7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

سوء أخلاق عثمان بشهادة القرآن لما عبس في وجه الأعمى.

0

قال الشيعة إن قوله تعالى { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ }[سُورَةُ عَبَسَ: ١] نزل في عثمان لأن العبوس كان من صفاته الملازمة له.

نقل المجلسي عن القمي في البحار فقال٣١ ـ فس [١] : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) [٢] قال : نزلت في عثمان [٣] وابن أم مكتوم ، وكان ابن أم مكتوم مؤذن رسول [٤] الله 9 وكان أعمى ، وجاء إلى رسول الله 9 وعنده أصحابه وعثمان [٥] عنده ، فقدمه رسول الله 9 على عثمان ، فعبس عثمان وجهه [٦] وتولى عنه ، فأنزل الله : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى )

[بحار الأنوار – ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 30  صفحة : 174].

 

يقول أحمد الماحوزي: “الجملة الثانية فإنها تدل بصراحة على استمرارية العبس في الوجوه وأن ذلك عادة متبعة وملكة راسخة في عثمان”.

[اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 10].

 

وقد يقولون أن هذا يؤدي إلى غضب الله على عثمان ويستدلون برواية مستدرك الوسائل والتي فيها عن علي قال : ” كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه ”

[مستدرك الوسائل، ج ٨، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ص ٣٢١].

 

وقد جمع الشريف المرتضى اغلب الإشكالات فقال قلنا : أما ظاهر الآية فغير دال على توجهها إلى النبي صلى الله عليه وآله ولا فيها ما يدل على أنه خطاب له ، بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه. وفيها ما يدل عند التأمل على ان المعني بها غير النبي صلى الله عليه وآله لانه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي صلى الله عليه وآله في قرآن ولا خبر مع الاعداء المنابذين ، فضلا عن المؤمنين المسترشدين. ثم وصفه بأنه يتصدى للاغنياء ويتلهى عن الفقراء ، وهذا مما لا يوصف به نبينا عليه السلام من يعرفه ، فليس هذا مشبها مع اخلاقه الواسعة وتحننه على قومه وتعطفه ، وكيف يقول له وما عليك الا يزكى وهو صلى الله عليه وآله مبعوث للدعاء والتنبيه ، وكيف لا يكون ذلك عليه. وكان هذا القول اغراء بترك الحرص على ايمان قومه.

[اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 118].

 

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا:ثبت أن الآية نزلت عتابا للنبي صلى الله عليه وسلم وليس لعثمان، وليس فيها ما زعمه الشيعة من سوء الخلق المنافي لقوله تعالى { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیمࣲ }

[سُورَةُ القَلَمِ: ٤]

 

ولذلك فقد أجاب أحد الشيعة على ما زعمه الشريف المرتضى بقوله أقول: لا مانع من وقوع العتاب منه تعالى للنبي ص على ترك الأولى. وفعل المكروه أو خلاف الأولى لا ينافي العصمة والقول بان العبوس ليس من صفاته ص انما يتم إذا لم يكن العبوس لأمر أخروي مهم وهو قطع الحديث مع عظماء قريش الذين يرجو اسلامهم وأن يكون باسلامهم تأييد عظيم للدين وكذلك القول بان الوصف بالتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة انما يتم إذا كان تصديه للأغنياء لغناهم لا إرجاء اسلامهم وتلهية عن الفقراء لفقرهم لا لقطعهم حديثه مع من يرجو اسلامه ومع ذلك لا ينافي العتاب له وكون الأولى خلافه اما ما روي عن الصادق ع فقد ينافي صحة هذه الرواية قوله تعالى: {وما يدريك لعله يزكى}، فان ذلك الرجل انما عبس في وجه الأعمى تقذرا له لا لأنه لا يرجو تزكيه أو تذكره فالمناسب ان يقال وما يدريك لعله خير من أهل النظافة والبصر وكذا قوله: {وما عليك ان لا يزكى فان تصدى الأموي للغني لغناه لا لرجاء ان يزكى وكذا قوله واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى. فان ابن أم مكتوم انما جاء رسول الله ص لا الأموي والأموي انما تقذره وانكمش منه لا إنه تلهى عنه فالمناسب ان يكون الخطاب للنبي ص وذلك يبطل صدور هذه الرواية من معدن بيت الوحي.

[اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد

محسن    الجزء : 1  صفحة : 230].

 

وأما نزول الآية في النبي -صلى الله عليه وسلم- من كتب أهل السنة فقد جاءت الرواية عند ابن حبان وغيره [الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي ت بشار، ٢٨٩/٥].

 

قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في بن أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى قَالَتْ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرْشِدْنِي قَالَتْ وَعِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “يَا فُلَانُ أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بأسا فيقول لا فنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}

[ابن حبان، صحيح ابن حبان – محققا، ٢٩٤/٢].

قال الشيخ الألباني: “صحيح ـ ((صحيح سنن الترمذي)) (3566)»

«التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان» (2/ 32):

 

وقال الشيخ مصطفى العدوي للآية سبب نزول بمجموع الطرق، ولسياق آيات الكتاب العزيز يصح.

[مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، ٢/٨٤].

 

وأما عند الشيعة فقد قال بنزولها في النبي -صلى الله عليه وسلم- عدد من علماء الشيعة ومنهم .

 

1: الطبرسي تفسير جوامع الجامع – الشيخ الطبرسي – ج 3 – ص 728

2: إبن أبي جامع العاملي في الوجيز ج 3 ص 425.

3- المجلسي في البحار ج 17 ص 78.

4- الشيخ الطريحي في غريب القرآن ج1 ص 307.

5: السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ج 1 ص 235.

6: السيد هاشم معروف الحسني في سيرة المصطفى ج1 ص 193

7: الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره “الأمثل” ج 19 ص 364.

وغيرهم .

 

ثانيا: الروايات التي وردت عند الشيعة بشأن نزول الآية في عثمان لا تصح

 

فعمدة ما استدلوا به ما ذكر في تفسير القمي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ– {عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‌} قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَثْكَنَ‌[1] و ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ‌ وَ كَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ مُؤَذِّناً لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ كَانَ‌ عْمى، وَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ وَ عَثْكَنَ عِنْدَهُ، فَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيْهِ- فَعَبَسَ وَجْهُهُ وَ تَوَلَّى عَنْهُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ‌ عَبَسَ وَ تَوَلَّى‌

{اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 404].

[اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 404].

 

وهذا ساقط عند السنة والشيعة على السواء إذ أنه بلا إسناد.

وجاءت رواية أخرى عند الطبرسي، قال: “وقد روي عن الصادق (ع) أنها نزلت في رجل من بني أمية

{اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن – ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 266].

 

وهذه أيضا تلحق صاحبتها حيث أنها بلا إسناد.ولذلك يقول شيخهم احمد الماحوزي: “لا توجد إلا روايتان مرسلتان”.

[اسم الکتاب : أسطورة العبوسة المؤلف : الماحوزي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 42].

 

هذا فضلا عن إبهام الرواية للرجل الذي نزلت فيه والمبهم لا تقوم به الحجة في مثل هذا.وأما رواية مستدرك الوسائل

 

كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه ” .

[مستدرك الوسائل، ج ٨، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ص ٣٢١].

 

ففي إسنادها مجاهيل اكتفي بذكر اثنين منهما فقط

الأول: محمد بن هارون وهو ساقط عند السنة والشيعة

محمد بن هارون بن عيسى، أبو إسحاق، ويعرف بابن بريه.

  • قال السهمي: ‌سألت ‌الدَّارَقُطْنِيّ ‌عن ‌محمد ‌بن ‌بريه ‌الهاشمي؟ ‌فقال: ‌لا ‌شيء. (46) .
  • وذكره الدَّارَقُطْنِيّ في «الضعفاء والمتروكين»

«موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله» (2/ 632):وأما عند الشيعة فقد جهَّله الخوئي ففي المفيد: “محمد بن هارون بن موسى: أبو الحسين مضى في ترجمة أحمد بن محمد بن الربيع عن النجاشي ذكره، وترحمه عليه، وروايته عن أبيه ” التلعكبري ” – مجهول -.

