7ewaratwelzamat
حوارات وإلزامات

قالوا إن قيس بن سعد كان يقول إن معاوية وثن ابن وثن .

0

نقل الشيعة رواية من كتب التاريخ تذكر هذا الأمر، وفيها: “وخرج إليهم بسر بن أرطأة في عشرين ألفا فصاحوا بهم هذا أميركم قد بايع وهذا الحسن قد صالح فعلا م تقتلون أنفسكم فقال لهم قيس اختاروا إما القتال مع غير إمام أو تبايعون بيعة ضلال فقالوا بل نقاتل بلا إمام فخرجوا وضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم وكتب معاوية إلى قيس يدعوه ويمنيه فكتب إليه قيس لا والله لا تلقاني أبدا إلا وبيني وبينك الرمح فكتب إليه معاوية أما بعد فإنما أنت يهودي ابن يهودي تشقي نفسك وتقتلها فيما ليس لك فان ظهر أحب الفريقين إليك نبذك وعزلك وإن ظهر أبغضهما إليك نكل بك وقتلك وقد كان أبوك أوتر غير قوسه ورمى غير غرضه وأكثر الحز وأخطأ المفصل فخذله قومه وأدركه يومه فمات بحوران طريدا غريبا والسلام. فكتب إليه قيس بن سعد إنما أنت وثن ابن وثن من هذه الأوثان”.

[ أعيان الشيعة، ج ٨، السيد محسن الأمين، ص ٤٥٦]

والجواب علي هذه الشبهة من وجوه:

 

أولا: هذه الرواية لا تصح وإنما هي من كذب الرافضة، وقد اختلق هذه الرواية ابن الكلبي ونقد نقلها المدائني بلا إسناد، قال في انساب الأشراف: «قَالَ المدائني وكتب مُعَاوِيَة إِلَى قَيْس يدعوه إِلَى نفسه- وَهُوَ بمسكن فِي عشرة آلاف- فأبى أن يجيبه، ثم كتب إليه: إنما أنت ‌يهودي ‌ابن ‌يهودي، إن ظفر أحب الفريقين إِلَيْك عزلك واستبدل بك، وإن ظفر»

«أنساب الأشراف للبلاذري» (3/ 39)

 

والمدائني متوفي ٢٢٥ للهجرة فبينه وبين الواقعة اكثر من قرن ونصف ومصدر هذه الرواية إنما هو من ابن الكلبي الرافضي، قال الجاحظ: «ابن الكلبي قال: كتب معاوية إلى قيس بن سعد، وهو والي مصر لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه: أما بعد فإنما أنت ‌يهوديّ ‌بن ‌يهودي. إن ظفر أحبّ الفريقين إليك عزلك واستبدل بك، وإن ظفر أبغضهما إليك قتلك ونكل بك. وقد كان أبوك وتر قوسه ورمى غير غرضه، فأكثر الحزّ وأخطأ المفصل، فخذله قومه، وأدركه يومه، ثم مات طريدا بحوران. والسلام.

فكتب إليه قيس بن سعد:أما بعد فإنك وثن بن وثن»

«البيان والتبيين» (2/ 58).

 

وابن الكلبي هذا رافضي والروافض كما هو معلوم من اكذب خلق الله على الإطلاق، يقول النجاشي في ترجمته: هشام بن محمد بن السائب بن بشر بن زيد بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبدود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة ، أبو المنذر ، الناسب ، العالم بالايام ، المشهور بالفضل والعلم ، وكان يختص بمذهبنا.

[ اسم الکتاب : رجال النجاشي المؤلف : النجاشي، أبو العبّاس    الجزء : 1  صفحة : 434.]

وأما أهل العلم من أهل السنة فهذا جرحهم له، وذكرهم لرافضيته.

