إثبات الولاية التكوينية لعمر بن الخطَّاب
لما كان إثبات الولاية التكوينية للأئمة من صميم عقائد الرَّافضة، وأنهم يتحكمون في جميع ذرات الكون، وأن لهم السلطة المطلقة على عالم الوجود.
[ذكر هذه العقيدة كثير من علماء الشيعة ومنهم محمد حسين الغروي النائيني، في الفتاوى الصادرة عنه، تنظيم وتعليق حفيده جعفر الغروي النائيني، 3/554 مسالة 2017، ومسائل وردود، وفق فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني البهشتي، 606، والأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، للميرزا جواد التبريزي، 81، وردود عقائدية، اجوبة الشبهات البيروتية، لمحمد الشاهرودي].
، أرادوا أن يقولوا أن ما يعتقدونه هو نفس ما يعتقده أهل السنة أيضا، فادعوا أن أهل السُّنَّة يثبتون مثل هذا المقام لعمر ابن الخطَّاب .ويستدلون بكلام الإمام شمس الدين السفيري
[«محمد بن عمر بن أحمد السفيري، شمس الدين: عالم بالحديث، من الشافعية. حلبي المولد والوفاة.زار دمشق والقاهرة. له كتب، منها (شرح الجامع الصحيح للبخاريّ ) مجلدان منه، في التيمورية»«الأعلام للزركلي» (6/ 317)]
حين قال في سياق حديثه عن مناقب عمر : «وله من الكرامات ما لا تحصى، فمن كرامته أن العناصر الأربع وافقته، عنصر الماء والهواء والتراب والنار».
[«المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية» شمس الدين السفيري الشافعي (1/97)].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولًا: موافقة عنصر الماء لعمر بن الخطَّاب.وقد ذكر صاحب الكتاب في هذه الموافقة، قصتين:
1- قصة النيل: قال شمس الدين السفيري: «وأما موافقة عنصر الماء له، ففي قصة النيل… وذكرها بتمامها».
[«السابق نفسه»].
والرد من وجوه:
أولًا: ضعف الرواية؛ لعلتين:العلة الأولـى: عبد الله بن لهيعة.قال الإمام النسائي: «ضعيف».
[«الضعفاء والمتروكين» النسائي (1/203)].
وقال ابن الجوزي: “قَالَ يحيى بن سعيد قَالَ لي بشر بن السّري لَو رَأَيْت ابْن لَهِيعَة لم تحمل عَنهُ حرفا وَكَانَ يحيى بن سعيد لَا يرَاهُ شَيْئا وَقَالَ يحيى بن معِين أنكر أهل مصر احتراق كتب ابْن لَهِيعَة وَالسَّمَاع مِنْهُ وَأخذ الْقَدِيم والْحَدِيث هُوَ ضَعِيف قبل ان تحترق كتبه وَبعد احتراقها وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ من كتب عَنهُ قبل احتراقها بِمثل ابْن الْمُبَارك والمقري أصح مِمَّن كتب بعد احتراقها وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة سَماع الْأَوَائِل والأواخر مِنْهُ سَوَاء إِلَّا ابْن الْمُبَارك وَابْن وهب كَانَا يتبعان أُصُوله وَلَيْسَ مِمَّن يحْتَج وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَقَالَ السَّعْدِيّ لَا يَنْبَغِي أَن يحْتَج بروايته وَلَا يعْتد بهَا بروايته وَلَا يعْتد بهَا وَقَالَ ابْن وهب كَانَ ابْن لَهِيعَة صَادِقا وَقَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حبَان سبرت أَخْبَار «ابْن لَهِيعَة فرأيته يُدَلس عَن أَقوام ضعفاء على أَقوام ثِقَات قد رَآهُمْ ثمَّ كَانَ لَا يُبَالِي مَا دفع إِلَيْهِ قَرَأَهُ سَوَاء كَانَ من حَدِيثه أَو لم يكن من حَدِيثه فَوَجَبَ التنكب عَن رِوَايَة الْمُتَقَدِّمين عَنهُ قبل احتراق كتبه لما فِيهَا من الْأَخْبَار المدلسة عَن المتروكين وَوَجَب ترك الإحتجاج بِرِوَايَة الْمُتَأَخِّرين بعد احتراق كتبه لما فِيهَا مِمَّا لَيْسَ من حَدِيثه»
[«الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي» (2/ 137)].
العلة الثانيـة: عدم معرفة الواسطة بين قيس بن الحجاج والصحابة، قال الحافظ ابن حجر: «ولا يقبل حديث المبهم ما لم يسمّ؛ لأنَّ شرط قبول الخبر عدالة راويه، ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه، فكيف تعرف عدالته؟!.
[«نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر» ابن حجر ص[101]].
