7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

الزعم بأن عثمان اسلم رغبة في الزواج من رقية بنت النبي -صلى الله عليه وسلم

0

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا: القول بأن فلان أسلم لغير الله تعالى أو تسلم نفاقا هو خلاف الظاهر ويحتاج إلى تصريح من صاحبه أو على الأقل يحتاج الى قرائن قوية لا تقبل النقض، ولذلك لما قتل أسامة بن زيد رجلا تسلم بحجة أنه قالها نفاقا عنّفه النبي -صلى الله عليه وسلم- غاية العنف، ففي الصحيحين عن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ: فَصَبَّحْنَا القَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، قَالَ: وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا، قَالَ: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ اليَوْمِ

[البخاري، صحيح البخاري، ٤/٩].

[مسلم، صحيح مسلم، ٩٧/١].

 

فالأصل فيمن دخل في الإسلام أنه صحيح الإسلام حتى يثبت العكس.ولو جلعنا الأصل اتهام من يدخل في الإسلام بالنفاق لمجرد الظن والتهمة لما سلم من ذلك أحد.

 

ثانيا: قصة إسلام عثمان رضي الله عنه تناقض هذا الادعاء إذ أن القصة التي يعتمدون عليها في ذلك تقول بأن عثمان تحسر لما رأى رقية قد تزوجت من عتبة بن أبي لهب، وندم أن فاتته لكنه ما أسلم طلبا لها إذ أنها تزوجت وانتهى الأمر، ثم لما كلمته كاهنة عن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وكلمه الصديق بضرر الأوثان وصدق النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما سمع الحق منه لم يتمالك نفسه الا أن أسلم، والرواية تصرح بكون اسلم اتباعا للحق وقنوعا به لا لهدف قد فات كما يزعمون وإلى الرواية بطولها.في تاريخ دمشق: “عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن جده عمرو بن عثمان قال (4) كان إسلام عثمان بن عفان فيما حدثنا عن نفسه أنه قال كنت رجلا مستهترا (5) قال وكان عثمان وضيئا جميلا أبيض مشربا صفرة جعد الشعر حسن الثغر له جمة أسفل من أذنيه خدل الساقين طويل الذراعين أقنى قال عثمان إني ذات ليلة بفناء الكعبة قاعد في رهط من قريش إذ (6) أتينا فقيل لنا إن محمدا قد أنكح عتبة بن أبي لهب من رقية ابنته وكانت رقية ذات جمال رائع قال عثمان فدخلتني الحسرة لم لا أكون أنا سبقت إلى ذلك قال فلم ألبث أن انصرفت إلى منزلي فأصبت خالة لي قاعدة وأم عثمان أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب وخالته التي أصابها عند أهله سعدى بنت كريز قال عثمان وكانت قد طرقت وتكهنت عند قومها فلما أتتني قالت (1) أبشر وحييت ثلاثا تترى * ثم ثلاثا وثلاثا أخرى * ثم بأخرى كي (2) تتم عشرا * أتاك خير ووقيت شرا * أنكحت والله حصانا (3) زهرا * وأنت بكر ولقيت بكر * وافيتها بنت عظيم قدرا * بنيت أمرا قد أشاد ذكر قال عثمان فعجبت من قولها وقلت يا خالة ما تقولين فقالت عثمان (4) لك الجمال ولك اللسان * هذا نبي معه البرهان * أرسله بحقه الديان * وجاءه التنزيل والفرقان * فاتبعه لا تغنا لك الأوثان قال قلت يا خالة إنك لتذكرين شيئا ما وقع ذكره ببلدنا فأبينيه لي فقالت محمد بن عبد الله رسول من عند الله جاء بتنزيل الله يدعو به إلى الله ثم قالت مصباحه مصباح ودينه فلاح وأمره نجاح وقرنه نطاح ذلت به البطاح ما نفع الصياح لو وقع الذباح وسلت الصفاح ومدت الرماح قال ثم انصرفت ووقع كلامها في قلبي وجعلت أفكر فيه وكان لي مجلس عند أبي «بكر فأتيته فأصبته في مجلس ليس عنده أحد فجلست إليه فرآني مفكرا (1) فسألني عن أمري وكان رجلا متأنيا فاخبرته بما سمعت من خالتي فقال ويحك يا عثمان إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل هذه الأوثان التي يعبدها قومنا أليست من حجارة صم لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع قال قلت بلى والله إنها كذلك قال فقد والله صدقتك خالتك هذا رسول الله محمد بن عبد الله قد بعثه الله تعالى برسالته إلى خلقه فهل لك أن تأتيه فتسمع منه قال قلت بلى فوالله ما كان أسرع من أن مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه علي بن أبي طالب يحمل ثوبا فلما رآه أبو بكر قام إليه فساره في أذنه بشئ فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقعد ثم أقبل علي فقال يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول لله إليك وإلى خلقه[7742] قال فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم لم ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان يقال أحسن زوج رقية وعثمان قال عمارة بن زيد وكان يقال أحسن زوج رآه إنسان * رقية وزوجها عثمان *»

