7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

قالوا من الغلو في أبي بكر رواية “ما صب الله في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر”

0

 

ذكر الشيعة في كتبهم رواية موجودة في كتب أهل السنة على أنها من الكذب، فذكروها تشنيعا، وهم يعلمون أننا لا نقرها، فقالوا: “هناك حديث ينسبونه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : ( ما صب الله في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر ).والجواب : أ ـ إنّ آثار الاختلاق على هذا الحديث ظاهرة ؛ لأنّ مفاده المساواة بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي بكر في جميع العلوم ، وهذا مما يقطع ببطلانه كلّ مسلم.

[اسم الکتاب : ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة المؤلف : حسينة حسن الدريب الجزء : 1  صفحة : 314].

 

وقال الميلاني: “ولا يوجد حديث آخر في باب العلم يروونه بحق أبي بكر سوى هذا الحديث الذي ذكرته”.

[الدليل العقلي على إمامة علي عليه السلام المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 40]

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوة:

 

أولا: نص أهل العلم على بطلان تلك الرواية

قال الامام الشوكاني : ”  19 – حديث ما صب الله في صدري إلا وصببته في صدر أبي بكر ذكره صاحب الخلاصة وقال موضوع ” -[ الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة – محمد بن علي الشوكاني .ج 1  ص 335] .

 

ونص ابن الجوزي في الموضوعات على أنه لا أصل له لا في الصحيح ولا في الموضوع .

[«الموضوعات لابن الجوزي» (1/ 319)].

 

وقال في كشف الخفا: “«”ما صب الله في صدري شيئًا؛ إلا ‌وصببته ‌في ‌صدر ‌أبي بكر.. وحديث: “كان -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتاق إلى الجنة؛ قبل شيبة أبي بكر..”، وحديث: “أنا وأبو بكر كفرسي رهان..”، وحديث: “إن الله لما اختار الأرواح؛ اختار روح أبي بكر..”؛ وأمثال هذا من المفتريات”. المعلوم بطلانها ببديهة العقل»

[«كشف الخفاء ت هنداوي» (2/ 516)].

 

بل وذكر ابن القيم هذا الأثر المكذوب وغيره مما وضع في فضل أبي بكر وكذَّبه فقال: «وَمِمَّا وَضَعَهُ جَهَلَةُ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى السُّنَّةِ فِي فَضَائِلَ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:239 حَدِيثُ “إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لِلنَّاسِ عَامَّةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلأَبِي بَكْرٍ خَاصَّةً”.

240- وَحَدِيثُ “مَا صَبَّ اللَّهُ فِي صَدْرِي شَيْئًا إِلا صَبَبْتُهُ فِي صدر أبي بكر”.241- وَحَدِيثُ “كَانَ إِذَا اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ قَبَّلَ شَيْبَةَ أَبِي بَكْرٍ”. 242- وَحَدِيثُ “أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ كَفَرَسَيْ رهان”. 243- وَحَدِيثُ “إِنَّ اللَّهَ لَمَّا اخْتَارَ الأَرْوَاحَ اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ”. 244- وَحَدِيثُ عُمَرَ “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ يَتَحَدَّثَانِ وَكُنْتُ كَالزِّنْجِيِّ بَيْنَهُمَا”. 245- وَحَدِيثُ “لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِفَضَائِلِ عُمَرَ عُمْرَ نُوحٍ في قيومه مَا فَنِيَتْ وَإِنَّ عُمَرَ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أبي بكر”. 246- وَحَدِيثُ “مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَوْمٍ وَلا صَلاةٍ إِنَّمَا سَبَقَكُمْ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي صَدْرِهِ” وَهَذَا مِنْ كَلامِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ»

[«المنار المنيف في الصحيح والضعيف – ت أبي غدة» (ص115)].

 

ثانيا: إذا كان هذا من الغلو في أبي بكر، وهو محال لأن يلزم منه التساوي في العلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا يقول الشيعة فيما ذكروه عن علي بن أبي طالب والأئمة؟، فمن ذلك الغلو الذي يعتقده الشيعة رفعا لمقام أئمتهم أنهم قالوا بأن علوم الأنبياء لا تقارن بعلوم الأئمة، بل قالوا بأن عندهم علم جميع الأنبياء، واشتد الغلو، فقالوا بأن الأئمة هم الذين علَّموا الأنبياء علومهم، حتى إن المجلسي في كتابه بحار الأنوار عرض هذه المسألة في باب خاص بعنوان: “باب أنهم أعلم من الأنبياء”.

[بحار الأنوار- محمد باقر المجلسي- ج٢٦ ص١٩٤- دار إحياء التراث العربي- الطبعة الثالثة].

 

وأورد تحت هذا الباب ثلاث عشرة رواية تقول بتفضيل الأئمة على الأنبياء من حيث العلم.بل وبوّب بابا آخر بعنوان: “باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والانبياء وانهم اعطوا ما أعطاه الله الانبياء: ، وأن كل إمام يعلم جميع علم الامام الذى قبله..)