[المفيد من معجم رجال الحديث – محمد الجواهري – الصفحة ٥٨٦].

 

الثاني: عيسى بن مهران وهو مشترك بين اثنين كلاهما مجهول.في المفيد: “9224 – 9223 – 9242 – عيسى بن مهران: روى روايتين في التهذيب – متحد مع لاحقه المجهول -.9225 – 9224 – 9243 – عيسى بن مهران المستعطف: ” المتعطف ” يكنى أبا موسى – مجهول

[المفيد من معجم رجال الحديث – محمد الجواهري – الصفحة ٤٤٩].

 

وقد يستدل الشيعة برواية الكافي والتي فيها ان من صفات المؤمن أنه: “هَشَّاشٌ ، بَشَّاشٌ، لَابِعَبَّاسٍ وَلَا بِجَسَّاسٍ”.

[الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني    الجزء : 3  صفحة : 580].

 

والرواية ضعفها المجلسي فقال“ضعيف على المشهور”.

[الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 9  صفحة : 203].

 

وهي عند أهل السنة كذلك إنَّ اللَّهَ يبغضُ المُعبِسَ في وجوهِ إخوانِه

«أخرجه الديلمى (1/153، رقم 555) . قال المناوى (2/285) : فيه محمد بن هارون الهاشمى أورده الذهبى فى الضعفاء وقال الدارقطنى: ضعيف، عن عيسى بن مهران قال فى الضعفاء: كذاب رافضى»

[«جامع الأحاديث» (8/ 229 بترقيم الشاملة آليا)

وقال الشيخ الألباني ” «موضوع»].

[«سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة» (8/ 445)].

 

ثالثا: الشيعة أرادوا أن يذموا عثمان رضي الله عنه فمدحوه وأسقطوا دينهم وذلك من أوجه عده .

الوجه الأول: أن عثمان كان يتصدر للإفتاء ودعوة الناس الى الحق ويقره على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره القرآن أما إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- فبدليل عدم ورود الإنكار من النبي -صلى الله عليه وسلم- على عثمان تصدره لذلك المنصب، وسكوت النبي -صلى الله عليه وسلم- إقرار وهو حجة باتفاق.

وأما إقرار القرآن لتصدر عثمان للدعوة إلى الحق وتزكية الناس أنه لم ينكر عليه إلا مجرد العبوس والتوجه إلى الكفار، ولو كان تصدره خطئا لكان الإنكار جليا على أخذ منصب المعصومين والذي أجمع الشيعة عليه واعتقدوا بالرواية التي تقول:«لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا عَلِيٌّ”»«سنن ابن ماجه» (1/ 86 ت الأرنؤوط): «إسناده ضعيف شريك -وهو ابن عبد الله- سيئ الحفظ، وأبو إسحاق موصوف بالتدليس، وقد تغير بأخرة.

والحديث أخرجه الترمذي (4053)، والنسائي في “الكبرى” (8400) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي (8091) و (8405) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.وهو في “مسند أحمد” (17505) و (17506). وقد انتقد شيخ الإسلام ابن تيمية في “منهاج السنة” 5/ 63 هذا الحرف “لا يؤدي عني إلا علي” وعدَّه من الكذب، وقال: وعامة من بلغ عنه غيرُ أهل بيته، فقد بعث أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام، ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذًا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة، فأين قول من زعم أنه لا مبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته.

[إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، ج ٣، الحر العاملي، ص ٣٣].

[الاحتجاج، ج ١، أحمد بن علي الطبرسي، ص ١٩٨].

