وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً» ولا اختلاف بين احد انه اراد بها بنى اميه”
«تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري» (10/ 58)
والجواب ان هذا النقل فيه بتر سخيف وكذب على الامام الطبري إذ أن الطبري لا يثبت اللعن على بني امية انما ينقل ما كان يفعله الخليفة العباسي المعتضد في حق معاوية ودولة بني أمية. وإليك سياق الكلام مع اختصاره لطوله: قال الطبري «وفي هذه السنه عزم المعتضد بالله على لعن معاويه بن ابى سفيان على المنابر، وامر بإنشاء كتاب بذلك يقرا على الناس، فخوفه عبيد الله بن سليمان بن وهب اضطراب العامه، وانه لا يامن ان تكون فتنه، فلم يلتفت الى ذلك من قوله …. وتحدث الناس ان الكتاب الذى امر المعتضد بانشائه بلعن معاويه يقرا بعد صلاه الجمعه على المنبر…وذكر انها نسخه الكتاب الذى أنشئ للمعتضد بالله: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلى العظيم.. «وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً» ولا اختلاف بين احد انه اراد بها بنى اميه”.
«تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري» (10/54:58)
فهذا ليس كلام الطبري وليس كلام عالم فضلا عن ان يكون كلام معصوم يحتج به.
ثالثا: قد جاء في تفاسير الرافضة ان الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم
قال المجلسي في البحار: “وقيل : إن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، وإنما سميت فتنة لان المشركين قالوا : إن النار تحرق الشجر ، فكيف تنبت الشجرة في النار؟ وصدق به المؤمنون”.
اسم الکتاب : بحار الأنوار – ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 9 صفحة : 120
وقال الطبرسي: “(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة إلا فتنة للناس) * قالوا: وإنما سمى شجرة الزقوم فتنة، لأن المشركين قالوا: إن النار تحرق الشجرة، فكيف تنبت الشجرة في النار؟ وصدق بها المؤمنون.
وروي أن أبا جهل قال: إن محمدا يوعدكم بنار تحرق الحجارة، ثم يزعم أنه تنبت فيها الشجرة، وقوله * (في القرآن) * معناه التي ذكرت في القرآن
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن – ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 6 صفحة : 266
وقال ناصر مكارم الشيرازي: “الشجرة الملعونة التي ورد ذكرها في القرآن هي (شجرة الزقوم) وهي الشجرة التي تنمو في الجحيم طبقا للآية (64) من سورة الصافات في قوله تعالى إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ولهذه الشجرة طعم مج ومؤذ، وثمارها طعام للمذنبين طبقا للآيات 43 – 46 من سورة الدخان إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون، كغلي الحميم وطعامها ليس كطعام الدنيا بل يشبه المعدن المذاب بالحرارة والذي يغلي في الأحشاء. وسيرد تفسيرها بشكل كامل في تفسير الآيات من سورة الدخان إن شاء الله. إن شجرة الزقوم – بدون شك – لا تشبه أشجار الدنيا أبدا، ولهذا السبب فإنها تنمو في النار، وطبيعي أننا لا ندرك هذه الأمور المتعلقة بالعالم الآخر إلا على شكل أشباح وتصورات ذهنية.لقد استهزأ المشركون بهذه التعابير والأوصاف القرآنية بسبب من جهلهم وعدم معرفتهم وعنادهم، فأبو جهل – مثلا – كان يقول: إن محمدا يهددكم بنار تحرق الأحجار، ثم يقول بعد ذلك بأن في النار أشجارا تنمو! وينقل عن أبي جهل – أيضا – أنه كان يهيئ التمر والسمن ويأكل منه ثم يقول لأصحابه: كلوا من هذا فإنه الزقوم. (نقلا عن روح المعاني في تفسير الآية).
لهذا السبب فإن القرآن يعتبر الشجرة الملعونة في الآيات التي نبحثها، وسيلة لاختبار الناس، إذ كان المشركون يستهزئون بها، بينما استيقنها المؤمنون الحقيقيون الذين كانوا يؤمنون بها. ويمكن أن يطرح على هذا التفسير السؤال الآتي: إن شجرة الزقوم لم تطرح في القرآن بعنوان الشجرة المعلونة؟ في الإجابة على ذلك نقول: يمكن أن يكون المقصود هو اللعن آكليها. بالإضافة إلى ذلك إنه ما من شئ بعد رحمة الله سوى اللعن، وطبيعي جدا أن مثل هذه الشجرة بعيدة جدا عن رحمة الله”.
اسم الکتاب : الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 9 صفحة : 41.
فهذه تفاسير الشيعة تنص على ان الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم.
رابعا: كيف يكون بنو أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والقرآن بين أيدينا ولا نجد فيه ذلك ؟ إنما نجد فقط لعن شجرة الزقوم بل ذكر أنها مأوى كل ملعون، وكما قال ناصر مكارم الشيرازي ان آكلها ملعون في القرآن. ثم كيف تكون هي الشجرة الملعونة في القرآن ويتخذ النبي صلى الله عليه وسلم منها كاتبا له ليكتب الوحي ؟وكيف تكون الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة بني امية ويتخذ النبي صلى الله عليه وسلم فرعا منها ويتزوجه ويكون ضجيعه في فراشه وهي أم حبيبة بنت أبي سفيان؟ أليس هذا هو عين الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يسلم الحسن رقاب المسلمين ودماءهم واموالهم للشجرة الملعونة في القرآن ثم يرضى المسلمون بذلك ؟ وكيف يريد الحسين ان يضع يده في يد يزيد ابن عمه وهو قرع الشجرة الملعونة في القرآن؟
ففي الإرشاد للمفيد: “ولمّا رأى الحسينُ نزولَ العساكرِ مع عمرِ بن سعدٍ بنينوى ومدَدَهم لقتالِه أنفذَ إِلى عمر بن سعدٍ : «انِّي أُريدُ أن ألقاكَ [٤] » فاجتمعا ليلاً فتناجيا طويلاً ، ثمّ رجعَ عمرُ بنُ سعدٍ إِلى مكانِه وكتبَ إِلى عُبيَدِاللهِّ بن زيادٍ :أمّا بعدُ : فإِنّ اللّهَ قد أطْفأ النّائرةَ وجَمَعَ الكلمةَ وأَصَلحَ أَمرَ الأمّةِ ، هذا حسينٌ قد أَعطاني أن يرجِعَ إِلى المكانِ الّذي أتى منه أو أن يسيرَ إِلى ثَغرٍ منَ الثُّغورِ فَيكونَ رجلاًَ منَ المسلمينَ ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أَن يأَتيَ أميرَ المؤمنينَ يزيدَ فيضعَ يدَه في يدِه ، فيرى فيما بينَه وبينَه رأيَه ، وفي هذا[لكم] [٥] رضىً وللأمّةِ صلاحٌ.
الإرشاد المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 2 صفحة : 87
فهل يرضى الشيعة ان يضع الحسين يده في يد فرع الشجرة الملعونة في القرآن؟
مواضيع شبيهة
عدم إقامة الحد على قتلة عثمان لما تولى معاوية الخلافة
والحمد لله رب العالمين