[بحار الأنوار- محمد باقر المجلسي- ج٢٦ ص١٥٩- دار إحياء التراث العربي- الطبعة الثالثة].

 

بل لقد قالوا إن الأئمة هم الذين علّموا الأنبياء علومهم ذكر المجلسي في البحار عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) قال: «فنحن السنام الاعظم ، وفينا النبوة والولاية والكرم ، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى ، والانبيآء كانوا يقتبسون من أنوارنا ، ويقتفون من آثارنا ..”.

[بحار الأنوار- محمد باقر المجلسي- ج٢٦ ص٢٦٤- دار إحياء التراث العربي- الطبعة الثالثة].

 

وقال هاشم البحراني في كتابه ینابیع المعاجز و أصول الدلایل: “الباب الخامس عندهم (ع) علم ما في السماء وما في الارض وعلم ما كان وعلم ما يكون وما يحدث بالليل والنهار وساعة وساعة وعندهم علم النبيين (ع) وزيادة“.

[ينابيع المعاجز وأصول الدلائل- هاشم البحراني- مؤسسة المعارف الإسلامية- الطبعة الأولى ١٤١٦].

 

ولذلك فإن الأئمة لا يكتفون بعلم الكتاب والسنة، بل لهم مصادر أخرى كثيرة يقول الشيخ محمد السند: “واعلم أنّه لا ينحصر الأمر لدى الأئمّة عليهم السلام بظاهر تنزيل الكتاب، وظاهر السنّة اللفظيّة، بل هناك مصادر جمّة اخرى لعلومهم، مثل كتاب عليّ عليه السلام، والجفر، والجامعة، والمصحف عليها السلام، وروايات ازدياد العلم، وغيرها من المصادر الاخرى”.

[مقامات فاطمة الزهراء في الكتاب والسنة ويليه الوراثة الاصطفائية- تقرير لأبحاث المحقق آية الله محمد السند ج١ ص٣٣٦- الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع لبنان بيروت- الطبعة الأولى ١٤٣٣-٢٠١٢].

 

 

وبلغ بهم الغلو أن قال أحدهم وهو البرسي صاحب مشارق أنوار اليقين:وإن الذي وصل إلى الأنبياء قطرة من بحرهم، و لمعة من نورهم، وذرّة من سرّهم، و ذلك لأن الذي كان عند الأنبياء من الاسم الأعظم حرفان لا غير، وكانوا يفعلون بهما العجائب، وعند آل محمد سبعون حرفا، وعندهم ما عند الأنبياء أيضا مضاف إليه، فالكل منهم و عنهم”.

[مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)  الحافظ رجب البرسي ١/١٥٨ مؤسسة الأعلمي الطبعة الأولى ١٤٢٢].

 

ومن أسخف ما ورد في تفصيل ذلك عندهم ما ذكره نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية قال: “وروی صاحب بستان الكرامة أن النبي ﷺ كان جالسا، وعنده جبرائیل عليه السلام فدخل علي عليه السلام ، فقام له جبرائیل عليه السلام، فقال النبي ﷺ : أتقوم لهذا الفتى؟ فقال له ﷺ ؟ نعم إن له على حق التعليم، فقال النبي ﷺ؟ كيف  ذلك التعليم با جبرائیل، فقال: لما خلقني الله تعالی سألني من أنت، وما إسمك، ومن أنا، وما إسمي فتحيرت في الجواب وبقيت ساكتا ثم حضر هذا الشاب في عالم الأنوار، وعلمني الجواب فقال: قل أنت ربي الجليل، وإسمك الجليل، وأنا العبد الذليل، واسمي جبرائيل. ولهذا قمت له وعظمته، فقال النبي : كم عمرك یا جبرائیل، فقال : يا رسول الله يطلع نجم من العرش في كل ثلاثين ألف سنة مرة. وقد شاهدته طالعة ثلاثين ألف مرة.

[الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري- ج١ ص٢٧- مؤسسة الأعلمي للنشر والمطبوعات- الطبعة الأولى المصححة ١٤٣١-٢٠١٠].

 

ولم يقتصر تعليم علي لجبريل فقط بل لقد علّم جميع الملائكة، قال الجزائري: “الرابع: ما رواه ابن عباس، في تفسير قوله تعالى: (وإنا لنحن الصافون وإنا فنحن المسبحون ) [الصافات: ۱۹۰-۱۹۹)، قال: كنا عند رسول الله ﷺ ؟ فأقبل علي بن أبي طالب علي فلما رآه النبي ﷺ ؟ تبسم في وجهه وقال: مرحبا بمن خلقه الله تعالی، قبل أبيه آدم عليه السلام بأربعين ألف عام، فقلت: يا رسول الله أكان الابن قبل الأب؟ فقال: نعم، إن الله خلقني وخلق عليا قبل أن يخلق آدم عليه السلام بهذه المدة خلق نورا فقسمه نصفين، فخلقني من نصفه وخلق عليا من النصف الآخر قبل الأشياء، فنورها من نوري ونور علي جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملائكة، فسبحنا فسبحت الملائكة، وهللنا فهللت الملائكة، وكان ذلك من تعلیمی وتعلیم علي وكان ذلك في علم الله السابق أن الملائكة تتعلم منا التسبيح والتكبير والتهليل، وكل شيء سبح الله وكبره وهلله بتعليمي وتعليم علي، وكان في علم الله السابق…”

[الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري- ج١ ص٣٣:٣٤- مؤسسة الأعلمي للنشر والمطبوعات- الطبعة الأولى المصححة ١٤٣١-٢٠١٠].