[«تاريخ دمشق لابن عساكر» (39/ 25)].

 

فانظر إلى قوله لما قيل له : “يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول لله إليك وإلى خلقه قال فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..” هذا صريح في أنه اسلم طمعا في الجنة وخوفا من النار لا كما يزعمون، هذا فضلا عن كونه اسلم رضي الله عنه ولازالت رقية زوجة لعتبة بن أبي لهب فكيف يسلم لهدف قد فات، ولا علم بحصوله من عدمه، فقد يسلم عتبة وتبقى في عصمته ولا ينالها عثمان أبدا، وعليه فهذا قول متهافت لا يقوى أمام الدليل.

بل لقد ذكر الشيعة أن تزويج عثمان من رقية إنما كان بعد تجهيزه لجيش العسرة وحفره بئر رومة وكان السبب في ذلك أنها أرادت البيت الذي لعثمان في الجنة!
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «كَانَ السَّبَبُ فِي تَزْوِيجِ رُقَيَّةَ مِنْ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)نَادَى فِي أَصْحَابِهِ:مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ وَ حَفَرَ بِئْرَ رُومَةَ [1]وَ أَنْفَقَ عَلَيْهِمَا مِنْ مَالِهِ،ضَمِنْتُ لَهُ عَلَى اللَّهِ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ،فَأَنْفَقَ عُثْمَانُ عَلَى الْجَيْشِ وَ الْبِئْرِ،فَصَارَ لَهُ الْبَيْتُ فِي الْجَنَّةِ،فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ:[أَنَا]أُنْفِقُ عَلَيْهِمَا مِنْ مَالِي،وَ تَضْمَنُ لِي الْبَيْتَ فِي الْجَنَّةِ؟فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):أَنْفِقْ-يَا عُثْمَانُ-عَلَيْهِمَا،وَ أَنَا الضَّامِنُ[لَكَ]عَلَى اللَّهِ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ،فَأَنْفَقَ عُثْمَانُ عَلَى الْجَيْشِ وَ الْبِئْرِ،فَصَارَ لَهُ الْبَيْتُ [2]فِي ضَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)؛فَأُلْقِيَ فِي قَلْبِ عُثْمَانَ أَنْ يَخْطُبَ رُقَيَّةَ،فَخَطَبَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ،فَقَالَ:إِنَّ رُقَيَّةَ تَقُولُ لاَ تُزَوِّجُكَ نَفْسَهَا إِلاَّ بِتَسْلِيمِ الْبَيْتِ الَّذِي ضَمِنْتُهُ لَكَ[عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ]فِي الْجَنَّةِ إِلَيْهَا بِصَدَاقِهَا،
[اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 5  صفحة : 663].

