7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

كانت عائشة رضي الله عنها تحدث الناس بالأمور الخاصة بينها وبين رسول الله .

0

 

من الشبهات عن أم المؤمنين رضي الله عنها، ما روي عنها من أحاديث تتعلق بشؤونها الخاصة مع النبي  مما يتعلق بأمور الجماع وما أشبه، فقالوا كيف جاز لها أن تحدث بهذه الأشياء، خاصة مع ورود النهي عن ذلك من النبي .قال محسن الخياط: “في الصحاح، (عائشة) شيطانةٌ!! عن أسماء بنت يزيد، أنّها كانت عند رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم والرجال والنساء قعودٌ عنده فقال: لعلّ رجُلاً يقولُ ما يَفعلُ بأهلِهِ، ولعلّ امرأةً تُخبِرُ بِما فعَلَتْ مع زوجها. فأَرَمَّ القومُ. فقُلتُ: إي والله يا رسول الله، إنّهُنَّ ليقُلنَ، وإنّهم ليفعلون. قال: فلا تفعلوا، فإنّما مثلُ ذلك مثلُ الشيطان لَقِيَ شيطانةً في طريقٍ فَغَشِيَها والناس ينظرون…أقول: رغم نَهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التحدّث عما يجري بين الزوج والزوجة، لاحظ عائشة، وهي تُخْبِرُ، وبكل صراحةٍ وجرأةٍ عَمّا فَعَلَتْ مع زوجها!”.

[([1]الإفصاح عن المتواري من أحاديث المسانيد والسنن والصحاح، محسن الخياط (2/65)].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: حكاية الأمور الخاصة بين الرجل وزوجه من أجل الحاجة والمصلحة الراجحة التي لا تدرك إلا بذلك ليس فيه عيب أو مذمة؛ إذ لا حرج في حكاية الأمور الخاصة بين الرجل وزوجه ما دامت المناسبة مشروعة، وأسلوب الحكاية أسلوبا راقيًا غير مشين، والهدف هو المصلحة والحاجة ؟!!.قال حسين عوايشة: أمّا إِذا كانت هناك حاجة أو ضرورة للتحدُّث بشيء من ذلك؛ فلا حرج“.

[ (الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، حسين العوايشة (5/202)].

 

ومن أدلة ذلك:

 ما رواه عروة عن عائشة رضي الله عنها: أَنَّ امْرَأَةَ رِفَاعَةَ القُرَظِيِّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلاَقِي، وَإِنِّي نَكَحْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ القُرَظِيَّ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ الهُدْبَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لاَ، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ» .

[(صحيح البخاري (7/42)].

 

والشاهد قول المرأة عن زوجها (إنما معه مثل هدبة الثوب) أي: فرجه كهدبة الثوب، تريد بذلك أنه لا يتمكن من جماعها، أي: أن المرأة اشتكت من أمر خاص يتعلق بينها وبين زوجها ولم ينكر النبي عليها، وهذا دليل جواز ذلك عند الحاجة، والحاجة هنا هي دفع تلك الخصومة، أي: يجوز الحديث والإخبار عن الأشياء التي يستحيى منها لدفع خصومة.

 

ثانيا: عائشة رضي الله عنها كانت تعلم الناس ما جاء به الشرع من الأحكام المتعلقة بالعلاقة بين الرجل وزوجه لحاجتهم إلى ذلك، ولا حياء في تعليم الناس أحد أحكام الدين وهم يحتاجون إليه، وإلى من يشنعون على ذلك أسألهم متى كان تعليم الناس أمرا في أحد الأحكام الخاصة بعلاقة الرجل بزوجته للحاجة إليه مورداً للنفور والاستهجان إلا عند النفوس الضعيفة؟!!