 

قال ابن حيان: “هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب أَبُو الْمُنْذر الْكَلْبِيّ من أهل الْكُوفَة يروي عَن أَبِيه ومعروف مولى سُلَيْمَان والعراقيين الْعَجَائِب وَالْأَخْبَار الَّتِي لَا أصُول لَهَا روى عَنهُ شباب الْعُصْفُرِي وَعلي بن حَرْب الْموصِلِي وَعبد الله بن الضَّحَّاك الهدادي وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع أخباره فِي الأغلوطات أشهر من أَن يحْتَاج إِلَى الإغراق فِي وصفهَا”.

[ابن حيان، المجروحين لابن حيان، ٩١/٣]

 

وقال الذهبي: “قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ سَمَرٍ وَنَسَبٍ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يُحَدِّثُ عَنْهُ.وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث.وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: رَافِضِيٌّ لَيْسَ بِثِقَةٍ.

[الذهبي، شمس الدين، سير أعلام النبلاء ط الحديث، ٢٨١/٨]

[ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي، ١٧٦/٣]

 

ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وَأَكْثَرُ الْمَنْقُولِ ‌مِنَ ‌الْمَطَاعِنِ ‌الصَّرِيحَةِ ‌هُوَ ‌مِنْ ‌هَذَا ‌الْبَابِ ‌يَرْوِيهَا الْكَذَّابُونَ الْمَعْرُوفُونَ بِالْكَذِبِ، مِثْلَ أَبِي مُخَنَّفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى (7) ، وَمِثْلُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ وَأَمْثَالِهِمَا مِنَ الْكَذَّابِينَ. وَلِهَذَا اسْتَشْهَدَ هَذَا الرَّافِضِيُّ بِمَا صَنَّفَهُ هِشَامٌ الْكَلْبِيُّ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ أَكْذَبِ «النَّاسِ (1) ؛ وَهُوَ شِيعِيٌّ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ (2) . وَعَنْ أَبِي مُخَنَّفٍ، وَكِلَاهُمَا مَتْرُوكٌ كَذَّابٌ. وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي هَذَا: ” الْكَلْبِيُّ مَا ظَنَنْتُ (3) أَنَّ أَحَدًا يُحَدِّثُ عَنْهُ (4) ، إِنَّمَا هُوَ صَاحِبُ سَمَرٍ وَشُبَهٍ (5) “. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ” هِشَامٌ الْكَلْبِيُّ الْغَالِبُ عَلَيْهِ الْأَسْمَارُ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ فِي الْمُسْنَدِ شَيْئًا، وَأَبُوهُ أَيْضًا كَذَّابٌ “. وَقَالَ زَائِدَةُ وَاللَّيْثُ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ (6) : هُوَ كَذَّابٌ. وَقَالَ يَحْيَى: ” لَيْسَ بِشَيْءٍ (7) كَذَّابٌ سَاقِطٌ “. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ (8) : ” وُضُوحُ الْكَذِبِ فِيهِ أَظْهَرُ مِنْ أَنْ يَحْتَاجَ إِلَى الْإِغْرَاقِ (9) فِي وَصْفِهِ “»

«منهاج السنة النبوية» (5/ 82)

 

وعليه فإن الكلبي كذاب في قوله،قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وَقَدِ اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ، وَالرِّوَايَةِ، وَالْإِسْنَادِ عَلَى أَنَّ الرَّافِضَةَ أَكْذَبُ الطَّوَائِفِ، وَالْكَذِبُ فِيهِمْ قَدِيمٌ، وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ يَعْلَمُونَ امْتِيَازَهُمْ بِكَثْرَةِ الْكَذِبِ

[ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ٥٩/١]

 

ومن جهة أخرى: لئن صحح الشيعة ذلك الطعن من الكلبي في معاوية ونسبه رضي الله عنه لزمهم قبول طعن الكلبي في النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي غيره من أهل البيت ومن الصحابة المنتجبين عندهم.