وقيس بن الحجاج من الطبقة السادسة كما قال الحافظ في «التقريب».
[«تقريب التهذيب» ابن حجر (٢/٣٢)].
وهذه الطبقة لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة.قال الحافظ ابن حجر: «السادسة: طبقة عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة.
[مقدمة «طبقات المدلسين تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس» ابن حجر ص[9]].
[وانظر: «مقدمة عاصم القريوتي لكتاب طبقات المدلسين» ص[9]].
وعليه؛ فقيس بن الحجاج لم ير عمرو بن العاص، ولم ير عمر بن الخطَّاب، وروى القصة عنهما عن طريق مبهم لم يسم، وبه تبطل القصة إسنادًا.
ثانيًا: لو ثبتت القصة فهي من باب دعاء الله بما هو مشروع، للتخلص من شرك وكفر كان يقع فيه هؤلاء، وتكون من باب استجابة الله لدعاء أوليائه، وهذا حاصل كثيرًا، ولا إشكال في ذلك.
ثالثًا: جاء عند الشيعة نسبة فعل ذلك إلى المعصوم لكن بالطلاسم، وقد ذكره ابن حمزة الطوسي في (الثاقب في المناقب): «عن أبي عبد الله ، أنه قال: «مد الفرات عندكم على عهد أمير المؤمنين ، فأقبل إليه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، نحن نخاف الغرق؛ لأن الفرات قد جاء بشيء من الماء لم نر مثله قط، وقد امتلأت جنبتاه، الله الله. فركب أمير المؤمنين ، والناس حوله يمينًا وشمالًا، حتى انتهى إلى الفرات وهو يزجر بأمواجه، فوقف الناس ينظرون، فتكلم بكلام خفي عبراني ليس بعربي، ثم إنه قرع الفرات قرعة واحدة؛ فنقص الفرات ذراعًا، وأقبل الناس»، وفي رواية أخرى فقال لهم: «هل يكفيكم ذلك؟ فقالوا: زدنا يا أمير المؤمنين. فقرع قرعة أخرى، فنقص ذراعًا آخر، فقالوا: يكفينا، فقال : لو أردت لقرعته حتى لا يبقى فيه شيء من الماء».
[«الثاقب في المناقب» ابن حمزة الطوسي ص[155-156]].
ونحن نُبَرئُ سيدنا علي من ذلك، لكن العجب كيف ينسب هؤلاء مثل هذا الكلام الذي يشبه كلام الكهان لعلي ، ثم هم ينكرون على من دعا الله بكلام واضح موافق للكتاب والسنة؟!
2- قصة شط دجلة: قال شمس الدين السفيري: «ووافقه عنصر الماء مرة أخرى، وذلك: أنه بعث جيشًا إلى مدائن كسرى، وأمّر عليهم سعد بن أبي وقاص، وجعل قائد الجيش خالد بن الوليد، فلما بلغوا شط دجلة ولم يجدوا سفينة، تقدم سعد وخالد فقالا: يا بحر، إنك تجري بأمر الله، فبحرمة محمد وبعدل عمر خليفة رسول الله إلا ما خليتنا والعبور، فعبر الجيش بخيله وحماله ورجاله إلى المدائن ولم تبتل حوافرها».
[«المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية» شمس الدين السفيري الشافعي (1/97)].
والرد من وجوه:
أولًا: هذه الحكاية لا سند لها، فلا يحتج بها.
ثانيًا: لو صحت، كانت من باب الكرامة لأولياء الله، وهذا أمر لا ننكره، ولا علاقة له بالولاية التكوينية التي يثبتها الشيعة للأئمة.
ثالثًا: ورد في كتب الشيعة ما هو أعظم من هذا، فقد سقط الإمام الباقر في بئر وهو صغير ولم يبتل بالماء، ولم يحدث له شيء.
قال هاشم البحراني: «كتاب «الأنوار» وكتاب «أبي جعفر محمّد بن جرير الطّبريّ» وغيرهما، واللّفظ للطّبريّ، قال: روى أنَّه كان قائمًا في صلاته، حتَّى زحف ابنه محمّد، وهو طفل إلى بئر كانت في داره بعيدة القعر، فسقط فيها فنظرت إليه أمّه فصرخت، فأقبلت تضرب بنفسها من حوالي البيت وتستغيث به، وتقول له يا بن رسول الله، غرق واللّه ابنك محمّد، وهو يسمع قولها، ولا ينثني عن صلاته، وهي تسمع اضطراب ابنها في قعر البئر في الماء فتشتدّ، فلمَّا طال عليها ذلك قالت له: جزعًا على ابنها: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت النبوة! فأقبل على صلاته، ولم يخرج عنها إلَّا بعد كمالها وتمامها، ثم أقبل عليها، فجلس على رأس البئر ومدّ يده إلى قعرها، وكانت لا تنال إلَّا برشاء طويل، فأخرج ابنه محمّدًا، وهو يناغيه ويضحك ولم يبتلّ له ثوب ولا جسد بالماء».
