7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

عائشة تسمع الغناء، وتقول بأن النبي كان يستمع له.

0

 

في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا».

[ “صحيح البخاري – باب سنة العيدين لأهل الإسلام – (2 / 17)؛ صحيح مسلم – باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد- (2 / 607)].

 

قال الشيعة: إن عائشة كانت تستمع للغناء، وتخبر أن النبي كان يستمع له ولو لم يكن محرمًا لما أنكره أبو بكر.

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: الحكم بتحريم الغناء وآلات الطرب معلوم من القرآن والسنة؛ ولأجل ذلك أنكر أبو بكر ما رأي، وظن أنه داخل فيما حُرِّم، ولولا علم أبي بكر بتحريم الغناء، لما كان له أن يتقدم بين يدي النبي ، وفي بيته بمثل هذا الإنكار الشديد، غير أنه كان خافيًا عليه أن هذا الذي أنكره يجوز في يوم عيد فبينه له النبي  بقوله: “دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا”، وقد كان يظن أن النبي  نائمًا، ودليل ذلك قوله “فَكَشَفَ النَّبِيُّ  عَنْ وَجْهِهِ”.

[ صحيح البخاري- (2/23)].

 

فبقي إنكار أبي بكر العام مسلمًا به لإقراره  إياه، ولكنه استثنى منه الغناء في العيد فهو مباح بالمواصفات الواردة في هذا الحديث.قال الحافظ ابن حجر: “وَاسْتَدَلَّ جَمَاعَةٌ مِنَ الصُّوفِيَّةِ بِحَدِيثِ الْبَابِ عَلَى إِبَاحَةِ الْغِنَاءِ وَسَمَاعِهِ بِآلَةٍ وَبِغَيْرِ آلَةٍ، وَيَكْفِي فِي رَدِّ ذَلِكَ تَصْرِيحُ عَائِشَةَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي الْبَابِ بَعْدَهُ بِقَوْلِهَا: (وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ) فَنَفَتْ عَنْهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْمَعْنَى مَا أَثْبَتَهُ لَهُمَا بِاللَّفْظِ؛ لِأَنَّ الْغِنَاءَ يُطْلَقُ عَلَى رَفْعِ الصَّوْتِ، وَعَلَى التَّرَنُّمِ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ النَّصْبَ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ، وعَلى الْحِدَاءِ، وَلَا يُسَمَّى فَاعِلُهُ مُغَنِّيًا، وَإِنَّمَا يُسَمَّى بِذَلِكَ مَنْ يَنْشُدُ بِتَمْطِيطٍ وَتَكْسِيرٍ وَتَهْيِيجٍ وَتَشْوِيقٍ بِمَا فِيهِ تَعْرِيضٌ بِالْفَوَاحِشِ أَوْ تَصْرِيحٌ.قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: “قَوْلُهَا (لَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ)، أَيْ: لَيْسَتَا مِمَّنْ يَعْرِفُ الْغِنَاءَ، كَمَا يَعْرِفُهُ الْمُغَنِّيَاتُ الْمَعْرُوفَاتُ بِذَلِكَ، وَهَذَا مِنْهَا تَحَرُّزٌ عَنِ الْغِنَاءِ الْمُعْتَادِ عِنْدَ الْمُشْتَهِرِينَ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي يُحَرِّكُ السَّاكِنَ، وَيَبْعَثُ الْكَامِنَ، وَهَذَا النَّوْعُ إِذَا كَانَ فِي شِعْرٍ فِيهِ وَصْفُ مَحَاسِنِ النِّسَاءِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْأُمُورِ الْمُحَرَّمَةِ لَا يُخْتَلَفُ فِي تَحْرِيمِهِ”.

[ فتح الباري – ابن حجر – (2 / 442)].

 

وقال الالباني: قلت: وهذا التعليل من بلاغته ؛ لأنه من جهة يشير به إلى إقرار أبي بكر على إنكاره للمزامير كأصل ويصرح من جهة أخرى بإقرار الجاريتين على غنائهما بالدف مشيًرا بذلك إلى أنه مستثنى من الأصل كأنه  يقول لأبي بكر: أصبت في تمسكك بالأصل، وأخطأت في إنكارك على الجاريتين، فإنه يوم عيد”.

[تحريم آلات الطرب – محمد ناصر الدين الالباني- (ص 109)].

 

وقال ابن رجب: “وقد بينت عائشة أن الجاريتين إنما كانا يغنيان بغناء بعاث، ويوم بعاث يوم من أيام حروب الجاهلية مشهور. وباؤه مثلثة وعينه مهملة، ومنهم من حكى أنها معجمة، قال الخطابي: هو يوم مشهور من أيام العرب، كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس على الخزرج، وبقيت الحرب قائمة مائة وعشرين سنة إلى الإسلام، على ما ذكره ابن إسحاق وغيره.قالَ: وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الشجاعة والحرب، وهو إذا صرف إلى جهاد الكفار كان معونة في أمر الدين، فأما الغناء بذكر الفواحش والابتهار للحرم، فهو المحظور من الغناء، حاشاه أن يجري بحضرته شيء من ذلك فيرضاه، أو يترك النكير لهُ، وكل من جهر بشيء بصوته وصرح به فقد غنى به.قالَ: “وقول عائشة: (ليستا بمغنيتين)، إنما بينت ذلك؛ لأن المغنية التي اتخذت الغناء صناعة وعادة، وذلك لا يليق بحضرته، فأما الترنم بالبيت والتطريب للصوت إذا لم يكن فيهِ فحش، فهوَ غير محظور ولا قادح في الشهادة”.