 اما طعنه في نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ذكر تحت باب نكاح المقت

((هامش: نكاح المقت: و هو النكاح الجاهلي الذي حرّمه الاسلام بقوله تعالى‌ «وَ لاََ تَنْكِحُوا مََا نَكَحَ آبََاؤُكُمْ مِنَ اَلنِّسََاءِ إِلاََّ مََا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كََانَ فََاحِشَةً وَ مَقْتاً وَ سََاءَ سَبِيلاً» *النساء)) قال: كانت برة بنت مرّ بن أد أخت تميم بن مرّ تحت خزيمة بن مدركه، فولدت له أسد بن خزيمة، ثم هلك عنها، فخلف عليها ابنه كنانة ابن خزيمة نكاح المقت، فولدت له ولده كلهم إلاّ عبد مناف بن كنانة، فانه لغير برة لكنانة النضر و مالك و ملكان و سعد و عامر.

مثالب العرب المؤلف : ابن الكلبي   ص١٥٣

 

فهذا جد النبي -صلى الله عليه وسلم- كنانة ابن خزيمة نكح نكاحا يعد في الإسلام زنا، فهل يلتزم الشيعة بكلام صاحبهم في النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! وأما طعنه في أهل البيت فمن ذلك ما ذكره تحت عنوان  نكاح الجاهلية فقال: “و كان معاوية يقال: إنّه من العباس بن عبد المطلب إذ كان يتهم بهند و كان نديم أبي سفيان بن حرب، فقال: إنّه نادمه لمكانها”.

[مثال العرب ص ١٥٨.]

 

ومن طعنه في عم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو طالب قوله: و أخبرني أبي قال: كان لوهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم اماء، فوقع على احدهن ذباب بن عبد اللّه بن عامر بن الحرث بن حارث بن سعد بن تيم، فولدت له الحويرث، فوهبه أبو لهب لابيه، ثم وقع عليها أبو طالب و بعض ولد الحضرمي، فولدت له طليقا، فاختصما فيه، فقال أبو طالب: هبني كذباب وهبت له ابنه و اني بخير من نداك حقيق‌ اعوذ بثوب المرء عمرو بن عائذ ابي و ابيكم ان يباع طليق‌ فوهبه أبو لهب لابي طالب.

[المثالب ص١٨٧.]

 

ومن طعنه في الصحابة المنتجبين، ذكره لعمار بن ياسر في باب اولاد الزنا الذين شرفوا من العرب‌.

[المثالب ص ١٩٢:١٩٣.]

فهذا طعن هذا الكلبي الرافضي في النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي أهل بيته وفي أصحابه فهل يقبل الشيعة ذلك من صاحبهم ؟!

 

ثانيا: كيف يعتقد قيس بن سعد ان معاوية وثن بن وثن وقد بايعه ورضي ان يحكم فيه معاوية وفي أهله وفي المسلمين جميعا ؟

وكيف يعقد معاوية ان قيس بن سعد يهودي كما في الرواية ثم يقبل منه البيعة على الإسلام؟ قال الطبري: «وكتب الْحَسَن إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الصلح، وطلب الأمان، ‌وَقَالَ ‌الْحَسَن ‌للحسين ‌ولعبد ‌اللَّه ‌بن ‌جَعْفَر: ‌إني ‌قَدْ ‌كتبت ‌إِلَى ‌مُعَاوِيَةَ فِي الصلح وطلب الأمان، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْن: نشدتك اللَّه أن تصدق أحدوثة مُعَاوِيَة، وتكذب أحدوثة علي! فَقَالَ لَهُ الْحَسَن: اسكت، فأنا أعلم بالأمر مِنْكَ فلما انتهى كتاب الْحَسَن بن على ع إِلَى مُعَاوِيَةَ، أرسل مُعَاوِيَة عَبْد اللَّهِ بن عامر وعبد الرحمن بن سمره، فقد ما المدائن، وأعطيا الْحَسَن مَا أراد، فكتب الْحَسَن إِلَى قيس بن سَعْد وَهُوَ عَلَى مقدمته فِي اثني عشر ألفا يأمره بالدخول فِي طاعة مُعَاوِيَة، فقام قيس بن سَعْد فِي الناس فَقَالَ: يا أيها الناس، اختاروا الدخول فِي طاعة إمام ضلالة، أو القتال مع غير إمام، قَالُوا: لا، بل نختار أن ندخل فِي طاعة إمام ضلالة»

«تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري» (5/ 160)

 

فهذا أمر الحسن لقيس بن سعد أن يبايع معاوية على أننا لا نسلم ان معاوية إمام ضلالة ولو كان كذلك لما جاز للحسن أن يأمر بذلك الكفر، وإلا كان الحسن هو إمام الضلالة لأنه يدعو إلى بيعة إمام ضلالة وفي الرواية عندهم

 

قال الريشهري: “103.الفتوح : كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَـمِهِمْ» . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : نَعَم يا أخا بَني أسَدٍ ، هُما إمامانِ : إمامُ هُدىً دَعا إلى هُدىً ، وإمامُ ضَلالَةٍ دَعا إلى ضَلالَةٍ ، فَهَدى مَن أجابَهُ إلَى الجَنَّةِ ، ومَن أجابَهُ إلَى الضَّلالَةِ دَخَلَ النّارَ .

 

104.الأمالي عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد عل حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ قالَ : . . . سارَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ ، فَلَمّا نَزَلُوا الثَّعلَبِيَّةَ وَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ : بِشرُ بنُ غالِبٍ . فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، أخبِرني عَن قَولِ اللّه ِ عز و جل : «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَـمِهِمْ» . قالَ : إمامٌ دَعا إلى هُدىً فَأَجابوهُ إلَيهِ ، وإمامٌ دَعا إلى ضَلالَةٍ فَأَجابوهُ إلَيها ، هؤُلاءِ فِي الجَنَّةِ ، وهؤُلاءِ فِي النّارِ ، وهُوَ قَولُهُ عز و جل : «فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ»

[جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع) المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 82]

فهل يرضى الشيعة ان يقولوا بأن الحسن إمام ضلالة وهو في الفريق الذي يصلى السعير؟

 

وقد جاءت بيعة قيس بن سعد أيضا في مصنف ابن أبي شيبة قال: «30581 – حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَ عَلِيٍّ مُقَدِّمَتَهُ ، وَمَعَهُ خَمْسَةُ آلَافٍ قَدْ حَلَقُوا رُءُوسَهُمْ بَعْدَمَا مَاتَ عَلِيٌّ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَسَنُ فِي بَيْعَةِ مُعَاوِيَةَ أَبَى قَيْسٌ أَنْ يَدْخُلَ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: مَا شِئْتُمْ؟ إِنْ شِئْتُمْ جَالَدْتُ بِكُمْ أَبَدًا حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ ، وَإِنْ ‌شِئْتُمْ ‌أَخَذْتُ ‌لَكُمْ ‌أَمَانًا ، ‌فَقَالُوا ‌لَهُ: ‌خُذْ ‌لَنَا ‌أَمَانًا ، فَأَخَذَ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ كَذَا وَكَذَا وَلَا يُعَاقَبُوا بِشَيْءٍ ; وَإِنِّي رَجُلٌ مِنْهُمْ ، وَلَمْ يَأْخُذْ لِنَفْسِهِ شَيْئًا ، فَلَمَّا ارْتَحَلُوا نَحْوَ الْمَدِينَةِ وَمَضَى بِأَصْحَابِهِ جَعَلَ يَنْحَرُ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا حَتَّى بَلَغَ»

«مصنف ابن أبي شيبة» (6/ 190 ت الحوت)

قال الشثري: «صحيح»

«مصنف ابن أبي شيبة» (17/ 117 ت الشثري)

 