 

فإذا كان الدين لا يبلغه الا النبي -صلى الله عليه وسلم- أو علي وتصدر عثمان لذلك ولم ينكر عليه القرآن الا أخطاء لا تتعلق بأصل التصدر إنما تتعلق بجزئيات لا تمس أصل الموضوع فهذا إقرار واضح لصحة اخذ الدين من عثمان رضي الله عنه.

الوجه الثاني: شرّف الله عثمان غاية التشريف في قوله تعالى “ومايدريك لعله يزكى” ضمير المخاطب يدل على التشريف ولذلك تجد الخطابات بكاف المخاطبة عادة للرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى{ إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ }[سُورَةُ الكَوۡثَرِ: ١]،  “{ وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ }[سُورَةُ الضُّحَىٰ: ٥] والآية واضحة في أن عثمان ليس فقط يزكي نفسه فيكون من الفالحين كما قال الله تعالى { وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا (٧) فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا (٨) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا (٩) }

[سُورَةُ الشَّمۡسِ: ٧-٩].

 

بل إن عثمان كان سببا في فلاح غيره ودعوة الناس الى الإسلام.

الوجه الثالث: عدم المواجهة بالعتاب في قوله { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ }[سُورَةُ عَبَسَ: ١] والحبيب لا يواجه حبيبه عندما يعاتبه، ولذلك لما عاتب الله نبيه في أخذ الفداء من أسرى بدر جاء الخطاب بصيغة الغائب تلطفا، فقال: { وَمَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یَغُلَّۚ وَمَن یَغۡلُلۡ یَأۡتِ بِمَا غَلَّ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ }[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٦١] فلو كان منافقا لما تلطف به رب العالمين وهو الذي قال { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ جَـٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱغۡلُظۡ عَلَیۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ }

[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٧٣].

 

فكيف يأمر رب العالمين بالغلظة على المنافق وهو يتلطف معه في أخطر قضية وهي بلاغ دين الإسلام للمسلمين والمشركين؟

الوجه الرابع: الآيات تنص على عدالة ووثاقة عثمان إذ أنه إذا ذكَّر غيره سواء كان مسلما أو كافرا فإن تذكرته تنفعه عند الله تعالى { وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ (٣) أَوۡ یَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰۤ (٤) }[سُورَةُ عَبَسَ: ٣-٤].

 

وهذا بيان واضح أن المخاطب معه مصدر للذكرى والنفع وهم يقولون ويصرون أنه عثمان رضي الله عنه.

 

الوجه الخامس: قوله تعالى { أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ (٥) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (٦) }[سُورَةُ عَبَسَ: ٥-٦].

 

هذا بيان بليغ أن المخاطب من أعظم مهماته التصدي لأهل الكبر والاستغناء، وهو حريص أشد الحرص على هداية الناس، وأولى الناس بذلك هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الشيعة يصرون على أنها في عثمان رضي الله عنه.

 

خامسا: إذا كان العبوس بحق قادحا الشخص وفي حسن خلقه فقد لزمهم ذلك في علي بن أبي طالب رضي الله عنه،فقد رووا عنه أنه عبس في وجه رجل    روى الكليني في الكافي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وغَيْرِهِمَا بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ: فِي احْتِجَاجِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام عَلى عَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ حِينَ لَبِسَ الْعَبَاءَ ، وتَرَكَ الْمُلَاءَ، وشَكَاهُ أَخُوهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّهُ قَدْ غَمَّ أَهْلَهُ ،وَأَحْزَنَ ولْدَهُ بِذلِكَ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « عَلَيَّ بِعَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ ». فَجِي‌ءَ بِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ عَبَسَ فِي وجْهِهِ ، فَقَالَ لَهُ : « أَمَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْ أَهْلِكَ؟ الكافي 2/357 وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول 4/363″الحديث الثالث : مرسل معتبر بل هو كالمتواتر روي بأسانيد وفي متنه اختلاف والمضمون مشترك”.

وعليه فيلزمهم في علي كل ما قالوه عن عثمان وإلا شقطت شغائبهم.

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

قالوا أعطى عثمان خمس غنائم إفريقية لواحد من أقاربه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.