 ثالثا: قصة عثمان مع عمه ترد هذا الادعاء، فقد تحمل عثمان من عمه الحكم بن أبي العاص العذاب حتى يترك دينه ولم يتركه”.

فقد جاء في تاريخ دمشق: “«لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال نزعت (8) عن ملة آبائك إلى دين محدث والله لا أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين فقال عثمان والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه»

[«تاريخ دمشق لابن عساكر» (39/ 26)«الطبقات الكبير» (3/ 52 ط الخانجي)].

 

قلت كانت عثمان كما يزعمون لم يسلم الا لأجل الزواج من رقية لتراجع اتقاء شر عمه ولن يصبر على إذا لأجل امرأة متزوجة لا يدري على ينالها أم لا ؟

رابعا: القول بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع المنافقين حوله ليقوي الإسلام ظاهريا هذا فيه غاية الطعن في النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أنه يريد أن ينتصر بالمنافقين والله تعالى يقول { وَإِن یُرِیدُوۤا۟ أَن یَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَیَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِینَ }

[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٦٢]

 

فالنصر يكون بالمؤمنين لا بالمنافقين وقد نهى الله نبيه أن ينتصر بالمنافقين فقال تعالى  { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَاۤءُ مِنۡ أَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَمَا تُخۡفِی صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَیَّنَّا لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ }

[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١١٨].

 

فالله يأمر نبيه ألا يتخذ هؤلاء المنافقين بطانة وهو يخالف في ذلك ويسعى في جعلهم أقرب الناس له!!بل إن الانتصاب بالمنافق زيادة في الخذلان { لَوۡ خَرَجُوا۟ فِیكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُوا۟ خِلَـٰلَكُمۡ یَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِیكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ }

[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٤٧].

 

فهذه الدعوى إنما هدفها الطعن في النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقال إنه انتصر بمجموعة من المنافقين، ومعلوم الله تعالى نهى حتى عن مجالسة المنافق قال تعالى: { وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ یُكۡفَرُ بِهَا وَیُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا۟ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُوا۟ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۤ إِنَّكُمۡ إِذࣰا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱلۡكَـٰفِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعًا }

[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١٤٠].

 

يقول الطبرسي: «إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ» يعني إنكم إذا جالستموهم على الخوض في كتاب الله و الهزء به فأنتم مثلهم و إنما حكم بأنهم مثلهم لأنهم لم ينكروا عليهم مع قدرتهم على الإنكار و لم يظهروا الكراهة لذلك و متى كانوا راضين بالكفر كانوا كفارالأن الرضا بالكفر كفر و في الآية دلالة على وجوب إنكار المنكر مع القدرة و زوال العذر و إن من ترك ذلك مع القدرة عليه فهو مخطئ آثم و فيها أيضا دلالة على تحريم مجالسة الفساق و المبتدعين من أي جنس كانوا”.

[اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن – ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 195].

 

ولو فرضا جدلا أن هذا حاصل فهل يرضى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالزنا في أهله حتى يزوج بناته لمن لا يرتضيه ديانة إن بعض علماء الشيعة انتبه لهذه القضية لما قالوا إن عليا زوج ابنته أم كلثوم من عمر تقية، فقال: “ذكر بعض مشاهير أهل الحديث لا أحبّ ذكر اسمه شيئا أفحش و أشنع ممّا روي في هذا الخبر و هو إنّ نكاح أمّ كلثوم لم يكن صحيحا في ظاهر الشرع أيضا و لكنّه وقع للتقيّة و الاضطرار فإنّ كثيرا من المحرّمات تنقلب عند الضرورة أحكامها، إلى آخر ما قال و أنا لا أرضى بأن أنسب الزّنا إلى ذرّيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا للتقيّة و لا للضرورة و إن لزم منه كفر جميع المسلمين و إيمان جميع الكفّار. و أيضا –

[اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 21  صفحة : 108].

