زعم الشيعة إن معاوية قد قتل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنهما.
يقول شيخهم نجاح الطائي: “وقتل معاوية عائشة بحفر بئر لها ، وغطى فتحة ذلك البئر عن الأنظار” .[إغتيال أبي بكر، الشيخ نجاح الطائي، ص ١٠٧].ويقول شيخهم علي بن يونس العاملي: “قال صاحب المصالت: كان على المنبر يأخذ البيعة ليزيد فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة ؟ قال: لا، قالت: فبمن تقتدي ؟ فخجل وهيأ لها حفرة فوقعت فيها فماتت”.[اسم الکتاب : الصراط المستقيم المؤلف : العاملي، علي بن يونس الجزء : 3 صفحة : 45].
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
أولا: لا يوجد في مصادر اهل السنة أي أثر لتلك الفرية الرافضية، وقد اعترف الشيعة بذلك، يقول شيخهم على الكوراني: “ولم تفصح مصادر الخلافة كيف توفيت عائشة”.[ اسم الکتاب : جواهر التاريخ المؤلف : الكوراني العاملي، علي الجزء : 2 صفحة : 318].
وجاء في موقع الرصد العقائدي سؤال: “ممكن رواية قتل عائشه على يد معاويه من كتب اهل السنه؟
فجاء الجواب كالتالي: “بحسب تتبّعنا في مصادرِ التاريخِ السّنّيّةِ لم نظفَر بمصدرٍ موثوقٍ يمكنُ الركونُ إليه في هذه القضيّة، حيثُ لم تُشِر كتبُ التّاريخِ المعروفةُ إلى أنّ معاوية قامَ بقتلِ عائشة”.موقع مركز الرصد العقائدى.
لكن الشيعة يدلسون في ذلك ويمكرون كلاما مرسلا في مواقعهم وكتبهم ثم يحيلون لبعض المصادر السنية كما فعل نجاح الطائي في كتابه إغتيال أبي بكر ومن ذلك قوله: “اغتيال أم المؤمنين عائشة سنة 58 ه في زيارة معاوية للمدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد عارضه الكثير من الصحابة لفسق يزيد وجهله، وعندها قرر معاوية الانتقام منهم وبالخصوص من قتلة عثمان بن عفان فأمر بقتل عبد الرحمن بن أبي بكر وأخته عائشة بنت أبي بكر. وقد قتل الاثنين غيلة.إذ قتل عبد الرحمن بالسم وقيل بدفنه حيا، وقد يكون معاوية قد استخدم الوسيلتين معا أي سمه ودفنه حيا”.[إغتيال أبي بكر – الشيخ نجاح الطائي – الصفحة ١٠٧].ثم جعل الكاتب هامشا كتب فيه( البداية والنهاية، ابن كثير ٨ / ١٢٣، المستدرك، الحاكم ٣ / ٤٧٦.)
وهذا من البهتان والكذب الواضح فإن تلك الصفحات التي أشار إليها الكاتب خالية تماما من الكلام في تلك الأمور، وحتى لا يقال إنها اختلاف طبعات فإليك ما جاء في الحادثة من الكتابين
الكتاب الأول المستدرك على الصحيحين الذي في المستدرك أربع روايات:
الرواية الأولى: وفيها : “وَتُوُفِّيَتْ رضي الله عنها زَمَنَ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ»[«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (4/ 5)].
الرواية الثانية: أ«وَمَاتَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ الْوِتْرِ، وَدُفِنَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا بِالْبَقِيعِ لِخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه»[«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (4/ 5)].
الرواية الثالثة:«مَاتَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ السَّابِعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ بَعْدَ الْوِتْرِ، فَأَمَرَتْ أَنْ تُدْفَنَ مِنْ لَيْلَتِهَا، وَاجْتَمَعَ الْأَنْصَارُ وَحَضَرُوا فَلَمْ تُرَ لَيْلَةً أَكْثَرَ نَاسًا مِنْهَا، نَزَلَ أَهْلُ الْعَوَالِي، فَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ»[«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (4/ 5)].