 

فإذا كان رب العالمين يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم (وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ ۝  إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ ۝  عَلَّمَهُۥ شَدِیدُ ٱلۡقُوَىٰ)

[سورة النجم 3 – 5] .

 

فالذي علَّم النبي هو جبريل والذي علّم جبريل هو علي عند الشيعة فأي غلو أكبر من هذا ؟

 

وقد زعم الشيعة الإمامية أن الروايات في أن علوم الأئمة أكمل من علوم الأنبياء قد جاءت مستفيضة.يقول الجزائري: ” ما استفاض من الأخبار، من أن علم الأئمة عليهم السلام أكمل من علوم الأنبياء”.

[الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري- ج١ ص٣٤- مؤسسة الأعلمي للنشر والمطبوعات- الطبعة الأولى المصححة ١٤٣١-٢٠١٠]

 

قد روي عنه عليه السلام : أنه قال في جواب من سأله عن فضله وفضل من تقدمه من الأنبياء مع أنهم حازوا غاية الإعجاز ؛ … وأنطقت عيسي في المهد وعلمته الإنجيل..”.

[الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري- ج١ ص٤١- مؤسسة الأعلمي للنشر والمطبوعات- الطبعة الأولى المصححة ١٤٣١-٢٠١٠].

 

ومن ضمن هذا الغلو أنهم قالوا بأن جميع كتب الأنبياء كانت عندهم ورثوها منهم وكانوا يقرأون فيها، فقد روى ابن بابويه القمي في كتاب التوحيد عن هشام بن الحكم قصة طويلة وفيها دار حوار بينه وبين جاثليق من جثالقة النصارى يقال له : بريهة ثم التقوا بموسى بن جعفر فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ قال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : يا بريهة كيف علمك بكتابك؟ قال : أنا به عالم ، قال : كيف ثقتك بتأويله؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه قال : فابتدأ موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، بقراءة الإنجيل ، قال بريهة : والمسيح لقد كان يقرء هكذا وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح ، ثم قال بريهة : إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك ، قال : فآمن وحسن إيمانه وآمنت المرأة وحسن إيمانها.

 

قال : فدخل هشام وبريهة والمرأة على أبي عبد الله عليه‌السلام ، وحكى هشام الحكاية والكلام الذي جرى بين موسى عليه‌السلام وبريهة ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) [٢] فقال بريهة : جعلت فداك أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ قال : هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول : لا أدري”.

[التوحيد- الصدوق-٧٠:٧٥- دار المعرفة للطباعة والنشر- بيروت لبنان].

 

وقال المجلسي: “روى ابن أبي البختري من ستة طرق وابن المفضل من عشر طرق وإبراهيم الثقفي من أربعة عشر طريقا منهم عدي بن حاتم والاصبغ بن نباتة وعلقمة بن قيس ويحيى بن ام الطويل وزر بن حبيش وعباية بن ربعي وعباية بن رفاعة وأبوالطفيل أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال بحضرة المهاجرين والانصار وأشار إلى صدره : كيف ملا علما لووجدت له طالبا ، سلوني قبل أن تفقدوني ، هذا سفط العلم  هذا لعاب رسول الله   هذا ما زقني رسول الله زقا ، فاسألوني فإن عندي علم الاولين والآخرين ، أما والله لو ثنيت لي الوسادة ثم اجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوارتهم ، وبين أهل الانجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، حتى ينادي كل كتاب بأن عليا حكم في بحكم الله في. وفي رواية : حتى ينطق الله التوراة والانجيل. وفي رواية : حتى يزهر كل كتاب من هذه الكتب ويقول : يا رب إن عليا قضى بقضائك..”

[بحار الأنوار- محمد باقر المجلسي- ج٤٠ ص١٥٣- دار إحياء التراث العربي- الطبعة الثالثة].

 

فأي غلو أعظم من هذا؟ فانظر لأهل السنة كيف ردوا المكذوب ولو كان مدحا لمحبوبهم، وانظر إلى الشيعة كيف اختلقوا الكذب الذي أيدوه وقبلوه ولم يعدوا ذلك غلوا؟!!!!

وأما الروايات في علم أبي بكر فكثيرة جدا وقد سبق ذكرها في بحث مستقل في رد شبهة بعنوان “لم يكن أبو بكر أعلم الصحابة بدلالة حديث مدينة العلم”.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

قاتل أبو بكر من لم يؤد الزكاة له ولم يرض بخلافته وسماهم أهل الردة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.