 

وعليه فإن لزم من إعطاء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل هو في حقيقة الأمر كافر ليزني بها كفر جميع المسلمين و إيمان جميع الكفّار لما جاز للنبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ابدا .

خامسا: إن عثمان باتفاق قد تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لعثمان: “مَا أَعْرِفُ شَيْئاً تَجْهَلُهُ، وَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَمْر لاَ تَعْرِفُهُ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ، مَا سَبَقْنَاكَ إِلَى شَيْء فَنُخْبِرَكَ عَنْهُ، وَلاَ خَلَوْنَا بِشَيْء فَنُبَلِّغَكَهُ، وَقَدْ رَأَيْتَ كَمَا رَأَيْنَا، وَسَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا، وَصَحِبْتَ رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله) كَمَا صَحِبْنَا. وَمَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَلاَ ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) وَشِيجَةَ(2) رَحِم مِنْهُمَا، وَقَدْ نِلْتَ مَنْ صَهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالاَ”.

[اسم الکتاب : نهج البلاغة ت الحسون المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 1  صفحة : 359].

 

يقول الطبرسي: “وإنما ولد له منها ابنان وأربع بنات : زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة . فأما زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتزوجها أبو العاص ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية ، فولدت لأبي العاص جارية اسمها امامة تزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة فاطمة عليها السلام ، وقتل علي وعنده امامة ، فخلف عليها بعده المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وتوفيت عنده . وأم أبي العاص هالة بنت خويلد ، فخديجة خالته . وماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة .وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتزوجها عتبة بن أبي

لهب ، فطلقها قبل أن يدخل بها ، ولحقها منه أذى ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( اللهم سلط على عتبة كلبا من كلابك ) فتناوله الأسد من بين أصحابه . وتزوجها بعده بالمدينة عثمان بن عفان ، فولدت له عبد الله ومات صغيرا ، نقره ديك على عينيه فمرض ومات . وتوفيت بالمدينة زمن بدر ،فتخلف عثمان على دفنها ، ومنعه ذلك أن يشهد بدرا ، وقد كان عثمان هاجر

إلى الحبشة ومعه رقية .وأما أم كلثوم فتزوجها أيضا عثمان بعد أختها رقية وتوفيت عنده .

[إعلام الورى بأعلام الهدى، ج ١، الشيخ الطبرسي، ص ٢٧٦].

[وانظر أيضا: الأنوار النعمانية، ج ١، السيد نعمة الله الجزائري، ص ٢٦٣].

[الحسين وبطلة كربلاء، محمد جواد مغنيه، ص ٤٤١].

[الرسول ( ص ) في عيون غربية منصفة، حسين حسينى معدى، ص ٢١٤].

[السيدة فاطمة الزهراء ( ع )، محمد بيومي مهران، ص ١٧٥].

 

فلئن كان عثمان قد أسلم لأجل رقية فما الداعي لزواجه من أم كلثوم وقد كان الإسلام قد قوي في المدينة واستغنى عن مثل عثمان ؟وأخيرا فإن مناقب عثمان التي ثبتت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم تأبى هذا التهافت أشد الإباء، ويكفي أن عليا نافح عنه بكل ما أوتي من قوة كما أفردناه في مبحث خاص، علي يدافع عن عثمان ضد القتلة، كيف وهو الذي قال كما ينسبون إليه في نهج البلاغة: “وَاللهِ لَقَدْ دَفَعْتُ عَنْهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ آثِماً”.

[اسم الکتاب : نهج البلاغة ت الحسون المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 1  صفحة : 578].

 

فعلي رضي الله عنه دافع عن عثمان وبالغ وخشي أن يكون قد تعدى الحد في الدفاع وعصى خليفته الذي هو الإمام والذي أمر الناس بالكف عن الثوار وعدم قتلهم، لكن عليا كان يأبى إلا أن يدافع عن عثمان رضي الله عنه وعن أصحاب نبينا أجمعين.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

زعموا أن عثمان ملعون -وحاشاه- لإيوائه مشركا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.