الرواية الرابعة: « قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها بِالْبَقِيعِ» وَابْنُ عُمَرَ، فِي النَّاسِ لَا يُنْكِرُهُ «وَكَانَ مَرْوَانُ، اعْتَمَرَ تِلْكَ السَّنَةَ فَاسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ»[«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (4/ 5)].
وليس في الكتاب أي إشارة لما زعمه الكاتب الشيعي.
وأما البداية والنهاية لابن كثير فقد قال: «وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضَائِلِهَا وَمَنَاقِبِهَا كَثِيرَةٌ جِدًّا. وَقَدْ كَانَتْ وَفَاتُهَا فِي هَذَا الْعَامِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: قَبْلَهُ بِسَنَةٍ. وَقِيلَ: بَعْدَهُ بِسَنَةٍ. وَالْمَشْهُورُ فِي رَمَضَانَ مِنْهُ، وَقِيلَ: فِي شَوَّالٍ. وَالْأَشْهَرُ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ السَّابِعُ عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ بِالْبَقِيعِ لَيْلًا، وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْوِتْرِ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا خَمْسَةٌ، وَهُمْ ; عَبْدُ اللَّهِ وَعُرْوَةُ ابْنَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ مِنْ أُخْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَالْقَاسِمُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا أَخِيهَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ عُمْرُهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً ; لِأَنَّهُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعُمْرُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ عُمْرُهَا عَامَ الْهِجْرَةِ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ»[«البداية والنهاية» (11/ 342 ت التركي)].
فأين ذكر قتلها أيها الأفاك؟!وعلى ذلك فقس كلام الروافض في تلك القضية
ثانيا: الفرية لها مصدرين في كتب الشيعة
المصدر الأول: كتاب الصراط المستقيم للنباطي العاملي وقد أحال إلى كتاب “المصالت” فنقول أولا من صاحب هذا الكتاب وأين اسناده الصحيح للحادثة،، وأين هو ذلك الكتاب حتى نتحقق من النقل لأننا نعرف أن الرافضة أكذب خلق الله على الإطلاق، فحتى على مباني الرافضة لا يمكن قبوله ذلك إذ أن صاحب الكتاب وهو النباطي العاملي متوفى سنة 877 ممارسة محسن الأمين.[اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 8 صفحة : 309].
فبين وبين الواقعة أكثر من ثمانمئة سنة، ولو كان ذلك صحيحا لما سكت الرافضة على مثل ذلك طيلة هذه السنين خاصة وأن الطعن في معاوية دين بل من اخص خصائص دينهم.
المصدر الثاني: ذكره نجاح الطائي فقال: وقتل معاوية عائشة بحفر بئر لها ، وغطى فتحة ذلك البئر عن الأنظار[إغتيال أبي بكر، الشيخ نجاح الطائي، ص ١٠٧].
ثم أشار في الهامش إلى المصدر الذي نقل منه وهو( كتاب حبيب السير ، غياث الدين بن همام الدين الحسيني ص 425 . )
وهذا كتاب رافضي مؤلف من قبل الدولة الصفوية الرافضية، قال حاجي خليفة صاحب كاشف الظنون «حبيب السير، في أخبار أفراد البشر فارسي. لغياث الدين: محمود ابن همام الدين، المدعو: بخواند أمير.المتوفى: بأكبر آباد، سنة: 583. وهو: تاريخ كبير. لخصه من: تاريخ والده. المسمى: (بروضة الصفا) ، وزاد عليه. ألفه: بالتماس خواجه، حبيب الله، من أعيان دولة شاه: إسماعيل بن حيدر الصفوي، سنة 927، سبع وعشرين وتسعمائة»[كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» (1/ 629)].