[«مدينة معاجز الأئمة الاثنى عشر ودلائل الحجج على البشر» هاشم البحراني (4/254)].
ثانيًا: موافقة عنصر الهواء لعمر بن الخطَّاب .قال شمس الدين السفيري: «وأما موافقة عنصر الهواء، فذلك أنه أرسل جيشًا وأمر عليهم شخصًا يقال له: سارية، فلما قربوا من العدو كمنوا لهم وراء جبل، وكانت نجاتهم في الصعود على الجبل، وكان نهار جمعة، فلما صعد المنبر للخطبة، أطلعه الله على جيشه الذي أرسله، وعلى الكمين، وكشف له الحجب من مسافة بعيدة، فبينما هو في الخطبة نادى: يا سارية، الجبل مرتين أو ثلاثًا، فاحتمل الهواء صوته حتى بلغ سارية، فصعد الجبل، وسلموا من العدو…».
[«المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية» شمس الدين السفيري الشافعي (1/97-98)].
والرد من وجوه:
أولًا: هذه القصة في ثبوتها خلاف بين المحدثين، بعضهم يرى ثبوتها، كما قال الحافظ ابن كثير: «وهذا إسنادٌ جيّدٌ حسنٌ».
[«البداية والنهاية» ابن كثير (7/131)].
ويرى البعض عدم ثبوتها، لعدم صحة طرقها وأسانيدها.
[ قال محمد بن درويش الحوت في كتابه “أسنى المطالب” روى قصته الواحدي، والبيهقي، بسند ضعيف، وهم في المناقب يتوسعون. (أسنى المطالب ص٣٣٢)].
ثانيًا: هذا إلهام من الله سبحانه، وكرامة لعمر ، وهو المحدث الملهم، كما ثبت عن النبي ، وليس في الأثر أنه كشف له عن الجيش، وأنه رآه رأي العين إلى غير ذلك من الروايات الضعيفة التي يتعلق بها غلاة المتصوفة في الكشف، واطلاع المخلوقين على الغيب، وهذا باطل؛ لأن الاطلاع على الغيب من صفات الله سبحانه وتعالى.
ثالثًا: الرَّافضة كعادتهم، حرفوا القصة، وجعلوها من كرامات علي بن أبي طالب .قال هاشم البحراني: «الثامن والثلاثون ومائتان -يعني من معجزات علي-: أنَّه أرى عمر بن الخطَّاب الجيوش التي في نهاوند مع سارية، وأن يبلغ صوته إليهم،.. ثم ساق الرواية.
[«مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر ودلائل الحجج على البشر» هاشم البحراني (2/14-18)].
ثالثًا: موافقة عنصر التراب لعمر بن الخطَّاب.
قال: «وأما موافقة عنصر التراب له فذلك أن الأرض زلزلت في أيامه واضطربت، فضربها برجله، وقيل: بِدرَّتِه، وقال: أتزلزلين؟! وأنا أعدل عليك، فما زلزلت في حياته بعد تلك المرة قط».
[«المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية» شمس الدين السفيري الشافعي (1/98)].
الرد من وجوه:
أ- القصة لا سند لها، فلا يحتج بها.
ب- أين هذا مما رواه الرَّافضة في كتبهم من أن الإمام هو رب الأرض؟!
قال علي النمازي: «قوله تعالى: [وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ] [الزمر:69]. تفسير علي بن إبراهيم: عن الصادق في هذه الآية قال: رب الأرض إمام الأرض».
[«مستدرك سفينة البحار» علي النمازي (4/47)].
وورد في رواياتهم أنه لا يكون شيء في الأرض إلا بإذن الإمام، حتى الرعد والبرق.روى المفيد بسنده عن سماعة بن مهران قال: «كنت عند أبي عبد الله فأرعدت السماء وأبرقت، فقال أبو عبد الله: أما إنه ما كان من هذا الرعد، ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين».
[«الاختصاص» المفيد ص[327]].
رابعًا: موافقة عنصر النار لعمر بن الخطَّاب.وقد أورد صاحب الكتاب قصتين:
القصة الأولى: قال: «وأما موافقة عنصر النار، فقد قال السبكي: إن نارًا كانت تخرج من كهف في جبل فتحرق ما أصابت، فخرجت في زمن عمر، فأمر أبا موسى الأشعري أو تميمًا الداري أن يدخلها الكهف، فجعل يحبسها بردائه، حتى أدخلها الكهف فلم تخرج بعد».
[«المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية» شمس الدين السفيري الشافعي (1/99)].