[  فتح الباري – عبد الرحمن بن شهاب الدين بن رجب الحنبلي– (6 /80)] .

 

وقال المباركفوري: “قوله (جاريتان) دون البلوغ من جوار الأنصار، إحداهما لحسان بن ثابت، كما في حديث أم سلمة عند الطبراني، أو كلاهما لعبد الله بن سلام، كما في(الأربعين) للسلمي ….”.

[مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح – أبو الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام المباركفوري– (5/34 )].

 

وخلاصة الأمر: أن الحديث ذكر أنهما جاريتان، والجارية البنت الصغيرة، واحترزت أم المؤمنين بقوبها “ليستا بمغنيتين”، وكان الغناء بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، وهو أشعار من فخر أو هجاء ونحوه، وجاء التقييد بأيام للعيد، وإنكار أبو بكر عليهما، وعدم إنكار النبي  على أبو بكر إنما تنبيها له على الاستثناء.

 

ثانيًا: جاء في كتب الرافضة جواز الغناء في أيام العيد وفي غيرها. قال الخميني: “ويمكن أن يقال باستثناء أيام الفرح منه كعيد الفطر والأضحى وساير الأعياد المذهبية والملية، لصحيحة على بن جعفر عن أخيه موسى  قال: سألته عن الغناء هل يصلح في الفطر والأضحى والفرح؟ قال: لا بأس به ما لم يزمر به… “.

[المكاسب المحرمة – الخميني – (1/ 217)].

 

وسئل الخوئي: “هل يجوز اجتماع الرجال والنساء (الأجانب بعضهم مع بعض) سوية لإنشاد الأناشيد الحماسية أو الدينية مع ما فيها من موسيقى وترفيق وتفخيم ومد في الأصوات وغيرها؟ (ج) إذا لم يترتب عليه محرم من جهة الاجتماع أو منهما معا فلا بأس”.

[منية السائل – الخوئي – (ص 169)].

 

وفي (قرب الإسناد): “عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيهِ مُوسَى ابْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْغِنَاءِ، هَلْ يَصْلُحُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى وَالْفَرَحِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ يُعْصَ بِهِ”.

[ قرب الإسناد- الحميري- (ص 294)].

 

وقد صحح الخوئي هذه الرواية، واستدل بها على جواز الغناء، وأنه ليس محرَّما. فقال: “وقد يستدل على ما ذهب إليه القاساني برواية قرب الإسناد، عن علي بن جعفر، عن أخيه (عليه السلام) قال: سألته عن الغناء هل يصلح في الفطر والاضحى والفرح، قال: لا بأس به ما لم يعص به، وهي وإن كانت مجهولة لعبدالله بن الحسن، ولكن رواها علي بن جعفر في كتابه، إلا أنه قال: ما لم يزمر به، وعليه فهي صحيحة، فتدل على جواز الغناء في نفسه وحرمته إذا اقترن بالمعاصي الخارجية”.

[ مصباح الفقاهة- الخوئي- (1/483)].

 

وفي (الكافي) عن أبي عبد الله: «أجر المغنّية التي تزفّ العرائس ليس به بأس، ليست بالتي يدخل عليها الرجال».

[ الكافي- (5/120)، وصححها المجلسي في مرآة العقول، (19/80)، والنراقي في مستند الشيعة، (14/141)].

 

وقال المامقاني: “عدم اتصاف الغناء بالحرمة بحسب الذات، لكنه تعرضه الحرمة بعد ذلك باعتبار اقترانه بالملهيات والأباطيل نظير عروض التحريم للأمور المباحة التي هي مقدّمات للحرام، وأشبه شيء بحرمة الغناء (حينئذ) حرمة الأكل على مائدة يشرب عليها الخمر، فإنه بمجرد شرب الخمر على تلك المائدة يحرم الأكل عليها حتى في حق غير شارب الخمر، وقد كان الأكل عليها مباحًا بالأصل، وعلى هذا فالغناء (أيضًا) قد اتصف بالتحريم كالملهيات إلا أن تحريمه بالعرض، فيكون الغناء معاقبًا عليه كما أن كلاً من الملهيات الأخر معاقب عليها في حد ذواتها”.

[غاية الآمال في شرح كتاب المكاسب- محمد حسن المامقاني- (1/ 103)].

 

في (الجعفريات) قال: “بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْمَلَاهِي‌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِي مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الزِّنْجِ وَهُمْ يَضْرِبُونَ بِطُبُولٍ لَهُمْ وَيُغَنُّونَ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  سَكَتُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) خُذُوا بَنِي أَرْفِدَةَ‌ مَا كُنْتُمْ فِيهِ؛ لِيَعْلَمَ الْيَهُودُ أَنَّ دِينَنَا فِي فُسْحَةٍ‌”.

[ الجعفريات- الأشعثيات- محمد بن أشعث الكوفي- (ص 157)].

 

وفي واقعنا نرى الرافضة يستخدمون الات الموسيقى، في أناشيدهم، ومناسباتهم الدينية، فنرى الآلات الموسيقية بأنواعها تدخل في هذه الأناشيد، وفي مسيراتهم الدينية .

أكاديمية أحفاد الصحابة  

  قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

طواف النبي  على نسائه في يوم واحد.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.