وقد ترجم له محسن الأمين في أعيان الشيعة[ أعيان الشيعة، ج ٩، السيد محسن الأمين، ص ٤٠٢].وله ترجمة في [خلاصة عبقات الأنوار، ج ١، في سنن الترمذي بإسناد صحيح: حامد النقوي، ص ٢٥٣].
على أن متن الرواية ساقط كما أشار إليه علي الكوراني لما قال: “على أن معاوية لا يحتاج لأن يحفر لها حفرة ويغطيها لتسقط فيها”[اسم الکتاب : جواهر التاريخ المؤلف : الكوراني العاملي، علي الجزء : 2 صفحة : 319].وبه يثبت كذب تلك الفرية من كتب السنة والشيعة على السواء.
ثالثا العلاقة بين ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومعاوية كانت علاقة حسنة فيها كل ود وتقدير وبر ومعرفة بحق ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في سنن الترمذي بإسناد صحيح: “كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنِ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ، وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ، فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ التَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ التَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَ الحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.[حكم الألباني] : صحيح[«سنن الترمذي» (4/ 609 ت شاكر)].
وروى الحاكم: “عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ، رضي الله عنها بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَسَمَتْهَا حَتَّى لَمْ تَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: أَنْتِ صَائِمَةٌ، فَهَلَّا ابْتَعْتِ لَنَا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: «لَوْ أَنِّي ذُكِّرْتُ لَفَعَلْتُ»
[«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (4/ 15)].صححه الذهبي[«سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (2/ 186)].
و«عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ:أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ بِقِلَادَةٍ بِمائَةِ أَلْفٍ، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ»[«سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (2/ 187)].قال سعيد بن عبد العزيز: قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار[«تاريخ دمشق لابن عساكر» (59/ 192)].
«عن عبد الرحمن بن القاسم أنه قال: أهدى معاوية لعائشة ثيابا وورقا وأشياء توضع فى أسطوانها فلما خرجت عائشة نظرت إليه فبكت ثم قالت: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يجد هذا، ثم فرقته ولم يبق منه شيء وعندها ضيف، فلما أفطرت – وكانت نصوم من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطرت على خبز وزيت، فقالت المرأة يا أم المؤمنين لو أمرت بدرهم من الذي أهدي لك فاشتري لنا به لحم فأكلناه. فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: كلى فو الله ما بقي عندنا منه شيء»[«حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – ط السعادة» (2/ 48)].
وفي الطبقات عن «عَلْقمة بن أبي عَلْقمة عن أمه قالت: قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة فأرسل إلى عائشة أن أرسلى إليَّ بأَنْبِجَانِيَّة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وشَعره، فأرسلت به معي أحمله حتَّى دَخلتُ به عليه فأخذ الأنبجانية فلبسها، وأخذ شعره فدعا بماء فغسله فشَربه وأفاضَ على جلده»[«الطبقات الكبير» (6/ 18 ط الخانجي)].
فكل هذا مما يدلك على أن العلاقة لم تكن إلا علاقة بر وتقدير لمكانة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها من معاوية وهو مما يبطل تلك الفرية.
رابعا: الثابت أن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنه لم تقتل بل توفيت وفاة طبيعية لا قتلا ففي صحيح البخاري عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ : «أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ، عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ»[«صحيح البخاري» (5/ 29 ط السلطانية)].
خامسا: لماذا يشغب الشيعة على معاوية بذلك وقد.كان الأولى أن يصنعوا له ضريحا ويزورونه ويعظمونه كما عظموا أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر !! فهم يزعمون أن ام المؤمنين قد قتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربت عليا ومن فعل ذلك فالقتل في حقه قليل، فكان الأولى تعظيم معاوية لا القدح فيه بذلك تحقيقا لدينهم قبحهم الله .
مواضيع شبيهة
دعوى أن معاوية نقض جميع الشروط التي كانت بينه وبين الحسن في الصلح.