وأقول لهم لو لم تحكِ السيدة عائشة رضي الله عنها هذه الأحكام الخاصة بعلاقة الرجل بزوجته لما عرف الواحد من الناس حكم هذه الأمور، وكيف يفعل الرجال إذا واجهوا مثل هذه الأمور وكيف تفعل النساء إذا واجهن مثل هذه الأمور ومنشأ الخطأ عند الطاعنين أنهم يتكلمون عن السيدة عائشة رضي الله عنها كأنها امرأة عادية وليست امرأة نبي تحكي ما يقع معها من أمور خاصة – على سبيل الإجمال – تبليغا للشرع ولبيان الحكم الشرعي وليتأسى الناس بفعل النبي  في الأمور التي ربما تحرجوا من السؤال عنها.

 

ثالثا: أحاديث السيدة عائشة رضي الله عنها في هذه الأحكام الخاصة تدل على امتثال أمهات المؤمنين لقوله تعالى: { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [سورة الأحزاب:34]، والآية الكريمة فيها حض نساء النبي  على نشر وتعليم العلم الشرعي المتمثل في القرآن والسنة فالذي يتلى في بيوت زوجات النبي  هو كتاب الله، والحكمة التي هي سنة النبي، فهذا أمر للنساء أن يشاركن الرجال – حيث لا فتنة – في تبليغ القرآن والسنة.

وقد روى القوم عن ميمونة رضي الله عنها مثل ما ينقله أهل الإسلام عن عائشة رضي الله عنها.قال الصدوق: “وسأل عبيد الله بن علي الحلبي أبا عبد الله عليه ‌السلام «عن الحائض ما يحل لزوجها منها؟ قال: تتزر بإزار إلى الركبتين وتخرج سرتها ثم له ما فوق الإزار».وذكر عن أبيه عليهما‌ السلام «أن ميمونة كانت تقول: إن النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله كان يأمرني إذا كنت حائضا أن أتزر بثوب ثم أضطجع معه في الفراش».

[من لا يحضره الفقيه-الصدوق (1/99)].

 

رابعا: جاء في كتب الرافضة روايات عن خديجة رضي الله عنها وهي تذكر بالتفصيل ليلة حملها بفاطمة رضي الله عنها وما حدث لها مع رسول الله .قال الحلي: “… قالت خديجة: فنادى النبي (صلى الله عليه وآله) بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه: افتحي يا خديجة فإني محمد. قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبي (صلى الله عليه وآله) وفتحت الباب، ودخل النبي المنزل، وكان من أخلاقه (صلى الله عليه وآله) إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلى ركعتين يوجر فيهما ثم يأوي إلى فراشه، فلما كان في تلك الليلة لم يدع بالإناء، ولم يتأهب بالصلاة، غير أنه أخذ بعضدي وأقعدني على فراشه وداعبني ومازحني، وكان بيني وبينه ما يكون بين المرأة وبعلها، فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ما تباعد عنى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى حسست بثقل فاطمة في بطني”.

[ العدد القوية-علي بن يوسف الحلي (ص222)].

 

هل تلام خديجة رضي الله عنها لذكر هذه التفاصيل.

خامسا: يمكن أن يقال إلزاما للشيعة أنه إذا كان من عيب فهو على رسول الله صلى الله عليه وسلم -وحاشاه- لأنه يعلم ما ستفعله زوجته من نشر أموره الخاصة للأمة ومع ذلك تزوجها وأبقاها وأقرها زوجة له، وإقراره صلى الله عليه وسلم سنة يجب على الأمة الإيمان بها، فوجب بناء على ذلك إما إقرار أم المؤمنين عائشة على كل ما نقلته، أو يرجع الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم كونه من أقرها، بل قل مثل هذا في رب العالمين -تبارك اسمه وحاشاه سبحانه من ذلك- لأنه يعلم أن نبيه سيفتضح حاله وأموره الخاصة ومع ذلك رضي بفضيحة نبيه -عياذا بالله- ولم يأمره أن يغير عتبة بابه، بل مدح تلك الزيجة وشرف أم المؤمنين عائشة بلقب أم المؤمنين، وهذا كله يرجع بالطعن على ذلك المشغب ويسقط دينه تماما والحمد لله رب العالمين.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

كانت عائشة رضي الله عنها تحدث الناس بالأمور الخاصة بينها وبين رسول الله .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.