والرد على هذا:
أ- الأثر لا سند له، قال محمد رشيد رضا: «لا أعرف لهذا الأثر سندًا قويًّا ولا ضعيفًا، ولا يخلو خروج هذه النار من أن يكون بسبب أو بغير سبب، فإن كان الثاني فهو خارقة من الخوارق فكيف وقعت تلك الخارقة؟ وهل كانت كرامة لصحابي أو ولي آخر غير معروف، ثم زالت بكرامة آخر، أم تقع الخوارق بنفسها؟ وإن كانت بسبب، فما هو ذلك السبب؟ وأين ذلك الكهف، وهل لتلك النار من أثر فيه؟ إذا وقفنا على أجوبة صحيحة لهذه الأسئلة نتكلم عنها، ومن الحماقة إضاعة الوقت في إيراد الاحتمالات الخيالية والخوض فيها مع الخائضين».
[(مجلة المنار) محمد رشيد رضا (2/658)].
ب- هل تعلم أن الذي يتحكم في النار، ولا تصيبه بأي شيء هو الإمام عند الرَّافضة.قال هاشم البحراني: «وفي «ثاقب المناقب»: أنَّه لمَّا أمر الدوانيقي الحسن بن زيد- وهو واليه على المدينة- بإحراق دار أبي عبد الله، بأهلها فأضرم فيها النار وقويت، خرج من البيت ودخل النار ووقف ساعة في معظمها، ثمَّ خرج منها وقال: «أنا ابن أعراق الثرى» وعرق الثرى لقب إبراهيم».
[«مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر» هاشم البحراني، السيد هاشم (5/296)].
القصة الثانية: وقال أيضًا: «وورد في الموطأ عن مالك بن أنس أن أمير المؤمنين عمر ابن الخطَّاب سأل رجلا عن اسمه، فقال: جمرة، فقال عمر: ابن من؟ قال: ابن شهاب. فقال: ممن؟ قال: من الحرقة، فقال: وأين مسكنك؟ فقال: بحرة النار، فقال: بأيها؟ قال: بذات لظى، فقال: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان الأمر كما قال عمر . فقد وافقه عنصر النار في هذه أيضًا».
[«المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية» شمس الدين السفيري الشافعي (1/99)].
الرد من وجوه:
أ- أن هذا من باب الإلهام، وقد ثبت وصح عندنا أن عمر I كان محدثًا وملهمًا.قال الحافظ ابن عبد البر: «لا أدري ما أقول في هذا، إلا أنه قد ثبت عن النبي أنه قال: «سيكون بعدي محدّثون، فإن يكن فعمر».
[انظر: «صحيح البخاري» [3689]].
وقد يوجد هذا في من دون عمر من الذكاء وحسن الظن حتى لا يكاد يخطئه ظنه، والله أعلم، في احتراق أهل المخبر، وكأنه من نحو ما روي من قوله : «البلاء موكّلٌ بالمنطق».
[أخرجه القضاعي [227]].
فصادف قوله قدرًا سبق في علم الله ».
[«الاستذكار» لابن عبد البر (8/514)].
والإلهام يثبته الشيعة لغير الأئمة، كسلمان الفارسي.
[ راجع «موسوعة الغدير» (5/45)، وسنزيد الأمر تفصيلا في “شبهة موافقات عمر”]
ب- قيل: إنَّ هذا من باب الفراسة، وهي أمر ثابت في الشريعة لا ينكره إلا جاهل.قال ابن العربي: «اختلف في هذا الحديث، فمنهم من قال: إن عمر أدركه إلهام من الله تعالى ألقاه في روعه، كما قال النبيّ : «إنّ في كل أمة محدثين، وإن عمر منهم»، وقيل: إنما ذلك فراسة واستدلال بظاهرٍ على باطنٍ وإنفاذ قضاء سابق بسبب حاصلٍ، والحكمة التي استدل بها عمر وتفرّسها اجتماع النار عليه من كل وجهٍ فيه، وفي أبيه، وفي جهته، ومحله، ومسكنه فأخرجها عمر له في الدنيا رجاء أن يعصمه الله تعالى منها في الآخرة، وكان ذلك تعليمًا لتحسين الأسماء».
[«القبس في شرح موطأ مالك بن أنس» ابن العربي ص [1149]].
ج- هذا الأمر ليس من باب الولاية التكوينية في شيء، بخلاف ما يثبته الرَّافضة للأئمة.قال المفيد: «إن الأئمة من آل محمد قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونه».
[«أوائل المقالات في المذاهب والمختارات» المفيد ص[67]].
مواضيع شبيهة
زعمهم أن عمر بن الخطَّاب ابتدع لفظة (آمين) بعد قراءة الفاتحة في الصلاة