اختلاف المعصومين مع بعضهم
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة قال: كنت قاعداً عند أبي جعفر (ع) وليس عنده غير أبنه جعفر فقال: يا زرارة، إنّ أبا ذر وعثمان تنازعاً على عهد رسول اللّٰه (ص) فقال عثمان: كل مال من ذهب أو فضة يُدَارُ ويُعْمَلُ به ويُتجّرُ به ففيه الزكاة إذا حال عليه الحول، فقال أبوذر: أمّا ما اتّجر به أو دِبرَ وعُمِلَ به فليس فيه زكاة، إنّما الزكاة فيه إذا كان ركازاً كنزاً موضوعاً، فإذا حال عليه الحول فعليه الزكاة، فاختصما في ذلك إلى رسول اللّٰه (ص) فقال: القول ما قال أبو ذر، فقال أبو عبد الله (ع) لأبيه: ما تريد إلى أن تخرج مثل هذا فيكُفّ الناس أن يعطوا فقراءهم ومساكينهم، فقال له أبوه: إليك عني لا أجد منها بُدّا(٢) ..
فاتظر الى مراحة هذا الخبر في اختلاف أجوبته عليه اللام في مسألة واحدة
في مجلس واحد وتعجب زرارة .
ومن ذلك أيضا ما رواه الشيخ في التهذيب(١) في الصحيح – على الظاهر – عن سالم أبي خديجة عن أبي عبد الله (ع ) قال : ( سأل انسان وأنا حاضر فقال : ربما دخلت المجد وبعض اصحابنا يصلي العصر ، وبعضهم يصلي الظير ؟ فقال : أنا امرتهم بهذا ، لو صلوا على وقت وأحد لعرفوا فاخذ برقابهم ) وهو أيضاً صزيح فى المطلوب ، إذلا يخفى أنه لا تطرق للحمل هنا على موافقة العامة ، لاتفاقهم على التفريق بين وقتي الظهر والعصر ومواظبتهم على ذلك .
وكانَ الرضا عليَّ بن موسى عليهما السلامُ يَكْثُرُ وَعْظَ المأمونِ
ودَخّل الرضا عليه السلامُ يوماً عليه فرآه يَتَوَضَّأُ للصلاةِ والغلامُ يَصُبُّ على يدِه الماءَ، فقالَ : «لا تُشْرِكْ – يا أميرَ المؤمنينَ – بعبادةِ ربّك أحدا» فصَرَفَ المأمونُ الغلامَ وتَوَلَى تمامَ وُضوئه بنفسِهِ وزادَ ذلك في غَيْظِهِ ووَجْدِهِ .
(١) حدّثنا عليّ بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليا السلام قال: قلت يكون الإمام يُسأل عن الحلال والحرام فلا يكون عنده فيه شيء، قال:
لا، ولكن قد يكون عنده ولا يجيب.
ودَخّل الرضا عليه السلامُ يوماً عليه فرآه يَتَوَضَّأُ للصلاةِ والغلامُ يَصُبُّ على يدِه الماءَ، فقالَ : «لا تُشْرِكْ – يا أميرَ المؤمنينَ – بعبادةِ ربّك أحدا» فصَرَفَ المأمونُ الغلامَ وتَوَلَى تمامَ وُضوئه بنفسِهِ وزادَ ذلك في غَيْظِهِ ووَجْدِهِ .
جعلت جارية لعلي بن الحسين عليه السلام تسكب الماء عليه وهو يتوضاً للصلاة
فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل، لامتزاج أخباره بأخبار التقية، كما قد اعترف بذلك ثقة الاسلام وعلم الأعلام (محمد بن يعقوب الكليني
فصاروا صلوات الله عليهم – محافظة على أنفسهم وشيعتهم – يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد
مواضيع شبيهة