وفي أنساب الأشراف قال: “«حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا وهب بْن جَرِير بْن حازم، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن سيرين يقول:

لما بايع الحسن معاوية، ركب الحسن إليه إلى عسكره، وأردف قَيْس بْن سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ خلفه، فلما دخلا العسكر قَالَ النَّاس: جاء قيس جاء قَيْس، ‌فلما ‌دخلا ‌عَلَى ‌مُعَاوِيَةَ ‌بايعه ‌الحسن ‌ثُمَّ ‌قَالَ ‌لقيس: ‌بايع. فَقَالَ قَيْس بيده هذا وجعلها فِي حجرة ولم يرفعها إِلَى مُعَاوِيَةَ!!! وَمُعَاوِيَة عَلَى السرير، فبرك مُعَاوِيَة عَلَى ركبتيه ومد يده حَتَّى مسح عَلَى يد قَيْس وهي في حجره»

«أنساب الأشراف للبلاذري» (3/ 50)

 

فهذا أمر الحسن لقيس بن سعد بالبيعة وهذه بيعة قيس لمعاوية فإما أن يرفض الشيعة قول قيس في معاوية وتنتهي شبهتهم، وإما أن يقبلوه فيكفرون قيسا لأنه بايع الوثن وعندها يسقط طعنه في معاوية إذ الكافر لا قيمة لكلامه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ثالثا: لم تكن هذه اخلاق معاوية رضي الله عنه، ومعلوم ان معاوية كان احلم الناس وقد الف ابن أبي الدنيا كتابا في حلم معاوية، لكن الشيعة ينسبون تلك الأخلاق لعلي بن أبي طالب، فقد جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتب الشيعة أنه كان يجلس في المسجد فيطعن في الأعراض، ويفحش في الرد ولا يلين للناس.قال الكليني : ” 538 – محَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَذَكَرَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ دَوْلَتَهُمْ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِنَّمَا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَهُمْ وَ أَنْ يُظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى يَدَيْكَ فَقَالَ مَا أَنَا بِصَاحِبِهِمْ وَ لَا يَسُرُّنِي أَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُمْ إِنَّ أَصْحَابَهُمْ أَوْلَادُ الزِّنَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ سِنِينَ وَ لَا أَيَّاماً أَقْصَرَ مِنْ سِنِينِهِمْ وَ أَيَّامِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَأْمُرُ الْمَلَكَ الَّذِي فِي يَدِهِ الْفَلَكُ فَيَطْوِيهِ طَيّاً ” الكافي – الكليني – ج 8 ص 341

أليست كلمة أولاد الزنا فحشا في القول وسوءا في الأخلاق ؟

قال شيخهم الصفار : ” حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن الحرث بن حصين عن الأصبغ بن نباته قال كنا وقوفا على رأس أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وهو يعطى العطا في المسجد إذا جائته امراء فقالت يا أمير المؤمنين عليه السلام أعطيت العطا جميع الاحياء الا هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا فقال لها اسكتي يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلق أو يامن لا تحيض كما تحيض النساء قال فولت ثم خرجت من المسجد فتبعها عمرو بن حريث …. ”

– بصائر الدرجات – محمد بن الحسن الصفار – ص 377 – 378

 

وفي رواية أخرى قال: “فنظر إليها فقال لها : يا سلفع يا جريئة يا بذية يا مذكرة ، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء ، يا التي على هنها شئ بين مدلى”.

– بحار الأنوار – المجلسي – ج 41 – ص 293 – 294

 

فإن لم يكن هذا فحش وسوء أخلاق فليس في الدنيا فحش ولا سوء أخلاق، هذا فضلا عما نسبوه لعلي في سبه لمعاوية من الألفاظ التي لا يجوز لنا تنجيس كتابنا بذكرها والله المستعان عليهم .

قناة اليوتيوب

مواضيع شبيهة

أراد معاوية نقل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام .

والحمد لله رب العالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.